اطفالنا زينة الحياة الدنيا وعدّة الزمان بعد الله هُم شباب الإسلام والناشئون في طاعة ربهم، لا تكاد تعرف لهم نزوة أو يعهد منهم صبوة، يتسابقون في ميادين الصالحات، أولئك لهم الحياة الطيبة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله سبحانه. في الحديث: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))، وذكر منهم: ((شابًا نشأ في طاعة الله)).
إن العناية بالنشء مسلك الأخيار وطريق الأبرار، ولا تفسد الأمم إلا حين يفسد أجيالها الناشئة، ولا ينال منها الأعداء إلا حين ينالون من شبابها وصغارها.
لهذا كانت مرحلة الطفولة من أخطر المراحل، ولقد كان السلف الصالح يعنون بأبنائهم منذ نعومة أظفارهم، يعلّمونهم وينشّئونهم على الخير، ويبعدونهم عن الشرّ، ويختارون لهم المعلمين الصالحين والمربين والحكماء والأتقياء.
وكان محمد هو القدوة في هذا الباب، فقد راعى الأطفال واهتم بأمرهم. فلم يكن يتضجر ولا يغضب منهم، إن أخطؤوا دلهم من غير تعنيف، وإن أصابوا دعا لهم.
وإليكم ـ يا عباد الله ـ نماذج من معاملته للأطفال :
( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنه )
· الحسن بن على :
أبوه "على بن أبى طالب" ، وأمه "فاطمة الزهراء" بنت رسول الله – – ولد في شهر "رمضان" من العام الثالث للهجرة ، وتربى تحت بصر النبي
– – وكان كثيرًا ما يحمله ويداعبه ويلاعبه هو وأخاه "الحسين".
ويروى أن رسول الله – – بينما هو على منبره يخطب فجاء "الحسن" و"الحسين" وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله – – من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثم قال :
"رأيت هذين يمشيان ويعثران في قميصهما فلم أصبر حتى نزلت فحملتهما" . (رواه النسائي) .
وجاء الأقرع بن حابس إلى رسول الله فرآه يقبّل الحسن بن علي، فقال الأقرع: أتقبّلون صبيانكم؟! فقال رسول الله: ((نعم))، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبلت واحدًا منهم قط، فقال له رسول الله : ((من لا يرحم لا يرحم)) متفق عليه
أن النبي كان يعوّذ الحسن والحسين فيقول: ((أعيذكما بكلمات الله التامة من كلّ شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)).
ونشأة "الحسن بن على" نشأة نبوية فكان كريم الخلق عفيف اللسان ، فصيح العبارة سخي اليد ، فارسًا مغوارًا .
وحينما استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بايع الناس ابنه الحسن ، ودارت أحداث وتنازل الحسن عن منصبه لمعاوية بن ابي سفيان
، وكان هذا رغبة منه في لم شمل المسلمين ، وقد جاء في الحديث عن النبي أنه قال :
"إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " . (رواه البخارى)
وأقام "الحسن بن على" في المدينة وكان موضع احترام الناس وإجلالهم لكرمه وسخائه حتى توفي سنة (50 هـ) .
· الحسين بن على :
ولد في شهر "شعبان" من العام الرابع للهجرة ، وكان هو وأخوه "الحسن" أحب أهل البيت إلى جدهما النبي – – وكان لا يطيق غيابهما عنه ، فيأمر بإحضارهما أو يذهب هو إليهما ، وكم من مرة يركب "الحسن" و"الحسين" ظهر النبي
– – وهما يمرحان معه ، وأحيانًا وهو ساجد في صلاته فيظل في سجوده حتى ينزلا .
وقد شب "الحسين بن على"- مثل أخيه - على حب الفروسية والشجاعة ، فشارك في الجهاد في سبيل الله في خلافة "عثمان"، وكان بين الجيوش التي قاتلت الروم في بلاد المغرب العربي ، وشارك سنة ثلاثين من الهجرة مع جيش "سعد بن أبى وقاص" في معارك آسيا وفتح طبرستان .
هكذا تعلمنا من النبي الرفق واللين
في التعامل مع الصغير
تعلمنا منه كيف كان يرقي اطفاله
تعلمنا منه كيف كان يلعب مع صغاره
وكيف استطاع ان يربي جيل صالح يستطيع مواصلة الحياة من بعده
تعلمنا منه كيف ربي هؤلاء الصبية علي حب الفروسية والشجاعة والجرءة علي الحق
صلوات ربي وسلامة عليك ياحبيبي يارسول الله
وعلي اصحابك وازواجك وال بيتك الطاهرين
.
الروابط المفضلة