
:

:
~ * هناء * ~
دخلتْ السّوقَ مُسرِعةً .. تُحاولُ أن تلحقَ بالمَحلِ قبلَ إغلاقِهِ للصّلاة ..
المحلُّ معروفٌ .. وأشياؤها محدّدة .. وبقِيَ دقائقٌ على الأذان ..
أسرعتْ .. وأسرعتْ ..
وأثناءَ دخولِها للمَحلّ .. فجأةً ..
اصطدمتْ بها !!
فوجئتْ .. فتحتْ عينيهَا على آخرِها .. وبكُلّ مافيهَا من امتدَاد ..
ماهذا الذّي ترَاه ؟ فتاةٌ قدْ كشفتْ العينين .. مع مساحاتٍ عريضةٍ حولها ..
وقدْ وضعتْ أكواماً من الطّلاءِ عليها .. فبدتْ أشبهَ بلوحةٍ فنّيةٍ هربتْ من معرضٍ للصّور !!
وارتفعَ شعرهَا تحتَ غطاءِ رأسِها .. ليعلِنَ عن وجودِهِ بشكلٍ سافِر !!
لم تتمالكْ نفسَها وارتفعَ صوتُها مُنذِراً : اتّقِ اللهَ ياهذِه .. أهذَا يليقُ بمُسلِمة ؟!
كيفَ ترضَينَ لنفسكِ أن تكُونِي منْ الذينَ لعنهُم الله ؟!
قاطعتهَا تلكَ بنبرةٍ أعلَى : وأنتِ ماشأنكِ ؟ أنا حُرّةٌ أفعلُ مايحلُو لِي ..
ردّتْ سرِيعاً بعصَبِيةٍ واضحَة : أيُعجِبُكِ أن تكُونِي ملعُونَة ؟!
رفعتْ صوتَها عليهَا : احتفظِي بنصِيحتكِ لنفسِكِ ..
و عِنَادَاً لكِ .. إليكِ هذَا .. ولا يَهُمُنِي ..
وسحبَتْ بُرقُعَاً علّقتهُ على وجهِها .. ونزَعَتهُ فأطلقَتْ لِصفحَةِ وجهِهَا العَنَان ..
فظَهرَ ما خَفِيَ من الّلوحة !!
وضَحِكتْ عالِياً .. ومضَتْ ..
::

::

::
~ * منار * ~
نهضَتْ أثناءَ انتظارِ زفّةِ العرُوس .. ومشَتْ تبحَثُ عن ابنةِ عمّها ..
وقعتْ عينُها على فتاةٍ تجلِسُ بينَ صُويحبَاتِها ..
فاجَأها ماتَرتَدِيه .. لا حَولَ ولا قوّةَ إلا بالله !!
تقدّمتْ إليهَا .. تسبِقُها ابتسامَةٌ مُشرِقةٌ كالشّمس ..
أجبَرتْ منْ أمامَها على الابتِسَام ..
ألقتْ السّلام .. واستئذَنتْها في كلِمةٍ جانِبية ..
قامتْ تلك .. وقدْ شدّتها ابتِسامةٌ عذْبة .. وأسلُوبٌ راقٍّ .. وأدبٌ جَمّ ..
ألقتْ إليهَا بكلِماتٍ مُفعَمَةٍ بالمَحبّة والصّدقِ والدّعَاء ..
لمْ تعترِضْ ..
تركتْهَا على وعْدٍ بالتّغيير - بإذنِ الله -
::

::
~ * سارة * ~
مُعيدَةٌ فِي الجَامِعة .. تتحمّلُ أعباءَ تدريسِ موادٍ عدِيدة ..
لكنّ اليومَ مختلف .. فقدْ اختارتهَا لجنةُ الدّعوةِ لإلقاءِ مُحاضَرةٍ عن النّصِيحة ..
انتهتْ المُحاضَرة بينَ إعجَابٍ وثنَاء ..
جمعتْ أوراقَها .. ومضتْ تمشِي على غيرِ الأرضِ .. فخراً وزَهواً !!
استوقَفتْها إحدَاهُنّ ..
= أشكَركِ على المُحاضَرة ......... = العَفو ..
= تسمحِينَ لِي بكَلِمة ؟ .......... = تفضلِي ؟!
= أنتِ تكلّمتِ عنِ النّصيحَةِ وقبولِها .. وأحبُّ أنْ أُنبّهكِ أنّ ذلكَ الحديثُ الذّي ذكرتِيهِ ضعيفٌ ولا ..
= ماذَا ؟ .. قاطَعتها وقدْ عقدَتْ حاجِبيهَا وتجَهّمَ وجهُها ..
= ومنْ تكونِي أنتِ حتّى تعرِفِي الصّحيحَ منَ الضّعِيف ؟
أنا أعلمُ منكِ .. وأنا .. وأنا ..
نظراتُ الدّهشَةِ كانتْ هِيَ الإجابَةُ الوحِيدةُ عن كُلّ ماصَدَرَ منْ تلكَ الدّاعِيةِ للنّصِيحة !!
::

::

::
نماذجٌ عديدةٌ .. ومواقِفٌ كثِيرةٌ .. تتكرّرُ علينَا يومِياً فِي كُلّ مكَانٍ وزمَان ..
كثيرُونَ يحتاجُونَ للنّصِيحَةِ وأولُهُم نحن !!
فَــ ( المُؤمِنُ مرآةُ أخِيه ، إذا رأى فِيهِ عَيباً أصلَحَه )
تشبِيهٌ عجِيبٌ من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ..
فالمرآةُ تكشِفُ الأدرانَ البدنِيّة .. وكذا المُسلِمُ يكشِفُ لأخِيهِ ما بهِ من عيوبٍ وأدرانٍ معنويّة ..
والمرآةُ لاتكشِفُ العيوبَ لغيرِ حامِلها ..
والمرآةُ لاتحفظُ الصّورةَ التّي يكون ُعليهَا سابقاً ، فإذا أتى أحدٌ بعدَهُ لا يرى ماكانَ عليهِ حالَ من قبلهِ ..
وكلّما كانت المرآةُ نقيّةً صافيةً يكونُ كشفُها للعُيوبِ أوضَح ..
وقدْ قالَ عُمَر [ رحِمَ اللهُ عبدَاً أهدَى إليّ عُيوبِي ]
ونتذكّرُ أنّ النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم أمرَنا بالنّصحِ لكُلّ مُسلِم
::
ولكنْ ألا نحتَاجُ أنْ نقِفَ قليلاً هنا ؟
معَ أسالِيبِنا فِي تقدِيمِ النّصِيحَة .. وفِي طَريقةِ أمرِنا بالمعرِوفِ ونهينا عن المُنكَر ..
وفِي تقبُّلِنا لِهذِه النّصيحَةِ مِمن يقدِمُها لنا ..
::

::
# قِفِي قليلاً معَنا .. و شاركِينا تَجرِبتكِ ..
لعلّنا بهذَا نصِلُ إلى أفضَلِ الأسَالِيب لتقديمِ النّصيحَةِ ..
1 - فِي البدَاية .. ماذَا تحمِلِينَ في قَلبكِ لِمنْ تَرينهَا علَى خطأ ؟
2 - كيفَ تُقدّمِينَ النّصيحَةَ لمنْ يحتاجَها ( أيّاً كانتْ : أمراً بالمعرُوفِ أو نَهياً عن المُنكَر ) ؟
3 - هلْ غيرتُكِ على الدّينِ تدفَعكِ للتّصرُفِ بأسلوبٍ قدْ يؤدِي لِمُنكَرٍ أكبرَ مِنه ؟
4 - هل تقبلينَ النّصِيحَةَ مِمَنْ هِيَ أقلَّ منكِ عِلمَاً أو مَكَانةً ؟
5 - ماشُعورَكِ إذا لم تُقبَل نصيحتكِ ؟ .. وماهُو السّببُ برأيكِ لعدَمِ قُبُولِها ؟
6 - خِتاماً لِلفائِدة .. هَل لكِ أنْ تذكُرِي تَجرُبَةً طيّبة في تقدِيمِ النّصيحَةِ ، مرّتْ بكِ أو بِغيركِ وكانَ لهَا بالغُ الأثر ..
شاركِينَا الحِوار لنسْمُو في رَوضَتِنَا المُبارَكة ..
لعلّنا بذلكَ نضعُ خُطوات عَملِيّة مُفيدة مُستفادة من الأدلّة ثُمّ خبراتِ بعضِنا البعْض للتّناصُح معاً ..
ولتطبِيقِ شعِيرةٍ مُهِمّةٍ في الدّين ..
وهي [ شَعيرةُ الأمرِ بالمعرُوفِ والنّهيِّ عنِ المُنكر ]
ننتظِرُ مُشاركَاتكُم .. لنجمعَ معاً تجاربكُم كعقدٍ منَ الياسَمينِ ..
نطوّقُ بهِ الأعناقَ عِندَ بذلِ النّصِيحَة .. لِيفوحُ منهُ العطرُ ..
وعسَى أن يكتُبَ اللهُ الأجرَ لكُلّ منْ تُشاركُ معَنا بإذنِ الله
:
[ فريقُ رُكن روضَةِ السُّعداء ]
جعلنَا اللهُ وإيّاكُم منَ السّعدَاء فِي الدُّنيا والآخِرة
:

:
تعليق