بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
هذه نقطة أحب إثارتها والتنبيه عليها لأنها من صميم أخلاقنا ورفعة شأن هذه الامة وكريم سجاياها وخلقها ألا وهي التحلي بالخلق الفاضل المترفع عن الكلمات النابية والسب والشتم و اللعائن بين بعضنا وبين المخالف ايضاً..
يدور حالياَ نقاش مع الرافضة وقد عرف عن هذه الفئة كثرة السباب والشتائم التي تصدر من أئمتهم فبما بالنا بالعامة منهم!
فهو خلق قد عرفوا به..
ولكن لماذا نقابلهم نحن بتلك الأخلاق!
لماذا لانترفع بكلماتنا عن مايهجونا به؟!
هكذا فلنترفع بخلقنا فالحجة معنا وليست معهم فإتياننا بالحجة والقول المبين هي أقوى شيئ للتصدي لهم ودحر أقوالهم..
يقول الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد: "ومن لطائف التوجيهات الإلهية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، الانصراف عن التعنيف في الردّ على أهل الباطل ، حيث قال الله لنبيه :
{ وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ) (68)
اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } (الحج : 68-69 ) .
وقوله :
{ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ }(سـبأ:24).
مع أن بطلانهم ظاهر ، وحجتهم داحضة..
ويلحق بهذا الأصل : تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث ، ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج ، ولو كانت الحجة بينه والدليل دامغاً .. فإن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف . وقد تُفْحِم الخصم ولكنك لا تقنعه ، وقد تُسْكِته بحجة ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه ، وأسلوب التحدي يمنع التسليم ، ولو وُجِدَت القناعة العقلية . والحرص على القلوب واستلال السخائم أهم وأولى عند المنصف العاقل من استكثار الأعداء واستكفاء الإناء . وإنك لتعلم أن إغلاظ القول ، ورفع الصوت ، وانتفاخ الأوداج ، لا يولِّد إلا غيظاً وحقداً وحَنَقاً..
وقد عرجت أختنا الفاضلة شروق الأمل على شيئ مما ذكرّت،، في موضوعها:
كيفية المناظرة مع الشيعة والرد عليهم
والذي فيه:
- لا تنس التأدب والرفق مع مخالفك ومجادلك ، مهما اشتدت مخالفته لك ، وليكن غضبك متعلقا بخطئته لا بشخصه ، ولتكن قسوتك على خطئه وما به من شر لا على شخصه هو؛ فلعله حريص على الحق الذي أنت حريص عليه ، ولكن أخطأ الطريق ، وإنما يحتاج إلى هادٍ ومرشد ، وليس إلى مقرع ومؤنب ، وإذا كانت المحاورة فإياك والصراخ ورفع الصوت ، فإن الحبال الصوتية لا تنوب عن الحجة القوية كما يقال..
- سبّك أو شتمك للمخالف لا خير فيه ، لأنه لا ينفعك ولا ينفعه بل يضرك ويضره ، وخير من شتمه وأبلغ أن تقيم الحجة عليه بالدليل وتفحمه به بطريقة سهلة محببة للنفس ، فإياك أن تتحمل وزر من تدعوهم وتجادلهم بسبب صرفك لهم عن الحق بأسلوبك الفظ..
أتمنى من الجميع الحرص على ذلك فكم من مرة ترددت في تعديل أحد ردود إخوة لنا من أهل السنة أخذهم الحماس فتلفظوا بألفاظ لاتليق بمن تلفظ بها..
كما أنه في المقابل نذكّر من يتساهل في الرد مع هؤلاء الرافضة بألفاظ الأخوة ويدافع عنهم وينادي بالوحده معهم أن هذا ليس مانقصده،، بل هم مخالفين لنا في عقيدتنا ونبغضهم لسوء تلك العقيدة التي يعتقدون بها..
فلنكن وسطاً..
.. جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبع أحسنة ..
الروابط المفضلة