
نأتي الآن الى مرحلة القرار المصيري
القرار الذي يتعلق بمستقبل حياة
نسعد بها او العكس لا سمح الله
يعتبر الزواج و اختيار الزوج من اهم و أصعب القرارات التي تتخذها الفتاة في حياتها
فتكون مترددة بشكل كبير و يسكنها خوف من سوء الاختيار
يتقدم اليها احدهم فتحتار أتقبل به أم تنتظر
هل هو فارس الاحلام الذي تحلم به أم لا
هل سيكون على مستوى طموحاتها ? هل ستبني معه بيت الزوجية و أسرة ناجحة سعيدة ?
و هنا ينبغي الاشارة الى أهم المقاييس و الشروط التي وضعها ديننا للقبول بالخاطب
فالزوج يتم اختياره على أسس معينة حددها ديننا الحنيف
و هي : الدين و الأخلاق
يقول الرسول عليه الصلاة و السلام : ( إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه )
صدق رسول الله عليه الصلاة و السلام
و بهذا تجد الفتاة المساعدة في اختيار شريك حياتها
تختاره ان كان متدينا و صاحب خلق
دمث الاخلاق طيب الاصل و المنبت
توافق عليه بعد حصول القبول بينهما و لذا حث الاسلام على رؤية الفتاة و الشاب لبعضهما جيدا عند الخطبة

تتم الخطبة بناء على الاستخارة و من ثم الاستشارة
استخارة الرحمن بصلاة و دعاء الاستخارة المعروفين
و استشارة الناس من ذوو الدين و الاخلاق و الحكمة
ممن يحبون لها الخير و تهمهم مصلحتها
تثق في آرائهم و في رجاحة عقولهم
و يجب أن تعلم الفتاة أن الله لن يخيبها ان شاء الله
فتتوكل عليه تعالى و تسلم أمورها له
و لا تسلم نفسها للوساوس و المخاوف من :
هل سأسعد معه - هل هو فعلا صالح - ماذا لو كان منافقا ...الخ
من الأمور التي تزيد التردد و الخوف لديها
أهم نقطة هي أن تختار الفتاة على أساس صحيح .......

و أحب أن اضيف أن من آداب الخطبة أيضا أن لا يخطب الانسان على خطبة أخيه
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له متفق عليه، واللفظ للبخاري.
و المعنى في ذلك أن الاسلام ينهى أن يخطب رجل فتاة يعرف أنها مخطوبة لغيره
أو أن غيره تقدم لها قبله
و لا يجوز له أن يتقدم الى خطبتها الا ان عرف أن الخاطب الأول أعرض عنها
أو أن الخطبة الأصلية لم تتم
و هذا الكلام موجه بالدرجة الأولى للشباب و لأمهات الشباب اللواتي يردن الخطبة لأبنائهن


و الأساس الصحيح هو ما وضعه لنا ديننا الحنيف.. الدين و الأخلاق
و من المهم أيضا تقبل الفتاة لخاطبها شكلا و شخصية
فعلى الأقل تشعر أنها مرتاحة له تتقبل فكرة كونها ستصبح زوجة لهذا الشخص
و لا يشترط في ذلك الوسامة أو الجمال
بل هي أرواح تتقارب و تتنافر بأمر الله تعالى .........

أيضا لا تجبر الفتاة على شخص لا تحبه و لا تريده
بغض النظر عن السبب الذي يجعلها تنفر منه
فالزواج حياة كاملة مشتركة يجب أن تتم أولا و أخيرا على الرضى بين الطرفين
فلا اكراه و لا اجبار في الزواج ........
و لا تقبل الزواج تحت ضغوط معينة أو أسباب اخرى
مثل الهرب من جو البيت أو الخلاص من ظروف سيئة
فغالبا ما يفشل الزواج الناتج عن مثل تلك القرارات
لآنه قرار لم يتخذ على أسس سليمة و لم يتم التفكير فيه بشكل صحي ......

يفضل التكافؤ ما بين الشاب و الفتاة في كل الأمور
مثل الجانب المادي و الاجتماعي و الثقافي و التعليمي
فلا يكون هناك فرق شاسع بينهم
لما ينتج عن ذلك فيما بعد من تضارب في الافكار أو شعور بالنقص او التكبر من احدهما على الآخر

كما يجب توفر المصداقية في الخاطب و المخطوبة
فيكون كل منهما على طبيعته ما استطاع
و لا يزين نفسه بشكل يغير من حقيقته و شخصيته تماما
و ان كان هناك عيب فيه فلا مانع من أن يحاول تغييره في فترة الخطوبة
و تدريب نفسه على الحياة الجديدة التي تنتظره
فيجب ان يعي الطرفان جيدا أنه مهما حاولا اخفاء عيوبهما و التستر عليها
و مهما حاولا تجميل نفسيهما للطرف الاخر
فبعد الزواج تسقط كل الاقنعة و ينجلي الستار عن كل شيء
و يظهر كل منهما على حقيقته .......
التي يجب أن لا تكون مختلفة عما كانت فترة الخطبة و الا سبب ذلك صدمة لشريك حياته
مما يؤثر سلبا على العلاقة و على الحياة الزوجية بأسرها

و للخطبة هدف معين و هام على أساسه شرعها ديننا الحنيف
فالخطبة وعد بالزواج يأخذ هذا الوعد مدة معقولة
يتم في تلك الفترة السؤال و التأكد من الخاطب
شخصيته و أخلاقه و معرفة ظروف حياته و الاتفاق على كل الشروط اللازمة للنكاح
( في حال تمت الموافقة بين الطرفين)
و التجهيز للزفاف و الارتباط الذي يجب أن يتم التهيئة له جيدا ( من ناحية نفسية و شخصية)
عكس ما تعتقده بعض الفتيات من أن الخطوبة هي فترة النزهات و كلام الحب و الغزل
تذكري أختي العزيزة أن الخاطب أجنبي عنك طالما لا يوجد بينكما عقد قران
فلا تجوز الخلوة بينكما و لا يجوز لمسه لك و لا كلام الحب و المغازلة و لا الجلوس لفترات طويلة معا....
و قد وضع الاسلام كل تلك الضوابط حفاظا على الفتاة نفسها و سمعتها و شرفها
و وقاية من أي احتمالية لعدم تمام الخطبة أو انفصال الطرفين قبل الزواج

و أما بعض الأسر التي تبدأ عندها فترة الخطوبة بعد كتب الكتاب أو عقد القران
( كما يحدث في بعض الدول العربية)
فحتى في تلك الفترة يجب أن تحذر الفتاة و تحافظ على نفسها جيدا
صحيح أنه زوجك الان و يحق له ما يحق للرجل في زوجته
لكننا في مجتمعات تحكمها الأعراف و التقاليد التي لا يمكننا تجاوزها بشكل كبير
لنفس الاعتبارات السابقة من عدم اتمام الزواج أو وقوع أمر لا تحمد عقباه
يؤثر أولا و أخيرا على الفتاة و عائلتها ...........
فعليك أختي أن تستغلي تلك الفترة بحيث تكون حجة لك لا عليك.. و ميزة لا مثلب ..
تستغلينها في التحدث مع خطيبك في الأمور المهمة التي تخص حياتكما المستقبلية

في المبادئ التي يجب أن تتفقا عليها في محاولة معرفة أفكاره و طريقة تفكيره
و محاولة اكتشاف جوانب شخصيته المختلفة ...
مزاياه و عيوبه ..و محاولة التقريب بينكما في وجهات النظر
خلال معرفة ما يحب و ما يكره .. و تعريفه ما تفضلين و مما تنفرين
للحد قدر الامكان من عمق الفجوات التي يمكن أن تتكون نتيجة اختلاف الافكار و الشخصيات
و للتقليل من المفاجات الخاصة بشخصية كل طرف بعد الزواج و المعاشرة و الحياة سويا .....
و كثيرا ما سمعنا عن فتيات منهن من أوقعت نفسها فيما لاتحمد عقباه
بعد أن كانت تفكر أنه زوجها و يحق لهما ما يشاءان ......
الا أنهن اكتشفن خطأ تلك النظرية و أصابهن الندم على ما فرطن
و ذلك لأن الواقع يفرض علينا الكثير من الالتزام تجاه أنفسنا و أهالينا و مجتمعاتنا

و تفاديا لكل ذلك كان من المستحب عدم الاطالة في فترة الخطوبة دون مبرر معقول
فاكرام العازب تزويجه و هو ما حثنا عليه ديننا الحنيف ..........
كما في ذلك حد للخلافات و الصدامات التي تحدث بين الطرفين
سواء بين الشاب و الفتاة او بين عائلتيهما ..

اسأل الله التوفيق لبنات المسلمين و السعادة للجميع
و جزاكم الله كل خير غالياتي


تعليق