التسمم الغذائي طال آلاف الجزائريين خلال الصيف
2008 الثلائاء 16 سبتمبر
كامل الشيرازي
--------------------------------------------------------------------------------
مواد فاسدة كادت تقضي على 130 طفلاً
التسمم الغذائي طال آلاف الجزائريين خلال الصيف
كامل الشيرازي من الجزائر:
تفاقمت ظاهرة التسممات الغذائية بشكل محسوس في الجزائر، وذكرت دوائر طبية جزائرية، إنّ أنواعًا من التسممات ظهرت بقوة خلال الفترة القليلة الماضية، وطالت المئات من مواطنيها خلال فصل الصيف، وردّ مختصون تحدثوا لـ "إيلاف" هذا الاضطراد المقلق إلى استهلاك قطاع من الجزائريين لمواد فاسدة في بلد يشهد خمسمئة حالة وفاة سنويًا جراء تسممات غذائية قاتلة هددت حياة ثمانية ملايين شخص على مدار السنوات الماضية. واستنادًا إلى كشوفات حصلت إيلاف على نسخة منها، فإنّ حصيلة المصابين بتسممات غذائية قاربت الثلاثة آلاف شخص استهلكوا مواد غذائية غير صالحة على غرار اللحوم البيضاء والحمراء وكذا فواكه متعفنة وكذا البيض الفاسد، وراء التسممات الجماعية التي كانت عديد المناطق الجزائرية مسرحا لها، وزادت حدتها خصوصًا مع تزامنها مع موسم حفلات الزفاف والولائم والمخيمات الصيفية وتوابعها، على نحو كاد أن يهلك 130 طفلاً أخيرًا.
وذكرت بيانات أصدرتها قيادة الدرك الجزائري، أنّه جرى حجز ثلاثة أطنان من اللحوم الفاسدة بولايتي برج بوعريريج وعين تيموشنت لوحدهما،[COLOR="Red"] كما تمّ حجز 2044 كيلوغرامًا من الدجاج الفاسد غير القابل للاستهلاك، [/COLOR]إضافة إلى 247 طنًا من اللحوم الحمراء (القديمة)، والنقطة المشتركة بين سائر المواد المحجوزة هي وضعيتها الكارثية وافتقادها لأي ترخيص من طرف البياطرة، ومع ذلك أخذت طريقها إلى مختلف نقاط التسويق عاديًا.
وقال الدكتور "تواتي سمير"، إنّ ثلاثة أرباع حالات التسمم المسجلة بين شهري يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول، تمت بشكل جماعي إثر تناول مدعوين لولائم هنا وهناك لأغذية فاسدة، أو أطباق أخرى لم يحترم معدّوها شروط النظافة، كما تحدث البروفيسور "سليم بن عقيلة" عن فواكه تعرضت للسقي بمياه قذرة وتسببت بعفونتها في إهلاك عدد غير قليل من مواطنيه، في صورة البطيخ الأحمر والعنب والتمر الهندي وهي فواكه غالبًا ما تباع في ظروف غير صحية ويجري استهلاكها بعد تعرضها إلى أشعة الشمس لوقت طويل بجانب تعرضها للغبار والدخان وأشعة الشمس وبعض الحشرات، وبحسب مراجع طبية، فإنّ غالبية المصابين بتسممات غذائية عانوا من حمى شديدة وإسهالات حادة.
ويحذر جمهور الأطباء من ظاهرة تعاطي السندويشات التي يقترحها الباعة المتجولين، حيث لا يأبه كثير من هؤلاء بعامل النظافة بقدر اهتمامهم بالربح السريع، والنتيجة أنّ المئات من المصطافين ومرتادي الشواطئ يصابون بأزمات عويصة جراء تناولهم سندويتشات احتوت على قليل من اللحم والبطاطا وكثير من الجراثيم، وهو ما تسبب بإصابة 136 شخصًا بهذه الكيفية.
ويلقي مراقبون باللوم على السلطات لعدم فرضها رقابة مشددة على منظومة الأغذية بشكل عام خصوصًا على مستوى المطاعم، خاصة أنّ أكثر المتسممين هم أولئك الذين يتناولون أغذية خارج منازلهم، بينما يلح أطباء على أنّ خير طريقة للعلاج هي الوقاية،[/COLOR] من خلال إلتزام المستهلكين بقواعد النظافة، وحرصهم على جودة ما يستهلكونه، وتفادي شراء لحوم ما لم يتأكدوا من عدم فسادها، إضافة إلى الابتعاد عن الأطعمة السريعة التلف والمشكوك في أمرها والمنتهية صلاحيتها.
[/SIZE]
تعليق