يارا فتاةٌ فى السابعةِ عشرةَ من عمرها .. استيقظتْ كعادتها بعدَ شروقِ الشمس ِ
ولم تكترثْ لصلاةِ الفجر ِ التي ضيّعتها
يارا : ما هذا الملل ؟؟ منذ انتهاءِ العام ِ الدراسيّ أصبحَ اليومُ رتيباً .. ماذا أفعل ؟!!!
نعمْ .. سأقيمُ احتفالاً وأجمعُ صديقاتي لنسهرَ معاً ونغيرَ هذا الروتين
بدأتْ يارا بالاتصالِ على صديقاتها .. ثم قالتْ : أعتقدُ أنّ اليومَ سيكونُ الأفضل
ذهبتْ يارا لتخبرَ والدتها عن الحفل
يارا : صباحُ الخير ِ أمي
والدتها : أسعدَ الله صباحكِ حبيبتي
يارا : أمي .. لقد دعوتُ صديقاتي اليومَ لنحتفلَ ونسهرَ معاً ..
من فضلكِ .. جهزي لي أشهى الأطباق فأنتِ ماهرةٌ جداً فى ذلك
والدتها : سأعدّ لكمْ أكلاتٍ رائعةً إنْ شاء الله
يارا من أسرة ٍ ميسورة ِ الحال .. والدها كثيرُ السفر
ووالدتها تهتمّ كثيراً بالمطبخِ ولا تهتمّ بأبنائها كما يجب
يارا : ياااه كدتُ أنسى أن أدعو نهى إلى الحفل .. سأتصلُ بها
:
نهى مقربةٌ جداً ليارا فهى صديقتها وابنةُ خالتها فى نفس ِ الوقت ......... وتحبها كثيراً
بدأتْ يارا بالتجهيز ِ للحفل .. وأعدتْ العصائرَ والحلوى
وفى المساء ... بدأتْ صديقاتها بالحضور ِ واحدة ً تلوَ الأخرى
ولكن نهى تأخرتْ .. لماذا ؟؟
أخذتْ يارا تبحثُ عن نهى بينَ صديقاتها فلمْ تجدها
فقررتْ أن تتصلَ بها وعندما أحضرتْ الهاتفَ وجدتْ نهى عندَ الباب
فذهبتْ إليها ورحبتْ بها
يارا : أشرقت الأنوار .... لمَ كلّ هذا التأخير ؟؟
نهى : بصراحة لم أكنْ أنوي الحضورَ للحفل .. فأنا أعلمُ جيداً أنهُ لن يخلو من الأغاني والموسيقى
يارا : ما هذا الكلام ؟؟ فأنتِ دائماً تحضرينَ الحفلات .. ما الجديدُ فى هذا ؟؟
نهى : الجديدُ أننا الآن أصبحنا بالغات وسنحاسبُ على أفعالنا
يارا : نهى هذا الكلامُ ليس بكلامك .. أنا متأكدة أنه كلامُ أحمد ( أحمد شقيق نهى الكبير )
نهى : نعم كلامُ أحمد وكلامهُ صحيح
يارا : حبيبتى نهى .. انظري حولك ..
كلّ هؤلاء الفتياتِ يحضرنَ الحفلاتِ ويسمعنَ الأغاني
نهى نحن مازلنا صغاراً وأمامنا العمرُ طويلٌ لنتوب .. هيا اخلعي هذه العباءةَ واستمتعي معنا
أخذتْ نهى تفكرُ فى كلام ِ يارا
نعمْ فأنا مازلتُ صغيرة ً والعمرُ أمامي طويل .. سأتوبُ حينما أكبرُ إن شاء الله
وأكملتْ الحفلَ وعادتْ لمنزلها ..
وبدأتْ نهى من جديد بإهمالِ الصلاة
وأيضاً أصبحتْ تهملُ الحجابَ فأصبحَ حجابها يشفّ ويصف
ولكن سرعانَ ما لاحظتْ والدةُ نهى أن ابنتها تغيرتْ
فذهبتْ إلى حجرةِ نهى وطرقت البابَ بلطف
نهى : من بالباب ؟؟
والدتها : أنا والدتكِ يا نهى
ذهبتْ نهى مسرعةً وفتحت الباب لوالدتها
نهى : أهلاً بكِ أمي ..... هل حدثَ شئ ؟؟
والدتها : نعمْ يا نهى .. حدثَ أمر عظيم فلقد تغيرتْ ابنتي الحبيبة
أصبحتْ تهملُ صلاتها وحجابها .. أليس هذا أمرٌ عظيم ؟؟
نهى : أفزعتني يا أمي .. اعتقدتُ أنه حدثَ مكروه
والدتها : أليس هذا مكروهاً يا نهى ؟؟
صمتتْ نهى ولم تستطع الإجابة .. كيف تجيبُ وهي تعلمُ أنّ ما تفعلهُ خطأ ؟!
والدتها : لما لم تجيبي يا نهى ؟؟ حبيبتي إنكِ تعلمين جيداً كم أحبكِ وأخاف عليكِ
نهى .. أنتِ تعلمينَ عقوبةَ تاركِ الصلاة
وأيضاً تعلمينَ شروطَ الحجابِ الشرعي
ماذا حدثَ لكِ يا بنيّتى ؟؟
نهى : أمي .. أنا لا أزالُ صغيرة ً وبابُ التوبةِ مفتوح وسأتوب إن شاء الله عندما أكبر
والدتها : وهل أنتِ واثقةٌ أنكِ ستعيشينَ إلى أن يكتبَ الله لكِ التوبة ؟؟
حبيبتي .. إن الإنسانَ لا يعلمُ متى يحينُ أجله ..
فكيف له أن يؤجلَ توبتهُ وقد يموتُ في أيّ لحظة ؟؟
ألمْ تشاهدي محمد جارنا كيفَ مات ؟؟
ألم تعلمي أنه ماتَ بعدَ حضور ِ حفل ِ أحد المطربين وكان فى الثامنةَ عشرةَ من عمره ؟؟
أتحبينَ أن تكونَ نهايتكِ هكذا ؟؟
فزعت نهى وبكت ثم قالت مسرعة : لا ....... لا أريدُ أن تكونَ نهايتي هكذا
فأنا لا أتحملُ نارَ الدنيا فكيفَ لي أن أتحملَ نارَ الآخرة
والدتها : إذاً حبيبتي .. عليكِ أن تسرعي بالتوبةِ قبل فواتِ الأوان
نهى : نعم يا أمي .. أعدكِ أن أتوضأ وأصلي فروضي وأن أهتمّ بحجابي
جزاكِ الله خيراً يا أمي
ذهبتْ نهى .. توضأتْ ثم صلتْ ودعت الله أن يقبلَ توبتها
ثم قالتْ : لمَ لا أجمعُ صديقاتي وأنصحهنّ ؟؟ فربما لم يجدنَ من يقدمُ لهنّ النصح
ذهبتْ نهى لوالدتها وأخبرتها بما دارَ فى ذهنها
ورحبتْ والدتها بالفكرةِ وأخبرتها أنها ستساعدها
وستجهزُ مطوياتٍ عن الصلاة ٍ والحجاب
وأيضاً بعضَ الكتيباتِ الدينية لتهديها لصديقاتها بعدَ الحفل
وحضرتْ صديقاتُنهى وفرحنَ كثيراً بكلام نهى ووالدتها وتعاهدنَ جميعاً أن يكنّ صالحات ويتعاونّ على البرّ والتقوى
يارا : بارك الله لكِ فى والدتكِ يا نهى
إنها تهتم بكم كثيراً .. ولكن أمي لا همّ لها سوى المطبخ وإعداد أشهى المأكولات
نهى : والدتك راائعة يا يارا وطعامها لذيذ وأنا بإذن الله سأخبرُ أمي أن تحدثها فى هذا الأمر
أنا الآن سعيدة بأن الله منّ علينا بتوبة صادقة وأسأل لله أن يحسن ختامنا
الروابط المفضلة