
كانت تحلم بآمال كثيرة
وكان هو يحلم أيضا بحياة زهرية
رغم أن أصحابه حذروه من الزواج يوم خطبها
وصوروه له (وهم فعلا مخطؤون) غولا وسجنا تموت فيه حريته وروحه المرحة
تحدى الكل وتزوجها
وقوته في التحدي جاءت من حلمه بغد أفضل
وحياة أزهى وأجمل
أما هي
فصديقاتها وقريباتها يغبطنها، ومنهن من يحسدها على ما هي فيه
وكل ما تفكر فيه هو أن هذا الفارس سيأخذها الى حياة وردية رومانسية
ستكون فيها الأميرة المعشوقة التي لا يرد لها طلب ولا يداس لها على طرف
وأقيم حفل بهيج للرجال كان فيه العريس طاووس كل الحاضرين
وفي الوقت نفسه أقيم حفل للنساء كانت فيه العروسة ملكة الجمال والدلال
حتى انتهت الحفلتان
وبدأت حياة الاثنين
كلها احترام ومودة
وابتسام وسعادة
سعادة لا تعادلها ولا تفوقها سعادة
لكن
وبا لـ ت د ر ي ج
انقلبت حياتهما السعيدة روتينا قاتلا
وآخران مثلهما انقلبت حياتهما عنادا
وآخران انقلبت مشاكل وشكاوى لا حد لها
وآخران انقلبت حياتهما برودا
وآخران وآخران وآخران....
لماذا تبدأ أغلب الحيوات الزوجية بسعادة وتنتهي هذه النهايات المأساوية؟
لماذا لا تدوم هذه السعادة إلا شهورا أو سنة أو سنتين؟
أكيد أن الخطأ أو على الأقل السر نابع من الزوج حينا وأحيانا أخرى من الزوجة
في هذه المحطة لن أذكر إلا سرا واحدا من هذه الأسرار المخربة للبيوت السعيدة
ليس لأنه السر الوحيد ولكن
لتتمكني أختي الحبيبة من مشاركتنا النقاش
فالكرة الآن بين يديك أضيفي سرا آخر من أسرار تخريب البيوت
وأنا سأبدأ بما يلي:
تكون الزوجة مهتمة بكل تفاصيل زوجها الصغيرة والكبيرة
المهمة والثانوية
حتى يبدأ الحمل فتبدأ بالتغير
والكل يعذرها طبعا
فالتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ عليها وتأثير الهرمونات عليها
كل هذه الأشياء تجعل الزوجة تبدو امرأة أخرى في تصرفاتها ونفسيتها ورغباتها وفي كل شيء
وإذا لم يقدر الزوج هذه التغيرات فإنه يبدأ بالتذمر ثم الشكوى و و و و
وهنا يزداد حال المرأة سوءا حتى تنجب رضيعها فيكون الحال أسوأ
إذ تهتم بهذا الضيف الجديد كل الاهتمام وتهمل زوجها كل الاهمال
خصوصا أنه كان جافا معها وغير مبال بآلامها في مرحلة الحمل
ويوما عن يوم
وشهرا عن شهر
وسنة عن سنة
يبدأ الزوجان بالتباعد روحيا
ويكتفيان بالعيش كجسدين تحت سقف واحد للتعاون على مسؤولية تربية هذا الطفل
ولولا هذا الأخير لما تواجدا معا
وتسير بهما سفينة الحياة من دون مشاعر من دون دفء من دون حياة حقيقية
فيعيش كل واحد منهما على الأطلال
أطلال تذكر سنوات الزواج أو شهور الزواج الأولى التي كانت كلها حب وشوق وتفاعل وتشارك و و و
ويظنان أن هذا هو المصير المحتوم لكل زواج فيحذران كل مقبل عليه ويصورانه له على أنه جحيم
والزواج بريء من كل هذه الاتهامات
هذا هو السر الأول الذي نبدأ به هذا النقاش
فتفاعلي معنا واضيفي سرا واحدا من بين الأسرار الأخرى الكثيرة التي شوهت حياة كثير من الأزواج
ليكون هذا الموضوع نوعا من التحذير أو نوعا من خلاصات تجارب الناس ليستفيد المقبلون على الزواج أو المتزوجون حديثا
وتقبلن تحيتي الصادقة
محبتكن جميعا
نورس المغرب
تعليق