بعد هذه الصدمات التى تعرضت لها حماتى و أنا لم أغير معاملتى معها بالعكس كانت بتصعب على وكنت قد أصبحت أقرب للبنات وأصبحوا أهدى من الأول وتغيرت حماتى قليلا معى إلى الأحسن
وصارت تطلب منى أشياء مثل أنها لن تدفن فى مقابر أسرتها فى بلدها وقد كان زوجها مدفون هناك لأنه قريبها قال لى زوجى أنه يريد شراء أرض فى أى جبانة فى القاهرة لتدفن فيها أمه عند وفاتها لانها لا تريد أن يجمعها قبرا واحد مع أختها التى صارت بينها قطيعة و بين أبناء كلا منهما حتى يومنا هذا
فوافقت زوجى على ذلك وقلت له فرصه نبنى بيت الآخرة قبل بيت الدنيا وهو أبقى وفعلا تم شراء الارض وتم البناء
تحسنت معامله حماتى معى إلى حد كبير وهى تعقد المقارنات بينى وبين بنت أختها التى عاملتنى من أجلها أسوء معاملة فى السابقوكانت تقول هذا الكلام من ورائى لبناتها و لبعض الجيران وتقول عنى أنى وش السعد على أبنها ولو تدبيرى وكفاحى معه لما وصل إلى ما وصل إليه وإنى مربية أولادى أحسن تربيةوهكذا زالت الغشاوة من على عينى حماتى وعرفت ذلك
و قدكنت أناديها (طنط) فطلبت منى أن أناديها (ماما)فعرفت أنها أخيرا رضيت عنى وعلمت أن الله كان مطلع على ما فى قلبى و نيتى مع العلم أنها لم تكن حنونة بطبعها ولكنها كانت جافة حتى مع أولادها ورضيت بما وصلنا إليه والحمد لله على ذلك
توطدت العلاقة بينى وبين سلفتى الجديدة التى كانت تتميز بالطيبة خلاف الاخرى التى كان الحقد يملئ قلبها على جميع الناس أما هذه فكانت تربى يتيم ذهب معها من أول يوم إلى منزل الزوجية حتى فى ليلة العرس
ذهبت أنا وزوجى لوضع بعض الأطعمة للعروسين لأن حماتى كانت مريضة وبناتها حولها وعند نزولى أنا وزوجى من العمارة قابلنا سلفى ومعه الزوجة الجديدة والطفل اليتيم يدخلون العمارة ففرحوا بنا و سلموا علينا وصعدوا للشقة و قلت لزوجى ونحن فى السيارة فى طريقنا لمنزلنا والله أنا عندى أحساس أن ربنا حيكرم أخوك علشان خاطر اليتيم ده
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا)
وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا
فقال زوجى يارب
وكان أخو زوجى قد أحس أنه كان مقصرا فى حق أمه وأخوته وكان لايفكر إلا فى نفسه فكان عقاب الله له شديد فبدء يكفر عن ذلك ويود أخوته و يرضى أمه معنويا لانه ماديا لم يكن يملك شئ إلا راتبه كمدرس رياضيات وكان قد أصر بعد ما حدث له ألا يعطى دروسا خصوصية لأنه أعتبر أن فلوسها حرام وكما جاءت ذهبت فكان دخله محدود
وكان زوجى يساعده حتى لايشعر زوجته الجديدة أنه طمعان فى راتبها ويكفينا أنها تخدمه وأصبحت أنا وسلفتى الجديدة أصدقاء تزورنى و أزورها وأخذها وأبنها معى وأولادى للنادى و أعزمها عندى كل مدة
وبعد فترة من زواجها حلمت فى منامى أن والد زوجى المتوفى وكان رجلا صالحا يعطينى طفلان مولودان حديثا وقال لى:
دى( ساره) وده (إبراهيم) أعطيهم ل...و قال أسم سلفى
وقمت من نومى أقول اللهم أجعله خير وقصصت الحلم لزوجى فقال ده علشان أنت نفسك أنه يخلف وطلب منى إلا اقول الحلم لأحد حتى لانقلب المواجع
ومر على هذا الحلم شهر تقريبا وفى يوم تلقيت منها تليفون وكانت ترتجف وقالت لى ما لم أكن أتوقع سماعه فى حياتى وقد كان مر على زواجها حوالى خمسة أشهر
قالت لى : أنا حامل!!!
فذهلت كما هى مذهوله
وقالت لى مش أنتم قلت أنه كان متزوجا لمدة ثمانى سنوات ولم ينجب والعيب منه قلت لها نعم هذا ما تعرفه كل العائله هنا وفى البلد
(بلد حماتى)
عموما انا سوف أمر عليك ونذهب لمعمل تحاليل قبل أن تقولى هذا الخبر لأحد قد لا يكون حملاوفعلا ذهبنا لمعمل التحاليل وكانت النتيجة إيجابية أى أنها حامل فعلا فى شهرين
يالله ياالله ياالله
يا جابر المنكسرين
هذا عطاءك لمن كفل اليتيم
و أتفقنا أنا وهى على أن أقول لزوجى أولا قبل أن تقول لزوجها حتى لا يتعرض لصدمة لا نعرف مدها فقلت لزوجى ما حدث و نزل عليه ذهول غريب وقال لى شددى عليها ألا تقول له شئ وطلب من أخيه الذهاب معه للطبيب لأنه تعبان وعايزه يروح معاه وهناك فوجى سلفى بأن الطبيب يكشف عليه هو وكان زوجى قص القصة على الطبيب ويريد أن يتأكد أن أخيه صالح للأنجاب وبعد الكشف وعمل التحاليل اللازمة كانت المفاجأة أنه صالح للأنجاب وليس عنده عيوب تمنعه من الانجاب مع أن عمره كان وقتها 54 عام وهو أكبر من زوجى
ففاجئه زوجى بخبر الحمل و أنه كان لابد من التأكد من قدرته على الانجاب وعندما أبلغنى زوجى بالنتائج ذهبت إلى سلفتى وأبلغتها بالبشارة السعيدةوعندما حضر زوجى وسلفى الذى بدى وكأنه صغر عشر سنوات من الفرحة وأبلغتهم بالحلم بتاعى وأتفقنا على أن جاء المولود
ذكر يسمى ابراهيم وأن كانت بنت تسمى ساره
وكانت المشكلة عند أخوات زوجى وأمه فى تقبل الخبر معنى هذا أن زوجته الأولى كانت كاذبه والعيب فيها وقامت الاخت الكبرى بعمل تحليل فى معمل آخر وجاءت النتيجة أن أم اليتيم حامل وفرحوا فرحا شديد جدا
ولكن كان ذلك صدمة كبيرة جدا لحماتى فكيف كذبت عليها أبنة أختها طوال هذه السنوات وأقنعتها أن أبنها لاينجبوحولت حياته وحياة الجميع لمرارة لايمكن نسيانها وفرقت بينها وبين أختها الوحيدة إلى الابد ومرت شهور الحمل بسلام وجاءت المولودة (سارة)التى كانت تشبه أحد عماتها شبها شديدا وحينها تأكدوا أنها أبنة أخيهم والعياذ بالله من المكر السيئ والذى ظنوه بها وأن لم يصرحوا إلا لزوجى الذى نهرهم وقال لهم أتقوا الله
التى أصبحت قرة عين أبيها الذى صار ابا وهو فى سن 55 عام ولكن الله قادرا على كل شئ
تدهورة الحالة الصحية لحماتى حتى أنها كادت لاتستطيع الذهاب لدورة المياة ولم تحمل الصغيرة بين يديها لعدم قدرتها على ذلك ولم يستطيع الاطباء تشخيص حالتها ولكن كان علاجها بالكورتيزون الذى دمر أكثر مما أفادو أستمرت على هذا الحال حوالى سبع سنوات وهى كل يوم أسوء من الذى قبله
و خلال تلك الفترة جاء المولود الثانى لسلفى وكان ذكرا وسماه إبراهيم
وكان شديد الشبه به
تم تقسيم خدمة حماتى علينا أنا و بناتها الثلاث لأن سلفتى كان أبناءها صغار فكنت أذهب إلى هناك يوما بعد يوم لأكون مع أحدى بناتها على خدمتها وكانت دائمة الدعاء لى وتقول سامحينى
وكانت تدعوا لزوجى بالرزق الواسع وأن يكونوا أبناءه بارين به
ووصلت حالتها إلى درجة الشلل التام وكانت لا تتحكم فى الأخراج وهى التى كانت قمة النظافة لدرجة الوسوسه
وكنت أخدمها لوجه الله الكريم ودون تأفف حتى أنها كانت تطلب منى أن أعمل لها طعام نفسها فيه
وعندما كانت ترفض تناول الطعام كانت تتناوله من يدى
وكان بناتها يرفضون ذهابها للمستشفى بناء على وصيتها ووصلت لمرحلة الغيبوبة
وكنت قد تقدمت لعملى بطلب العمل بنظام نصف الوقت يعنى أعمل ثلاث أيام فقط فى الاسبوع على أن أحصل على نصف المرتب
وذلك حتى أستطيع القيام بواجبى نحو أم زوجى
وفى يوم لم أكن على الدور فى خدمتها ولكنى تركتها فى اليوم السابق وشكلها غير مريح وكنت فى عملى وفجأة جاءنى شعور لا أعرف سببه فقد أحسست أنه لابد من الذهاب الآن إلى منزل حماتى وكان قريبا من مقر عملى وعندما طرقت الباب قالت لى أبنتها كويس أنك جيتى ماما كل ما أسقيها حاجه تقع من فمها
فدخلت و أمسكت بيدها فوجدتها باردة جدا ووجهها أصفر فوضعت يدى فوق صدرها فوجدت أن تنفسها قد توقف فتشهدت عليها وعندما أوشكت أبنتها على الصراخ نهرتها وقلت لها أخرسى لا تؤذيها فقد تعذبت بما فيه الكفاية
وقمت بالاتصال بزوجى و قلت له عليه الذهاب للمقبرة و التنبيه بأعدادها وعليه شراء كفن ولوازمه وحضرت طبيبة كانت تسكن بجوارنا فأكدت لنا الوفاة
إنا لله وإنا إليه راجعون
كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام
ووقفت على غسلها كما طلب منى بناتها وقالوا هذه وصيتها
و لا أخفى عليكن كم للموت لرهبة ومن لايتعظ من الموت فلا واعظ له
وذهبت إلى رحمة الله بعد أن تعذبت سنوات
وأرجوا من الله أن يكون هذا العذاب قد غسلها من الذنوب
ورغم كل ماعنيت من معاملتها لم أدعى عليها يوما وهى حية وهى ميتة
ولكنى كنت أفوض أمرى إلى الله إنه بصير بالعباد
فماذا سأخذ من عذابها
و ذلك لأنى كنت أتمنى أن أنال منزلة المحسنين
وأن يحسن الله ختامى ويجعل ما فعلته معها فى ميزان حسناتى
ونختم بخبر مفرح بقى
(ساره فى الثانوية العامه السنه دى)
وابوها فى السبعينات
دى حكايتى كزوجة أبن (كنة)أما قصتى( كحماة )
ففى اللقاء القادم
وسوف أواصل معكن الموضوع بمشيئة الله
الروابط المفضلة