عند السحر أسمع صوت السكون ينادي حي على العبادة فانهض فرحة مستبشرة ... وكيف لا أفرح والله وعدني بزيارة عند كل سحر ... أقوم الليل أصلي ... آه ما أحلى الصلاة وأجملها ... ما أجمل ركوعها وأروع سجودها ... إن سجدة واحدة من القلب لله تساوي الدنيا وما فيها ... إنها تلك الاحساس السحري اللذيذ الذي يشعرني أنني قريبة جدا من ظل الله ... وخاصة عندما تبدأ عيني بسقاية وجهي بدموع الحب والشوق والحياء ... نعم لا ألبث لحظتها حتى تنفجر ينابيع الخوف والرجاء من قلبي لتهطل مطرا غزيرا على خدي ...
ثم أسمع ذلك الصوت السحر الحلال ينادي في سكينة وخشوع
الله أكبر
حي على الصلاة
ترانيم قدسية تذهل الملائكة فكيف لا تسقي قلبي عذوبة وألقا ً ...
صوت عذب رقراق ينادي ... حي على الفلاح ...
صوت أتمنى أن اعيش ألف سنة وأنا أسمعه في كل لحظة ولحظة ...
ثم ... أحب السماع لذلك الشيخ وهو يرتل تراتيل الصباح التي اعتدت عليها ... ما أجمل تلك الآيات وهي تنبعث مع صوته بجلال ... تدخل القلب بلا استئذان ... تنادي بصمت أنا كلام الله فاسمعني واطرب لي ...
قد أكون بعدها مشغولة بتدليل بلبلي الرقيق الجميل الذي يصدح لي بأجمل الألحان كأنه من الحور العين ... سبحان خالقه وخالق صوته ... يغرد فيحكي لي قصصا ً من الحياة ... يحكي لي ما روته له الغيمة المعطاء ... وما همست بأذنه النخلة العلياء ...
ولكن ... ما هذا الصوت المخيف ...
آآآآآآآآآآآآه ...
إنه صوت انقلاب السيارة بنا ....
ما هذا الكابوس ؟؟؟؟!!!!!!!!!!! ....
افتح عيني فأرى رجال بلباس خضراء ...
سترك يا رب ... لماذا ينظرون إلي هكذا ؟؟؟
من هؤلاء ؟؟؟ ماذا يقولون ؟؟؟ أنا لا أسمع شيئا ً ....
عشر سنين مضت وأنا أحلم أن أسمع الآذان ... وأردد مع الشيخ القرآن ... وأركع لله ركعة واحدة ...
من منكم يعطيني أذنه اسمع بها الآذان لمرة واحدة وهو ينادي حي على الصلاة ...
من منكم يعطيني قدرته لاركع لله ركعة واحدة ...
= = = حُ لُ م = = =
(( الطبيب الأول للطبيب الثاني : للأسف لقد فقدت السمع والقدرة على المشي ... )))
تعليق