تويت
نساء ينحتن الصخر/نماذج مشرقة
نساء ينحتن الصخر..نماذج مشرقة 
نساء ينحتن الصخر
نماذج مشرقة
لن أتحدث هنا عن عمل المرأة
أهميته- مشروعيته- ضرورته- ايجابياته أو سلبياته)موضوعي سيتناول فئة من النساء وضعتهن الظروف
في مواجهة ضرورة إعالة الأسرة لأسباب متعددة :
1-الهجرة القروية
هروبا من آثار الجفاف و الفقر تنتقل اسر إلى المدينة
و تلجا في الغالب إلى الأحياء الهامشية ، فتجد النساء و الفتيات أنفسهن
مضطرات إلى المساهمة في اقتصاديات الأسرة ، فيتوزعن
بين الخدمة في البيوت و الضيعات ، أو معامل الصناعات الغذائية .
2-الطلاق أو الترمل
تجد بعض المطلقات أو الأرامل أنفسهن في مواجهة ظروف قاسية
بعد الطلاق أو التطليق أو وفاة الزوج فلا يكون لهن بد من العمل.
3_مرض الزوج.
. قد يصاب الزوج بمرض مزمن أو يصاب في حادث سير أو شغل.
.فتتحول المرأة بالفعل إلى معيل وحيد للأسرة إضافة لتكفلها بعلاج الزوج.
4 _زوج غير مسؤول
وهناك فئة ساقها سوء حظها اوسوء اختيار الأهل للزوج
((كسول _سكير_ضعيف الشخصية...لا يقدر المسؤولية)) الى البؤس
فلا يكون أمامها سوى خيار تحمل المسؤولية خصوصا إن كانت إما تخاف على أولادها..
وعندي نماذج لأمهات يحضرن إلى المدارس لحل مشاكل أولادهن التربوية..
والوالد حي لكنه كالميت_قد اكتبها في الركن التربوي إن شاء الله_.
فما العمل ?
وكيف تتصرفن?
تتشعب الفرص والاختيارات ..لكني سأتحدث عن عينة من النساء
اختارت الشغل من البيت من خلال أحداث مشاريع صغرى
وأحدثن تغييرا ايجابيا في حياتهن وحياة أسرهن..
تلجا هؤلاء النساء للانطلاق في مشاريعهن إحدى الطريقتين :
* الجمعيات وتسمى عندنا_دارت_ وتتمثل في المساهمة بمقدار من المال
وتداوله أسبوعيا أو شهريا .
* الاستفادة من قروض بعض الجمعيات التنموية التي تساهم في تمويل المشاريع الصغرى .
النماذج
الحالة الاولى :
الخياطة والتطريز
فتاة في الأربعين.. تأخر زواجها.. ولأنها لم تنه تعليمها دخلت ورشة لتعليم الخياطة والتطريز
ولاعتقادها أن قطار الزواج فاتها وحتى لا تكون عالة على والدها وإخوانها
انخرطت في أشغال الخياطة
ولأنها تحب الاعتماد على نفسها اقترضت من إحدى الجمعيات التنموية
وبدأت بإعداد نماذج عرضتها على معارفها وفي محلات بيع ملابس النساء
_بارعة في ترصيع الفساتين بالخرز.
***والطريف في قصتها أنها كانت توزع مداخيلها مصنفة على علب الجبن الفارغة
( واحدة لأداء الدين _واخرىلما ستشتري به المواد_-و وثالثة للربح..)
وتخبئها تحت سريرها قائلة (هذا بنكي)
.توسعت دائرة زبنائها وتمكنت من تسديد كافة ديونها وأصبحت الطلبات تأتيها إلى البيت .
.تزوجت مؤخرا وأنجبت طفلة جميلة..
ورغم أن زوجها مقتدر ماديا شجعها على الاستمرار فاستمرت في إبداعها .
الحالة الثانية :
تصنيع زيت اركان ومشتقاته
أرملة وأم لثلاثة أطفال متمدرسين ..وجدت نفسها منذ اليوم الأول مطالبة
بتوفير متطلبات عيشهم وتمدرسهم.
.فاقترحت عليها إحدى جاراتها مشاركتها مشروعها .
.ساهمت بالبداية بأتعابها لأنها لم تكن تملك ما تشارك به في رأس المال.
.وبعد أن تعلمت دخلت وجاراتها جمعية استفادت منها في توفير حصتها من رأس المال..
فتحسنت وضعيتها كشريكة..
تشتغل في البيت وتأخذ جارتها المنتج إلى السوق وتتقاسمان الحصيلة..
استمرت على هذا المنوال مجدة متقنة
ولم تنفصل عن جارتها عرفانا للجميل
رغم أن الزبناء أصبحوا يأتون إلى بيتها لأخذ طلباتهم
انتقلت إلى بيت جديد و علمت أولادها ..
وقريبا ستشتري شقة(( صغيرة لكنها ملك لي تلمني وأولادي))
الحالة الثالثة:
صناعة المعجنات والحلويات
اعرف حالتين بدأتا بالخدمة في البيوت إحداهما مطلقة وأم لطفلين ..
والثانية متزوجة لكن زوجها الذي كان عامل بناء أصيب بعطب اثر حادثة شغل
فأصبح عاجزا عن العمل.. كانت إحداها تبيع الخبز والفطائر التي تعدها ابنتها
أمام بوابة السوق البلدي ..
بدأت إحداهن بجمعية والثانية استفادت من قرض .
طورتا إنتاجهما وتمكنتا من الاستقرار..اكترت الأولى دكانا لصنع وبيع المعجنات .
.فرحت حد البكاء حين رايتها تحمل الآلة الحاسبة وتجمع الحساب...
( واحد.... زائد.. أربعة)بثقة ما كانت لديها قبل أن تنخرط في العمل ..
والآن هي مقبلة على فتح الدكان الثاني في حي آخر ..
نجحت وشغلت معها أربع فتيات .
أما الثانية فأصبحت ممونة حفلات بمساعدة إحدى بناتها التي انقطعت عن الدراسة
_ بسبب ظروفهن السابقة _..انتقلت من عرض إنتاجها في الأسواق
وعلى المعارف في البيوت إلى تحويل بيتها إلى ورشة لإعداد جميع
أنواع المأكولات المطلوبة في المناسبات. ..
((أقسمت يوما أمامي إنها تأكل الحجر ولا تدع بناتها يشتغلن في البيوت لأنها مرت من هناك)).
الحالةالرابعة:
بيع الملابس
مطلقة فقيرة وبدون أطفال _لهذا السبب طلقت _
تعول أسرتها لان والدها كبير في السن وإخوانها المتزوجون لا يساعدون
والآخرون عاطلون .
.تعرفت على التجارة من إحدى جاراتها..فاقترضت مبلغا من المال
وانخرطت في بيع الملابس النسائية وملابس الأطفال
تشتري من سوق الجملة وتبيع لنساء الحي.
.نجح مشروعها فوسعت نشاطها ليضم مواد التنظيف والتجميل
تأخذها من إحدى الشركات وتوزعها بعمولة ..
تقدم لها أكثر من عريس
إلا أنها كانت مصرة على الرفض خوفا من أن يكون المتقدم طامعا فيها
لمرارة التجربة التي عاشتها مع زوجها الأول ..
وسمعت مؤخرا أنها تزوجت احد جيرانها الذي توفيت زوجته الأولى و تركت طفلين
..لأنها تأكدت انه لا يطمع في مالها ولن يمنعها من مساعدة والديها
..ولإيمانها بان الله تعالى بعث لها الأبناء الذين حرمت من إنجابهم .
.ولأنه يملك بيتا به دكان.. فتحه لها _حتى تكون قريبة من الطفلين_ وشجعها على الاستمرار..
الحالة الخامسة :
النسيج وتربية الدواجن
أرملة وأم لأربعة أطفال ..تقطن في حي شعبي ..
كانت تشتغل بالنسيج إلا أن مردوده كان ضعيفا لان الجميع أصبح يشتري الجاهز ..
ولأنها لاحظت أن مربي الدواجن يربحون أكثر
والمشروع لا يتطلب مصاريف كبيرة دخلت جمعية ..وبما توفر لها من مال
ركبت أقفاصا فوق سطح البيت..واشترت بضع دجاجات وأرانب ..
وبعد ثلاثة أشهر أصبح المنتوج يدر عليها دخلا لا باس به ..
ولان أولادها كانوا صغارا لم تكن تذهب إلى السوق .
.بل كان أخوها يأخذ المنتوج إلى الأسواق ويأتيها بثمنه ..
كبر الأبناء ونجحوا في دراستهم لأنها كانت لهم الأم والأب .
.اكترت حوشا قريبا من بيتها وأضافت تربية الماعز..
.نجح مشروعها فجددت بيتها .
.وهي الآن تحضر جهاز ابنتها التي ستتزوج الصيف القادم بإذن الله.
...ونماذج و مجالات النجاح كثيرة أكثر من أن تحصى
(( الإنتاج الغذائي_ فنون الديكور...))
تحية وتقدير
ما قادني لكتابة هذا الموضوع.. ولاختيار هذه النماذج بالذات
هو رغبتي في التأكيد ان المرأة فرد فاعل وفعال في المجتمع ..
وان هؤلاء النساء انقدن أنفسهن وأولادهن وربما عائلاتهن من أشكال ضياع محتملة أو محققة
فتحية لكل امرأة مجتهدة مضحية نسجت من خيوط الأمل وشاحا جميلا لها ولأولادها
تعليق