الحوار راقٍ كرقيكن.. وكلماتكن الرقيقة تشدني للمشاركة بقوة..و
المواقف المذكورة أكثر من رائعة فبارك الله فيكن.
قِفِي قليلاً معَنا .. و شاركِينا تَجرِبتكِ ..
لعلّنا بهذَا نصِلُ إلى أفضَلِ الأسَالِيب لتقديمِ النّصيحَةِ ..
1 - فِي البدَاية .. ماذَا تحمِلِينَ في قَلبكِ لِمنْ تَرينهَا علَى خطأ ؟
بصراحة على حسب الشخص, فإن كانت أختي أو قريبة لي أحس بحزن شديد في نفسي وغيظاً لا أستطيع كظمه ولو دقيقة واحدة. أما إن كانت غريبة عني كامرأة في السوق لا أعرفها ينتابني حزن شديد وأتمنى لو أتمكن من الكلام معها كأني أعرفها لأوضح لها الخطأ وأنصحها لكني بصدق أخشى أن ألاقي ردة فعل تحزنني وأتمنى أن أتجاوز هذه النقطة.
2 - كيفَ تُقدّمِينَ النّصيحَةَ لمنْ يحتاجَها ( أيّاً كانتْ : أمراً بالمعرُوفِ أو نَهياً عن المُنكَر ) ؟أبدأ دوماً بالحلم و الكلام الرقيق والتوجيه السمح وتوضيح جوانب الخطأ والإثم وضرره لو استمر عليها في دينها و دنياها وخاصة مع أخواتي كوني أكبرهن وأحاول دائماً استعمال أسلوب الترهيب و الترغيب و ألاحظ بأنه قد يأتي بنتيجة وليس أفضل من قول ربنا في أسلوب النصح:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )
وقوله تعالى (وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )
و أيضاً فإن سوق المثل يفيد في نصح المخطئ وكذلك ذكر القصص و العبر منها..
قال تعالى (وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ )
فلو كنت لا أريد توجيه الكلام لها بشكل مباشر فالقصة تفيد وتأتي بالمعنى كاملاً غير منقوص دون أن أخلق حساسية بيني و بينها لو كانت من الناس الذين لا يحبون أن توجه النصيحة لهم بشكل مباشر.
3 - هلْ غيرتُكِ على الدّينِ تدفَعكِ للتّصرُفِ بأسلوبٍ قدْ يؤدِي لِمُنكَرٍ أكبرَ مِنه ؟أغار على الدين بشدة ولكن لا أحاول أن أستثير بنصيحتي من أمامي خصوصاً لو كانت امرأة غريبة.. وإن أحسست بأني لو نصحتها فلن تلاقيني إلا برد قبيح أحتسب عند الله و أحاول أن أغير المنكر بأضعف الإيمان بقلبي.. ولكن لاأنكر أني أحس بتأنيب الضمير لأني لم أحاول تقديم النصح.
4 - هل تقبلينَ النّصِيحَةَ مِمَنْ هِيَ أقلَّ منكِ عِلمَاً أو مَكَانةً ؟
نعم عندما يكون الأسلوب مؤدباً وفيه خوف علي.. لطالما نصحتني أختي التي أصغر مني وكثيراً ما لجأت إليها أطلب المشورة.
ليس الأمر بالمكانة أو العلم الدنيوي إنما هناك ناس لديهم نظرة في الحياة و أفق بعيد على الرغم من حداثة سنهم فما المانع من أن نقبل نصيحتهم في أمورنا الدنيوية وآخرون بلغوا بفقههم وعلمهم في الدين على حداثة سنهم مالم نبلغه وقد طالت أعمارنا فهل نرفض نصيحتهم في أمور ديننا؟ بالطبع لا, بل نقبلها بكل رحابة وبشاشة ولاننظر أنفسنا بأننا لا نخطئ وبأننا من ينصح ولايجوز أو يحق لأحد أن ينصحه..للنزع من نفوسنا هذا الكبر..
5 - ماشُعورَكِ إذا لم تُقبَل نصيحتكِ ؟ .. وماهُو السّببُ برأيكِ لعدَمِ قُبُولِها ؟
أحس بحزن عظيم يجتاحني وضيق في صدري لا يوصف وغصة خانقة مؤلمة وخاصة لو نصحت أكثر من مرة الشخص نفسه وعاود الخطأ عينه وخاصة أخواتي لخوفي عليهن..السبب ربما أن أسلوبي لم يرق ذلك الشخص أو أنني أخطأت في طريقة توجيه النصيحة و انفعلت بشكل أدى إلى مفعول سلبي ..ولكن العناد سبب آخر مهم في رأيي في عدم قبول النصيحة..سبحان الله بعض الناس تكلمهم كأنك تكلم حجراً أصماً لا يسمع ولو بقيت تعيد ما تقول دهراً لا يلتفت لكلمة مما تقول و كأنك تهمس في الطاحونة فمن سيسمع همستك تلك والعنيد هذه حاله فلو صدق نصيحتك لا يعمل بها عناداً و عناداً فقط وبعضهم يجادل و يجادل ليثبت أنه ليس على خطأ و انني أضخم الأمر وأجعل له ذيولاً و تلابيب والأمر واضح وضوح الشمس لكن العناد يجعله عمياً عن الشمس.
6 - خِتاماً لِلفائِدة .. هَل لكِ أنْ تذكُرِي تَجرُبَةً طيّبة في تقدِيمِ النّصيحَةِ ، مرّتْ بكِ أو بِغيركِ وكانَ لهَا بالغُ الأثر .. في تجربتي كنت أنا المنصوحة و الناصحة أخت في الله لاأعرفها ..
كنت قد دخلت المشفى للولادة وبعد أن قبلوا أوراقي طلبوا مني تبديل ملابسي وارتداء ثياب العمليات وللعلم ثوب العمليات عبارة عن قميص فضفاض موصول بأربطة غير مخاط يصل للركبة و شرشف تلقيه المريضة على نفسها, يومها كانت الأسرة مشغولة واضطررت إلى الانتظار من قبل الظهر إلى بعد العصر في غرفة المعاينة على السرير..
عندما دخل وقت العصر دخلت الغرفة نساء اثنتان تريدان الصلاة وسألنني عن اتجاه القبلة فقلت لهما وصلتا وأنا على سريري _لم أصل يومها الظهر لقصر ثوبي ولكشفه بسبب عدم الخياطة_ عندما أنهت إحداهما الصلاة توجهت نحوي وجلست على سرير قبالتي وسألتني عن حالي ومن أي بلد أنا..
ثم سألتني هل صليت العصر؟ فأجبتها بالنفي ووضحت لها مباشرة السبب بالثوب الذي أرتديه.. بارك الله فيها راحت تنصحني بأن الصلاة لاتترك لأي طارئ و بأنها عماد الدين والله أمر المقاتل في المعركة بالصلاة فلا يجوز لي تركها مهما كان السبب و دعت لي.. شكرت لها نصحها لي ودعوت لها بأن يجزيها خير الجزاء. لا أنسى هذا الموقف أبداً.
الروابط المفضلة