بسم الله الرحمن الرحيمـ..
:
:
كانت مُسرعة قد لبست عباءتها على عُجالة
وجهّزت مستلزماتها لهذا السفر..
وهي في طريقها لمحطة القِطـار ..
تُفكّر...
يا ترى كيف ستكون هذه الوظيـفة !
و ما مدى سعادتي التي سأعيشها معـها..– في ظنها –!
وهل سأجني الكثير من وراءها ...وو..الخ !!
:
انتهت بها الأفكار حين وصلت للمحطة وقد غادرها ذلك القِطار
فانتثرت حبيبات أفكارها و مشاعرها ..
:
أُجّلتـ رحلتها لوقتٍ آخر قد يطُـ ـ ـول انتظاره !!
:
لكن هل هي من تعمّدت التأخير عنه أم هي الأقدار!؟
/
\
قد تجد وظيفة داخل بلدها تجني منها أكثر مما تجنيه في تلك الوظيفـة !
:
:
أتراكمـ عرفتم هذا القطار !
:
ماهو إلا قِطار الزواج ..
:
فلننظر في حال فتياتنا اليـوم ليست واحدة أو اثنتين أو ثلاثـ
بل عدد منهن لا يُحصى.. بقين يرتقبن القطار من بعيد وهو ماضٍ في طريـقة ..
:
فنجد بعضهن قلقة ، غاضبـة ، حزينة ، متألمـة ، مهمومة ، تندب حظـها
وكأن هذا القِطـار هو السبيل الوحيد لسعادتها ..
/
\
أي نَعم كل فتاة تتمنى لو كان لها بيتها التي تصبح هيَ سيدته فتديره
و لو كان لها أطفالها فتضمهم لصدرها وتلقمهم حنانها فتسقيهم من أدبها
فمنذ نعومة أظفارنا ..نقتني تلك الدُمية ونلاعبها و نحضنها ونحملها بين أكُفنا
و نضمّها فننامـ لنعيش طفولتنا البريئة.. بلا منغصات
وما كانت تلك الطفولة إلا فطرة الله التي فطر كل أنثى عليها ..
فلا يمكن أن نتجاهلها أو نُنكرهـا ..
:
ولكن لو قدّر الله أن يفوتـ تلك الأنثى قطارهـا الذي من خلاله ستنجب فلذات كبدٍ لها!
هل سيكون ذلك نهاية العالـم ..!
هل يعتبر أنه نقص أو عيب فيها !
هل تحزن ..!
( أين الرضا بالقضاء والقدر )!
:
*أليس الله سبحانه وتعالى أرحم بعبادة من الأمـ بولدها ؟
الأم التي تفني عمرها من أجل أبناءها لتسعدهم !!
تبحث عمّ يبهج قلوبهم ..
تنشرح أساريرها بمجرد رؤيتها لابتسامة من شفاههم
تنجلي غيمةً سوداء محمّلة بهموم الدنيـا حين تُحادثهم أو تراهم ..
تخيلي أن الله أرحم من هذه المخلصة المتفانية ..!
*أليس من أسمائه سبحانه (الحكيم) !
لم ينهانا عن شيء أو يأمرنا بشيء
أو يقدر لنا شيء إلا بحكمـة .. قد لا يعلمها إلا هو..
*أليس الله سبحانه قد كتب كل شيء عنده وكتب ما يكون للعبد وهو في بطن أمه !!
:
فلما الحُزن .؟
لما نجد من البعض قد أرهقها التفكير و نرى علامات التعاسة على وجهها !؟
/
\
لو تفكّرنا في حكمة الله سبحانه وتعالى ..
لا تعلمين لو أن حياتكِ التي تعيشينها الآن بين أبويكِ وأخوتكِ راحةً وسعادة..
وقد تغتنمين من وراءها أجراً عظيماً لا ينافسكِ فيه أحد – لو جددتي النية –
حين تخدمين أبويكِ وترعينهما في حين لو كنتِ في بيت الزوجية الذي
لا تعلمين أهي حياة السعداء أم الأشقياء!؟
:
قد تتزوجين ذاك الرجل العاصي الذي لا يحترم امرأة ! فيشتمكِ أو يضربكِ أو لا يقدركِ أيما تقدير !
تتمنين وقتها لو بقيتي عند أهلكِ وفي أحضان والديكِ تعيشين حياة العز بعيداً عن أي إذلال..
فتنعمي بالراحة والطمأنينة ..
يكفيكِ أن تكوني بين من ضمنتِ محبتهم لكِ فيبحثوا عن إسعادك ..
:
قد تقول قائلة / حياتي معهم جحيمـ لا احترامـ ولا تقدير ..استهزاء وتحقير ..
فقط اخدمهم .. وكأني ( خادمة )
:
أقول لها /.. مه مه
أولو كنتِ زوجة هل ستتركين زوجكِ بلا خدمة !
بالطبع لا .. وإن كان فابشري بحياة تعيسة حين تحرمين زوجك من حقوقه ..!
فأهلكِ بحاجة لكِ أمك ..أبيك .. حان دوركِ لتفي بجزء يسير من أفضالهمـ عليكِ
:
فاحتسبي الأجر أُخية لتنالي المثوبة من الكريمـ سبحانه ..
/
\
سمعنا قصص عُجاب
قصص مؤلمـة يندى لها القلب ويدمى
:
عن زوجاتـ ذاقن الويلات من أزواجهن
وزوجاتـ عادن مكسورات الجناح لبيوتـ أهاليهن
زوجات تمنن الموتـ ولا أن يعدن لتلك الأعشاش الخَرِبة
وزوجاتـ لهنّ من الأبناء من كان لها نقمة لا نعمة ..آذوهن وعقوهن
وبالأخير رموهنّ بدار العجزة ..!- والعياذ بالله-
وزوجاتـ عاشن بلا أولاد .. العُقم يكاد يفلق قلوبهن – عافانا الله وإياكم –
والله له حكمته في كل شيء ..
/
\
كونوا كمن رضن بالقضاء والقدر
كونوا كمن بحثت عن إرضاء ربها بأي الطرق
بمن اشترت الجنة ..
:
فإن لم ترزقوا في هذه الدنيا بزوج صالح
ففي الجنة رزقكم ..
:
هناكـ من فاتها القِطار وعرفت كيف تعيش حياتها وتكسب الأجر من ربها
داعية لله متفانية في الدعوة..مسارعة للخيرات
لا تبخل على نفسها بأي أجر ..
الآن .. مكانها لا يمكن لأحد أن يشغله غيرها
فلم نرى كمثلها في عطاءها – اللهم احفظها –
هي شمعة مضيئة وكلمة طيبة سلسة ..
وكأن الله استأثرها للدعوة إليه .. فلو تزوجت لا نعلم قد تكون ليست
بذا همّة و قد تنشغل بحياتها فيذهب الخير الكثير عنها وعن غيرها ممن تدعوهن ..
:
هذه نماذج لنخفف عن من آذتها كوابيس العُنوسة وضاقت بها الأرض بما رحبت
/
\
أخيراً
تذكري .. أن ليس عدم زواجك
أنك ناقصـة .. فكوني واثقه : )
:
بل قد يكون من حولك هم الناقصين ..فترفّعي : )
:
واستخيري الله في كل أمورك
وادعي الله فهو قريبـ .. فكوني متيقنة .. : )
:
ووجوه الخير والسعادة كثيرة فلا تضيقيها عليك ..
فكوني مبتسمة : )
:
رزقكِ الله بمن تُسعديه ليسعدكِ
و يرزق كل عقيم بمولود يفرح به قلبها
ويصلح كل ولد عاق
ويحفظ الله والدينا ووالديكم
ويرزقكم الجنان
:
:
مُحبتكم
الخنســــاء
الروابط المفضلة