
السلام عليكم
أهلا بكم حبيباتي

منذ فترة كنت أحادث صديقة لي هاتفيا وكانت تشكو لي من أهل زوجها شكاوى لها علاقة ببعض اقوالهم وتصرفاتهم
فتقول : حماتي قالت كذا من وراي.. واهله لم يحضروا لي كذا عندما خطبوني.. ولم يقيمو لي حفلا ملائما.. واخوه لم يهتم بكذا.... الى آخر هذه الخلافات..
وعندماسألتها كيف علمت بكل هذه الاشياء والتفاصيل
قالت لي أمي اخبرتني !
ولم تكتف صديقتي بهذه الكلمات بل أردفت وقالت:
وفي الآخر امي تقول لي معلش يابنتي هدول اهل زوجك ولازم تكوني بارة بهم ولطيفة معهم!!!!!
كيف احبهم بعد كل هذا !!
انتهت المحادثة بيننا وانا اتساءل اذا كانت هذه الام تريد حقا لابنتها ان تكون على علاقة طيبة بأهل زوجها
فما السبب الذي دفعها الى شحنها واخبارها بكل الأمور السلبية المهمة والتافهة التي قاموا بفعلها
لكني وجدت ان نسبة كبيرة من الناس تتصرف بطريقة تبرئة الذمة
اي انه قد يتكلم ساعة في حق فلان من الناس وانه فعل وعمل
ثم يختم حديثه ب: والله انا ماشفت عليه شي مابحط بذمتي!!!!
كلمة يبرئ بها نفسه من اي عمل سيء او اتهام ظالم
بعد ان يكون قد اعطى صورة مشوهة عن ذلك الشخص قد تبقى راسخة في الاذهان ويتم التعامل على اساسها..
كلمات وجمل كثيرة متداولة ينطبق عليها قول (دعوة حق يراد بها باطل)
فيكون الكلام في ظاهره جميلا صالحا لكنه يخفي في طياته نظرة لئيمة او اتهاما خبيثا غير مخفي تكاد تنطق به العيون قبل الثغور...
فكثيرا ماشاهدنا امرأة تخطب لابنها فتسأل امرأة اخرى : مارأيك في ابنة فلان
فتجيبها مسرعة : الله يستر عليها
هي دعوة في غاية الجمال نسأل الله ان يسترنا دنيا وآخرة
لكن مجرد ان نسمع هذه الكلمة فإن اول مايتبادر الى الاذهان اشياء قبيحة في حق تلك الانسانة فإما انها بشعة, او ان اخلاقها فاسدة, او ان بها عيبا ما ..
هذاهو المعنى المتعارف
وفي مرة اخرى حدثتني صديقة بأنها عندما انجبت طفلتها الثانية (وقد كان عندها بنت قبلها) كان المتصلون يباركون لها بقولهم : الله يعوض عليك بالذرية الصالحة !!
وكأن ماعندها ليس صالحا بل ليس ذرية اصلا
سبحان الله ..
وغيرها الكثير من الامثلة والكلمات التي ينوي بها الانسان سوءا ولكنه يصيغها
في اطار جميل يعفيه من عذاب الضمير والاحساس بالذنب..
أخواتي اننا محاسبون على نياتنا وعلى مايفهمه الآخرون من حديثنا
وليس على على ظاهرالكلام و الالفاظ
ولايظن عاقل انه عندما يختم كلماته بكلمة طيبة فإنه يمسح سابقاتها السيئات
(انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ مانوى)
فلنخلص الاعمال والاقوال لله عز وجل ولنتق الله في كلمة قد نلقيها على غير وجهة قد يكون فيها هلاكنا
انتظر سماع آرائكن ومواقفكن المشابهة حبيباتي


تعليق