يوم أن كنا صغارا ....
كان في القلب أمل ....
كنا نلهو لا نبالي أينما كان الزلل ....
كانت الأرض نشيدا فيها الحان الصبا ....
تسكب الألحان شعرا عبقريا لا يمل ....
يوم أن كنا صغارا ..
كنا بالبراءة ننعم وبالبهجة والصفاء والعفوية
قلوبنا بيضاء نقية وأحلامنا وردية ..
شقاوتنا بتهور مع حب استطلاع وفضول
كنا لا نعرف سوى :
السعادة السعادة السعادة...
إنها السعادة الحقيقية ..
منبعها النظرة المشرقة للحياة ..
حياة مليئة بالتشويق لا يهمنا سوى :
المتعة المتعة المتعة ..
أيام ولت وانقضت ..
لكنها محفورة في الذاكرة وستبقى بإذن الله ..
لتكون خير معين لإيقاظ روح الطفولة بداخلنا..
نعم بداخل كلا منا طفل يحب أن يلهو ويمرح
عقولنا تكبر وأجسادنا تهرم ولكن روح الطفولة لازالت تحيا بداخلنا
نحن فقط من يتحكم في السيطرة عليها..
إما أن :
ندفنها وندفن معها القلوب البيضاء النقية
فتغيب شمسها وتغيب معها النظرة المتفائلة الايجابية
لنكون أسرى في عالم الكبار تقودنا العادات والتقاليد ..
أو أن :
نحافظ عليها لتسموا بنا إلى عالم مشرق نسج بخيوط الحرية ..
هناك حيث البسمة والمرح وروح المغامرة ..
هناك حيث المحاولة تلو الأخرى فلا يأس بعدها ولا ندم ..
ومن الجدير ذكره أن حرية المؤمن ليست مطلقة
بل مقيدة بقال الله وقال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام
يقول أحمد أمين في كتابه الرائع فيض الخاطر:-
(( ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط
بل هم كذلك أقدر على العمل وأكثر احتمالاً للمسؤولية
وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب
والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس ....))
وهذا ما ينقص الكثير عندما يغوص في عالم الكبار ..
يستسلمون لقوانينه تقيدهم أحكامه ..
حتى تذبل روح الطفولة بداخلهم و تلفظ أنفاسها ..
· فالكبير لا يليق به أن يفرح ويمرح كما الصغير
· وليس له إن يبكي معبرا عن أحزانه
· ولا يحق له أن يرفه نفسه بمتابعة برامج طفولية
· الكبير تقل هيبته بالبساطة والعفوية ..
· بل قد يضفي عليه التفاؤل الكبير وكثرة الابتسامة شيئا من السذاجة
قيود ما انزل الله بها من سلطان
لكن لما الرضوخ لها ..؟؟
اضربي بما يقال عرض الحائط وأيقظي روح الطفولة بداخلك
أيقضي الابتسامة التي دفنتها الهموم والأحزان
ابتسمي وتفاءلي بغدٍ مشرق
وكما قيل :{ تفاءلوا بالخير تجدوه} ،،
اسرحي محلقة بأحلامك الوردية التي سلبتها العقبات
وتذكري بان أقدامك لازالت على ارض الواقع ..
واعلمي أن المسافات تنقص بين الأحلام والواقع بالتفاؤل
وتصغر بعظم الهدف ورقي المقصد
احذفي من قاموس حياتك عبارة اليأس والفشل والقنوط
لان الله على كل شيء قدير و لان بعد العسر يسرا
قال تعالى :"إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
قال تعالى: " فان مع العسر يسرا *ان مع العسر يسرا"سورةالشرح.
إذا سمـاؤك يوماًتـحـجبت بالغـيـــــــــــــــــوم***
*** أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم نجوم
والأرض حولك إذا ما توشحت بالثـــــلوج ***
***أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج
تأملي جمال الكون من حولك وانظري إلى الجانب المشرق
في كل ما ترين وتسمعين
استقبلي صباحك بابتسامة وودعيه بأخرى لتعانقك الحياة بجمالها
هكذا هم الأطفال لا يرون إلا الجمال ولا يرى الجمال غيرهم ..
أطلقي العنان لمشاعرك لتنطلق بكل عفوية فتخمد براكين الألم
وتهدأ النفس الحزينة وتستقر الروح المكلومة
اشحني بطاريتك دوما بذكر الله وشكره حسن عبادته لتبقى مشرقة متفائلة مدى الحياة..
ومن واقع التجربة ..
أعرف فتاة انتقلت من عالم الطفولة الى عالم الزوجية
وهي تتمتع بروح الطفولة البريئة المرحة ولازالت كذلك ..
وقد اثبتت نجاحها بكل المقاييس والسبب بعد توفيق الله النظرة المشرقة للحياة والابتسامة التي تلازمها
ابتسامتها من الداخل و الخارج رضى بكل ما قسم الله
تنعم براحة البال وهدوء النفس
ومع كل العقبات نراها صابرة محتسبة لان شعارها:
غدا ستشرق شمس الفرج ..
بالفعل قد احسنت الظن بربها وكان لها ما تتمنى وأكثر ..
قد ضربت لنا اروع الأمثلة فبارك الله لنا ولها وزادها خيرا على خير
وفقنا الله وإياكم لعمل الخير
الروابط المفضلة