لقد شرع الله لنا الزواج
قال تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) الأعراف(189)
فالحياة الزوجية ليست كأى حياة
والارتباط فيها مختلف عن أى ارتباط فى الحياة
إنه ارتباط مقدس
شرعه الله لنا من فوق سبع سماوات
وجعل فيه السكن والمودة والرحمة
وما أجمل مميزاته لو تأملناها
ما أجمل أن يسكن الزوجان لبعضهما ويترابطا برباط المودة والرحمة
وبداخل هذا الإطار المترابط
هناك حقوق وواجبات لكلا الطرفين
والانسان الملتزم لا يطالب بحقوقه دون الاهتمام بتأديه واجباته
فلنتعرف معا ما هى حقوق وواجبات الزوجين تجاه بعضهما البعض
فكفل الدين للزوجة حقها فى أن
يوفر لها زوجها حياة كريمة مستقرة
وأن ينفق عليها
وأن يحسن معاشرتها ويحترمها
فقال تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء(19)
وأن يستشيرها فى أموره الحياتية وفى اتخاذ القرارات خاصة إن كانت تتعلق بالاسرة
حتى حقها فى طلب الطلاق كفله لها الدين إن كان مسبباً وإلا حرمت عليها رائحة الجنة
وفى المقابل
أوجب عليها الدين بعض الامور الهامة مثل
طاعة زوجها والعمل على راحته واحترامه
أن تحفظه فى عرضه وماله
والمشاركة فى تحمل المسؤوليات
ألا تغالى فى متطلباتها بما يفوق قدرات زوجها
وتوفير الجو الهادئ داخل المنزل وخلق البهجة
حسن رعاية الزوج وشؤونه ومتطلباته
العناية به والوقوف إلى جانبه فى السراء والضراء
إنه الدين الذى شرع لنا الزواج ووضع أطر له
من اتبعها فقد نال مراده من سعادة الدنيا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال { الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة }رواه النسائي وابن ماجه
ومن حاد عن الشرع وابتدع قوانين له فإنه يخرب على نفسه حياته
ومع ظروف الحياة هذه الأيام
والازمات الافتصادية التى هزت عرش دول كبيرة
نجد مشكلة أسرية قديمة ولكنها أخذت فى التفاقم بشدة هذه الأيام
كم من بيوت هدمت . . .
وكم من علاقات خربت . . . .
إنها
الذمة المالية المنفصلة للزوجة
إنها حق من حقوق المرأة
ولكن بعض الرجال الآن أصبح ينظر إلى أموال زوجته سواء كانت عن طريق الإرث أو عن طريق العمل
ويطالبها بتحمل المسؤولية
والإحصائيات كل يوم تفاجئنا بعدد النساء اللاتى يعولن أسرهن
فنقف ونتساءل
أين الرجل ؟
أين القوامة ؟
والقوامة هى القيادة
أى أن مسؤولية الانفاق وطلب الرزق تقع على عاتق الرجل
قال ابن المنذر : اتفق أهل العلم على وجوب نفقات الزوجات على أزواجهن إلا الناشز منهن الممتنعة
وفى قوله تعالى : ( وبما أنفقوا من أموالهم ) أى أنه متى عجز عن نفقتها لم يكن قواما عليها . تفسير القرطبى
والإنفاق على المرأة يكون على قدر سعة الرجل
فقال تعالى: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) الطلاق (7)
فهذا ما أمر به الدين
أن ينفق على قدر سعته
ومطالب بتوفير الاحتياجات الأساسية
من مسكن ومأكل وملبس
ولكن لا يبخس زوجته حقها
فإن كان قادراً لا يقتر عليها
وللزوجة . . اعرفى ظروف زوجك وإمكانياته وقدريها
وإن كان لك مال
فيجب أن تفرقى بين
الزوج البخيل
والزوج الحريص
والزوج الفقير
فكل منهم ينتظر منك المساهمة أو ربما ينتظر منك تحمل العبء كاملاً
فانتبهى
الزوج البخيل لا يستحق منك المساعدة طالما هو قادرعلى القيام بمهامه المنوطة به
غالباً ما يدعى العوز والحاجة رغم امتلاكه
يطمع فيما تملكين ولو كان اقل القليل .
أما الزوج الحريص فهو ليس بخيلاً ولكنه يدقق فى التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة
على يقين دائماً أنك مبذرة حتى لو لم تكونى
إنه لا يطمع فيما لديك على الاطلاق
ولكنه ربما يحاسبك على تبذيرك فيما تملكين لاعتقاده أن سلوكياتك الانفاقيه تحتاج إلى تهذيب
ونأتى أخيراً إلى الزوج الفقير
الذى تتأكدين فعلاً من صدق حاجته
وغالباً ما يمنعه حياؤه أن يطلب منك
ولكنه حقيقة يعانى من ضيق ذات اليد
فى كل الأحوال . . مع الأنواع الثلاثة . .
لا أحد يجبرك لتقومى بالانفاق رغماً عنك
ولكن قد تقتضى الامور أن تساهمى مع أى منهم ولكن بمقدار
فمساهمتك فضل منك
ونوع من أنواع المودة والمشاركة
ولكنها ليست مسؤولية على عاتقك
فلا يصح أن يتملص الرجل من واجباته
مطالبا إياكى بالانفاق بدلاً منه
يقول الله تعالى (يأيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما أتيتموهن إلآ أن يأتين بفاحشة مبينة)
فاعرفى حقوقك . . وراعى واجباتك
واعلمى أن لا إجبار عليك
ولك أن تشاركى وفق ما ترينه مناسب
أنت الأدرى بشئون بيتك
وأدرى بقدرات زوجك
فان استشعرت عدم قدرته ورغبت فى مساعدته
فلك أن تفعلى
وإن استشعرتى رغبته فى التواكل عليكى والطمع فيما تملكين
فاحذرى
فانه مؤشر غير جيد لرجل لا يتحمل المسؤولية
ولكن عليك أيضا الا ترهقيه بمصروفات إضافية
فعليه فقط أن يوفر لك أساسيات الحياة من مسكن ومأكل وملبس
وليس من واجباته أى من كماليات الحياة
ولكن
لأجل المودة والرحمة
ولأجل المشاركة
ولأجل إقامة حياة هادئة وأسرة ناجحة
ولكى تتوازن كفتى الميزان
فانه من الواجب ان تشاركى زوجك فى مسؤلياته الأسرية
وتخففى عنه بعض الأعباء
ولا تشعرية مطلقاً بالعجز وقلة ذات اليد
وتعاونى معه على النهوض بمستوى اسرتك
فأنك تخلقين بذلك جسراً للتواصل ولمزيد من المشاركة بينكما
وتنالين مزيد من رضا زوجك . . وأعترافاً بفضلك وحسن أخلاقك
فإنما هو جنتك ونارك
وقال تعالى ( لا تنسوا الفضل بينكم )
فمن المؤكد أن العلاقة الزوجية لا تخلو من جوانب مشرقة متعددة بين الزوجين
فتعلمى كيف تسيرى بسفينتك حتى تصلى الى بر الامان
الروابط المفضلة