وعجبتُ من صبرها ( معلمتي العزيزة )*انتقاء موفق *
هذه القـــــــــــصه منــ ق ــوله ولكنى رأيت أنها فعلاً تستحق النـ ق ــل فأحببت أن أنقلها لكن
بسم الله والحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين
معلمتي الحبيبه ... وسيدتي .. وأمي .. وقدوتي .. وسائقتي إلى ربي بفضله
أسألك السماح لأني ساتحدث عنك ... وأنّىَ لي أنا أن أتحدث عنكِ أنتِ
وأنّىَ لي أنا أن أسطر حروف من حياتك
بل أنّىَ لي أنا أن أكون طالبتك وابنتك
فكيف لي أنا أن أنسبك لنفسي لأقول " معلمتـي "
والله يا معلمتي أني لأحبك في الله .. والله أني لأحبك في الله
وأسأل الله أن يمدني بكلمات توحي ببعض منكِ ... و والله لن أوفيكي أبداً أبدا
و والله لن يوفيكي إلا الله
لا أعلم ماذا ساكتب ... ولكن الله المستعان
:
:
هي أمه من إماء الله ... واحسبها من خير إماء الله
لم يرها احد إلا وأحبها ... بل والله لم يسمع عنها أحد إلا وأحبها
عرفتها منذ حوالي ثمانية أشهر ... ولم أرها إلا مبتسمه مستبشره
حتى وهي تبكي ... تكون مبتسمه مستبشره
وهي تحدثك مبتسمه ... وهي تسمعك مبتسمه ... وهي تعطينا الدرس مبتسمه
حتى وهي تشد علينا مبتسمه
ما ترها في مكان إلا وترى الجميع حولها ... وتظل هي تنتقل من أخت لأخرى لتسلم عليها وتحدثها وتودها ... تجري من هنا لهناك ... تبتسم لهذه ... وتطمئن هذه ... وتواسي هذه ... وتدعو لهذه .... وتسمع لهذه ... وتشد على يد هذه
:
:
وجهها يشع نور ... بنور وجهها الذي وهبه الله إياها أيقنت أن نور القلب يظهر على وجوه العباد ... كلما رأيتها وهي تسلم علينا جميعاً .... أتذكر أسم الله الودود ... وأقسم أنها تحظى بنصيب من هذا الاسم ... بل بنصيب وافر ... وأقول إذا كان هذا وُد العباد ... فما بال وُد ربّ العباد ....
هكذا هي تذكرك بالله دائما .... لا ترى منها لفته ولا حركه إلا وتذكرت اسم من اسماء الله الحسنى ... إلا وقلت سبحانك ياااارب هؤلاء عبادك ... فكيف أنت
هذه هي معلمتي
:
:
تقول لنا " لقد من عليكم بعز القرآن ... فمن أخذه عزه الله ... ومن تركه ذله الله ... اشتغلوا فيه ... فكل ما يشغلكم عنه شؤم .... " ... درس التجويد ليس كأي درس ... علمتنا اازي نشتغل ونفيد بعض ... ازاي كل اسبوع نتعهد بخلق وسنه للمصطفى نقوم بها ونلتزم عليها ... ازاي نزود طاعه جديه ... ازاي نزور المكان الفلاني ... ونعود المريض الفلاني ...
ونحضر عرس الأخت الفلانيه ... هي نفسها في اليوم الواحد غالياً ما تحضر عرس وتعود مريض وتذهب للعزاء ...
هذه هي معلمتي
:
:
مره واحده وجدتها غضبت غضب يسير على احد الأخوات ... فقالت لها " اسكتي " ببعض الحده فخرجت الأخت من المسجد ... وبعدها بدقيقه وجدت معلمتي تبكي بكاء شديد جداً ... تكاد تنهار نحيباً ... وعدلت من نقابها ... ثم تركت الحلقه وخرجت من المسجد دون أن تحدثنا .... ثم دخلت بعد وقت ووجدتها ممكسه بيد الأخت التي أحتدت عليها ... وأجسلتها ... وقبلتها ... وسألَتها السماح
هذه هي معلمتي
:
:
في رمضان الفائت كان علينا جمع مبلغ ليس بيسير للإطعام .... وأحد الأخوات اخبرتني أنها ستعطيني مبلغ لهذا الأمر ... واعتمدت على ذلك ... وبعدها اكتشفت ان المبلغ زهيد للغايه ... وحدثت معلمتي ان المبلغ زهيد ولن ينفع كثيرا ... فقالت " يا حبيبتي ... لا تحقرن من المعروف شيئا ... لو جبرتي هذه الأخت ... وقُلتي لها أن المبلغ طيب جداً وسينفعنا كثيرا ... لجبرك الله ورزقك منه رزقاً حسنا " ... و والله أني لفعلت ما أمرتني به ... و والله لم أكد انتظر حتى منّ الله علي بأخت سلمتني ما يقااارب نصف المبلغ الذي نحتاجه ،،،،
هذه هي معلمتي
:
:
علمتني أن أسجد شكراً لله ... لم أخبرها بشيء إلا وقالت " دعيني أسجد شكراً لله " ... وتشكر وتبكي بكاء شديد حمداً لله ... في مره حدثتنا عن الصبر .. وفي آخر الحلقه قالت لها أحد الأخوات .... والله أنتي ريحتي قلبي بكلامك عن الصبر ... والله انتي حفظتيني بفضل الله من الوقوع في معصيه ... فبكت معلمتي ... وسجدت شكراً لله ... وقالت " هذا هو النعيم ... أن يسخرك الله من أجله " .... وتعجبت أنا من هذا المعنى الرفيع
هذه هي معلمتي
:
:
علمتني كيف يكون الحياء ... لا الحياء من البشر ... بل الحياء من الله وملائكته ... دائما تقول لي ... أنت عاوزه تبقى في معية الله ورسوله وملائكته ... ولا عاوزه تقعدي براحتك ... لو عاوزه الأولى استحي من الله ورسوله وملائكته ... فلا تجلسي إلا بأدب ولا تنامي إلا بأدب ولا تذكري إلا بأدب ... حتى وأنت وحيده في غرفتك ... فحتى الآن أنا لم أرى معلمتي إلا بملحفتها وحجابها .... لم تجلس أمامي إلا جلسة التورك أو الافتراش أو التربيع ... لم أرها فارشه لساقها قط ... ولا جالسه في وضع غير ذلك قط ... وتقول أنا عاوزه الملائكه تكون معايا ... يبقى ازاي اطردهم بقلة حيائي منهم ،،،، نوم ايه وراحة ايه ولبس ايه ... كل دا كلام فارغ وظل زائل
هذه هي معلمتي
:
:
أنها تعظم كتاب الله ... والله لم أجد مثلها في تعظيم القرآن ... فهي تتعجب أن يقرأ احدنا القرآن وهو متكىء ... أو نائم ... أو على غير وضوء ... أو على غير رائحه طيبه ومظهر طيب .... تقول " دا كلام العظيم ... دا كلام ربنا ... نازل من الله على جبريل على خير خلق الله ... ازاي أنا الحقيره الفقيره لا أعظمه ... ازاي اتهاون به .... "
تتعامل مع كل حرف تعامل عجيب .... تقف على كلمة ( رحْمته ) فتقول ... " شايفين ازاي حرف الـ ( ح ) فيه رخاوه ... يحسسك قد أيه رحمة ربنا كبير وممتده .... شايفين الهمس اللى في الحرف ... تحسي ان الهوا اللى بيخرج دا كان بيشيل همومك واحزانك وبيقول أن ربنا رحمته هي الدواء " ....
هذه هي معلمتي
:
:
" الدعاء هو العباده " ... هي نصيحتها الدائمه لي ... فهي تقضي كثير من الليل في الدعاء ... وتخصص أوراد ... فتقول اليوم سأخصص الأخوات كذا كذا وكذا في الدعاء ... والبلد الفلاني والازمه الفلانيه ... فتظل تدعو لهم ... وأسألها طيب هتدعي لنفسك أمتى دا انتي بتدعي لمصر كلها ... فتقول " هو أنا اطول أن الملائكه تأمن وتقول ولكي بالمثل ... دا دعاء الملائكه مستجاب ... يعني انا كده محصنه نفسي ".... ولي تجربه معها في الدعاء ... عندما منّ علي الله ورغبني في النقاب ... وحدثت أبي ورفض ... فبكيت مع معلمتي نهار الجمعه ... وسألتها الدعاء ... فوعدتني أن تخصص دعاء الليله لي .... و والله وجدت أبي عند صلاة فجر السبت يقول لي " انزلي اشتري النقاب " .... فسألتها ... فقالت " أني أحبك في الله .. وأصدق الله في الدعاء لكي ... والله يصدق من يصدقه " ... يقيـــــــــــنها في الله
هذه هي معلمتي
:
:
( حِبِّي السما ) .... هكذا نصحتني عندما يقسو قلبي ... قالت " اجعلي بينك وبين السماء رابط ... خليها تدوّب ران قلبك ... انظري لها ... حسي أنك تنظري لله جل جلاله ... انظري لها وسيبي قلبك يتكلم .... ساعه اتنين تلاته ليله كامله .... وبعدها هتلاقي الأثر " ... صدقت معلمتي ... تقولي " والله أنا بقعد ابص للسما واقوله يااارب النجوم دي قريبه منك ... والقمر قريب منك ... انا تحت اوي يااارب ... لا يااارب ... انا اقرب لهم منك ... انت في قلبي ... ووهبتني معيتك ... فكيف يكونوا اقرب لك مني .... انا الآن اقرب منهم إليك ... وفي الجنه لن يكون بينك وبيني حجاب ... ساكون لك أقرب وأقرب "
هذه هي معلمتي
:
:
تقول ( لو أخت مشيت سنتيميتر لربنا ... سقفي ليها واحضنيها واظهري ليها فرحتك بيها وشدي على اديها ... قوليلها أن كده عملتي خطوه كبيره أوي ... وأن ربنا بيحبك أوي... ووقتها والله هتبقى فعلاً أخدتي ثواب " لأن يهدي الله بك رجلاً .. " بشري الناس واشكريهم ) ...
فهي دائما تشكر من يفعل أي حسنه صغيره أو كبيره ... شكر صادق
هذه هي معلمتي
:
:
تقولنا " في أخت بتبقى ماشيه ولبسه خيمه مش باين منها أي حاجه ... خيمه سوداء ماشيه ... لباس شرعي مائه في المائه ... لكن للأسف قلبها أسود من لبسها .... اللباس بيغرنا في أنفسنا ... بيصورلنا أننا خلاص وصلنا لقمة الالتزام ... وبننسى أن الله ينظر إلى قلوبنا ... وبنسيب لون اللبس يطبع على القلب... أنت بقى قارني بين ظاهرك وباطنك "
هذه هي معلمتي
:
:
دائما تقول " احنا من أهل الجنه والله احنا من أهل الفردوس كمان ... أنا ظني بالله هذا وأكثر من هذا ... وهو لن يخيب فيه ظني أبدا ".... واجدها في نفس الوقت تقول ... " لا تنسوا القبر يا اخوات ... لا تنسوا زقوم النار ... لا تنسوا الحرمان من الله "
هذه هي معلمتي
:
:
لا داعي لأن أذكر حالها في القيام والصيام والذكر
:
:
معلمتي ابتُليت بمرض .... ولن أتحدث عن صبرها ... ولا عن رضاها ... ولا عن فرحها ... فوالله هي ترى هذه النقمه نعمه ... وهذه البليه عطيه
تقول لي هذه تكفير سيئات ورفع درجات ... انا كده عارفه انه بيحبني
مين قال اني زعلانه ومهمومه ... هو عاوز كده ... يبقى انا عاوزه كده
مين قال عشان انا مريضه يبقى اقعد في البيت وابطل عمل لله
مين قال ان المفروض استسلم للوجع والألم ...
ايوه انا بتألم وبتعب ... ايوه المرض شديد ...
لكن الدعوه أهم ... أنتم أهم ... الناس أهم ... الناس ... عباد الله أهم مني
ازاي اترك تحفيظ القرآن وتعليم التجويد ... ازاي اترك اعمال البر دي
ازاي اسيبك دلوقتي وانت لسه مختمتيش القرآن ومأخدتيش قدر من العلم
أنت هتبقى خليفتي ... يبقى لازم تتعبي شويه معايا
احنا ادمنا شغل كتير اوي الفتره اللي جايه .. بلاش نضيع وقت في الكلام عن المرض وتفاهات الدنيا
هذا حديث معلمتي لي البارحه
فبماذا أرد عليها ...
حدثتها لأصبرها ... فصبرتي
لأبثها امل ... فبثتني همه وطاقه وعهد جديد لحياه جديده
ذهبت لأخفف عنها مسئوليتي عليها .. فحملتني كلي على اكتافها
والله أنها جعلتني أرضى بقضاء الله كل الرضا ....
:
:
معلمتي اصيبت بالمرض قبل رمضان الفائت ... لكني لم أعلم بذلك إلا يوم الجمعه ... ولكن المرض شديد ... وحالتها شديده ... وتتألم كثير ولله الحمد ... وعلمت أنها كانت تذهب للمستشفى لعدة أيام ولم نكن نعلم شيء عن هذا وكنا نعتب عليها لأنها لا ترد على تليفوناتنا ...
أريد أن أحكي يوم من حياة معلمتي في رمضان الفائت ( وهي مريضه ) بإيجاز ...
في الصباح الباكر تذهب لتعطي الدروس ... وهي تعطي في مدينتي وفي مدينه أخرى طوال أيام الاسبوع طوال النهار من مجموعه لأخرى ....
عند صلاة العصر ... تذهب لتأتي بالإطعام من الأخوات ... ثم تذهب لتقوم بتوزيعه على من يحتاجه ... وكثيراً ما يؤذن عليها المغرب ... تذهب لتفطر مع أيتام ... أرامل وما شابه ... ثم تعود لبيتها قبيل العشاء لترتاح دقائق بسيطه حتى صلاة العشاء ... وكانت تصلي رمضان الفائت في بيتها وتقول لي ( انا عاوزه أتادب مع الله وأربي نفسي ... ومش هتأدب إلا إذا عزلت نفسي عن مدح الناس ) .... تبدأ في صلاتها ... ثم تقطعها لتذهب لعيادة مريض أو قضاء حاجه للمسلمين ... ثم تعود قرابة منتصف الليل لتجلس في مصلها حتى شروق الشمس .... ثم تنام أقل من دقائق بسيطه جداً ... لتستيقظ لتعود الكره
" تفكيرها كله وهمها كله منصب على ... لحمة العيد ... صدقات البطاطين ... كفالة الأيتام ... جمعيات لبناء مساجد ... مساعدة فقراء ... مشروع معارض للملابس للمحتاجين .... الدعوه ... تعليم الناس ... قضاء حوائج المسلمين ... التخفيف عنهم ... تفكيرها كله ازاي تقرب خطوه من الجنه وتبعد خطوه عن النار "
:
:
أذكر من نصائحها لي :
" صلي والله في قلبك ... صلي وأمامك قبرك "
" عاوزه النبي ... يبقى تصلي عليه ... مفيش زي الصلاه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم "
" الدين يسر .... مش لازم نصلي طول الليل ... لكن لازم نحس أن ربنا يتنزل جل جلاله لنا في اليلل ... فكيف نغفل عنه "
" معية الله الحقيقه تحسيها في النهار ... مش في الليل بس ... النهار وقت غفله فقيسي علاقتك بالله خلاله "
" على قد ما بتشوفي ربنا في الدنيا .... هتشوفيه في الآخره "
" اثناء الدعوه في ناس بتتعلق بيكي وتصاحبك ... لو لقيتي حد بيتقل رجلك سبيه ... الناس دي بتبقى زي اكياس الرمل ... بتغرق وبس ... يبقى لازم تقصي كيس ارمل دا بالمقص ... حتى لو هتتوجعي شويه "
" لا تفرطي في نصيبك من الله .... ولا في رسوله .. ولا في جنته ... لا تفرطي "
" عليكي بالرفقه الصالحه ... والحفاظ على الوقت "
" مفيش نوم في العشره الأواخر من رمضان ... مفيش نوم يعني فعلاً مفيش نوم "
" العبادات هي عزك وثباتك .... هي أصلك ... واللي هيشغلك عنها تنازلي عنه "
" ربّي نفسك ... متزعليش لما تغلطي كتير .. لأنك لازم هتغطلي كتير لأنك لسه طريه أوي ... ازعلي لما تكرري الغلط وتأخري التوبه .... "
" حاربي الشيطان ... لأنه عدو الله ... وكفى بهذه سببا لتحاربيه "
" لازم تتعلمي الغسل ... ولازم تحضري كفنك واحتياجات غسلك ... ولازم تجددي وصيتك كل يوم لأنك دخلتي طريق المسئوليه "
:
:
معلمتي في طور الشباب وليست أمراه عجوز ... ولو قُلت سنها لعجبتوا
حقها عليّ أن أدعو لها
وأن أرجوكم أن تدعو لها ...
والله لم أخبرها بأحد يحتاج للدعاء إلا وجعلت له ورد دعاء
فأنا أسألكم جميعاً بالله أن تجعلوا لها ورد دعاء ثابت ... ولو دقيقه كل يوم
دقيقه واحده تدعو لها فيها بالشفاء والعافيه
ومعلمتي هي معلمتي ... حتى في شدة مرضها
ستأتيتي غدا بعد صلاة العصر لتوزيع الاطعام
فجزاها الله عني وعن الجميع خير
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي معلمتي شفاءا لا يغادر سُقما ،،
معذرة على الإطاله ...
لكن والله لم أقل نقطه من بحرها ،،،
الحمد لله ،،،
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة إيمان~}
الروابط المفضلة