في بلدٍ كبير ٍ توجدُ قريةٌ صغيرة .. تسكنُ بها عائلةٌ صغيرةٌ مكونةٌ من شابٍ في الخامسةِ والعشرينَ منْ عمره
و أختان .. فاطمة و هي الأختُ الكبرى وتبلغُ من العمرِ سبعةً وعشرينَ عاماً .. و الأختُ الصغرى هي أسماء و عمرهـــا سبعةَ عشرَ عاماً
قدْ توفيَ أبويْهمْ جراءَ حربٍ جرتْ في فلسطينَ أرض الشهداء
قدْ حلتْ عليهمْ هذه الكارثةُ الإنسانيةُ قبلَ خمسةَ عشرَ عاماً
في يومٍ مشرق ٍ جميل .. قامتْ حربٌ مسبّبها مستوطنون
بدأتْ بـ قنبلةٍ أقيمتْ لتفتكَ بالمسلمينَ و تدمرَ قلوبَ البشر
أنــاسٌ ليسَ لهم ضميرٌ و لا رحمة .. يحملونَ على رقابهمْ أرواحَ أناس ٍ قتلوهمْ بدون مودة .. استوطنوا بيوتهمْ و أخذوا حياتهمْ .. قتلوا أطفالهمْ و ذويهم ..
أصبحَ البلدُ منكوبا ً .. ما بينَ يتيم ٍ وفقير .. وجائع ٍ وخائف
و لكـــنّ إيمانهمْ بالله كبـــير
في بيت الإخوة و بعدَ خمسةَ عشرَ عاماً من بدءِ الحرب .. كانتْ حياتهمْ مأساوية ..
يعملُ الأخُ عندَ أحدِ المستوطنينَ كفلاح ٍ ليأتيَ بلقمة ِ عيشه و أخواته
يذهبُ كلّ صباحٍ في الساعةِ الخامسةِ إلى الأرض .. يحصدُ في موسمِ الحصاد .. و يزعُ في موسمِ الزرع
كانَ المستوطنُ شرساً مع عمالهِ لا يرحمهمْ من عذابه و لا من قسوته
أمــا الأختان .. فتعملُ فاطمة ممرضةً في عيادةٍ طبية صغيرة .. و هي الوحيدةُ في القرية
أمــا أسماء فماكثةٌ في البيت
و في يومٍ من أيامِ الشتاءِ الباردة .. ذهبَ الشاب محمد لعملهِ كعادته .. وكذلك فعلت ْ أخته فاطمة
و في الساعةِ السادسةِ صباحاً قامتْ قواتُ المستوطنينَ بشنّ حصار ٍ على تلكَ القرية
و قدْ فجروا قنبلتينِ على بيوتِ المسلمين .. فقتلوا الشيخَ والشابّ والطفل
ولم يبق َ سوى القليلِ من الناسِ على قيدِ الحياة .. ونُـقل َ الكثيرونَ إلى العيادة الطبية
جرحى و قتلى في كلّ مكان .. أطفالٌ محروقونَ و مشوهون .. تبكي العينُ لرأيتهمْ يتعذبون
ضميرٌ ميتٌ قتلَ أبرياء
ظلّ القصفُ بالرصاصِ مستمرا ً حتى الساعةِ الثانيةِ بعدَ الظهر ..
خافتْ أسماء كتيراا .. وأصبحتْ مشردةً لا تعرفُ ماذا حلّ بعائلتها .. هل مازالوا على قيدِ الحياة ؟
فكرةٌ تأخذها وفكرةٌ تأتي بها .. ظلتْ تبحثُ وهي تبكي ألماً وخوفاا
ذهبتْ إلى العيادةِ لتسألَ عن أختها
و لله الحمد وجدتها على قيدِ الحياة وكانتْ تمرضُ المصابين
أما أخوها ... فالله وحده ُ يعلم ُ ما حل ّ به
لازالتْ تبحثُ عنه هي و فاطمة بينَ الجرحى والقتلى
مـــرتْ أيامٌ و أسابيعُ و أخوها لم يرجعْ
قدْ يكونُ بينَ أكوامِ التراب .. و قدْ يكونُ على قيدِ الحياة
أسئلةٌ إلى اليومِ لم تنتهِ .. عائلاتٌ كثيرةٌ فقدتْ أحبابها و لازالت لا تعرفُ طريقهمْ
حصارٌ لا يزالُ قائماً .. و مستوطنٌ لا يريدُ الخروج
حـــالةُ فلسطينيينَ مسلمين يعيشونَ حياةً مرعبة
وهكذا عاشتْ الأختان فاطمة وأسماء تنتظرانِ أخاهما محمدا ً بدمعةِ شوق ٍ و دعاء ٍ إلى الله
بقلمي
شــــــــــــلال الصـــــدقــ
الروابط المفضلة