رن جرس المنبه دون توقف فى حجرة خالد ..إستيقظ خالد بتكاسل ..أغلق المنبه فى غيظ وهو يتمتم .. منبه مزعج .. قام من فراشه وهو يقول لنفسه .. لماذا على أن استيقظ مبكرا كل يوم ؟.. أنا لا أحظى بالراحة أبدا ..
خرج خالد من الحجرة .. إستقبلته إبتسامة والدته الحانية وهى تقول .. صباح الخير يا خالد .. لقد اعددت لك الإفطار .. صباح الخير .. رد خالد ثم جلس صامتا... ما بك يا يا خالد ؟ .. سألته والدته .... أجابها فى ضيق .. لا شىء .. نظرت له أمه قائلة .. أمرك عجيب يا بنى ...أتمنى أن أراك مرة واحدة مبتسما وسعيدا ... وراضيا ... نظر إليها صامتا .. قال فى نفسه ... ما الذى سيسعدنى ؟؟ .. الحياة كلها شقاء .. وتعب ...
خرج من منزله .. إتجه إلى عمله.. يوم ثقيل .. ككل يوم .. الشوارع مزدحمة .. المواصلات مستحيلة .. يكافح حتى يصل لمقر عمله .. "لقد تأخرت يا خالد" ..بادره أحد زملائه .. هيا اذهب لتلحق بدفتر الحضور .. ذهب والغيظ يفترسه .. تناهى إلى سمعه ضحكات زملائه ... فهذا الموقف يتكرر يوميا .. بل أصبح الحدث الرئيسى فى العمل ... خالد وتأخره وسخطه المستمر .. سمع يوما أحد زملائه يقول .. لم أرى أحدا مثله فى حياتى .. لا يبتسم أبدا .. ولا يرضى بشىء .. لكن خالد لم يكن يلقى بالا لرأى زملائه فيه .. وتندرهم عليه .. فقد كان سخطه على كل شىء يشغله تماما عن التفكير فيهم أو الإهتمام بما يقولونه ..
إنتصف النهار .. الجو يزداد حرارة .. المروحة الصغيرة فى المكتب .. تعانى لتتحرك .. نسمات قليلة لا تصمد أما شدة الحر .. كأنه الجحيم .. تأفف خالد فى مقعده.. العرق يتصبب من كل جسده .. حتى انه يتساقط على الأوراق أمامه .. مسح خالد جبينه وهو يقول .. ياإلهى .. ماذا كان سيحدث لو كنت أعمل بشركة كبرى وأجلس بمكتب مكيف ؟.. ولكنى بلا حظ ...
أخيرا .. إنتهى خالد من عمله ...غادر المبنى .. وسار بمحاذاة الرصيف... مستغرقا فى أفكاره وأحلامه و..سخطه .. كاد يتعثر فى شىء .. ما هذا؟ .. ألقى نظرة سريعة ..إنه رجل كسيح .. يرتدى ملابس بالية .. ويضع عصابة على إحدى عينيه.. لابد أنه متسول .. يده فى جيبه ... إرتطمت يده ببعض العملات المعدنية .. أخرجها من جيبه وألقى بها أمام الرجل .. ومضى فى طريقه قبل أن يتناهى إلى سمعه صوتا يقول .. يا أستاذ ... يا أستاذ .. نظر خالد خلفه .. وجد الرجل يشير إليه ...عاد إليه متبرما ثم سأله ... ماذا تريد؟ .... أجابه الرجل ... أنت لم تشترى شيئا؟ ...نظر خالد أمام الرجل ..آه لم يلحظ ذلك ... الأرض مفترشة أمامه .. مسابح .. مشغولات يدوية ..هو بائع إذن ..هيئته توحى بغير ذلك .. نظر إلى الأشياء دون إهتمام ثم قال ... لا أريد شيئا .. وهم بالذهاب .. إستوقفه الرجل ثانية وهو يمد يده له بالنقود قائلا .. إذن خذ نقودك مادمت لن تشترى شيئا .. نظر إليه خالد فى دهشة وهو يقول لنفسه .. إن الرجل يبدو فى أمس الحاجة ... ربما كان يسعده أن يأخذ نقود دون أن يخسر بضاعته ... فكيف يريد أن يعيدها .. أمره غريب حقا .. سأله خالد .. ألا تحتاج للنقود ؟ .. أجابه الرجل .. بلى أحتاج إليها .. ولكن من عملى وكدى وليس صدقة من أحد .. الحمد لله الذى أعطانى الصحة والقدرة على العمل ولا أحتاج لأن أمد يدى وأطلب الصدقة ...
الصحة !!!!! عن ماذا يتحدث هذا الرجل ... أى صحة !! .. إنه مقعد كسيح .. وبعين واحدة فقط .. ظهر السؤال على وجه خالد .. فإبتسم الرجل وقال له .. نعم أنا كسيح ولكن الله وهبنى يدين قادرتان على العمل فأنا الذى صنع كل ماترى مامك .. آه وبالنسبة لعينى فالله وهبنى عين أخرى .. وأرى بها جيدا .. الحمد لله على نعمه على .. الحمد لله .. قال له خالد وهو مازال على دهشته .. ولكنك .. ولكنك تبدو فقير للغاية .. أجابه الرجل .. ولكنى أملك قوت يومى ولا أحمل للغد هما .. إذن أنا غنى بفضل الله على .. الحمد لله على كل شىء ...
وقف خالد أمام الرجل مذهولا وهو يفكر .. ما هذا ؟ .. أهذه حقيقة ؟؟ .. كيف لرجل فى مثل ظروفه أن يكون بهذا الرضا.. وهذه السعادة .. كيف ؟؟ .. مد إليه الرجل يده بمسبحة ذات حبات كبيرة من الخشب قائلا .. تفضل هذه نظير النقود التى أعطيتنى إياها .. شكرا لك ...
أخذ خالد المسبحة وهو ما زال ذاهلا .. حتى إنه لا يعرف كيف وصل إلى بيته ... دخل إلى غرفته .. نظر فى المرآة وجد شابا وهبه الله الصحة ولم يشكره عليها .. نظر إلى ملابسه النظيفة .. لقد كان ساخطا لانه لم يشترى ملابس جديدة منذ أشهر .. مد يده فى جيبه .. ما زال الكثير من راتبه .. وقف خالد طويلا .. يتأمل كل نعمه وهبها الله له .. كيف لم يشعر بكل هذه النعم من قبل .. كيف ؟؟ .. وتذكر وجه الرجل وهو يبتسم إبتسامة تفيض بالرضا والشكر لله تعالى ... شعر بالخجل من نفسه ... أمسكت يده بالمسبحة .. مرت حباتها بين أصابعه ... ولسانه يتمتم ....الحمد لله ..... ..... الحمد لله ........الحمد لله ......الحمد لله ...
خرج خالد من الحجرة .. إستقبلته إبتسامة والدته الحانية وهى تقول .. صباح الخير يا خالد .. لقد اعددت لك الإفطار .. صباح الخير .. رد خالد ثم جلس صامتا... ما بك يا يا خالد ؟ .. سألته والدته .... أجابها فى ضيق .. لا شىء .. نظرت له أمه قائلة .. أمرك عجيب يا بنى ...أتمنى أن أراك مرة واحدة مبتسما وسعيدا ... وراضيا ... نظر إليها صامتا .. قال فى نفسه ... ما الذى سيسعدنى ؟؟ .. الحياة كلها شقاء .. وتعب ...
خرج من منزله .. إتجه إلى عمله.. يوم ثقيل .. ككل يوم .. الشوارع مزدحمة .. المواصلات مستحيلة .. يكافح حتى يصل لمقر عمله .. "لقد تأخرت يا خالد" ..بادره أحد زملائه .. هيا اذهب لتلحق بدفتر الحضور .. ذهب والغيظ يفترسه .. تناهى إلى سمعه ضحكات زملائه ... فهذا الموقف يتكرر يوميا .. بل أصبح الحدث الرئيسى فى العمل ... خالد وتأخره وسخطه المستمر .. سمع يوما أحد زملائه يقول .. لم أرى أحدا مثله فى حياتى .. لا يبتسم أبدا .. ولا يرضى بشىء .. لكن خالد لم يكن يلقى بالا لرأى زملائه فيه .. وتندرهم عليه .. فقد كان سخطه على كل شىء يشغله تماما عن التفكير فيهم أو الإهتمام بما يقولونه ..
إنتصف النهار .. الجو يزداد حرارة .. المروحة الصغيرة فى المكتب .. تعانى لتتحرك .. نسمات قليلة لا تصمد أما شدة الحر .. كأنه الجحيم .. تأفف خالد فى مقعده.. العرق يتصبب من كل جسده .. حتى انه يتساقط على الأوراق أمامه .. مسح خالد جبينه وهو يقول .. ياإلهى .. ماذا كان سيحدث لو كنت أعمل بشركة كبرى وأجلس بمكتب مكيف ؟.. ولكنى بلا حظ ...
أخيرا .. إنتهى خالد من عمله ...غادر المبنى .. وسار بمحاذاة الرصيف... مستغرقا فى أفكاره وأحلامه و..سخطه .. كاد يتعثر فى شىء .. ما هذا؟ .. ألقى نظرة سريعة ..إنه رجل كسيح .. يرتدى ملابس بالية .. ويضع عصابة على إحدى عينيه.. لابد أنه متسول .. يده فى جيبه ... إرتطمت يده ببعض العملات المعدنية .. أخرجها من جيبه وألقى بها أمام الرجل .. ومضى فى طريقه قبل أن يتناهى إلى سمعه صوتا يقول .. يا أستاذ ... يا أستاذ .. نظر خالد خلفه .. وجد الرجل يشير إليه ...عاد إليه متبرما ثم سأله ... ماذا تريد؟ .... أجابه الرجل ... أنت لم تشترى شيئا؟ ...نظر خالد أمام الرجل ..آه لم يلحظ ذلك ... الأرض مفترشة أمامه .. مسابح .. مشغولات يدوية ..هو بائع إذن ..هيئته توحى بغير ذلك .. نظر إلى الأشياء دون إهتمام ثم قال ... لا أريد شيئا .. وهم بالذهاب .. إستوقفه الرجل ثانية وهو يمد يده له بالنقود قائلا .. إذن خذ نقودك مادمت لن تشترى شيئا .. نظر إليه خالد فى دهشة وهو يقول لنفسه .. إن الرجل يبدو فى أمس الحاجة ... ربما كان يسعده أن يأخذ نقود دون أن يخسر بضاعته ... فكيف يريد أن يعيدها .. أمره غريب حقا .. سأله خالد .. ألا تحتاج للنقود ؟ .. أجابه الرجل .. بلى أحتاج إليها .. ولكن من عملى وكدى وليس صدقة من أحد .. الحمد لله الذى أعطانى الصحة والقدرة على العمل ولا أحتاج لأن أمد يدى وأطلب الصدقة ...
الصحة !!!!! عن ماذا يتحدث هذا الرجل ... أى صحة !! .. إنه مقعد كسيح .. وبعين واحدة فقط .. ظهر السؤال على وجه خالد .. فإبتسم الرجل وقال له .. نعم أنا كسيح ولكن الله وهبنى يدين قادرتان على العمل فأنا الذى صنع كل ماترى مامك .. آه وبالنسبة لعينى فالله وهبنى عين أخرى .. وأرى بها جيدا .. الحمد لله على نعمه على .. الحمد لله .. قال له خالد وهو مازال على دهشته .. ولكنك .. ولكنك تبدو فقير للغاية .. أجابه الرجل .. ولكنى أملك قوت يومى ولا أحمل للغد هما .. إذن أنا غنى بفضل الله على .. الحمد لله على كل شىء ...
وقف خالد أمام الرجل مذهولا وهو يفكر .. ما هذا ؟ .. أهذه حقيقة ؟؟ .. كيف لرجل فى مثل ظروفه أن يكون بهذا الرضا.. وهذه السعادة .. كيف ؟؟ .. مد إليه الرجل يده بمسبحة ذات حبات كبيرة من الخشب قائلا .. تفضل هذه نظير النقود التى أعطيتنى إياها .. شكرا لك ...
أخذ خالد المسبحة وهو ما زال ذاهلا .. حتى إنه لا يعرف كيف وصل إلى بيته ... دخل إلى غرفته .. نظر فى المرآة وجد شابا وهبه الله الصحة ولم يشكره عليها .. نظر إلى ملابسه النظيفة .. لقد كان ساخطا لانه لم يشترى ملابس جديدة منذ أشهر .. مد يده فى جيبه .. ما زال الكثير من راتبه .. وقف خالد طويلا .. يتأمل كل نعمه وهبها الله له .. كيف لم يشعر بكل هذه النعم من قبل .. كيف ؟؟ .. وتذكر وجه الرجل وهو يبتسم إبتسامة تفيض بالرضا والشكر لله تعالى ... شعر بالخجل من نفسه ... أمسكت يده بالمسبحة .. مرت حباتها بين أصابعه ... ولسانه يتمتم ....الحمد لله ..... ..... الحمد لله ........الحمد لله ......الحمد لله ...
تعليق