دور الشعر والشعراء في استنهاض الهمم
لا يمكننا نسيان دور شعراء أمتنا الاسلامية ممن حملوا هم القضية الفلسطينية ونظموا من أجلها الأشعار ليسنتهضوا بها همم الشباب تجاه قضيتهم الأم
وتشجيعهم لمقاومة الغزاة الذين اعتدوا على أرضهم ومقدساتهم ،، هنا نسلط الضوء على بعض من قصائد الشعراء
الشاعر عبد الله شبيب :
وفلسطين عنده أرض مقدسة، لأنها مهبط الرسالات السماوية ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. يقول شاعرنا في قصيدة بعنوان "كفكف دموع القدس"
القدس مشكاة الزمان بها يطوف الأنبياء
القدس معراج الرسول ودربه نحو السماء
ما أقبح الإجرام حين تراق في القدس الدماء
قسماً سنغسلها غداً من كل آثار الوباء
وفلسطين عند شاعرنا هي الأم والخيار المقدس.. فحين نرى أن هناك من اختص بالحديث عن المرأة متغزلين فإن الحديث عن فلسطين الحبيبة في نظر شاعرنا هو في الوقت نفسه أقدس وأغلى وأحلى، حيث يقول في تقديم قصيدة "إلى الأم في عيدها": إلى أمي الكبرى فلسطين.. وأمي الجاثمة هناك في (أريحا) على ضفة الأردن.. تتربص مترقبة الفجر الجديد:
ولا تـنسَ أنا فقدنا كمثلك فـي أمسنا أمنا الثانية
فلسطين موطننا العبقريوأيـامنا الحلوةiالماضية
فـأمـك أفضت إلى iربهالـتنعم في عيشة راضية
وأمـي الـكبيرة مسلوبةٌ مـضـرجة بالدما القانية
تئن وتشكو وما من مجيبٍ وما من حنوٍ على الشاكية
يـكـبلها أرذل المجرمين يـجـرعـها محنه قاسية
والقدس وفلسطين أرض مغتصبة لا تسترد إلى بالحل الإسلامي.. يقول شاعرنا في قصيدة بعنوان "إلى حماة الديار":
ويـا حماة الـديـار الشم لا تهنوا فـالـمؤمن الحق من أع أعداه ما رهبا
سيروا على سنة الإسلام وامتشقوا سيوفكم! واسحقوا في الحرب من حربا
واستمطروا النصر ما دامت سواعدكم تـسـقي البغاة شظايا الموت واللهبا
ولا يـضـيـرنكم قوم لكم خرسوا عـن الـحـقـيقة، فالدنيا لمن غلبا
ويدعو أبناء وطنه وأبناء أمته إلى الاعتصام بحبل الله والتمسك بالإسلام ليكونوا طلائع تحرير الوطن المغتصب، فيقول:
عودوا لله والإسلام به تنجون من الإرهاق
لا وزر لكم إلا الإسلام ولا عصمة إلا بالأخلاق
أو.. لا.. فالطوفان المجنون وأنهار الدم المهراق
ودعا الأهل في الأرض المحتلة إلى الثبات في هذه الأرض المباركة، فقال:
سنعود رغم تطاول الأزمان رغم اشتداد البغي والطغيان
مـهما عتا أعداؤنا وتآمروا وتبجَّحوا وعلوا علو دخان
الـعود للأوطان حقٌ ثابتٍ ومـوثـق بالشرع والقرآن
الشاعر عبد الناصر رسلان
لا يفتؤ يذكر فلسطين الحبيبة , وانتفاضتها المباركة
بيدي حجـري بيدي كفني أتحدى آلامَ المحــــــــــن ِ
ومعي ربي لن يخذلنـــــي ربي إقبل هذا منــــــــــي
ومعي كلُّ شعوبِ الدنيــا من كوسوفا حتى اليمـــــن
هذا الكدُّ لن يضنينـــــــي حتَّى ألقَ ثوبَ الكفـــــــن ِ
ولْتَشْــهدْ أقطــابُ الدنيــا ولْيعــترفــوا هــذا وطنـي
وليد الأعظمي
فقد شكلت القضية الفلسطينية جزءاً من الهم الإسلامي العام الذي عاشه طيلة حياته وعبر عنه في دواوينه
وقد قيل أن كثير من شباب فلسطين المجاهدين يحفظون قصائد ،ويتخذوا أبياته شعارات جهادية، وكتبوها على الجدران واللافتات،
يرى وليد الأعظمي أن عودة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة لهم دورة تاريخية تقوم على جريان سنة الله في الكون ونتائجها في حياة الشعوب، فالغفلة ضعف، واليقظة قوة، فيقول:
إيـه فلسطين، للتاريخ دورته
ولـلـحـوادث إيراد وإصدار
نمنا زماناً، وكان الخصم منتبهاً
مـن نام خاب ولم تسعفه أقدار
سرى إليك رسول الله من قدَم
ولـم يكن ثَمَّ صاروخ وأقمار
إيـه فـلسطين! للتاريخ دورته
ولـلـحـوادث إيـراد وإصدار
إنـا على موعد يا قدس فانتظري
يـأتـيك عند طلوع الفجر جرار
جـيـش تـدرع بالإيمان يدفعه
لـنـصـرة الحق تأكيد وإصرار
آلـى عـلى نفسه ألا يبل صدى
حـتـى تعود إلى أصحابها الدار
لا عذر للعرب عند الله إن سكتوا
وبات في القدس من صهيون ديار
عبدالرحمن العشماوي
صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في هذه الأمة الميتة وهو صاحب الأسلوب الحماسي الذي لا يحتاج إلا إلى رجال يفهمون ما تعنيه أبيات هذه قصائده التي تبكي حسرة على ما آلت إليه أمورنا وهو في نفس الوقت يشحذ الهم ويتكلم عن الأمل القادم وعن الإشراقة الجديدة للشمس التي يتمنى أن تنير سماء الأمة الإسلامية من جديد.. تحدث كثيرا عن القضيه الفلسطين ووجهة عدة قصائد للشعب الفلسطيني
لا تقولوا: دَمُ أقصانا جَمَدْ
لا تقولوا:
ذهنُه من شدَّة الهول شرَدْ
لا تقولوا:
نهرنا الجاريرَكَدْ
ساخنُ العزم بَرَدْ
لا تقولوا:
إن جيشَ الكفر في الأرض احتشَدْ
وعلى الحوض وَرَدْ
وعلى أحلامنا في ساحةِ الأقصى قَعَدْ
لا تقولوا:
نفث الساحرُ سحراً في العُقَدْ
هبَّت الرِّيح بما لا يشتهي البحَّارُ...
واشتدَّ مع الموج الزَّبَدْ
زمجرَ الباغي ولم يأتِ المَدَدْ
لا تقولوا:
نزلتْ أمَّتُنا أقسى نزولٍ..
وعدوُّ اللهِ في الأرض صَعَدْ
لا تقولوا:
أسرف المجرم في القتلِ وفي الظلم تمادَى
وإلى قَصْعَتِنا جيش الأباطيلتنادى
أَبْدَأَ الغاصبُ فينا وأعادا
لا تقولوا:
صرخ الطفل ونادى... ثمنادى.. ثم نادى
ثم فاضتْ روحُه في عَتْمَةِ اللَّيل وفي القلب كَمَدْ
أقسمالصوتُ الذي أَطْلَقَه...
أنَّ الصَّدَى كان ينادي: لا أَحَدْ
لا تقولوا:
عَقِمَتْ أمَّتُنا، واستنسرَتْ فيها بُغاثُ الطيرِ...
والعَزْمُ خَمَدْ
لا تقولوا:
إنَّ شارونَ، ومَنْ شارونُ؟، باغٍ يتبختَرْ
ظالمٌ في جيشِإِبليسَ مسخَّرْ
مدمنٌ يشرب خمراً من دمِ الطِّفْلِ المقطَّرْ
مغرمٌ بالعنفيشتاق إلى رؤيةِ مقتولٍ معفَّرْ
أنا لا أَشتُمُه...
فالشَّتْمُ من عرضِالذي لا يعرفُ الرحمةَ، أَكبَرْ
وهو من أَحْقَرِ شَتْمٍ صاغه الإنسانُ أحقَرْ
لا تقولوا:
إنَّ شارون على الغرب اعتمدْ
ومضى يحرق أَحلامَ العصافيرِ..
ويستنزفُ خَيْراتِ البَلَدْ
لا تقولوا:
زرع الزارعُ والباغي حَصَدْ
ذهب الأقصى وضاعت قدسُنا منّا وحيفانا ويافا وصَفَدْ
لا تقولوا: حارسالثَّغْر رَقَدْ
أنا لا أُنكر أنَّ البَغْيَ في الدُّنيا ظَهَرْ
والضَّميرَالحيَّ في دوَّامة العصر انْصَهَرْ
أنا لا أُنكر أنَّ الوهمَ في عالمنا المسكونبالوهم انتشرْ
غيرَ أنَّي لم أزلْ أحلف بالله الأحَدْ
أنَّ نَصْرَ اللَّهِآتٍ ، وعدوَّ اللهِ لن يلقى من الله سَنَدْ
لن ينال المعتدي ما يبتغي فيالقدسِ....
ما دام لنا فيها وَلَد
لقد صرخ الشعراء ، وزمجر الخطباء ، وأنَّ الكتاب تحت نير المرحلة وفي غلال المؤامرة .. وكانت الغاية الأولي بين غايات أدب تلك المرحلة هي التنوير والتثوير على ما يحاك للشعب الفلسطيني وأرضه ، لقد كانت إبداعاتهم جميعاً ناقوس خطر دائم القرع ينذر بضياع البلاد والعباد .
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة