( واشتريتُ الــوهــم )

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بقايا أمنيه
    النجم الفضي
    • Sep 2008
    • 1027

    ( واشتريتُ الــوهــم )

    .. تطير خيالاتي فوق السحاب , جاذبة معها آخر أنفاس الرضا بداخلي , رباااه

    متى أفيق من سكرة الرومانسية الحالمة ؟ , إلى متى تتقاذفني أمواج

    السذاجة البلهاء ؟!

    أحقاً ساذجة أنا ؟! و منذ متى ؟!

    منذ أن أعلنت الحرب ، و عزمت على وأد كل مشاعري المرهفه , عندما

    أدعيت الواقعية , الصلابة , العقل ..

    عندما .... طُعنت في أملي , في برائتي , في حبي " خالد" ...!

    .. .. ..

    ابو طلال عمدة الحارة , رجلٌ شهم , كريم , غني , معطاء , يقصده ذوي

    الحاجات من كل فج عميق , يفرج المكروب , و يعين الملهوف , و يفك الأسير

    له ثلاث زوجات , وأبناءٌ كُثر , عشرة من الذكور , و ثلاث من الإناث ..

    " خالد " الإبن الاوسط لأبو طلال , شابٌ خلوق , هادئ الطباع , متواضعٌ جداً

    - خلافاً لإخوته - له إهتمامات متنوعة , ثقافيه , رياضية , وسياسية في

    الغالب .. أصدقاءه كثر , بسطاءَ جداً , يزورهم , يخالطهم , و يتفقدهم , رغم

    الفارق الشاسع بينه وبينهم .. " ألم أقل لكم إنه متواضعٌ جداً "

    الأهم من هذا كلِه أن " خالد " كان فارساً لأحلامي التى لا تحوي سواه ..!

    أحبه حباً خالط شغاف القلب , و أمتزج بأوردة الدم , وأنسابَ بين حنايا الروح

    وجعل مني تمثالاً للعشق , أنام وأصحو و عشقه ينمو كجنين داخل سويداء

    الفؤاد .. !

    - قابلت " خالد " مرات عديدة , في منزلهم الكبير والذي يضم زوجات أبو

    طلال جميعهن , كنت أذهب هناك مع أمي , التى تبيع العود على أم طلال

    كثيراً ما كنت أراه يجلس مع أمه يضاحكها ويمازحها , و ما أن يرانا حتى يقوم

    هاماً بالخروج , و يقبل رأس أمي ويدعوها بــ خاله ..! لله دره ما أكرمه وأنبله .

    احياناً يجلس يقلب بضاعة أمي ويشتري شيئاً أعلمُ يقيناً انه لا يريده , وإنما

    رغبة بالمساعدة لنا ..

    - كلما ذهبنا إلى منزلهم العامر , تجلس أمي مع أم طلال , تعرض عليها أنواع

    العود التى تعدها , وأناا أقلب بصري بين جنبات منزلهم علني أظفر بشيء

    يخص " خالد" , و كثيراً ما أحظى بمرادي ، هنا كتبه , حاسوبه ، شماغه ,

    هاتفه الذي دائماً ما ينسى أخذه ..!

    أتحسس أشيئاه , بخفقات قلبي قبل يدي , لولا الحياء لقبلت كل ما يخصه

    وأحتضنته , تناولت أحد كتبه ، سألت أم طلال عامده : خالة هل يمكني أخذ

    هذا الكتاب ؟ تجيب : بكل تأكيد , فهو لخالد , ولا أظنه يحتاجه , فخالد يجلب

    الكتاب ولا يتركه حتى يلتهم كل حروفه ." تتعالى ضحكات أمي وأم طلال ,

    وانا أغرق بمشاعري ، كم حلمت أن يكون زوجي مثقف يحب القراءة بنهم مثلي "..

    - أخذ الكتاب , الذي أقرأه ثلاث مرات أو أكثر , لسبب واحد فقط : لأنه لخالد!

    أحتاج مساعدة في بحثي ، أصر على امي لنذهب لأم طلال ، لأطلب منها

    أن تقول لخالد يساعدني " كنت أحاول لفت إنتباه خالد بأي طريقة كانت "

    يمدني خالد بمراجع كثيرة , أخذها ، نعود للبيت ....

    علاقة سطحية جداً , وبوسيط , لا تروي ظمى عشقي أبداً ..! أرجوك ياخالد

    اشعر بي , أنا لا أحتاج كتب , أفهم ... أحتاج , أحتاجك أنت ..!

    - أسرح بخيالي بعيداً , ربااه ما الذي يمنع أن تجمعني به , إنك قادر على كل

    شيء ، يغلبني يأسي فاناااام , وأرى في المنام خالد , أسرع لمن يعبر لي

    رؤياي ، لمن يقول لي : إنه خالد ..!

    " مع شدة عشقي كنت موقنة أن الأرض لا يمكن أن تلتقي مع السماء , وأن

    الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر , لكن قلبي عصي .. "

    .. .. ..

    بعد غد ، زواج مريم ، أخت خالد , دعونا للحفل , كنت سعيييدة جداً , تكلفت

    كثيراً , و أرهقتُ أمي لتوفر لي ثمن تكلفي , مسكينة أمي دفعت لي حصاد

    شهرين من الجري والكد .. شكراً أمي ..

    - في الحفل رايتها , كانت جذااابة جداً , أنيقة جداً ، أخوات خالد يحطنا بها

    وأم خالد ترحب بها , دفعني الفضول لمعرفتها ؟!

    عرفتها " مها" إبنة خالة خالد , تقيم في دولة أخرى , كل هذا لايهم ..

    ما أوجعني بحق , أنها " خطيبة خالد " كيف ومتى ؟! لا أدري ..!

    حبيبة خالد كما كنا يمازحنها أخوات خالد ..

    ثاار الكبرياء , هرعت مسرعة لأمي ، أرجوها أن تجعلنا نغادر الحفل و حالاً ..

    خرجنا وأمي تلعنني و تشتمني , أمي وجدت علية القوم هناك , و أخذت

    تقيم العلاقات وتوهمهم أنها أجود صانعة للعود ..!

    كنت أنزف وبقوة , وأمي تصرخ بوجهي وتقول إني قطعت رزقها " أي رزق

    يا امي وهل لأمثالنا رزق ؟! " تصرخ : أستغفري ربك , أستغفر الله ، وأصمت

    فلا يحق لنا إلا الصمت ..!

    تحسرت كثيراً على ثمن الفستان ، الحذاء ، ليتني أبقيت ثمنه لأمي فهي

    أحق به ، ليتني وفرته لفاتورة الكهرباء التى ترهق أمي كثيراً ..

    " ليت ، ليت ، ليت ، لا شيء يرديني مثل ليت "


    ( للحكاية تتمه ..)
  • وعود الخير
    رئيسة أركان الأطباق
    • Nov 2003
    • 51980

    #2
    سألتزم الصمت ....
    كي لا يتحقق قول
    زرعنا لو ....وحصادنا كان يا ليت

    بالإنتظـــــــــار


    تعليق

    • ≈ احـتِـوٍآءْ ≈
      مشرفة ملتقى الإخاء
      • Dec 2008
      • 23309

      #3
      ::

      ما أروعك
      أتابع بشغف
      سارعي بالتتمة



      تعليق

      • إيمآن
        زهرة لا تنسى
        • Feb 2008
        • 4229

        #4
        كل منا اشترى وهمه الخاص به
        وبطلتنا اشترت وهمًا... من تلك الأوهام
        بانتظار نتائج فعلتها

        متابعة بشغف يا رقيقة الحرف
        **دخول متقطع...دعواتكم**

        تعليق

        • مليش غير ربنا
          عضو نشيط
          • May 2011
          • 130

          #5
          توقف قلمى امام كلماتك الراقيه

          والتى سطرت بمشاعر صادقه وقلب يحمل كثير من الاحاسيس المرهفه

          فشكرآ لك بحجم السماء على هذه القصة الجميله كجمال روحك وبوحك ومشاعرك العذبه

          دعواتى لك


          وفى انتظار التكملة بشغب

          تعليق

          • بقايا أمنيه
            النجم الفضي
            • Sep 2008
            • 1027

            #6
            ،،

            وعود الخير ، عهد الأماني

            القارئة ، مليش غير ربنا

            شكراً جزيلاً رفيقات ..

            ،،

            تعليق

            • بقايا أمنيه
              النجم الفضي
              • Sep 2008
              • 1027

              #7


              كبـــــــرت .. في ليلة الحفل ، عشرون عاماً ، " صدقوني "

              تعلمت في ليلة واحدة فقط ما يمكن أن أتعلمه في عشرين عام ، تولدت بداخلي قناعات

              كثيرة ، و محيت آخرى ..

              لملمتُ جراحي ، و ملاءتُ قلبي رضا ..

              ( أجملُ ما في الأمر أني أصبحت حرة ، بعد أن كنت أسيرة لهواه ، اتحرك بلا قيد

              كما أشاء ، لا أملٌ كاذب ولا حلمٌ مستحيل ، ولا مراعاة لأحد حتى لو كان ... خالد

              فقد أصبح لا يعنيني " أقسم " )


              - خرجت من ظلام غرفتي ، إلى فناء البيت - حيث تجلس أمي - ياااه أحسست وقتها

              أني ولدت من جديد ، اني فراشة خرجت للتو من شرنقتها الدافئة إلى عالم .. باارد

              فرحت أمي بي ، فهي غارقة بعملها - صناعة العود - طلبت مني أن أطبع بطاقاتها

              لتلصقها على كل علبة ، كيف لا وهي أجود صانعة عود - كما توهم زبائنها - ؟!

              ( ههه مسكينة أمي ، هي لا تريد أن تخدع ، هي تريد أن تعيش ..! )

              لكنها مذهلة ، حصدت عشرات الزبائن في لقاء لا يزيد عن الساعتين فقط ..

              ليتني مثلها ..! إصرارها ، عزيمتها ، كفاحها نبذها للكبرياء الكذوووب .

              .. .. ..

              ذهبتُ مع أمي لأم طلال - هذة المرة بصفة مختلفة - لأعيد كتبه ، مراجعه ، لا حاجة لي

              بها بعد الآن ، كلها مخلفات تجربة فاشلة ، و حلم وردي بعيد المنال ..

              رأيته - كالعادة - خارجاً من بيته ، لم أسترق النظر إليه ، ولم أهتم إلى أين ذاهب ،

              كانت الكتب ثقيلة جداً ، لأول مرة أشعر بثقلها ، وقد حملتها مراراً وتكراراً قبل هذا ، بكل

              سعادة وخفة ، لأنها كانت رمزاً لحلمي ، كانت تلك الكتب بإختصار " خالد " ..!

              ( آآآ ه يا خالد .. لم أحظى منك بأكثر من كتب ، وقد وهبتك الكثيير والكثثير فلا أعز من

              قلبي وهبتك إيااه ..)

              - دخلنا بيت أم طلال ، كل المعاني تغيرت ، أم طلال ، أبو طلال ، وبيت أم طلال ، كل

              شيء حمل معنى مغاااير ، حتى أنا إستيقضت من حلمي لأبصر الواقع بوضوح ، الحمد

              لله على كرمه ، دخلت بيتهم بقلب مستقر ، بلا خفقان أهوج ، وروح متزنة بكبرياء ..

              لم أختلق المواضيع لأسال عنه ، لم أتفقد أشياه وأتحسسها ..!

              ركزت كثيراً بحوار أمي مع أم طلال " لأول مرة " بعييداً عن الأحلام .

              سمعتها تشتكى من ضرتها " أم حسن " ومن أبو طلال ، ههه ثلاث ضرائر عجائز

              تدور بينهن معارك طاحنة لأسباب واهية جداً ، ورغبة كل منهن الإستيلاء على ابو طلال

              الرجل الذي تجاوز الستين ..

              ( يال طمع النساء ..! ألا يكفي ماهن فيه من رغد العيش ، و مثالية الأبناء ، وحسن

              عشرة من أبو طلال ، أدرت بصري لأمي المسكينة والتى تعاطفت مع أم طلال ، وهي

              أحق بالشفقة منها ؟ ومع هذا لم تشتكي ..)

              واشرت إليها أن هيا للمغادرة ، لكن أم طلال أصرت أن تتناول معها أم الغداء ، وحضرت

              بقية الضرائر " ام حسن ، ام ماجد " وبدأ الهمز واللمز ، يال السخف ، العمر يمضي بهن

              بلا فائدة ترجي ، ليتهن يتفرغن لعمل أكثر نفع " الم أقل لكم اني كبرت عشرين عام في

              ليلة واحده " ..!

              - حاولت كل من الضرائر جذب أمي إلى صفها ، وكل منهن تمثل دور ضحية لآخرى ،

              أستاءت أم طلال ، أرادت أمي تهدئتها ، فصرخت بوجه أمي ونهرتها .. أنا لم أحتمل

              المشهد ، صرخت مثلها ، دافعت عن أمي بقوة ، تراشقنا الألفاظ ’ ثم ......

              طردونا ، دون أن نأخذ ثمن ما أخذوه من بضاعة ، شعرت بالظلم الذل البغض الشديد

              لبيت أبو طلال وكل ساكنيه ..

              - في ليلة آخرى : جاءت خادمتهم معها ثمن ما أخذوه وأكياس آخرى " صدقات من ابو

              طلال كالعاده فهو الذي يتفقدنا بين الحين والاخر ، يبدو أنه أفتقد أمي " ..

              أمي لم تكن موجوده ، كعادتها في بيت إحدى زبوناتها ( لا أحد يستغني عن خدماتها

              ولا أحد يعترف لها بالفضل ,, ما اجحد الإنسان ..)

              أخذت ثمن البضاعة، ورددت صدقاتهم " الم اقل لكم ثاار الكبرياء " ..!

              - في صباح اليوم التالى : جاء ابو طلال متسائلاً عن رد هديته كما يسميها حفاظاً على

              مشاعرنا ، الكريم لا يرد ، فكيف رددناه ؟! أعتذرت أمي واقسمت أنها لا تعلم ..

              خرجت لأبو طلال ، وقفت أمامه بعزة وثقة ، قصصت له كل ماكان من أهل بيته ، أخبرته

              أنا بشر ، نأكل من عرق جبين أمي ، لا صدقة من أحد يتبعها منه ..

              قفز أبو طلال من مكانه ، وقد أشتاظ غضبا على زوجاته ، أنا شعرت بالفخر أو لذة الإنتقام

              لعنتني أمي فأنا دائما ما أفسد علاقاتها كما تقول ..

              (هه مهلاً يامي مهلاً ، سأبني علاقة لا تهدم ، وعزاً لا يزول ، بحق وشرف ، بلا كد وذل

              سأفعل مالم تفعليه طوال سنوات العمل يامي .. فقد أمهليني قليلاً ، قليلاً فقط ..!)

              .. .. ..

              " يتبـــــــــــع ..."

              تعليق

              • وعود الخير
                رئيسة أركان الأطباق
                • Nov 2003
                • 51980

                #8
                صدق من قال القناعة كنز لا يقنى

                حين يذوب ثلج الوهم تسطع أرض الحقيقة

                وما زلت متابعة...

                بالإنتظـــــــــار


                تعليق

                • ام البنين1977
                  كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
                  • Jun 2005
                  • 11044

                  #9
                  لذيذة ..

                  تلذذت بكل كلمة وكل فقرة ..

                  ما زلت أنتظر يشغف قصتك الجميلة بكل معاني الشوق
                  حسبي الله و نعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ...
                  حسبي الله و نعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ..
                  حسبي الله ونعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ...
                  حسبي الله ونعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ..
                  حسبي الله و نعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ...
                  حسبي الله و نعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ...
                  حسبي الله و نعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ...
                  لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ...






                  [

                  ]

                  تعليق

                  • زورو المصرى
                    عضو نشيط
                    • May 2011
                    • 439

                    #10
                    اسمى انواع الحب تحدث من طرف واحد لان المحب بينى ويشيد حبه حتى يصل
                    عنان السماء وفجاه يتذكر انه لم يضع الاثاث فمازا يحدث

                    تعليق

                    • بقايا أمنيه
                      النجم الفضي
                      • Sep 2008
                      • 1027

                      #11

                      ,,

                      - في اليوم التالي ، عاد ابو طلال يستسمح من أمي ومني ، استقبلته بسعاادة

                      غامرة ، وشعور لذيذ بالإنتصار ، اسرعت إليه حاملة دلة القهوة اسقيه منها

                      بخفة و دلال وشيئاً من غنج ..!

                      مرة تلو آخرى ، تجر آخرى وآخرى حتى أدمن ابو طلال رؤيتي وغنجي واهتمامي به

                      " نقطة ضعف ابو طلال النســــــــاء .. مع انه تجاوز الستين ..؟! "

                      كم مرة ياتي إلينا متعباً فاقوم مسرعة أحضر الزيت الدافيء بروائح عطره ، ادلك كتفيه

                      وقدميه ، كان يرفض لكن أصر عليه فيعجز عن مقاومتي ههه << لقد وقع اسيراً

                      بعشقي ..!

                      - كانت لحظة سعيدة جداً حينما فاتح ابو طلال امي بموضوع خطبتي لنفسه ..

                      رفضت امي لكني اناا وافقت " لا خيار آخر ولا سعادة غير الزواج به " ..!

                      تزوجت ابو طلال واذعن جميع ابناءه لأمره ، حتى نسائه لم تجرؤ إحداهن على منعه

                      دخلت بيتهم ( عفواً أقصد بيتي ) يدي بيد ابو طلال ..

                      معززة مكرمة ، الجميع تحت آمري ، لا احد يستطيع تجاوز الحدود معي ..

                      " شعور جمييل جدا أن يحترمك الجميع رغماً عنهم " ..!

                      لم ارى ابناءه ، عرض علي ابوطلال مقابلتهم ، وافقت لكن بشرط أن اقابل كل اسبوع

                      اثنين منهم فقط حتى اقابلهم جميعاً ، تسأل ابو طلال عن السر في ذلك ؟

                      جاوبته بدلال وخجل اني اخجل منهم فهم أكبر مني جميعهم .. !

                      قهقه ابو طلال بفرح ونشوة ، كيف لا وقد نبهته انه تزوج بقتاة جميله تصغر ابناءه جميعهم

                      - كادوا ابناءه يزلقوني بابصارهم كلما رأوني , حتى ان تشاجر احدهم مع امه غايضها

                      بقوله أني اجمل منها واصغر ومتعلمه ..!

                      حاولت كسب ابناءه ، احادثهم و احترمهم وابارك لهم كل مناسبة ، اتفقدهم واسال

                      عنهم ، بدلال واهتمام متصنع ، لدرجة جعلت الغيرة تثووور بقلوب زوجاتهم ..!


                      ( اقسم ليس بينهن من تضاهيني جمالاً و دلالاً و عقل وذكاء ، ليس غرور مني

                      لكنه الحق وربي ، هنا كان سر المي .. لما انا ضاع مني كل شيء ..

                      حتى حق الزواج بشاب بعمري احبه اهواه ويبادلي الشعور ..؟!

                      لم يكدن لي و يظهرن العداء نحو ، لم لا يشكرن فضل الله عليهن ، ويلتفتن لم بين ايدهن

                      من نعمة صحة ، و ابناء ، وازواج محبين في عمر الشباب ، وترف ورغد عيش ، واستقرار

                      عاطفي ، و نعمة لا تحصي ..!

                      لا يعرف النعيم إلا من جرب الجحيم بحق .. )

                      - كنت اتمنى لو اني مكان احداهن ، مرة يقودني املي لأكون زوجة لطلال ، و مرة

                      يقودني زوجة لماجد ، ومرة لحسن ومرة ومرة ... الى ان يصل بي لواقعي البغيض

                      واعرف اني لست سوى زوجة لأبو طلال ..

                      فتنهار كل الآمال بداخلي ، وتتحطم الأحلام ، وينتحب القلب اسي ، فاهرع لابو طلال

                      محاولة ان اشبع نفسي ودواخلي وحاجتي به ..

                      اغض طرفي عن كل عيوبه ، حتى عن ذاك البياض الذي يكسو شعره وشاربه ودقنه ..

                      حتى عن انينه وتوجعه كلما قام أو قعد ، أو اضطجع .. !

                      حتى عن ........... عن ........ ضعفه الــــ .... الحمدلله انا من اخترت بل لم يكن لي

                      خيار ، كان الواقع جبار وجداً ...

                      - كتمت اوجاعي كعادتي ، و حاولت تعويض نفسي بالمال والخروج و الاناقة ..

                      فتثور غيرة ضرائري العجائز وحنقهن علي .. مع انهن يعلمن علم اليقين اني لا انتفع

                      من ابوطلال بأمر يستحق غيرتهن العمياء تلك ..!

                      - في صباح يوم عيد بائس ، اخبرني ابو طلال ان في المساء خطبة خالد لمها ..!

                      ( يال الوجع القاتل ، اي نبأ اسود نبأني به ؟! ظننت ان نسيت عشقي المحموم له

                      واني اقوى من كل المشاعر ، لما اذا بكيت كطفلة يتيمة غرقت في بحور الظلم ..

                      اسرعت لأرى خالد ، الذي كان يتاملني بشقة ورحمة ليست غريبة على قلبه الطيب

                      وحده خالد ، من كان يقف معي يأزرني ، يمد لي العون بكل ما استطاع ..؟!

                      وحده خالد كان يعرف ان زواجي من والده _ خطأ _ وان شيئا ما دفعني له ..!

                      وحده خالد من كان يرى أن لي حق في الحياة لا يقل عن حق غيري مهما اختلقت

                      المستويات والظروف ، وحده خالد من كان يري اني ضحية ..!

                      وحده خالد من كان يفهم كل شيء عني إلا شيئاً واحد _ أني شغفت به حباً _ )


                      - خالد كان سعيد جدا في تلك الليلة ، وكانت مها اسعد منه .. هنيئاً لها خالد ..

                      مرت ايام وخالد غارق مع مها في احلامهم الوردية , وانا غارقة في كابوسا اسود

                      كلما افقت منه عدت إليه من جديد ..!

                      لا يعلم مابي الا خالقي ، حتى خالد نسيني ونسي كل اهتمامي به ..

                      ونسيت انا ان خالد محرم علي للأبد ..؟! واني زوجة لأبيه , واني احمل في رحمي

                      أخته ..!

                      - سافر خالد بزوجته ، واكتست الحياة السواد ، و غاب عني كل طيف جميل ، واعتزلت

                      العالم في غرفتي ، اصلي واذكر الله وادعوه ان يلطف بي ..!

                      حتى جاء وقت المخاض ، و اشرقت " مي " ابنتي ، حملتها بين ذراعي بقلب ميت

                      شعرت انها ليست مني ، ليست لي ، لا اوريدها ، رايت فيها والدها ابوطلال ..

                      الذي طااار فرحاً بها ، وقال انها تحمل الكثير من ملامحي ..!

                      - " مي " لا تحمل شيئا جوهريا مني ، الكل يحملها ، يدللها ، اخوانها ، اخواتها ،

                      احفاد ابو طلال وابو طلال ايضا .. مي لا تحمل الا لون بشرتي وشعري الحرئري

                      وعيناي الواسعة ، وانفي المستوى بدقه ..!

                      اري فيها جمالي البائس ، الذي لم يشفع لي بحياة هانئة وعيش دافيء ..

                      كانت عصفورة جميلة بين اخوانها الذين لا يحملون ربعا من حلاوتها ..!

                      ( مي هي الحقيقة الوحيدة التى ظفرت بها هدية ، مع ما شريته من وهم )

                      - عاد خالد من سفره ، راي "مي " حملها ، قبلها ، وضعها في حجره ، يتأملها ،

                      يناغيها ويلاعبها ، ويقول انه سعيد باخته الجميلة الصغيرة ..!

                      ( كأن الأولى ان تكون ابنتك يا خالد ، هرعت هاااربة من نفسي وخالد والحياة

                      إلى بيتنا القديم إلى أمي ، رميت نفسي في حضنها ودسست وجهي بصدرها

                      ازفر عبراتي لكن .. بعد فوات الآوان )

                      تعليق

                      • وعود الخير
                        رئيسة أركان الأطباق
                        • Nov 2003
                        • 51980

                        #12
                        " شعور جمييل جدا أن يحترمك الجميع رغماً عنهم " ..!
                        قمة الألم والإحباط تربعت في عبارتك السابقة

                        طابت لي لدرجة الاندماج والتوحد معها
                        وسأعود
                        لاننا من نبني من الوهم قصورا لنسكنها
                        فتذرونا رياح الحقيقة معها




                        بالإنتظـــــــــار


                        تعليق

                        • اللورد الحالم
                          Banned
                          • May 2010
                          • 1061

                          #13
                          لا يعرف النعيم إلا من جرب الجحيم بحق
                          ,’

                          هُنا أقف إجلالاً لـِ حرفكـِ.. وأكتفي.
                          ,’
                          قلمٌ واعد بحق

                          كوني بخير يابقايا

                          تعليق

                          • بقايا أمنيه
                            النجم الفضي
                            • Sep 2008
                            • 1027

                            #14
                            وعود الخير .. شكرا لك

                            شكرا جزيلاً لك ايضاً أيها اللورد ..

                            تعليق

                            • نشوي ابراهيم
                              عضو نشيط
                              • Jun 2011
                              • 143

                              #15
                              الله ولا اجمل ولا احسن من هيك...جزاك الله خيرا

                              تعليق

                              يعمل...