غرورالنفس..... وقطعة القماش
.........
أغلبنا يعيش حياته طولاً وعرضاً
ولا يأتي ببالنا أن الحياة مهما طالت فهي قصيرة
كم مرة شغل تفكيرنا أو راودتنا مجرد مراودة
فجميعنا نخاف الموت ونهاب من التفكير فيه
ولطالما دعونا لبعضنا البعض بطول العمر
فهل وقفنا أمام تلك الحقيقة كثيراً,على العكس تماماً فهذه أكثر حقيقة قد نهرب منها
وذلك لغرور النفس الأنسانية وميلها الدائم لمباهج الحياة
إن النفس تجتاز يوميا الكثير من الإختبارات ولعلها تنجو بنفسها
ولكن قد تقع بصاحبها أيضا فى بئر من الذنوب
{إن النفس لأمارة بالسوء .. "53"}
(سورة يوسف)
وقد يكون هذا هو دليل واضح على أن النفس أمارةً بالسوء
ولا ينتهى أمرها لصاحبها لمرة واحدة
فكم صارع الأنسان نفسه فى محاولة كبح جماحها
يجد الأنسان فى طاعته مشقة
وحينها قد لا تطاوعه النفس فى تنفيذ تلك الأوامر
ولذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات"
وذلك فى صحيح مسلم باب الجنه (2822)
وقد قال ابن القيم رحمه الله فى مدارج السالكين :
أن النفس حجاب بين العبد وبين الله
وأنه لا يصل إلى الله حتى يقطع هذا الحجاب
وكم من المعاصى التى تغري النفس
والعاقل هو الذي يستطيع التحكم في زمام نفسه
وتثبيتها على طاعة الله
الوقفة الأولى
............
عندما رن جرس الهاتف ووجدتها زوجة أخى
تبلغنى بخبر وفاة جارنا عم مرسى
بقدر ما صدمني طلب صغير وهو ...
نعم الكفن الخاص بجارنا عم مرسي
لقد أرتعشت يداي وأنا أضع سماعة التليفون
وشعرت بمغص حاد تكاد معه أحشائي وكأنها ستخرج
جلست في مكاني لا أستطيع الحراك
كيف سأمسك بقطعة القماش هذه
لقد حضرت حالات وفيات كثيرة
هو أن أشد من أزر أهل المتوفي
ولكن أن أجد نفسي في موقف مثل هذا
لقد تذكرت وقتها أختي الكبرى
ذهبنا إلى بيت أهل زوجي ليلة الوفاة
جلسنا وقتا طويلا نبكى حماتي
وإذا بزوجي يطالبنا بالنوم حتى نستطيع أن نقف في العزاء
ذهبت للنوم على أحد السراير
وإذا بي أجد شيئا تحت قدمي
فأبعدته دون أن أعرف ما هو
وفي الصباح عرفت أنه الكفن
فأصبت بحالة إغماء لمجرد أنني لمست الكفن بقدماي
فمابالنا ونحن نلبسه ولا حول لنا ولا قوة حينها
فمن منا تخيل نفسه يصحو صباحا
ليلبس كفنا بدلا من ملابسه
من منا ينتظر هذا اليوم أو حسب له حساباً
من منا جاء بمخيلته أنه سيموت
غاية في البساطة وليس بها أي كلفة
تعمل سكرتيرة في شركة معروفة
وكان من شروط العمل في هذه الشركة
وكان هذا شيئا لا يمثل لها أي عائق
فهي ليست محجبة ولم يكن يشغل بالها الحجاب أبداً
وفي يوم من الأيام وجدت زميلتها سماح
تأتي الشركة وهي محجبة فتعجبت ريم كثيرا
من أين لها بالجرأة التي جعلتها تلبس الحجاب؟
بالرغم من أنها على علم تام بشروط الشركة
ولم تكن ريم هي الوحيدة التي رأت زميلتها بالحجاب
فقد رآها جميع العاملين وبالتالي فقد علم المدير كذلك
فما كان منه إلا أن إستدعاها
ونصحها زملائها بالمغادرة حتى تهدأ الأمور
وعندما جاءت في اليوم التالي
وجدت الموقف يتكرر مرة أخرى
ووجدت ريم زميلتها تدافع عن حجابها بضراوة
ما الذي يجعل سماح تدافع عن قطعة القماش
هذه والتي تضعها على
رأسها ؟ فهي في نظري مجرد قطعة قماش
وقطعة قماش أخرى زادت بها تنورتها كي
وقطعة قماش أخرى زادت بها بلوزتها كي
وعندما سألتها ريم عن السبب الذي جعلها
لقد كنت أتابع التلفزيون وإذا بي
صوت الشيخ وهو يقول:إن المرأة التي
تآبى أن تلبس الحجاب وهي على قيد الحياة
فمن ضمن قطع الكفن الخاص بالمرأة
يوجد الخمار وسوف تُلبسه
ولا تستطيع أن ترفض حينها أن تلبسه
وحينها قررت أن ألبسه بإرادتي
أما بالنسبة لي فهي حصني وملاذي
وكم وقفت مع نفسي أمام هذا الأختيار
مراتٍ ومرات ... ولكني لم أعارض كثيرا
فالحياة لا بد وأن يتخللها بعض من الوقفات مع النفس
والتي يتحدد من خلالها أين سنتجه ؟
1-لا بد وأن نحسن التفكير والاختيار في كيفية إدارة حياتنا
وكيفية العيش في دنيانا أيضاً
لكن أتكون الحياة كلها ترفا؟
3-من سيستغني بآخرته عن دنياه؟
ليس المقصود ترك الدنيا ولكن
بالعقل نعيشها,ولا نميل كل الميل في إتجاه واحد
من اتجاهات الحياة
4-لن يفيدنا التمسك بكل ما هو زائل
فلنبحث عن طرق جديدة للعيش بسلام مع أنفسنا في دنيانا
مع الأخذ في الأعتبار بأن لا ننسى آخرتنا
فلا نطاوعها دائما فيما ينفعنا ويضرنا
6-إن النفس هى العدو الثانى للإنسان بعد الشيطان
فلنستعذ بالله من شر الشيطان
7-والله سبحانه وتعالى وصف النفس البشرية بثلاث صفات
(النفس الآمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة )
فأي حال نريد أن تكون أنفسنا عليه؟
قد مات قوم وما ماتت مكارمهــم --- وعاش قوم وهم في الناس أمــــوات
الروابط المفضلة