في ساحة ِ الحـرم ِ المكي ّ الشريـف .. تتراءى صور ٌ إيمانيّـة ٌ خالـصة ..
فيها تتجلى عـظمة ُ الإسلام ِ وروعـتُـه ..
ذاك َ الـدين ُ الذي ألّـف َ القـلوب .. ووحّـد َ الصـفوف ..
في مشهد ٍ إيماني ّ لم ْ يشهد ْ له ُ العالم ُ مثيلا ً ..
آلاف ُ المسلمين َ يفِـدون َ من ْ شتّـى أصقاع ِ الأرض .. ليجتمعـوا في البُـقـعـة ِ الأطهر ِ على وجه ِ الأرض ..
يُـغادرون َ أوطانهم ْ وأموالهم ْ وأهليهم ْ .. ويُـقبلون َ لمكة َ مُـلبّـين َ خاشعين َ خاضعـين ..
لا هم ّ لهم ْ سوى التـذلل ِ لرب ّ البريّـة .. والخضوع ِ بين َ يديه ِ سُـبحانه ..
والاعترافِ بما اقـترفوا من ْ ذنوب ..
إنه ُ لمشهد ٌ تبكي له ُ القلوب .. وتذرف ُ له ُ العـيون ..
حول َ الكعـبة ِ تجتمع ُ كل ّ القلوب ْ ....
رجل ٌ من ْ ذنبه ِ يتوب ْ .. وامرأة ٌ لربّـها تؤوب ْ .. وشيخ ٌ يُـناجي غـفّـار َ الذنوب ْ ..
هناك َ تلتقي كل ّ الشعـوب ْ ..
ما بين َ الأبيض ِ و الأسود ِ و الأشقر ..
ما بين َ الكبير ِ و الصغـير ْ .. والغـني ّ و الفقـير ْ ..
كل ٌ يهتـف ُ قـلبُـه ُ بالرجـاء ْ .. ويلهـج ُ لسانُـه ُ بالـدعـاء ْ ..
كل ّ يدعو رب ّ الكون ِ بِلُـغـته .. وكل ٌ يسأله ُ بلهجـته ..
وعلى اختلاف ِ اللغات ِ واللهجات .. كل ٌ يهتـف ُ
.................................................. .................................................. ............ يا الله
ألا ما أعـظم َ الإسلام َ حين َ يُـؤاخي بين َ المسلمين َ ويُـؤلّـف ُ قـلوبهم ْ ..
من ْ كبيرهم ْ لصغـيرهم ْ .. ومن ْ أميرهم ْ لفقيرهم ْ ..
هم ْ سواسية ٌ كأسنان ِ المشط ..
لا فضل َ لعربي ّ على أعجمي ّ إلا بالتـقوى .. ولا لأحمرَ على أسود َ إلا بالتقوى ..
لباسهم ْ الأبيض ُ يُـذكرهم ْ بالكفن ِ عند َ الموت ..
وحُـشـودهم ْ الغـفـيرة ُ تُـذكرهم ْ بالحـشر ِ بعـد َ الموت ..
ألا ما أعـظم َ الإسلام َ حين َ يُـنـظم ُ المسلمين َ ويُـوحّـد ُ صفوفهم ْ ..
يطوفون َ بالكعـبة ِ في آن ٍ واحـد .. وفي نظام ٍ واحـد ..
وقُـبيْـل َ الفجـر ِ يصوم ُ الكل ّ في وقت ِ واحـد .. وبُـعـيْـد َ الغـروب ِ يُـفطر ُ الكل ّ في وقت ٍ واحـد ..
وفي مكان ٍ واحـد ..
وما إن ْ يُـنادي المنادي للصلاة ِ حتى ينتظم َ الجميع ُ في صف ٍ واحـد .. يتقدمُهم ْ إمام ٌ واحـد ..
ألا ما أعـظـمه ُ من ْ دين ..
بقلمي
قـمر الشــام
لدى زيارتي للحرم ِ المكي ّ الشريف
في الأول من رمضـان 1431 هـ
الروابط المفضلة