
مثلت سنه رسولنا الكريم (عليه افضل الصلاه والسلام) سواء كانت قوليه او فعليه منهاجا
يسير عليه جميع المسلمين
فى شتى امور الحياه وشجعت هذه السنه الشريفه الاعمال اليدويه ووجدنا الكثير من الاحاديث
الشريفه التى تحث على العمل والاجتهاد فيه الى جانب ان الرسول الكريم(عليه الصلاه والسلام)
كان يعمل بيده ويعاون اصحابه فى مختلف الاعمال فحفر معهم الخندق وبنى بيده الشريف معهم مسجدى قباء والمسجد النبوى
وقد روى عن أبى هريرة رضى الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " ما أكل
أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وأن نبى الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده .
وهكذا واجه الرسول صلى الله عليه وسلم – بقوة – نزعات الاحتقار للأعمال اليدوية التى
كانت سائدة – بدرجة كبير – فى مجتمع الجزيرة العربية قبل الاسلام .
وعلى سبيل المثال لا الحصر سيكون حديثنا اليوم عن سنته (صلى الله عليه وسلم)
فى الزراعه
وكيف نمى عليه افضل الصلاه والسلام حب العمل فى قلوب الصحابه . وهنالك العديد والعديد من الاحاديث الشريفه التى يحثنا فيها الرسول(عليه الصلاه والسلام )
على اعمار الارض وزراعتها والاهتمام بها.
فعن النبي صلي الله عليه و آله وسلم انه قال: «من أحيا أرضاً ميتة فهي له، وليس لعرق ظالم حق»وعنه صلي الله عليه و آله: «من أحاط حائطاً على أرض، فهي له»
وعنه صلي الله عليه و آله: «من سبق إلى ما لا يسبقه إليه المسلم، هو أحق به»
ولقد اتخذ الإسلام سياسة حكيمة، في ازدياد العمران والزراعة، التي بهما تكون رفعة الدولة
أو سقوطها.

ولعل من اهم المحاصيل التى انتشرت زراعتها فى الجزيره العربيه,زراعه اشجار النخيل
ومايحصدوه منها من ثمره طيبه .
ولقد انعم الله عليهم بهذه الشجره المباركه والثمره الطيبه ذات الفائده العظيمه
وهذا مصداق لقول الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول: (بيت لا تمر فيه
جياع أهله) وقوله عليه السلام : (إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه).كلّ جزء في النخلة له فائدة عظيمة ، ثمارها ، ليفها ، ساقها ، سعفها ، جريدها ، وخوصها
ناهيك عن المواد العديدة الأخرى التي تستخرج من ثمار وأجزاء النخلة المختلفة . ثمرها غنيّ
بكلّ مقومات الغذاء اللازمة للإنسان
من ماء ومعادن وأملاح وفيتامينات وسكريات وغيره فنحن نعلم أن رسولنا العظيم مكث
شهرين على الأسودين ( الماء والتمر )
وقوله (أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فإنه من كانت طعامها في نفاسها التمر خرج وليدها حليماً فإن كان طعام مريم حين ولدت ولو أراد الله طعاماً خيراً منه لأطعمها إياه)
ولقد وعى العرب والمسلمون الأوائل هذه الأهمية المتميزة للتمور فاعتمدوها الغذاء الأساسي لهم
أثناء فتوحاتهم كونها تمتاز بقدرتها على التخزين
كما أنها أغنى الفواكه قاطبة في سعراتها الحرارية وقيمتها الغذائية ناهيك عن سهولة نقلها
وتداولها ومن هنا يمكن القول أن التمور قد ساهمت وبحق كغذاء لجند الإسلام
وارتبط النخل والتمر بوجدان المسلمين، خصوصاً في رمضان، من حيث تأسيهم بسنة
المصطفى صلى الله عليه وسلم في إفطاره على التمر.
وقد كرمت الديانات السماوية كافة شجرة النخيل واهتمت بزراعتها ورعايتها.
وقد ذكر القرآن الكريم النخيل والتمر في سبعة عشر سورة
كما ورد ذكر النخيل في كثير من الأحاديث النبوية ومأثورات العرب وأشعارهم.

ليس غريباً أن يوصف التمر بأنه منجم غذائي لكثرة مايحتويه من معادن كالفوسفور
والكالسيوم والماغنيسيوم والحديد والصوديوم والبوتاسيوم والكبريت والكلور.
كما يحتوي التمر على فيتامينات وسكريات سهلة بسيطة التركيب. لذا شاع بين العامة قولهم
التمر مسامير الركب.
والنخلة شجرة كريمة أفاد منها أهل المملكة العربية السعودية وبقية منطقة شبه الجزيرة
العربية وغيرها من بقاع العالم ثمراً وسعفا وخشبا.
ويرجع أصل النخيل إلى منطقة البحرين وشبه الجزيرة، وكان يُزرع على شواطىء نهري
دجلة والفرات منذ حوالي أربعة آلاف سنة.
وأشهر البلاد المنتجة للتمور العراق والسعودية والبحرين والإمارات ومصر والسودان
وتونس والجزائر وارتبط النخل والتمر بوجدان المسلمين، خصوصاً في رمضانمن حيث تأسيهم بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في إفطاره على التمر
فلعلّ هذه الكلمات البسيطة تكون دافعا قويّا للاهتمام بزراعة النخيل
ويكفينا الاستشهاد بهذا الحديث الشريف – ففي الصحيحين : ( إن قامت الساعة وفي يد
أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها ) .

تعليق