( جــِراح المطــر ) قـصّتي الضبابية !

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ~ فتاة القمر~
    زهرة الحوار
    • Jun 2005
    • 1613

    ( جــِراح المطــر ) قـصّتي الضبابية !





    :::

    بـــســـم الله الــرحـــمـــن الـــرحـــيـــم

    كيف حالكن اخواتي ؟

    لا أريد أن أطيل ، وللكن هذه قصتي جراح المطر

    وأول ما نشرتها كما تعودت هو في لكِ

    متمنيه أن تعجبكن/ ـم

    ولي كلمة سأقولها - لأن من الواجب عليّ أن أنبهكم أن الفكرة قد لا تروق للبعض -

    ولكني أقصد بها شيئاً بعيد الأمد

    فـّـ رفقاً بالقوارير






    :؛:؛:؛:؛.:؛:؛:؛:؛
    (( الفصـ..ـل الأول... ))

    " قلبي ؟ يا إلهــــــي ؟ إنه يتمزق أمامي ؟


    عــاصفة هَوجاء أنتشلتني من مكان عشبيّ حيثُ كُنت أتنــهد بـِإستســــلام


    فـَجأة رَفعتُ وَجهي وسَلمته لـِلهواء ؛ سَمعتُ صَوتاً يُناديني :


    أنا ضعيف .. ضعيــــف .. ضـــعـــيـــــف "


    ....


    /


    \


    /


    \

    " أوهـ ؟ ؛ كم سأبقى أندهُ بـِأسمك حتى تستيقظ يا رياض ؟ "

    رَفعتُ وَجهي بـِتثاقل نَحو أمي والتي تَنظر إليّ بنفاذ صبر

    " أمـاه ؟ بـِالأمس نُمت متأخراً ، أنا آســف "

    أبتسمت أمي ، وقالت : " هيا لا تتأخر ؛ سـَبقكَ أبوكَ و بدر إلى المسجد " ، ثمَّ خَرجتْ من الغرفة ،


    بأطراف أصابعي أخذت أُدلكُ رَقبتي ، أكره هذا الوقت ؛ أشعر بالروتين الممل


    أولاً أحلم حُلماً مُزعج ..... !!


    يــــــاه ؛ أي حُلمٍ مثير هو ذاك الذي حَلمتُ بـِه ؟

    هـه !! يجب ألا أفكر كثيراً وإلا فاتتني الصلاة - الفجر -



    ، ، ، ،


    دَخلتُ البيت وأطرافي تـَكادُ تَتَجمد مِن البرد ؛ الطقس بارد أكثر - بــِالخارج -


    هذه نهاية الصيف وبداية الشتاء في آن واحد !


    أحسُ بـِأني مـُحتاج لـِشيء ساخن ،

    " أمــي "


    أوه !


    لـِلتو أدركت بأني أصبت بـِالزكام ؛ من صوتي الذي تَغير !


    جاءني صوتُ أمي بعيداً

    " هل عدت ؟ "


    سؤال لا يحتاج إلى إجابة !


    ولكني أحببت أن أجيب لا سيما أنني أحب هذه الإنسانة ،


    هتفت :" عــدتُ "


    وَتوقفتُ ثُمَّ عُدتُ أقول :" ومعي الزكام "

    كُنت أقف عند مَدخل المطبخ وأراقب حركات أمي التي كانت تكلمني دون أن تلتفت إليّ !

    حتى نَطقت بـِجملتي الأخيرة


    تَركت أمي إبريق الحليب بـِسرعة وَنظرت إليِّ بـِهلع !


    أسرعت نحوي وقالت بـِخوف و شفقة :

    " رياض !! حبيبي "


    أبتسمتُ بـِخجل مصطنع - طبعاً - ثُمَّ قـُلتُ بـِمكر :

    " لا أظنني أستطيع الذهاب إلى المدرسه صحيح ؟ "

    ضَحكت أمي وقالت بـِحزم دون غضب :

    " لا إن كُنت تسعى إلى هذا فلا تفكر أبداً " وعادت إلى إعداد الفطور


    ضَحكتُ بـِصوتِ عالِ ؛ لأداري خيبة أملي !

    بإستنكار قُلت :


    _ " أين هما الأميرتان ؟ "

    لوت ما بين حاجبيها :


    _ " لا تزعجني ! لديهما العذر في ألا يساعداني ! "

    _ " هذا هو الشيء الذي يجعلهما تتماديا ! "

    _ " أوه !! رياض ، كم أتمنى لو تعرف كم تتعبان هاتين الأميرتين - في رأيك - "

    في هذه الأثناء دَخلَ أبي وَجلس بـِوقار على المقعد ،


    ( إحـــم ! حان وقت الجد ! )


    قال - وعيناه تحدجني بـِغضب - :" لماذا تأخرت عن صلاة الفجر يا ولد ؟ "

    قُلت بـِتلعثم : " أ .. أنا ... لقد .. تأخرت في النوم .. بـِالأمس "

    أشاحَ بـِوجهه عني وقال بـِعتاب :

    " لا تأخذكَ الدنيا على حـِين غرّةٍ يا رياض ! "


    قُلتُ - وأنا أعرف بأنه مُحقٌ في هذه - " أعـــدك يا أبي بأن لا أكررها مرة أخرى "

    نَظر إليّ أبي وهو مُستبشر ، وإبتسامته الرائعة تَفتح شهيتي لـِلطعام طِوال اليوم !!!


    ....


    " بــــــــدر "


    يالِ هذا الصوت الحــاد - صوتُ تغريد - هـه !


    نَظرتُ إلى بدر وَقلتُ بـِسخريةٍ : " البلبل يناديك "

    نَظرَ إليّ بلا مبالاته المعروفه ،


    أنفــجرتُ ضاحكاً ؛ فَالنوم قد أثرَ على ملامح وَجهه بـِعنف !


    - عيناه مدسوستان وَسط جفنيه المنتفخين وَ كأنما نُفخت شفتاه بالسيلكون ! -


    ثم عُدت أغيظه : " يا شريف العائله "

    ثم وكأنه إستاء من العبارة الأخيرة ؛ تَمعضَ وجهه ، ولكنه مع هذا أخذ يأكل وجبته بنهم - مقرف -


    لم أتلقى رداً ، ذلك أغضبني فقلت وعينيّ تدوران في الغرفة


    " هل خُضتَ معركة ما قبل النوم ؟ "


    عاد ينظر إليّ ، وَلكن هذه المره بـِتساؤل أبله !


    فتماديت حين رأيته لا يرد : " أمم ! ظننت ذلك .. ثُمَّ إن ملامحك توحي .... "


    تركت الجملةً مبتوره ؛ لم أجد ما أتمه بعدها !


    ولكني مُصر على إثارة غضبه


    وأنا أرتشف الحليب من كوبي الساخن وأسترق النظر إليه قُلت :

    " كم ساعةً نُمتْ يا صغيري ؟ "


    قبل أن يردّ عليّ دّخل أبي


    و .. تَغيرت المفاهيم إجبارياً !


    كَتم هو غيظه ، وَغاصت ضِحكتي - وَسط معدتي الخاويه -


    دَخلت تغريد وقالت لـِبدر بـِصوتٍ أشبه بـِالصراخ : " تـــأخرت على المدرسه ؛ ألا تشبع أيها الشريف الموقر ؟ "

    ( يبدو أنها لم تنتبه على وجود العزيز الذي أمامي )


    أعطاها أبي نَظرةً صاعقه ؛ جَعلتها تجلس على كرسيها المخصص لها في المائدة بـِأدب !


    ( واو ! يا أختي الحبيبه أين الأدب قبل قليل ؟ لربما أعتدت أن تستيقظين قبله ! )


    أخذت تأكل بإرتباك وحيطه ، ذلك أنها لن تسلم من الشماته لا مني ولا من بدر


    أنا تعودت على أن تكون سخريتي من النوع المخفي بـِعينيّ مثلاً !


    حانت مِني إلتفاته إلى بدر فإذا به ينظر إلى تغريد ويرفع حاجبيه ! -( مُتأكد أنه لم يشاهد نفسه في المرآة )


    في نفس اللحظة - التي رأيته فيها يُغيظها - كُنت أقرب شفتاي من كوب الحليب الساخن و ..

    أنفجرتُ ضاحكاً - لا إراديّاً -


    و ...


    أهرقتُ الحليب على قميصي !


    أخذ الجميع ينظرون إليّ بـِعجب ؛ صباح هادئ ، يبدو أنني سأكدر صفوه على نفسي قبلهم هُم !!

    نَظرَ إليّ أبي بــِعصبية شديده


    نَظرتُ إليه مُعتذراً وأنا أذوب وَسطَ نظراته .. (( المخيفه ))


    نَهضتُ مِن مكاني وَقُلت بـِخجلِ شديد : " سأبدل ملابسي حتى لا أتأخر ! "

    لم يردّ أبي بـِشيء ؛ فَأسرعتُ إلى غرفتي - أو بالأصح غرفتنا ، أنا وبدر - ، أغلقت الباب وأنفاسي تتلاحق !


    أبي في بعض الأحيان يبدو مُخيفاً !


    لا أعرف ما الغلط في أن ينفجر أحدنا ضاحكاً وهو مع أسرته على الفطور ؟


    ولا بأس بـِقليلٍ مِن الحليب ينسكبُ على قميصه !


    ، ، ، ،


    بعد أن بدّلتُ قميصي نَزلتُ ،


    تَوقفتُ عِند باب الصالة فإذا أبي وأمي ينظران إليّ ، يبدو أن المُغفلان قد سبقاني في الذهاب


    سألت وأنا أبعثر خصلات شعري الخفيفه ناحيةً واحده : " و ياسمين ؟ " آه ! أستدركت فَقلتُ بـِحزن : " لا زالت مريضه "

    وأنا أهمّ بـِحمل حقيبتي المدرسية : " مع السلامة ؛ أنا ذاهب "

    قالت لي أمي : " فَليحفظكَ الله "

    نَظرتُ نظرة خاطفه إلى أبي ، كان يخفض بـِرأسه بإتجاه قدميه ، بَدا لي أن جَسده هو الذي معنا فقطـ !

    لم يَقل شيئاً !


    أقتربتُ منه وَقبلتُ رأسه ؛ وَخرجتُ مُسرعاً .. !


    وأنا أمسكُ بـِمفتاح الباب الخارجي لـِبيتنا


    تناهى إلى مسمعي صوتُ أبي منخفضاً :

    " تــــوقـــف ! "


    نَظرت إلى الباب أمامي وعينيّ خائفتين ؛ ألـِقبلة الرأس دَخلُ في هذا ؟!


    ألتفتُ وأنا أبتسم ابتسامةً - لا شك مُصطنعه -


    قال لي بـِهـدوء : " اليوم سَتذهبُ معي إلى عمتك في القريه "

    أتسعت إبتسامتي وأنا أقول : " والمـــدرسة ؟ "

    عَقد بـِحاجبيه وعاد يقول : " اليوم الأربعاء ، لا ضير إن تغيبت يوماًَ واحداً فقـط ! "

    قُلتُ متشككاً : " حَقاً لا ضيــر ؟ "

    أبتسم أبي بـِعفوية قبل أن يهتف بـِمرح : " فهمناها ؛ أمك دعها عليّ "

    تَنهدتُ بإرتياح ؛ هذا ما لم أكن أحلمُ بـِه !! غياب و ..


    يوم أربعاء أيضاً !


    ، ، ، ،


    دَخلتُ أنا وأبي إلى داخل المنزل ،


    أستأذنت أبي وَجريت قاصداً غرفتي ؛ لابد من تغيير ملابس المدرسة ،


    رَميتْ بـِحقيبتي على المكتب وأستلقيتُ على السرير وَعلقتُ عيناي بـِالسقف
    \

    /

    \

    \


    " ..... ريــاض ..... .


    أمـ ـسك بـ ـي .. ! "

    " هــاه ؟ "


    قُمتُ من مكاني فزِعاً !

    " من ينادي هاه ؟؟ "


    خَفضتُ بـِرأسي ؛ علّي أستدرك ما الذي حدث !


    حلم مرة أخرى ؟؟


    ربــاه ! لستُ أفهم شيئاً !


    دَخل عليّ والدي الغرفة


    قُلتُ بـِهدوء بارد - وأنا أهز رأسي -: " هيـا يا أبي ؛ أنا جاهز ! "

    نَظر إليّ قليلاً قبل أن يقول : " حسناً ، أنا أنتظرك "

    وَرفع صوته وهو يبتعد: " لا تتأخـر ! "

    أومأتُ بـِرأسي إيجاباً ،


    لَبستُ ملابسي وَهبطتُ من الدرج بـِخطواتٍ سريعة


    توقفتُ أنظر إلى أمي والتي كانت تُتابع التلفاز وفي ملكوتِ آخـر .. !


    بَقيتُ أضعُ يدي على الجدار القريب من الدرج ؛ وأتأمل أمي والبيت


    فجأة شَعرتُ بأن تفكيري سخيف لـِلغاية !


    يومين بـِالكثير وَسنعود ، لِمَ الوقوف على الأطلال إذن !


    ضَحكتُ بـِقوّة على نفسي !

    " رياض ؟ ، والدك ينتظرك في السيارة ؛ ألن تخرج ؟ "


    أنتبهت إلى أن ضحكتي أخترقت أذن أمي !


    قُلتُ بـِصوتِ خافت : " مع السلامةٍ يا أمي "

    خَرجتُ بـِسرعةٍ لم تمكني من سماع الرد - هذا إن كان هُناك ردّ -


    حين أقتربت من الباب الخارجيّ رَفعتُ صدري مُستنشقاً هواء حديقتنا ،


    وأشرت بيدي إلى الزهور مودعاً


    وَبطئت خُطواتي حين رأيت أبي يصرخ بـِوجه عاملِ هنديّ قُربَ باب بيتنا !



    فَتحتَ فَمي مُدّة قبل أن أقــول بـِدهشة كبيرة : " أبــي ؟ "


    نَظر أبي إليّ بـِطرف عينه وهو لا يزال مُمسك بـِتلابيب الرجل ، بـِضيقٍ شديد حدّق بي وعاد يكلم العامل بـِقسوة - أرعبتني -


    رَكبتُ السيارة وأنا أشد عضلات جسدي بـِلا إستثناء ..!


    فَتحتُ الدرج ؛ باحثاً عن شيء يشغلني عن أبي و .. المسكين ذاك !


    وأخيراً إهتديتُ إلى فِكرة سماع شيء ، أي شـــيء !


    فَتحتُ جِهاز المسجل ،


    أعتقدتُ في ذلك الوقت أني قد شَربتُ شيئاً بارداً ؛ جعل اعصابي تهــدأ !!


    تسرب إلى أعمـــــاقي صَوتٌ عذب :



    {يــــس * والقرآن الحكيم * إنــــك لَمن المرسليــــن * على صِراط مُستقيــــــــم }


    أرخيتُ بـِجسمي على مقعد السيارة ، أدرتُ بــِوجهي نحو المرآة ،


    شَعرتُ بأن شكلي مُضحكاً !!


    جَسدُ نحيل وَشعر غير مرتب وعينين ناعستين - دائــماً - !


    شَعرتُ بأنه مُضحكاً ؛ لأن شَخصاً كَهذا لا يليق بـِه الهدوء !


    يجب أن يتحرك وأن لا تبقى عينيه في عينيّ أحد ؛ حتى لا ينتبه أحد إلى أنه شخص فاشل !


    كُنتُ سـَأقسمُ بأني مجنون !


    لولا أن هَذه الآيات بَهرتني ، وفي كُل يومٍ تَفعل بي هَكذا !


    قطع عليّ الصمت صوت أبي الغاضب جــدّا ً : " لا أريد أن أراكَ قريباً مِن المنزل ، أتـــــفهم ؟ "

    رَكبْ أبي بـِسرعة - على غير عادته -


    وَأنطلقَ بـِكلُ قوّته وأنطلقنا صامتين ... !


    وفضولي لم ينعم بـِأي خبر عن هذا العامل !


    ولكني سألت أبي بـِضعة أسئلة عن عمتي ، إذ أني سمعته يقول بأنه لم يذهب إليها منذ خمس سنوات


    ( رباه هذا شيء يجعل في نفسي شيئاً غريباً )


    ، ، ، ،

    يـــتــبع - بإذن الله -


    تحياتي

    فتاة القمر وللأبد
  • سماء ..}
    زهرة لا تنسى
    • Mar 2005
    • 2508

    #2
    :

    :

    :

    مررت هُـــــــــنا ..,

    تسجيل حضور ..,,

    وسأعود لقراءتها ..,

    سلمتِ يا قمرية ..,

    :

    :

    :
    إحْفَظهُمَا مِنْ جَافِ الأرضْ عَن جَنبيهِما
    وَ امْلأ قَبْرهُمَا بِالرِضَا وَ النُور يَا الله




    !


















    تعليق

    • فصول متشابهه
      النجم البرونزي
      • Nov 2006
      • 666

      #3
      لكم أسعدني ان يكون في الفيض قلم يكتب أحرفا كهذه...
      وينسجها قصة بديعه....
      سلمتي وسلم مدادك السخي.....
      لا تطيلي فأنا أنتظر.......

      تعليق

      • الصامدة للأبد
        النجم الفضي
        • Sep 2006
        • 1422

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        السلام عليكم رحمة الله وبركاته:

        حبــــــــيـــبتــــي قمووووووورة القصة حـــــــلوة تسلم يدينكِ

        تعليق

        • نبضة الأمل..!!
          زهرة لا تنسى "متميزة صيف 1430هـ"
          • Aug 2006
          • 4375

          #5
          .

          .

          تبدو شيقة ..،

          استمري ..،



          .

          .
          ربّنا أفرِغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين
          لا إله إلا أنت سبحانكَ إنّي كنت من الظالمين *
          " إن يَعلمِ الله في قلوبكم خيراً يؤتِكم خيراً مما أخذ مِنكم ويغفر لكم ..."
          قال - تعالى - : " أمْ حَسِبتم أنْ تَدخُلوا الجَنَّة وَلمَّا يأتِكُمْ مَثلُ الذينَ خَلوْا مِنْ قبلِكُمْ مَسَتْهُم البَأسَاءُ وَ الضرَّاءُ وَ زُلزِلُوا حَتى يَقولَ الرَسُول وَالذين آمنوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ الله ألا إنَّ نَصَرَ الله قريب "

          ..
          [ الدالُ على الخيرِ كَفاعِله ]

          و [ إذا سألتَ فاسأل الله ] و [ إذا استعنت فاستعِن بالله ]
          سامِحوا المُقصِّرة ،

          تعليق

          • القلم السحري
            النجم البرونزي
            • Jul 2006
            • 614

            #6
            وأخيرا
            ساحرتي أنت هنا
            رباه ما أجمل قصتك
            اشتقت إليك كثيرا
            لماذا كل هذا الغياب الطويل
            انتظر البقية

            تعليق

            • صديقة الزهور
              زهرة الحوار
              • Oct 2003
              • 4755

              #7
              رائــــــــــــع

              شيقة وبإسلوب خرافي

              دمتي لنا متميزة متألقة عالية المكانه في قلوبنا وفي المنتدى

              ننتظر التكمله والهدف الذي ننتظر ان يتجلى

              لا تتأخري ^_^

              تعليق

              • شروق الامل...
                زهرة لا تنسى "إشراقة الحرف - زهرة الحوار "
                • Oct 2004
                • 10864

                #8
                يــــــــــــاهـ !!

                إي أبداعٍ هذا

                قصّة ممتعة جداً

                متحمسة للبقية

                فلا تتأخري كثيراً

                § •°• رحلتي مع السعادة , ومن أين بدأت وكيف أصبحت , شاركوني فرحتي بها •°• §
                الاستغفار بنية طلب شئ معين !!! ما حكمه ؟

                قصص للمداوميين على الأستغفار وقيام الليل

                http://www.lakii.com/vb/a-6/a-754247/

                أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
                وأتوب إليه


                قال ابن القيّم : إذا أردت أن تعرف قيمتك عند الله فانظر بماذا يشغلك ؟!




                اللهم اغفر للمؤمنيين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات


                تعليق

                • ~ فتاة القمر~
                  زهرة الحوار
                  • Jun 2005
                  • 1613

                  #9
                  السلام عليكم

                  ....

                  أشكر كل من تواجد هنا وعقب بالأخص ^_^

                  وسيكون لكل واحدة رداً يليق بمقامها بإذن الله

                  وبإذن الله أعود ومعي البقية

                  فأتمنى أن يراها البقيه إلى حين ذاك : )

                  تعليق

                  • شروق الامل...
                    زهرة لا تنسى "إشراقة الحرف - زهرة الحوار "
                    • Oct 2004
                    • 10864

                    #10
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
                    أهلاً وسهلاً غاليتي فتاة القمر
                    لاتتأخري علينا
                    أشعر وكأنكِ تريدين . . . !!!!

                    فلا تتأخري ،

                    أن تأخرتي أعلمي بأن هناك صفعة قوية تنتظرك
                    § •°• رحلتي مع السعادة , ومن أين بدأت وكيف أصبحت , شاركوني فرحتي بها •°• §
                    الاستغفار بنية طلب شئ معين !!! ما حكمه ؟

                    قصص للمداوميين على الأستغفار وقيام الليل

                    http://www.lakii.com/vb/a-6/a-754247/

                    أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
                    وأتوب إليه


                    قال ابن القيّم : إذا أردت أن تعرف قيمتك عند الله فانظر بماذا يشغلك ؟!




                    اللهم اغفر للمؤمنيين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات


                    تعليق

                    • الصامدة للأبد
                      النجم الفضي
                      • Sep 2006
                      • 1422

                      #11
                      أن تأخرتي أعلمي بأن هناك صفعة قوية تنتظرك
                      دمك عســــل يا شرووقه

                      تعليق

                      • [ ضــــي ]
                        كبار الشخصيات"نبض وعطاء " "ألق الريشة"
                        • Sep 2003
                        • 4830

                        #12
                        ابدعتي قمرمر

                        ولكن اسجل حضوري .. وانا لن اكملها لان النعاس يغلبني ..

                        واقول لكِ اكملي .. غاليتي ..

                        :
                        شموع يشعلها الأمل
                        وتضئ في درب السماء
                        فبـ الضياء " .. نرسم أحرفنا من جديد
                        فرحة في ... قنوت على سجادة أمل ..
                        الرجاء الرد من الاخوات فقط

                        تعليق

                        • ~ فتاة القمر~
                          زهرة الحوار
                          • Jun 2005
                          • 1613

                          #13


                          أميره الود

                          ما أجمله من مرور !

                          بقــوة أتمنى متابعتكِ / عودتكِ

                          شكراً للمرور الراقي !

                          فصول متشابهه

                          حياكِ الله اختي ...

                          تحية وردية ؛ لكلامكِ الجميل : )

                          عظيم ودي

                          الصامدة للأبد

                          ..............

                          كلام من شخص مثلك ، يجعلني أطأطئ خجلاً

                          حـــــــبـــــــــــــــي

                          نبضة الأمل..!!



                          يسعدني مروركِ

                          وأرجوا أنكِ تفهمتي موقفي ذاك

                          وتشكرين على التواجد يا غالية

                          القلم السحري

                          !!

                          أنــتِ لا تعرفين فرحتي بتواجد أسمكِ يا فتـــــــاة ؟

                          أنا أيضاً اشتقت لكِ ولحماسكِ / روحكِ

                          لا حرمني الله من أخوتكِ

                          وتشكرين على الكلام الحلـــــــو

                          صديقة الزهور

                          يا مرحبا يا مرحبا

                          كم أشتقنا لأيام العطل أححم

                          كلامكِ وسام على صدري يا غااااااليه

                          لا حرمني الله منكِ ولا من نصائحكِ

                          أتعرفين أنكِ أسعدتيني ؟

                          * شروق الأمل *

                          أهــــــلا : )

                          ما أجمل هذه الكلمات والتفاعل يا ( غلاتي ) << مثلكِ

                          جداً جداً فرحت بمتابعتكِ

                          تعليق

                          • ~ فتاة القمر~
                            زهرة الحوار
                            • Jun 2005
                            • 1613

                            #14
                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
                            أهلاً وسهلاً غاليتي فتاة القمر
                            لاتتأخري علينا
                            أشعر وكأنكِ تريدين . . . !!!!

                            فلا تتأخري ،

                            أن تأخرتي أعلمي بأن هناك صفعة قوية تنتظرك


                            من قام بتوصيل الخبر بهذه السرعه ها ؟



                            من يريد الصفعه يعرف نفسه


                            دمك عســــل يا شرووقه


                            ما غيركِ عسل << داخله عررررض

                            تعليق

                            • ~ فتاة القمر~
                              زهرة الحوار
                              • Jun 2005
                              • 1613

                              #15



                              .....

                              (( الفصـ...ـل الثانـ..ـي ))


                              " سردابُ مُظلم، إني أختنق !


                              رياض ؟ ريـــــــاض ! "


                              \


                              /


                              \


                              صوت طِفله !! يناديني ؟


                              آهـ .. !


                              إنـ ـ ـي ...


                              اجتذبني صوتُ خشن أحفظ كُل نـَبراته :


                              " ريــاض "


                              فتحتُ نِصف عينيَّ ، تراءى لي شبح أبي يقف أمام سيارتنا ويحادث شَخصاً غريباً ،


                              فَركتُ عينيّ ، فرقعتُ أصابعي المتشبعة بالعرق ،


                              وتركتُ لـِجسدي حرية الذوبان على المقعد !


                              وعيناي تراقبان الواقفان أمامي ،


                              أوهـ !


                              أبي ناداني قبل أن ينزل !


                              فتحت باب السيارة ؛ هاجمتني رياح باردة .. !


                              قفزتُ إلى الخارج وشكل السماء يجعلني أسبّح " الله "


                              " سبـــــحان الله " قُلتها بـِخشوع وتنهدت ، يبدو الوقت ظُهراً


                              مَشيتٌ نحوهما وأنا أبتسم لأبي ؛ بادلني أبي الابتسامة وَقطعها قائلاً :

                              " سلّم على ابن عمتك ! "


                              نَظرتُ إلى أبي مشدوهاً!


                              " ابن عمتي ؟! "


                              يبدو أني لم أستوعب أننا وصلنا بعـد !


                              تنحنح الشاب الذي لا زالَ مُمسكاً بـِيد والدي ! وأبتسم ابتسامه خجولة ،


                              غالبتُ حَرجي بابتسامة وَمددتُ يدي مَصافحاً إياه بتحفظـ،


                              قال لي الشاب بــِمرح : " في الأحضان يا ابن الخال !! "


                              تَجاهلتُ كلامه !


                              لَستُ بــِحاجةٍ إلى موقف مُحرج ؛ فَرائحة العرق لا زالت مُتشبثةً بــِملابسي !


                              ،، ، ،،، ،، ،،،


                              تبادلنا المجاملات وَنحنُ نَسير صوب الشيخ القابع فوق صخرة هَــرِمه !


                              رَفع رأسه إلينا ، اتسعت عيناه تدريجياً حتى ظننت أنهما سَتخرجان


                              أخذ يتفحص وجه أبي ووجهه كأنما قُدَّ من صخر ، ذلك أنه لم يصدق !


                              ولم يعرني أدنى اهتمام ،


                              ألتفتُ إلى أبي ، أحسست أنه يجاهد نفسه حتى لا يبكي !


                              فـــجــأة وبعد سكون طال ، صــاح الشيخ قائلاً : " أبا بــــــــدر "


                              كانت هذه بداية الحركة بعد السكون الذي أزعجني!


                              ونهض من مكانه وتعانق الاثنان بـِحرارة ، والشيخ يغمغم : " كـِدتُ والله أنساك .... ! "


                              نَظر أبي إلى وجهه ثُمَّ ابتسم ، وقال وهو يشير نحوي: " ريـاض "


                              رفع الشيخ بـِبصره نحوي


                              لم يتحرك الشيخ مِن مكانه وَظللتُ أنا أقف وأنا مُحرج أعبث بقدمي في التراب!

                              بعد برهة ...


                              قال أبي محاولاً تغيير مُجريات اللقاء الجامد : " ريــاض ، ابني رياض " وأشار لي بـِعينيه - يقصد أن مُدَّ يَدكَ -


                              ابتلعتُ ريقي وَبـِسرعة مَددتُ يدي إليه وعلى وجهي حياء شديد مِن نَظراتهِ الفاحصة !

                              ، ، ، ،


                              بعد السلام والسؤال عن الأحوال ،


                              دَعانا الشيخ إلى البيت لـِنستريح وتناول الغداء والذي هَمس لي أبي بأن أناديه بـ أبو هادي ،


                              قَبلَ أن نتحرك سألت : " أين الذي استقبلنا يا أبي ؟ "


                              أجاب الشيخ وعلى وجهه ابتسامة جادة :

                              " هادي؟ حالاً سَيأتي " تَغيرت ابتسامته إلى ابتسامةٍ فخورة حين أنهى كلامه


                              وأثناء سيرنا مِن المزرعة إلى بَيتهم كان الشيخ في كُل لحظه يلتفت على أبي ويقول بـِفرحة :

                              " أنا لا أصدق بأنكَ تَذكرتنا ! "


                              ابتسامة خجل وعيون نادمة هو الرد الوحيد الذي يظفر به أبو هادي !

                              حتى قاربنا على الوصول ، قال وهو يضحك : " أختك سَتصاب بالجنون كَأقلِ تقدير ! "


                              لم يتم جملته حتى كُنا قد وصلنا إلى البيت والذي بدا قديماً جداً


                              نادى الشيخ بصوتِ أجش قبيح : " عـبـير "


                              أطلت مِن باب البيت امرأةُ في العقد الثالث مِن عُمرها


                              أخرجت نِصف جِسدها مِن الباب وهي تُردد عبارات الترحيب بـِزوجها


                              توقفت دون حراك و لم تتزحزح مِن مَكانها حين رأتنا


                              بدأت عينيها الواسعتين بالجحوظ أكثر وهي تنظرُ إلى أبي مِن رأسه وحتى أخمص قَدميه


                              لم تكن اللحظة مُناسبة لأي شيء !


                              لكني استطعت أن أميّز الشبه الكبير بينها وبين أبي ،


                              ألتفتُ إلى أبي ...


                              أهذا حقاً الذي أراه ؟


                              تـدور الدموع وَسط عينيّ أبي بـِشكل بديعيّ !


                              وَتجد الطريق أمامها مَفتوحاً لــِترسم خَطّاً طَويلاً على خدّ أبي الأبيض ... !


                              خَفض أبي رأسه لأقصى حد يمكنه خَفضه


                              وفاجأته تـِلك التي رمت بـِنفسها بين ذراعيه وَهي تبكي وتنتحب ،


                              حتى ظننتُ أن دِماءهما امتزجت يبعضها البعض ... !


                              شعرت بـأن الموقف يُكسبني حرارة إضافية ، فَوقَ لهيب الظهيرة هـذا !


                              ، ، ، ،


                              تَمشيتُ أنا وهادي في المزرعة الخضراء ؛ استنشقتُ هَواءً غريباً وأحسستُ بأن له مَذاقاً مُميزاً !


                              قال لي هادي بعد أن امتدحتُ المكان أمامه :

                              " لا أنكر جمال أرضنا ! لكنَّ تَقلب المناخ يثير أعصابي ! "


                              تَوقفتُ وأخذتُ أداعب إحدى الأشجار وَقلتُ له مازحاً : " أتخاف العين ؟ "


                              ضَحـِكَ وقال وهو يهزُ بـِيده سَلباً : " لا تـُسئ فـَهمي ! "


                              ابتسمتُ له حتى أغمضت عينيّ وَقُلت بانفعال مَرح : " كُنتُ أمــزح! "


                              كُنا قد وَصلنا إلى نِهاية المزرعة عندما ألتفتَ إليّ هادي وقال وتعبيرات وجهه تشي بالحزن الغامض:


                              " أنا لا أصدق بأني أراك ، ابن خالتي ! "


                              حَدقت فيه وفمي ينتزع ابتسامةً ولم أعلق بـِشيء


                              ابتسم وَعينيه تتعلقان بالسماء ، ثم عقد بحاجبيه ممتعضاً ورجع يقول :


                              " لا ! يبدو أن السماء سَتمطر "


                              رَفعتُ عينيّ نحوها - السماء - قبل أن أقول :


                              " حقاً ؟ لم يخطر بـِبالي المطر ، أتصدق ؟ "


                              أبتسم بـِبراءة وقال باحتيال ساخر : " أنا لم أعرفكَ قبل اليوم ! فَكيف أعرف كيف تفكر "


                              ثم ضــحك حتى عاد بـِرأسهِ إلى الوراء


                              وبينما هو مُستغرق في ضِحكته أخذت أتأمله ؛ هذا حقاً هو ابن عمتي ؟!


                              " أنا أيضاً لم أستوعب " قُلتها وأنا أركز عينيّ في عينيه وتعبيرات وجهي توحي بـِالجمود


                              أنتبه لي وقال لي - بعد أن أبتلع ضِحكته - : " واو ، للتو أدركتُ بأنكَ نَحيل "


                              أملتُ بـِفمي ناحيةً واحده

                              وعيناي تَتجنبان النظر إلى هذا الشخص الذي على ما يبدو ( صَريحاً لأبعد حـدّ )


                              " واو ! يجب أن نتحدث بشأن هذا الشعر الطويل ! "


                              قالها وأبتسم بلطافة ، فلم أملك إلا أن أبتسم له


                              ، ، ، ،


                              بعد فترة تعارفنا خلالها - أنا وهادي- مُعارفه سطحيه -،


                              نادتنا لـِتناول الغداء فَتاة صغيرة أخبرني هادي بـِأنها أخته - أي ابنة عمةٍ جديدة ! -


                              قُلت وَقد اقتربنا مِن المنزل : " ما اسمها ؟ "


                              نَظر إليّ وَمن ثَمَّ ابتسم وأخيراً قال : " ربى "



                              ابتسمتُ له وهتفت : " ذَكرتني بــِسارة "


                              لمّ يردّ فَقد وَصلنا ووَصلت رائحة الطعام إلى أنفي أولاً !


                              " يبدو لذيذاً " قُلتها وأنا أضع قدمي اليمنى داخل البيت الصغير


                              ، ، ، ،


                              اتكأت على كَنبة بَدت لي قَديمة جِداً


                              بــِالتأكيد لا تَقلُ قِدماً عن المنزل ،


                              أخذت أجول بناظري في المكان


                              لَكم أثارت أشكال أبناء عمتي شَفقتي !


                              هادي وَملابسه المُستعملة بــِتفان ، هذا قبل الصغيرة ربى وَنظرة الفقر في عينيها


                              وإبراهيم الذي استشعرتُ أنه مُستغرب وجودنا - أو ربما هيئتنا -


                              أما البقية فلم أرهم - أظن أنهما فتاتان - حدثني أبي عنهما وَنحن قادمون إلى هنا


                              قَطع عليّ تفكيري صَوتُ العمّة " حبيبي رياض ؛ هيا إلى الغداء "


                              انتبهتُ ونَظرت إلى من حولي بـِابتسامة


                              وأخيراً وَقعت عينيَّ على الطعام ، هذا ما ينتظره بطني !


                              قال أبو هادي وهو يبتسم ابتسامة عريضة : " حياكمُ الله ، سمّوا بــِالله "


                              مَددتُ يدي إلى الطعام وعينيّ ترقبان أبي والذي كان مُنهمك بــِحديث مع الشيخ وفي الطعام أيضاً!


                              أثار الشيخ إعجابي ؛ رُغم الفقر الذي يعيشه إلا أنه مُتجلد ،


                              لم يُظهر شيئاً يَدل على أنه خجل مِن حالتهم منذ وصولنا ،


                              قال لي هادي وهو يمضغ لُقمته : " ما رأيك لو نقومُ بــِجولة بعد الغداء؟ "


                              قُلتُ له وصوتي يتغير تَبعاً لــِلطعام في فَمي : " الجو حار يا رجل "


                              هنا تَدخل الشيخ : " عندنا الأمر مُختلف ، أظن المطر سيهطُل بعد قليل "


                              قال أبي مُعقباً : " ليس عندكم فقط ! " ثم أبتسم وقال : " حتى نحن "


                              ، ، ، ،


                              وقفنا برهة عِند الباب قبل أن يقول لي هادي : " سَتحبُ قريتنا كثيراً "


                              ( هذا الفتى واثق جـِداً )


                              أجبتهُ بـِابتسامه ..


                              وتقدمنا بـِبطء ؛ لاستكشاف عيشةٍ عجيبة


                              أحذنا نمشي وأنا لا أفوتُ على نفسي شيئاً


                              حقيقةً أن الحياة عِندهم صدمتني ؛ رجل يحمل رزمة حَطب لا يحملها رجلان عندنا ( أظنني أبالغ )


                              وَتلك فتاة لا تَتجاوز السابعة مِن عمرها، يحتل حِجرها ولد عُمره صغير جـِداً !


                              اجتاحتني مشاعر حارقه ؛ على هذا الذي أرى ، لم أستطع أن أتكهن أي مأساة هي التي يعيشون ؟


                              كُل ما نَطقتْ بـِه وصوتي مخنوق : " كيف يعيشون في حياةٍ قاسيةٍ كَهذه ؟! "


                              ألتفتَ هادي إليّ وتعبيرات وجهه تشي بأنه أنزعج مِن كلامي!


                              ( هل نسيتُ أنا أنها الحياةُ نفسها التي يعيشها ؟ )


                              لم أكن بـِحالةٍ تسمح لي بأن أقول شيئاً !


                              أردتُ حقاً أن نعود إلى المنزل ، حتى ولو كان هو ذلك الصغير الحار !!


                              قُلتُ بـِصوتِ غامض : " متى نعود إلى البيت ؟ "


                              وكـــأنه كان ينتظر هذا السؤال ؛ أجابني ووجهه يبدو عليه الخجل

                              : " الآن ، ولو أنه لا يناسب مقامكم ! "


                              انزعجتُ مِن كلامه جِداً ! فلم أجبهُ بـِشيء مُطلقاً !


                              مشينا بـِاتجاه المنزل وبدأ هادي يوسع المسافةً بين خُطواته ؛ ربما أغضبهً صمتي !


                              أعجبني الوضع هَكذا ، لا أعرف ما الذي ألمّ بي ، أريد أن أعود إلى المدينة ، فقـــ ــط !


                              ابتعد عني هادي كثيراً ... وذلك جعلني أندم على كلامي الغير موزون !


                              " أوه ! "


                              يبدو هادي مُحقاً ، بــِشأن تَقلب المناخ !


                              توقفت ورفعتُ وجهي باتجاه السماء الملبدة بـِالغيوم


                              " يــــاه "


                              يبدو أنه المطر !! لكم اشتقتُ له


                              بطئتُ خُطواتي


                              .....


                              والمطر يعنف ....


                              تاللهِ أنه جميـــل ، وسحر غريــب لا أجد نفسي مُرتاحاً لـِشيء مِثله !


                              وصلت إلى البيت والذي كانَ مُغلقاً ،


                              " واو ، هذا يناسبني ! "


                              ارتحت ؛ فَهم لا ينتظروني لـِذا أغلقوا الباب !


                              عُدت أمشي بـِهدوء وأنفاسي تشبه أنفاس صغير يشعر بالبرد !


                              لـلحق أني ابتعدتُ وتعمقت في هذه المزارع كثيراً !


                              فجأة شعرت بأني مُنهك فجلست ببطء على إحدى الأحجار تُظللها نخلةٌ طويلة


                              كُنتُ أجلس بارتخاء شديد على الصخرة ، أسندُ رأسي إلى النخلة وأرفعُ رأسي إلى السماء


                              والمطــر لا زال ينهمر بــِشكل يمتعني


                              أفسد عليّ شعري المصفف ! هذا شيء لم أعبء به فأنا أتلذذ بـِ


                              آه .. تذكرت طلب والدي الذي لا يمكنني أن أنفذه !


                              أخذت أتلمس شعري بأصابعي النحيلة وفي داخلي أقسم عشرات المرات بالا يمسهُ المقص !


                              على الأقل يعطيني وسامةً طفيفة !


                              " هــه !! "


                              تعمقتُ في التفكير في أمي وإخواني


                              رغم المسافات إلا أنني أحس بنفسي أتربع في وَسط الصالة وأرتشف حليباً ساخناً - يتناسب مع هذه الأجواء -


                              بالتأكيد تغريد تصرخ على بدر !


                              وأمي تُشاهد كم قتيل زاد مُنذُ الأمس !


                              وياسمين تُتابع الجميع بـِنظراتها الفاحصة والمحللة !


                              أختي هذه أعجوبة الزمان


                              " آهـ ! من هنا ؟"


                              خرجت الآهة مبحوحة لــِطول انقطاعي عن الكلام


                              رفعتُ وجهي بـِسرعة فأنا أشعر بأن أحدهم قريب !


                              نهضتُ مِن مكاني وأنا أزيح ما علق بــِملابسي المبلولة وأتلفتُ ذاتَ اليمين وذاتَ الشمال


                              مشيتُ حتى ابتعدتُ قليلاً عن النخلة التي كُنت أستظلُ بـِها


                              مِن بين الأشجار لمحت شخصاً جالساً وقد تقلصَ على نفسه !


                              أخذت أمشي بهدوء إليه ..


                              ... يبدو أن هذا الكائن قد أحسَ بي ! لـِهذا ألتفت


                              التقت عيناي بـِعينين واسعتين شديدتي السواد !


                              غطت وجهها بيديها وظننت أني سمعتُ صوتها يقول : " آه ! "


                              ( إهـ ، هل أنا مخيف ؟ )


                              غَضضتُ بصري عنها بسرعة وأعطيتها ظهري ، بدا لي أنها مرتبكة جداً


                              .. لا بل خائفة !

                              خمنتُ أنها في سن تغريد أختي ،


                              بقيتُ عِدّة ثوان أدير بـِظهري عنها وأنا أظنها قد ذَهبت !


                              لكن وللعجب .. !


                              ألتفت إليها ، كانت تُعطيني ظهرها وتسحب شيئاً مِن تحت النخلة !


                              عقدتُ بـِحاجبيّ وأنا مُستغرب أيما استغراب !


                              تحت هذا المطر الشديد و ... قد عرفت بأن هذا المخلوق النحيل يقفُ خلفها - أنا - !


                              ولا زالت تُهدرُ قوتها في سحب شيء ما !


                              قُلت - بعد تردد - : " هل تحتاجين إلى مُساعده ؟ "


                              توقفت عن الحركة بـِمجرد ما أن أتممتُ جملتي !


                              نهضت بـِسرعة مِن مكانها وابتعدت قليلاً وأخذت تُشغل نفسها بالعبث في مظلتها الحمراء !


                              ( رباه ! هل يعني هذا قَبولاً للمساعدة ؟ )


                              جثوتُ على ركبتيّ ومددتُ يديّ إلى نفس المكان الذي كانت تسحبً مِنه شيئاً


                              اندفعت الدماء إلى وجهي وأنا أقول : " ما الذي تريدينه ؟ "


                              بقيت عِدّةً ثوانِ أنتظر الإجابة التي لم اسمعها !


                              ألتفتُ حتى أتأكد هل ما زالت موجودة ؟


                              رأيتها تقف وتعطيني ظهرها ، ترتجف ورأسها قد أسندته إلى مظلتها واحتضنتها بين يديها !


                              قُلت لها وقد ضجرت : " ما الذي تريدينه مِن تحت هذه النخلة .. هاه ؟ "


                              ألتفت بـِبطء وقالت بـِصوت كادَ لا يصل إلى أذني : " الكـنـز ، كنزي ! "


                              اتسعت عينيّ وأخذتُ أحدّق في وجهها - والذي أحاطته بـِغطاء أسود -


                              ( ربــاه الموقف يبدو مُضحكاً )


                              أخذت أوزع النظر ما بينها وبين ... كنزها !


                              قُلت بسخرية : " ماذا ؟ "


                              قالت بـِحزن غامض : " حسناً ، يبدو أنه لا يريدني ! "


                              ( هذه أثارت أعصابي ! )


                              قُلت بـِصبر نافد : " إذن لا شيء آخر تريدينه ؟ "


                              رَفعت يدها وأخذت تتحسس غطاء الذي يلفُ وجهها ثُمَّ قالت بـِتشكك : " أنتَ ريـاض ؟ "


                              حركتُ وجهي مُستفهماً ؛ قالت بـِحرج : " قالوا لي بأن أناديك "


                              نظرتُ إليها بدهشة ، فعادت تقول وهي تهزُ رأسها بـِأسى : " لكني نسيت ! "


                              قبل أن أعقب بـِشيء أسرعت تمشي بعد ذلك بـِسرعة مُرتبكة !


                              .... وبقيتُ أنا لحظات أنظر إلى المكان الذي كانت تبتغي ( كنزها ) منه !


                              وأعود لأنظر إلى السماء التي بَدت صافيه


                              لـِلحق ......


                              ... لم أشعر بـِالمطر يتوقف !


                              ... آه ... هل هو حقاً ما حدث ... ؟


                              " أوهـ ، قالوا لها بـِأن تناديني ! "


                              مـهلاً ... !


                              من .. هم ؟


                              ( إلــهــي ! هل .... ابنة عمتي أيضاً ؟! )


                              ، ، ، ،

                              يـتـبـع - بإذن الواحد الأحد -

                              تعليق

                              يعمل...