
تصنيف الناس بين الظن واليقين
إن كشف الأهواء , والبدع المضلة , ونقد المقالات المخالفة للكتاب , والسنة ,وتعرية الدعاة إليها , وهجرهم وتحذير الناس منهم , وإقصائهم , والبراءة من فعلاتهم ,,سنة ماضية في تاريخ المسلمين في إطار أهل السنة , معتمدين شرطي النقد : العلم,وسلامة القصد :
* العلم بثبوت البينة الشرعية , والأدلة اليقينية على المدعى به في مواجهة أهل الهوى والبدعة , ودعاة الضلالة والفتنة , وإلا كان الناقد ممن يقفو ما ليس له به علم . وهذا عين البهت والإثم .
* ويرون بالاتفاق أن هذا الواجب منتمام النصح لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم- ولأئمة المسلمين , وعامتهم . وهذا شرط القصد لوجه الله تعالى , وإلا كان الناقد بمنزلة من يقاتل حمية ورياء . وهو من مدرك الشرك في القصد.
وهذا من الوضوح بمكان مكين لمن نظر في نصوص الوحيين الشريفين , وسبر الأئمة الهداة في العلم والدين .
هذه الظاهرة(ظاهرة التصنيف)تزعمها بعض الناس فغمسوا ألسنتهم في ركام من الأوهام والآثام , ثم بسطوها بإصدار الأحكام عليهم,والتشكيك فيهم , وخدشهم , وإلصاق التهم بهم , وطمس محاسنهم , والتشهير بهم,وتوزيعهم أشتاتا وعزين :
في عقائدهم , وسلوكهم , ودواخل أعمالهم , وخلجات قلوبهم, وتفسير مقاصدهم , ونياتهم ...
وإن نقبوا في البلاد , وفتشوا عنه العباد , ولم يجدوا عليه أي عثرة , أو زلة , تصيدوا له العثرات , وأوجدوا له الزلات , مبينة على شبه واهية , وألفاظ محتملة .
إلى غير ذلك من ضروب تطاول سعاة الفتنة والتفرق , وتمزيق الشمل والتقطع.
إلى غير ذلك من ضروب تطاول سعاة الفتنة والتفرق , وتمزيق الشمل والتقطع.
وإن تورع ((الجراح)) عن الجرح بالعبارة, أو استنفدها, أو أراد ما هو أكثر إيغالا بالجرح , سلك طريق الجرح بالإشارة , أو الحركة بما يكون أخبث , وأكثر إقذاعا .
ولله در أبي العباس النميري , شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - إذ وضع النصال على النصال في كشف مكنونات تصرفات الجراحين ظلما فقال :
( فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون لكن يرى انه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم............
ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحدا إلا بخير، ولا أحب الغيبة ولا الكذب وإنما أخبركم بأحواله . ويقول: والله إنه مسكين أو رجل جيد ولكن فيه كيت وكيت . وربما يقول : دعونا منه الله يغفر لنا وله وإنما قصدهم استنقاصه وهضما لجنابه
.........
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب ،فيقول تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت؟ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت , وكيف فعل كيت وكيت..
ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر، فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول وقصده غير ما أظهر والله المستعان )انتهى .

*وهكذا في سيل متدفق سيال على ألسنة كالسياط , دأبها التربص , فالتوثب على الأعراض,والتمضمض بالاعتراض , مما يوسع جراح الأمة , ويلغي الثقة في علماء الملة , ويغتال الفضل بين أفرادها , ويقطع أرحامها تأسيساً على خيوط من الأوهام , ومنازلات بلا برهان , تجر إلى فتن تدق الأبواب , وتضرب الثقة في قوام الأمة من خيار العباد .
فبئس المنتجع , وبئست الهواية , ويا ويحهم يوم تبلى السرائر يوم القيامة .
وإذا علمت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيما صح عنه:" من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه : أضمن له الجنة".علمت أن هذه(( الضمانة))لا تعلق إلا على أمرعظيم .
وهذه بمؤداها (( رقابة شرعية )) على حفظ أعراض المسلمين وكف الأذى عنهم في (( العرض , والدين , والنسب , والمال , والبدن , والعقل)).
ولما جمع الله شمل المسلمين أعلنها النبي - في حجة الوداع - فقال في خطبته الجامعة على مسمع يزيد عن مائة ألف نفس من المسلمين :
ولما جمع الله شمل المسلمين أعلنها النبي - في حجة الوداع - فقال في خطبته الجامعة على مسمع يزيد عن مائة ألف نفس من المسلمين :
"إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت".

الإطراء الكاذب
ويقابل مقام التجريح,, مقام الإطراء الكاذب , برفع أناس فوق منزلتهم , وتعديل المجروحين , والصد عن فعلاتهم , وإن فعل الواحد منهم ما فعل..
ويقابل مقام التجريح,, مقام الإطراء الكاذب , برفع أناس فوق منزلتهم , وتعديل المجروحين , والصد عن فعلاتهم , وإن فعل الواحد منهم ما فعل..
وإذا كانت : (( ظاهرة التجريح )) وقيعة بغير حق , فإن (( منح الامتياز )) بغير حق, يفسد الأخلاق , ويجلب الغرور والاستعلاء , ويغر الجاهلين بما يضرهم في دينهم ودنياهم .


تعليق