صدقت والله يا أختي كيندة
فما أبشع الغرور وبالذات لمن كان لا يملك شيئاً لكي يغتر به
فمثلاً تسمعين عن حالات كثيرة من منع الفتاة للزواج
بدعوى مثلاً بأنها لم تكمل تعليمها والزواج سيمنعها ويعيقها عن متابعة التعليم
فتجدينها قد أنهت التعليم ولكن العمر قد كبر بها وبالتالي تقل فرص تقدم الخطاب لها
فالفتاة في مجتمعاتنا العربية مرغوبة حسب عمرها فكلما كانت صغيرة
كانت الرغبة بها أكثر وكلما كبر بها العمر شحت فرص خطبتها وزواجها
وإن وجدت فلن تكون إلا فرصاً كزوجة ثانية لمطلق أو أرمل
نسمع بأهل يمنعون بناتهم من الزواج بسبب أن يظل راتب بناتهم بيدهم
وهذا شيء سمعته من فترة قريبة جداً واستغربت كل الغرابة لذلك
حتى أنني سمعت من ضمن القصة بفتاة تلوم أباها لذلك وتقول له وهي على فراش الموت:
لن أسامحك على ما فعلته بي منعتني من الزواج لأجل أن تحصل على راتبي
وسأسامحك بحالة واحدة، أن لا تفعل بأخواتي ما فعلته بي وتمنعهن من الزواج
وسمعت أيضاً أنه لا يقبل الشاب إذا لم يكن من نفس العائلة أو القبيلة وهذا من الجاهلية
فما المانع بأن يكون من غير عائلة الفتاة، هل حدد رسولنا الكريم بأن يكون من نفس العائلة
طبعاً لا، فقد قال صلوات الله عليه وسلامه: إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
ولم يقل ماله ولا فخذه ولا اسمه ولا عمله..........
للأسف أن الشباب قد عزفوا عن الزواج بسبب اتباع أهل العروس عادات لا تطاق
من شراء المنزل إلى شراء أثاثه إلى السيارة وإلى صالة العرس والفندق الذي سيقيم به العريسان
بعد العرس وشهر العسل بل تكاد تمتد الألسن والطلبات لطلبات سخيفة للغاية
مثل نوع الكروت وتصميم الصالة وخياطة ثوب العرس
ونرى ما نرى من إسراف وعادات جاهلية في الطعام بالعرس وتكاليف العرس
فبعد كل هذه التكاليف والطلبات فهل هناك من شاب سيتزوج
والله لقد سمعت عن عروس هجرها زوجها في ليلة العرس وقال لها:
والله لأتركك هكذا لا متزوجة ولا مطلقة من كثرة الديون التي جعلتها تتراكم على كاهلي
من طلباتك أنت وأهلك، والله لأجرعك العذاب كما جعلتني اتجرعه ألف مرة بطلباتك وأوامرك حتى تزوجتك
وطبعاً لا نغفل عن عقلية متبلدة محدودة التفكير لا تؤمن بأن الرزق الحلال هو القصد
مهما كانت نوعية العمل التي يعمل بها الخاطب
فعندما يسمع مثلاً بأنه خياط أو كوافير أو حتى ميكانيكي سيارات تشمئز منه القلوب
وتعافه الأنفس فترين الرفض حليفه في كل مرة
وكأن أهل العروس ينتظرون امبراطوراً ليتزوج ابنتهم
ألم يكن سيدنا ادريس عليه السلام خياطا، وكفى بها من مهنة شريفة لنبي شريف
فمن نحن حتى نقيس أنفسنا بالشبر ونعف عن هذه المهنة الشريفة
أوليست مهنة مباركة تدر المال الحلال
وللأسف أن مثل هذه العقول لا تفكر إلا بحال ضيقة كمدير أو أية مهنة إدارية
وكأن العمل الميداني عيب أو حرام أو هم فوق قدر مثل هذه الأعمال
ولكن وكما أسلفت فالعقول ضيقة التفكير والنفوس قد ابتعدت عن الشرع وضوابطه
وهذه رسالة أرسلها لجميع الأهل في كل مكان
ارحموا بناتكن وارضون بمن خطبهن إن وجدتم بهم الدين والخلق قبل كل شيء
فالمال يمكن أن يزول والمناصب يمكن أن تزول وكل شيء بقدرة الله يمكن أن يزول
ولن يدوم الحال إلا بالدين والأخلاق فاتقوا الله واعملوا بشرعه عندها لن تظلموا أحداً أبداً
الروابط المفضلة