:،:،~®§§][][ آخــــــــر اهــتــــمـامــــي ][][§§®~،:،:
(( قصــة قــصــيـرة ))
بقلم / الجــوري
لم أكن أعلم بحقيقة مشاعري تجاهها، رغم تقربها الدائم لي، ورغم عشرة
السنوات القليلة التي جمعتني بها، إلا أنني مازلت في تذبذب مستمر نحو ما أكنه إليها...
أتجاهلها يومياً، واستفزها بكل ما لدي من طاقة كي أنفرها مني، رغم حبها الشديد
لي، ولا أستطيع أن أنكر ذلك الود والقدر الكبير من الحب والإحترام الذي تكنه لي،
فأفعالها ومواقفها تثبت ذلك قبل أن تثبت لي شفتاها بذكر شيءٍ مما تشعر به تجاهي...
تعمدت ألا أعطيها لو القليل من وقتي، وإن كان.. لتصدقت عليها بدقائق معدودة
شفقة مني عليها، ورغبة مني في التخلص من سماع صوتها الهادىء الشجي...
تمكنت بعد إقتراني بها من فرض عقوباتي الساخنة، وإطلاق العنان لكلماتي
اللاذعة، وإنتقيت أفضل ما تعلمته من أساليب الجرح لتعاملي معها، وهي تقتلني
بذلك السكوت الغامض الغريب...!
تسائلت عما يمكنني فعله أكثر وأكثر كي أتخلص منها للأبد، وشعرت بقهر شديد
يحرق فؤادي كونها أكثر إنسان إستحوذ على فكري واهتمامي وسيطر عليه، في
الوقت الذي نويت فيه أن تكون آخر إهتماماتي في هذه الحياة...!
بعد مرور سنتين من زواجنا رزقنا الله بطفل يحمل من الملامح كل ما تحمله...
مررت بعدها بأيامٍ قليلة بأزمة عصيبة في مقر عملي، وواجهت ضائقة مالية شديدة
لم أواجه مثيلها من قبل، ولم أجد حينها ظهراً واحداً لأستند عليه...
تدهورت حالتي الصحية كثيراً، وتأثرت زوجتي بتأثري النفسي لما واجهته في الآونة
الأخيرة من مشاكل وصعوبات لم تخطر على بال قط، ومكثت في المنزل
ما يقارب السنتين أتضرع لإنكشاف الغيمة السوداء التي أطلت علي ومكثت فوق رأسي
لفترةٍ ليست بالقليلة...
رأيت من خلال تلك الفترة مالم تراه عيناي سابقاً، من دعم.. وحنان.. وإبتسامة
صادقة ونقية تصلني بإستمرار وبكل شفافية خالية من الشوائب المزينة بحبيبات
النفاق والمجاملة، كانت وحدها من تجرأ على مساندتي قبل أن أطلب منها ذلك...!
، لم أكن لأتصور تلك المواقف، أعاملها بسوء... فتعاملني بطيب، وتعكس كل صورة
بشعة إلى لوحات فنية مشرقة، غيرت بها مجرى حياتي وتفكيري...
كنت أشد الناس تعطشاً لكلماتها المتفائلة التي تبثها مع شذى رفقها علي بكل
سحرٍ ولين، روضتني قبل أن أروضها، وهذبتني بصمتها قبل أن أهذبها، وألجمت
جموح جفائي بتلك الإبتسامة السخية، وأزالت ذلك الستار الداكن من عيناي لأتعرف أخيراً عليها...
حصلت بعد أن استعدت قوتي ورباطة جأشي - بفضل ربي وفضلها - على وظيفة
تتبنى مؤهلاتي المهنية، وتلبي مطالبي الشخصية، واستقرت بي الأرض التي
وقفت عليها قدماي بعد دوران طويل، إلاّ أن وقوفي لم يلبث سوى القليل، تحديداً
بعد أن رجعت إلى منزلي وأطلت النظر في وجه ابني...
كل شيء فيه يذكرني بها، نفس الملامح.. ونفس الإبتسامه، بتلك العيون الآسرة
الحزينة، مهما فعلت.. لن أوفيها حقها... ولن أعوض عنها سنوات حياتها التي قضتها
معي في مشقة وعذاب، لا.. لن أستطيع، وإن تمنيت أن ترجع بي اللحظات إلى
الخلف قبل أن أفقدها من هذه الحياة، لكان أصدق ما سأقوله لها، هو:
(( أنتِ أول... وآخر اهتمامي )).
مع خالص الـود ،،،
الروابط المفضلة