تويت
رمضان معانٍ وارتقاء روح ....
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
البقرة 185
المسلمون يتهيأون هذه الأيام لاستقبال شهر رمضان المبارك والحديث عن فضائل وأهمية هذا الشهر الفضيل ، وعظيم الأجر الذي أعده الله لمن يصوم رمضان إيماناً واحتساباً لا يشبع منه من يريد الخوض فيه، ولكني أترك الحديث في ذلك والكتابة فيه، لأستوحي من رمضان معانيٍ أخرى، لا تقل حاجة أمتنا اليها عن حاجتها إلى بيان أحكام رمضان وفضائله.
فــ أمتنا الإسلامية بحاجة إلى أن تعرف رمضان الإسلام على وجهه الصحيح لتفرق بين رمضان الإسلام الزاخر بكل معاني العزة والكرامة والسؤود وبين رمضان المسلمين في عصورهم المتأخرة المليئة بالمآسي والآلام التي ولدها استبداد الكفار المستعمرين وتسلطهم على شؤون هذه الأمة فأمتنا الإسلامية بحاجة إلى أن تقف في شهر رمضان المبارك لتلتقط الأنفاس بعد ما تآلبت كل قوى الشرعليها فجعلتها تشعر بالخذلان والخيبة والنكد، فرمضان محطة يؤوب إليها المسلم كل عام يسترجع فيها حسابه مع ربه ومع أمته ومع نفسه، إسترجاعا يتيح له صفاء الروح ليتخلى عن كل الروابط الأرضية التي تشده الى أسفل بحبال الغرائز والشهوات .......
إن رمضان فضلاً عن كونه شهر صيام وعبادة، شهر جهاد وجلاد، وذكريات لا تبلي السنون جدتها، فتاريخ الإسلام الوضيء في صدره الأول، حافل بما يبعث في هذه الأمة الهمة، فهو شهر بدر حيث سجلت الفئة المؤمنة مصداق قوله تعالى (ان ينصركم الله فلا غالب لكم) وهو شهر الفتح حيث سجل المؤمنون أروع عودة بأعظم فتح .
إن العالم يعيش اليوم في مادية طاغية موغلة في الغي، حرمت الإنسان نعمة الأمن والسلام حتى في خاصة نفسه وأهله، ولقد بلغ من إيغال هذه المادية وطغيانها، أنها مسحت مشاعر الإنسان الخيرة التي تعد منطلقاً لكل خير، وسبيلاً لكل الإصلاح ولخلاص العالم اليوم ممن يعانيه بسبب طغيان تلك الموجة المادية . فإن رمضان هو إحدى المدارس التي تتربى فيها الأمة على أساس تذكير المؤمن بحقيقته الروحية وراء عوارض الشبع والجوع، وعلى أساس ترويض إرادة المؤمن في ظل سلطان الروح وعلى ايثار داعي الله على كل هوى وشهوة.
إن المسلمين مدعوون بين يدي رمضان، أن يخلعوا من أعناقهم أغلال الجاهلية التي طوقهم بها الكفار المستعمرون وقادوهم بها الى هاوية الإبتعاد عن دين الله.
إن المسلمين مدعوون بين يدي رمضان لتطهير أنفسهم من مظاهر التناقض وشوائب النفاق.
إن المسلمين مدعوون بين يدي رمضان، للتحرر من الخضوع لسلطان الحضارة المادية.
إن المسلمين مدعوون بين يدي رمضان ليقدموا للإنسانية خير أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقود الناس نحو الخير وتقدم لهم نموذجا فرداً لقيادة إنسانية فاضلة تُسعد نفسَها وتسعد الإنسانية معها بما تُقدمه من فَضائل ربتْها عليها عقيدتها.
إن المسلمين مدعوون بين يدي رمضان لتطهير أنفسهم من مظاهر التناقض وشوائب النفاق.
إن المسلمين مدعوون بين يدي رمضان، للتحرر من الخضوع لسلطان الحضارة المادية.
إن المسلمين مدعوون بين يدي رمضان ليقدموا للإنسانية خير أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقود الناس نحو الخير وتقدم لهم نموذجا فرداً لقيادة إنسانية فاضلة تُسعد نفسَها وتسعد الإنسانية معها بما تُقدمه من فَضائل ربتْها عليها عقيدتها.
جعله اللهم رمضان العزة والفخر والنصر
تعليق