السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــــــــــــــه ،،،
بناءاً علي طلب الكثير من الأعضاء الكرام ، أواصل الكتابة عن الإستغلال ، وبالله التوفيق .
هناك بشر ينتمون إلينا , لكنهم بتكوين خاص لايريدون من الإسلام إلا اسمه , ولا من المصحف إلا رسمه
يتلهفون دائما لجعل أنفسهم بؤرة إهتمام ومحل تقدير زائف على أعمال لم ينالوا شرف الحصول عليها من جهدهم ولاعرقهم , بل هيا بكد وتعب آخرين .
نحن لانمانع في التعاون ولا التواصل مع الآخرين ..!
فالتواصل مع الآخرين هو مفتاح الشخصية الإنسانية , وهو الجهاز الإداري الفعال والنشط الذي
يحقق التوازن بين أفراد المجتمع إن كان على الوجه الأمثل وتحققت فيه أساسيات العلاقةالصحيحة
التي أمرنا بها ديننا الإسلامي , وهي تلك التي تقوم على التواصل لوجه الله مع الآخرين دون اتباع
( أساليب اللف والدوران ) , أو اللجوء لأساليب ملتوية للإنتفاع بعلاقاتنا مع البشر والأصدقاء .
فنحن جميعاً نشكل بصداقاتنا أصغر تشكيل إداري ونموذجاً مصغراً من مجتمعنا الكبير فلو صح الفرع
الصغير وانصلح ، سوف ينصلح المجتمع كله من حولنا , فما هي إلا منظومة تسير على وتيرة معينة إن حملت
صدقاً وصلاحاً ، صحت ونفعت ، وإن فسدت تهدمت كل معانيها وضاعت كل معالمها ..!
الاستغلال السلبي من شيم الطبع اللئيم لكن العاقل الراشد لا يْستغل إلا بموافقنة ، فمهما كان نوع هذا الإستغلال فهو غالباً مايلعب على وتر العاطفة وهيّ المسؤول الأول عن صنع أغلب قرارات الإنسان , فتراه حين يكون عاطفياً بشكل أكبر يسهل استغلاله أكثر .
ولأن الحديث عن الإستغلال لم ينته بنا في حديثنا السابق , ولأن كثير من الأعضاء الكرام أشاروا إلى أنواع
عديدة من الإستغلال مارسها البعض معهم ، أو عليهم ، أو عاشوا تحت وطأتها يوماً ما فكان القلم هنا ليكتب ومن جديد عن هؤلاء المستغلون .. ( دراكولا العلاقات البشرية وأعداء النجاح ) .
واحد أهم أمراض المجتمع التي تفشت وتفاقمت وتشعبت حتى فاض بنا الكيل وطفح , فصرنا نجهل العدو
من الصديق , وأصبحت الصداقة والتي تعد من أسمى العلاقات التي منحها الله للمؤمن لمواجهة الحياة بحلوها
ومرها يداً واحدة كما أمرنا الله تعالى في قوله عز وجل : "وكونوا عباد الله إخوانا "
تلوثت تلك العلاقة وأصابها فيروس قوي لم يجد له الأطباء مصلاً يقضي عليه فهو متحور، ينقسم ويتشعب لينتج
آلآفا من الفيروسات التي تهاجم القلوب لتمتص دماء غرفها ، وتجفف ينابيع الماء فيها ، فتترك صاحبها هزيلاً ضعيفاً
يخشى التواصل مع البشر خوفاً أن يكون أحدهم ( دراكولا ) آخر أو أحد المصابون بفيروس الإستغلال فينقل له العدوى .
وليس هذا النوع الأول والأخير من أنواع الإستغلال بل أن هناك نوعاً آخر لايقل دهاءاً ولا شراسة عن الأول
بل إنه أكثر قسوة وأشد مرارة على النفس والقلب , فهو استغلال أصحاب الحنان .. أصحاب المصدر الأول
لوجودنا , هم من علمونا ألف .. باء .. الحياة , ولكنهم فجأة وبلا سابق إنذار يتحولون كغيرهم لمصدر
يستنزف منا دماؤنا ويهدم سعادتنا ، وقد تكون حالة فردية لايمكن أن نعممها لكنها بلا شك موجودة
وقد شهدها البعض ، والبعض الآخر سمع عنها .
إنه إستغلال الأباء للأبناء ..!
أعلم أن وقع هذه الكلمات قاسي على البعض ، لكننا هنا لكشف الحقائق وإجلاء الزيف عن المشاعر ، فربما كان قلمنا سبباً في نصح أو هداية ..!
سمعنا عن آباء يرسلون أبنائهم ولن أبالغ حين أقول بناتهن للعمل للخارج , لاهم لهم سوى ما سيعود
به الإبن أو الأبنة من أموال , فيتحول الخوف الإلهي الذي وهبه الله للآباء إلى برود وعدم مبالاة ، فقد طغت المادة وملكت القلب وسكنت النفس ، وتحول وجود الأبناء إلى مصدر ومنبع للحصول على المال والإستفادة منهم وأستغلالهم بشتى الطرق ..!
وهناك الكثير من أنواع الإستغلال التي يمارسها البعض بل والكثير من الناس ، نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصــر :
1- إستغلال الأباء للابنة الموظفة وعدم تزويجها من أجل الحصول علي راتبها .
2- إستغلال الزوج لزوجته ، فإما أن تعطيه كامل الراتب أو .....................!
3- إستغلال الزوج لطيبة أهل الزوجة والضغط علي زوجته بطلب ما ليس من حقه ، وكذلك إستغلال الزوجة لأهلها بالحصول علي مايرضي رغبات زوجها .
4- إستغلال المعلمين والمعلمات لبعض طلاب العلم .
5- إستغلال أصحاب المناصب ، لوظائفهم لتحقيق مصالح شخصية لهم ولبعض المقربين منهم .
6- إستغلال الدين في تحقيق أهداف شيطانية ، حيث يقولون ما لا يفعلون ناسين أو متناسين قول الحق تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )
وحدث ولاحرج عن أنواع إستغلال الأبناء أيضاً لعطف وحنان الوالدين ، خصوصا إذا كان الإبن وحيداً , فيزداد دلاله ويزداد طمعاً في إستنزاف كل مشاعر حب والديه نحوه لتحقيق رغباته وتلبية مطالبه بأي شكل من الاشكال ..!
علينا أن نحمي أنفسنا من الإستغلال بشتى الطرق , وأن يكون كل منا سيد قراره , فلا يقبل بأن يمنح
من لا يستحق أكثر مما يستحق , وأن نصبح جميعاً على قناعة بأن قراراتنا وأفكارنا وأعمالنا هي ملكية
خاصة لاتحق لأحد أياً كان , ولاتقبل القسمة أو التصرف بها على أي وجه يحمل أي شبهات .
ويبقى المستغل في نظر الجميع يحمل صفة الطمع والجشع , يعملون بالقول الشائع :
( إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب )
فيتحولون لذئاب بشرية تنهش لحوم الغير ليعيشوا على جثثهم لتحقيق نجاح وهمي وغير مستحق .
علينا جميعاً أن نحد من هذه الظاهرة بمحاربة أمثال هؤلاء وعدم تحكيم العاطفة في طريقة تعاملنا بهم
ومعرفة الأسباب التي أدت إلى البعد عن الدين الذي يقوم في أساسه على العلاقات السوية بين عباد الله .
أسأل الله لي ولكم حياة طيبة خالية من كل ما يغضب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
الروابط المفضلة