و في مثل هذه الليلة ليلة الاثنين 22 مارس سنة 2005
كان لي معك موعد طال انتظار له
تسعة أشهر و انا أعد الاشهر و الأيام ...بل و الثواني
لن اقول احببتك بل اقول عشقتك قبل ان أراك
كنت أتلهف لوصول تلك اللحظة التي اعانقك فيها
و أمنح لكـ كل حبي و حناني
و أرتشف القبلات من خدودكـ
رغم أني كنت متخوفة ان أصير أما
بالرغم ان في التاسعة عشر من عمري
إلأ أني كنت أحس في داخلي أني طفلة
كنت أتساءل في نفسي كيف لطفلة ان تعتني بطفلة
كيف لطفلة محتاجة إلى حنان الأم ان تمنح الحنان
كيف لطفلة تبكي على صدر أمها ان تبكي ابنتها على صدرها
لكن حين وصلت لحظة اللقاء
لم أفكر في شيء سوى متى أحضنك
جاءتني آلآم الطلق
كنت أتألم كثيرا
آلام اولادة و آلام الغربة
الطفلة لم تجد صدر أمها لتبكي عليه
لم تجد يد أمها يطبطب على ظهرها
لكنها لم تكن شيئا أمام فرحة اللقاء
و بعد ثماني ساعات من الطلق
خرجت الى الوجود
أصبحت أما
لكن أين أخذوكـ? لم ألمحكـ سوى لثواني
أين ذهبوا بك?
و بينما أنا في دهشتي أحاول أن أستوعب ما أراه حولي
قالت لي الطبيبة
ان حالة المولود ليس جيدا
إنصدمت لم أستطع ان أسئلها ما الذى جرى
خشيت ان تجيبني بأنكـ قد مت
آه ثم آهـ ما أصعب تـلك اللحضات
لكن إيماني بالله أقوى من كل هذا
و بعد ان حملوني إلى غرفة أخرى أصبت بنوبة هيسترية
لم استوعب ماذا جري أصبحت أرتعد و أبكي
و بعد ان أعطوني مهدئا هدأت قليلا
و بعد حوالي ساعة جاء الطبيب
أخبرنا بأنكي ولدت مخنوقة لا تتنفسين
نبضات قلبكـ بطـيئـة
و الحمد لله أنهم استطاعو أن ينقضوكـ
لكن علينا أن ننتظر بضع ساعات ليطمئنو عليك
فرحت كثيرا و حمدت الله كثيرا
و في هذا أحسست و لاول مرة أني كبيرة
و كأني كبرت عشرة سنوات و في ليلة واحدة
فأنا الآن اصبحت أما و علي مسؤليات تجاهكـ
كل هذا و أنا لم أراك بعد
بعد ساعات و كانت بمثابة سينين سمحوا لي بزيارتكـ
آه ا..ول لقاء بيننا يا حبيبتي
كنت صغيرة جيدا
جميلة جيدا
رقيقة جيدا
لم أستطع حملكـ
كنت مكبلة بالعديد من اأنابيب
انابيب مختلفة احدها في أنفك اخرى في سرتكـ ....
مرت ساعة الزيارة بسرعة
و ذهبت الى غرفتي في المستشفى
و انا أنتضر مرور الثلاث ساعة لموعد الزيارة
كانو يسمحون بساعة زيارة كل ثلاثة ساعات
كانت عقارب الساعة في يدي بطيئة جيدا
كنت مشتاقة إليك كثيرا
مشتاقة رؤية عينيك العسليتين
خصالات شعركـ الذهبية
وجنتيكـ الورديتين
حملتك ولأول مرة
إحساس غريب
ممزوج بإحساس الأمومة
و الخوف عليك
كنت أراقب حركة اصابكـ
نضراتك البرئة
بعد أيام
جاء الطبيب ليخبرننا
انهم قد أجرو لك كل التجاليل و الصور الفوتوغرافية
لكنهم لم يجدو تفسيرا لما حدث أثناء الولادة
و انهم لم يستطيع تشخيص حالتكـ
فهناك إحتمال ان تموتي في أي لحظة
و يمكن إن عشت ان لا تتمكني من السمع و البصر
كانت صدمة قوية
لكن ايماني بالله كان أقوى
و بعد شهر قالو لنا الاطباء انك ستبقين في المستشفى الى الأبد
لأنه يلزمك عناية و مراقبة على مدار 24 ساعة
لكني رفضت و تعهدت للمستشفى بالإعتناء بك
وافقو الأطباء بعد ان رأو اصراري رغم صعب هذه المسؤلية
طفلة مريضة
لا ترضع سوى بواسطة أنبوب عبر اأنف الى المعدة
كل ساعتين تقريباا يلزمها شطف البغم بآلة خاصة
كل هذا و انا لازلت متشبثة بالوعد الذي وعدتكـ
اني سأكون دائما الى جانبكـ و ارعاكـ
بعد ان تعلمت كل ما يلزم للإعتناء بكـ
أخذتـكـ للبيت
كنت أما و ممرضة في نفس الوقت
لم اتكلل يوما
فكونك بجانبي يكفني
رغم صعب المسؤليات
فنضراتك تنسيني كل المتاعب و الصعب
في كل يوم أراك تكبرين
و كل يوم أتمنى ان أسمع كلمة ماما منكـ
كنت تبصرين لكن لا تركزين
كنت تسمعين ندائي فتضحكين
لكن لم تكوني طفلة طبيعية
كسائر الأطفال
حالتكـ نادرة
و لم يجدوا لها تشخيص
السمع جيدو البصر جيد
لكنك لا ......
و بعد 15 شهرا رحلتي
رحلتي إلى الرفيق الأعلى
تركتني وحيدة
تركتني يتيمة..........
الروابط المفضلة