ألقت هذه العبارة و قلبها يعتصر ألماً وحسرة
لقد طفح الكيل و لم أعد أحتمل المزيد سوف أمضي ولن أعود ،
ترى ما الذي جعلها تتخذ هذا القرار ؟ما الذي أجبرها على أن تضحي بكل شيئ ؟
البيت الأبناء .....كل شيئ ، ما الذي جعلها تشعر بهذا اليأس
تستسلم و ترفع الراية البيضاء،
الزوجة المضحية الصابرة على هذا الزوج لسنين و سنين ما الذي يجعلها تقول كفاني معاناة كفاني إذلال و قهر ......
سوف أخرج من هذا السجن القاتل لقد صبرت و عانيت بما يكفي ولم أجنِ سوى المزيد من تمادي
هذا الزوج وتجبره وكأن صبريكان الدافع له للمزيد من الجبروت ،
سوف أمضي و لن ألتفت ورائي مهما حصل .....
المجتمع لن يرحمني أعلم...أبنائي سوف يعانوا في غيابي أعلم ....
و لكني لم أعد أحتمل طفح الكيل عندي ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ،
ما عسانا نقول حين نرى هذه المعاناة التي تمر بها الزوجة؟
هل نبدأ في لومها على ما فات ؟
كيف سنلومها ونحن من كان يحثها على الصبر و التأني في إتخاذ القرارالخطير
كي لا تدمرو تهدم بيت الزوجية و تشتت الأبناء ،هى تصبر و هو يتمادى أكثر،
بكل أسف أللوم يقع دائماًعلى
الزوجة و الزوج قلّ ما توجه إليه الملامة !!!
قال الرسول عليه الصلاة و السلام (((إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم )))، (رواه احمد)
::هو: يسهر خارج البيت حتى ساعات الصباح الأولى ....
نحن :إصبري و تحملي ناقشيه بالأوقات المناسبة !!!
هو: يشرب و يعود آخر الليل بحالة يرثى لها .....
نحن: إصبري و تحملي ، إدعي له بالهداية !!!!!
هو: لا يفارق النت ينظر للحرام يستغل أني نائمة ....
نحن : إصبري و تحملي إلبسي و تزيني إعملي كل ما يعجبه لتجذبيه إليك !!!!
هو: يغازل الفتيات وله علاقات مشبوهة معهن ....
نحن : إصبري ولا تحاولي التجسس عليه أو التفتيش ورآئه أبداً مهما حصل !!!!!
هو: يقول أنا كذلك و إن لم يعجبك هذا الباب و الله معك ....
نحن : تحملي و لا تناقشيه و هو ثائر حتى يهدأ تماماً اختاري الأوقات المناسبة و تحدثي إليه بكل هدوء و تعقل !!!!
كل هذه الأمور تحدث ولكنّ التنفيذ على أرض الواقع بالنسبة
للنصائح التى نلقيها على الزوجة المغلوبة على أمرها لاتأتي بالنتيجة المرضية ،
تصبر و تصبر وهو يفسر هذا الصبر على أنه ضعف منها ولذلك يتمادى أكثر و أكثر ،
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (((استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا))) ، (رواه الترمذي).
السؤال هنا هل الصبر دائماً هو الحل للمشاكل الزوجية ؟
هل الزوجة بصبرها هذا تشجع الزوج على التمادي في الخطأ ؟
أليس بين الصبر والسلبية شعره ؟
أليس حين تبالغ بصبرها تجعل هذا الزوج يعتقد أنها في قمة الضعف وقلة الحيلة؟
وأنها سوف تتحمل وتصمت لأنها بكل بساطة لا يمكنها الاستغناءو التخلي عن بيتها و أبنائها ...؟
بكل أسف هذه المشكلة الأزلية التي تعاني منها الكثيرات من الزوجات المقهورات في مجتمعنا،
حتى إن فكرت أن تعيش بعيدة عن هذا الزوج مع أبنائها هل تستطيع ذلك برغم العقبات و القيود التي يفرضها هذا المجتمع ؟
بكل تأكيد لا نستطيع إتهام الزوج أو وضع اللوم عليه و حده فقط في تدمير الأسرة و الحياة الزوجية ،
ولكن هنا بالذات نلقي الضوء على المشاكل الخاصة بمعاناة الزوجات مع نوعية معينه من الأزواج ،
نحن نلوم الزوج نعم و لكن اللوم في كثير من الأحيان يقع على الزوجة ،
سوف يقول البعض كيف هذا و هى الضحية ؟
نقول أحيانا كثيرة و بكل أسف تكون هى من جعلت من نفسها ضحية ...
كيف ؟ بسلبيتها ، هى تعتقد أنها صابرة و متفانية في كل شيئ
مع هذا الزوج ، و لكنه في الحقيقة لم يكن يفسر تصرفها على أنه صبر و إلا ما تمادى في قهرها ،
كثيراً من الأزواج ونقول هنا أن حديثنا عن نوعية معينه من الأزواج و ليس الجميع ،
هم ناكري الجميل لا يفكرون إلا بأنفسهم أنانيون لأبعد الحدود ،
الزوجة الذكية هى فقط التي تعلم بكيفية التعامل مع هذه النوعية
الذين يفسرون طيبة الزوجة و تفانيها أنه ضعف و يستغلون هذا الضعف أسوء استغلال فيتفننون بتعذيبها و هى تصبروترضى
لماذا ؟
لأنها ساذجة جداً تعتقد أن الرجل يحب هذا الضعف وبالتالي سوف يحبها ويتقرب إليها ولكن يحصل العكس ،
يزيد نفورا منها وبعدا عنها لأنها بكل بساطة لم تعمل لنفسها
كرامة نعم كرامة و احترام لذاتها لأن المرأه كلما إحترمت ذاتها
كلما احترمها من حولها و أولهم زوجها شريك حياتها ،
سوف يقول البعض ليس بين المرأه و زوجها ما يسمى بالكرامة نقول إن للكرامة عدة وجوه ،
حين يقدر الرجل زوجته و يتعامل معها بكل احترام هنا يحفظ كرامتها ،
و تصبح الحياة بينهما مبنية على أساس جميل و راقي،
ولكن إن حصل العكس وأُهدرت كرامة الزوجة من قبل الزوج أصبح عليها أن تعيد حساباتها و تصنع لنفسها كرامة
كيف بأن لا تلغي الخطوط الحمراء في التعامل معه بل تحرص عليها في كل شيئ ،
لو فكر أو حاول التطاول عليها
بالضرب مثلاً لا تفوّت له هذه الفعلة ببساطة لأنه سوف يتمادى و يكرر فعلته و بعنف أكبر ،
الرجال يا سيدتي يعشقون المرأه المعتزه بكرامتها ،
يركضون وراء المرأه الصعبة القوية الواثقة من نفسها ، لذلك حين تعطي
حبك لزوجك لا يكون بطريقه عشوائية و دفعة واحده بل
أعطي بحكمة وذكاء حتى لا يزهد بك و بالتالي تجعلي من نفسك
ضحية وتجلسي تندبي حظك حين يهرب منك ،
كثير من الزوجات بعد أن تقضي حياتها وهى تجري وراء زوجها
ويكون كل همها في الحياة إسعاده فقط و لو على حساب نفسها و أبنائها،
ماذا يحدث يتركها ويمضي !!!!
هى تعلم في قرارة نفسها أنه غير مخلص لها لذلك تحاول بشتى الطرق أن تجذبه إليها ولو على حساب كرامتها
لذلك يكون تخلّيه عنها وفراقها أبسط شيئ عنده ،
::
نقول أيتها الزوجة التي تعلمي علم اليقين وتشعري أن زوجك ليس مخلص لك
وترين منه كل أنواع الخيانة و عدم الإخلاص لا تتعبي نفسك و ترهقي أعصابك بالجري ورائه ،
إعلمي أنك كلما عملتي لنفسك كيان وقيمة كان أفضل لك ،وربما
هو شعر بهذا الشيئ و عاد إليك من تلقاء نفسه ،
لذلك سيدتي يجب عليك أن تحبي نفسك و تقدريها ، حافظي
على كل ذرة فيها وسوف ترين العجب ،
كلما قدرت ذاتك وكيانك كلما زادت ثقتك بنفسك و أصبحت حياتك أجمل
كلما تقربت إلى الله و كان همك رضا ربك قبل رضى أي كان كانت السعادة من نصيبك و من غير عناء ،
::
إعلمي سيدتي أن الفرق بين الصبر و المطاطاة و السلبية شعره دقيقة جداً ،
ما أجمل الصبر حين يكون بمكانه الصحيح لأنه يأتي بنتائج جميلة،ولكن حين يتحول لنوع من الخنوع سوف يدمر صاحبه ،
ألم يقولوا لاتكن ليناً فتعصر .... ولأن اللينة في أبسط الحقوق
تلغي أشياء جميلة في الحياة ، لينة الزوجة الزائده عن الحد الطبيعي
و صبرها حين يكون بغير محله كفيل بتدمير نفسيتها لأنها سوف تشعر بلحظة أنها لم تجنِ من هذا الصبر سوى التعاسة
وفقد كل ما هو ثمين وبذلك تقرر في النهاية أن ترفع الرايةوتقول
لم أعد أحتمل لقد طفح الكيل ......
هذا الموضوع لا يعتبر تحريض على التمرد من قبل الزوجات
أو يشجعهم على طلب الطلاق بل على العكس هو
بمثابة تنبيه للزوجات أنه كلما احترمتي ذاتك و قدرتِها ،
سوف تعيشي حياة سعيدة جدا مع زوجك وبالتالي لا يمكنه التخلي عنك،
بل سوف يقدرك و يتمسك بك ولا يستطيع فراقك مهما كان ،
::
أخيرا نقول :
سيدتي هناك أمور تجعلك تظهرين أمام زوجك بمنتهى الرقي و تجعليه لا يتوقف
عن حبه و تعلقه بك و بالتالي يكون حريص على إسعادك ،
و لأن سعادتك بيدك و أنت من يفرضها
على زوجك ، نقول و نكرر لا تلغي جميع الحواجز بينك و بينه ،
تعاملي معه بشيئ من الرسمية الجميلة المحببة ،
خاطبيه بالكلمات المهذبه إختاري العبارات و الألفاظ الرقيقة،
لا تعلميه بكل تفاصيل حياتك قبل زواجكما ،
لا تتحدثي عن خصوصيات أهلك والديك أخوانك و حتى أقاربك
لا تكشفي له كل أمور و أسرار أسرتك ،
حتى لو كان لحوح و سألك إجعلي إجاباتك مختصره قدر الإمكان ،
لا تكوني لحوحه بسؤاله عن كل كبيره و صغيره إجعليه هو من يخبرك ،
و إن تحدث إليك أجيدي الإصغاء و لا تكثري الأسئله ،
عامليه تماماً كما تحبي أن يعاملك ،
الرجل يا سيدتي يعشق المرأه الغامضه تبهره السيده الثقيله
الرزينه التي تحترم ذاتها و أهلها و كل من تتعامل معهم ،
الروابط المفضلة