انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 14

الموضوع: سلوك طفلك مكتسب من انفعالاتك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    السعودية
    الردود
    2,744
    الجنس
    أنثى

    سلوك طفلك مكتسب من انفعالاتك

    السلام عليكم ورحمة الله

    ينصح أساتذة علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية كل أم بالابتعاد عن الغضب والانفعالات حتي تجنب وليدها الإصابة بالتوتر النفسي والعصبية و تؤكد أن أي مشكلات نفسية أو اجتماعية يعاني منها الطفل في شهوره الأولى سببها الرئيسي الجو الأسرى الذي يعيش فيه والذي ينتقل اليه من خلال التعبيرات التي يلاحظها علي وجه أمه .

    تحياتي لكم
    "لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الردود
    458
    الجنس

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..أخيه !!

    جزاك الله خيراً يا التاج
    كلامك فعلاً صحيح حتى أن الجنين يتأثر بسماع القرآن وهذا ناتج عن تأثر أمه له ..

    الله يوفقكِ ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2001
    الموقع
    في أرض الله
    الردود
    10,676
    الجنس
    بـارك الله فيك أختي التاج ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الردود
    3,562
    الجنس
    أنثى
    صدقت عزيزتي ....
    وهذا أمر نلحظه واضح جدا على الاطفال .........
    آخر (مواضيعي)

    عندما تجرأ قلمي ...ونفث حبره في وجهي...
    http://www.lakii.com/vb/showthread.p...69#post1984269


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    السعودية
    الردود
    2,744
    الجنس
    أنثى
    السلام عليكم

    الاخوات الغاليات ،، الحنان ،، بنت الجزيرة ،، قطرالندى شكرا لكن على التواصل وجزاكن الله الف الف خير .
    تحياتي
    "لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    دبي- الإمارات العربية المتحدة
    الردود
    1,841
    الجنس
    بارك الله فيك يا أختي الغالية وجزاك خيرا على هذه المشاركة الطيبة
    عواطف

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2000
    الموقع
    الرياض
    الردود
    715
    الجنس
    أنثى

    Angry

    اخواتي العزيزات...
    مشكلتي مع ابنائي انني عصبية جدا ..وأغضب لعدم استجابتهم لي علما انهم 2و4 سنوات لكن عنيدين و مشاغبين..وانا اصبحت عصبية اكثر واستخدم الصراخ..
    اعرف ان هذا خطأ ولكني افقد اعصابي بسرعة.. و اتمنى ان يصبح ابنائي متميزين بأدبهم و تربيتهم..
    أعطوني النصيحة .. ::
    الصور المرفقة الصور المرفقة  

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    السعودية
    الردود
    2,744
    الجنس
    أنثى
    السلام عليكم ورحمة الله
    هلا ام طلال كيفك تمام من زمان عن الطله الحلوة
    هلا وغلا بنسرين
    اقول حبيبتي نسرين انتي اذا عصبتي ويش تستفيدي من ها العصبيه بالله قولي ويش تستفيدين مااستفدتي غير ان اولادك الله يهديهم دائما مشاغبين ومعاندين لك اكثير لا وترا صراخك لهم وعصبيتك عليهم تزيدهم اكثر انا اقول خليك هاااااااااااادئه وياهم وراح تحصلين فرق كبير هدي اعصابك وريحي باااااااالك وخذي نفس غميييييييييييييييق والله ماشاء الله عليك صرت دكتورة نفسانيه المهم حاولي بقدر الاكان انك تجلسي وياهم وتسولفي بكل هدوء وتعلمينهم وتنصحينهم وانتي هااادئه لانهم يتعلمون منك الهدوى في طريقة كلامك معاهم ولاتحرمينهم من اللعب خليهم على راحتهم واعطيهم المجال والمكان الواسع لهم لتفريغ طاقتهم ،، وانشاء الله انشاء الله ترتاحي ويريحونك يارب والله يهديهم ويصلحهم(آمين)
    تحياتي لك يانسرين

    "لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الردود
    3,562
    الجنس
    أنثى
    أختي نسرين
    إليك هذه الإستشارات , وإجابات تربويين عليها ..........
    **1**
    أنا والد الطفل، وأنا من الأساس ذو طابع عصبي حادٍّ جدًّا مع الأسف، وهو ما أثَّر على الولد، حيث كنت أضربه وعمره لم يتجاوز سنة ونصف، وأنا نادم جدًّا على ذلك، ولكن مشكلتي الآن أن الولد يتعصب جدًّا سواء في الغضب أو في المرح، حيث يندفع في كل شيء، ومع الأسف في أحيان قليلة الآن لا أستطيع التحمل، وأضربه ضربًا ليس شديدًا، وأندم بعد ضربي له مباشرة، لدرجة تصل إلى بكائي.

    ومن ظواهر هذه العصبية لدى الطفل هو اندفاعه على بعض الضيوف وضربهم، وكذلك عند مرورنا في الأسواق يشير إلى أشياء كثيرة ويريد شراءها، وإلا يبكى بكاء وصراخًا شديدين، وهو ما يعرِّضني للإحراج، ولا أفكر في إبعاده عن الناس، ولكن صراحة لا أعرف ماذا أفعل؟ وخصوصًا أنه بعد حوالي شهر على الأكثر سوف يكون له أخ إن شاء الله. أفيدوني أفادكم الله.
    -------------------
    أيها الأب الكريم..السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    إن أبًا عصبيًّا لا بد أن يكون له ولد عصبي، ليس لعوامل الوراثة، ولكن لعوامل التأثر والتأثير والقدوة، فإن الطفل بصورة عامة - والطفل الذكر بصفة خاصة - يتمثل والده في كل تصرفاته، فإذا كنت تصف نفسك بأنك ذا طابع عصبي حاد جدًّا، فكيف تتصور أن يكون طفلك هادئًا؟ ممن سيتعلَّم الهدوء؟… وأنت تزيد الطين بلة بأنك تضربه منذ كان عمره عامًا ونصف.

    وبالرغم أنك تندم على ذلك، فإنك ما زلت لا تتحمل وتضربه أيضًا مرات تعتبر أنها قليلة، وتبكي بعدها من شدة التأثر، وهذا لا يغيِّر الأمر شيئًا. إن هذا يزيد من عصبية الطفل، وأيضًا الطفل بالنسبة لاندفاعه نحو الضيوف وضربه لهم فإنه نتيجة لضربك المبكِّر والمتكرر له، فإنه يتصور أن الضرب هو لغة من لغات الحوار التي يتعامل بها مع الآخرين؛ ولذا يستخدمها في التعامل مع الضيوف؛ لأنه لا يتصور أن كل ما يتعرض له من ضرب هو نوع من أنواع العقاب، فلا بد وأن هناك لغة بين البشر هي الضرب.

    لذا فإن الحل في يدك إذا أردت أن يتخلص طفلك من العصبية أو استخدام الضرب في التعامل مع الآخرين، وهو أن تكفَّ أنت عن عصبيتك أولاً، وأن تكفَّ عن ضربه وأنت فاقد لأعصابك، عندما يرى الطفل الهدوء في تعاملاتك سواء معه أو مع الآخرين فستهدأ تعاملاته هو الآخر، وعندما تتفاهم معه بهدوء عندما يطلب شيئًا، وتبيِّن له سبب عدم استجابتك لطلبه في تفاهم، ولا تصاب بالحرج، وبدلاً من ذلك تجلس إليه بهدوء وطمأنينة، وتعطيه درسًا عمليًّا لرد الفعل في المواقف المحرجة، عندها لن يعود الطفل للصراخ أو البكاء عند طلب شيء؛ لأنه سيعلم أنه بالهدوء سيحصل على ما يريد.

    عندما لا يتحول الضرب إلى لغة التعامل معه سيبحث عن لغة أخرى يتعامل بها مع الضيوف، وسيفهم أن هناك لغات أخرى مثل الضحك، والتلامس، والكلام يستطيع أن يتعامل بها ويصل أيضًا لما يريد، مع ملاحظة عدم الاستجابة للطلبات غير المعقولة إذا استخدم أسلوب العصبية أو الصراخ. أما الطلبات المعقولة فلا يجب الصدام معه بسببها من الأساس.
    ---------------------------------------------------------
    **2**


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .ابنتي التي تبلغ من العمر 6سنوات ، عنيدة جدا لدرجة أنها لاتسمع إرشادتنا،وهي ذكية جدا ومتفوقة في دراستها وأنانية ويصدر منها أفعال وتصرفات أكبر من سنها لدرجة تنسينا بأنها طفلة، وهي تحب السيطرة على زميلاتها وأختها حتى أنهم يخافون منها . لذلك أرجو منكم أن تفيدوني بالأسلوب الأنجع لتقويم سلوكها حيث أنها أصبحت تشكل لي إحراجا كما أرجو منكم أن ترشدونا على كيفية التوجيه في مشاهدة برامج التلفزيون.
    --------
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    سيدتي، أعلم بل أقدر تمامًا ما تمرّين به من تجربة غير سارة في التعامل مع مثل هذه المشكلة، فقد كانت لديّ تلميذة بصفات قريبة من صفات وسمات ابنتك، وقد تم التوصل - ولله الحمد - إلى الطريقة الناجحة لعلاج هذا الأمر بالاتفاق - بالطبع - مع أسرة التلميذة؛ ولذا سأنقل لك هذه التجربة لتعينك أنت ووالد الطفلة على الحل إن شاء الله.

    أولاً: تهيئة الجو المناسب لعلاج المشكلة: وسأبدأ بالأشياء التي يجب ألا تحدث أو ما لا يجب فعله، وذلك عن طريق مناقشة هذه المشكلة مع والد الطفلة، والاتفاق سويًّا على خطة وسياسة واحدة في التعامل معها، والتي تتلخص فيما يلي:

     عدم تعارض أوامر أو نواهي كل منكما للطفلة.
     عدم العند مع الطفلة، أو بمعنى أوضح عدم التعامل معها بندِّية، حتى لو كانت تصرفاتها تكبر سنها كما أوضحت في رسالتك.
     لا تكثرا من التعليق على تصرفاتها (بأن هذا يليق أو لا يليق أو هذا يصح وهذا لا يصح)، والإقلال من إصدار الأوامر والنواهي، ولكن في حالة إصدار أمر ما فلا بد وأن تواجه الطفلة بالأمر، (بمعنى ألا تكون الطفلة في مكان وأنت بمكان آخر وتصدرين لها الأمر، بل لا بد وأن تكون واقفة أمامك)، وأن يكون الأمر واحدًا غير متعدد (بمعنى ألا يطلب من الطفلة أكثر من أمر أو أمرين في المرة الواحدة)، كما لا بد أن يكون الأمر واضحًا هادئًا حازمًا مفهومًا لدى الطفلة تستطيع القيام به.
     التغاضي عن بعض أخطائها، فإذا لم تدرك الطفلة أنك ترين ما فعَلَت من خطأ فلا تُعلِّقي على هذا الخطأ، وتظاهري بعدم رؤيتك لها، أما إذا أدركت وعرفت أنك قد رأيتها فيمكن أن يكون النهي بنظرة حادة توضح مدى الاستياء مما فعلت.
     لا تجعلي الطفلة تحس بأنكِ ووالد الطفلة لا حول لكما ولا قوة أمام تصرفاتها، بل يجب أن تحس بالقوة والحزم وفي نفس الوقت بالحب والحنان، فالطفل العنيد لديه الإحساس بأنه يستطيع أن يهزم الجميع بتصرفاته، وأنه لا يوقفه أحد عند حَد.
    أما ما يجب فعله:
     دائمًا أوصي الآباء بإيجاد علاقة إيجابية مع الأبناء؛ لأن هذا هو الأساس في التربية السوية السليمة؛ ولذا سأكرر أنه يجب إزالة الفجوات بينكما وبين الطفلة عن طريق اللعب معها ومع أختها، وإقامة الرحلات والتنزه، وإفراد وقت خاص لكل طفلة للحديث معها عن أمورها الخاصة، كأن تخرجي مع كل منهما بالتناوب للتسوق مثلاً، ولا تتخيلي سيدتي مدى تأثير ذلك على الأبناء بصفة عامة وعلى حالة ابنتك بصفة خاصة، فنحن نحاول أن نربي أبناءنا على أن الأسرة هي كيان متماسك يشد بعضه بعضًا، وهذا شيء رائع لا بد أن نتمسك به، لكن في الوقت ذاته لا بد أن يدرك كل طفل أنه له كيان منفرد وشخصية يُهتم بها على حدة وهذه اللقاءات الخاصة تحقق هذا الغرض.
    وهذا الحديث الخاص مع ابنتك سيغير كثيرًا من سلوكياتها، واحذري أن يكون الحديث عبارة عن درس في الأخلاق أو ما شابه، بل دعيها تنطلق في الحديث لتُخرجي ما لديها، ولا تعلقي على ما تقول بأنه صحيح أو خطأ، بل تجاوبي معها، ولكن إذا كان كلامها ينمّ على أن هناك ما يدعو أو ما يحتاج إلى تقويم فعليك فقط تدوين ذلك بعد هذا اللقاء، ثم حاولي تقويمه في مواقفه الطبيعية.
     التركيز على الجوانب الإيجابية في ابنتك، وأنا على يقين أنك ستجدين الكثير منها لو أمعنت النظر في تصرفاتها، مع محاولة إثابة الطفلة على مميزاتها (الأفضل أن يكون معظم التعزيز معنويًّا لا ماديًّا).
     أن يسند للطفلة بعض الأعمال المنزلية المحددة (كأن تكون مسؤولة عن ترتيب سريرها وسرير أختها الصغيرة أو تجفيف الأطباق بعد غسلها أو شراء بعض المستلزمات البسيطة التي يحتاجها البيت، وكذلك لا بد أن يسند بعض الأعمال لكل فرد في الأسرة ليقوم به).

    وأما عن علاج الأنانية:
     فيمكنك أنت ووالد الطفلة أن تبرزا قيمة الإيثار في حديث تسمعه الطفلة دون أن يوجَّه مباشرة لها.
     كما يمكنك مع الوالد أيضًا تأليف سيناريو أو مشهد يبين أن أحدكما تنازل للآخر عن شيء يحبه أو أنه يمكنه أن يضحي بشيء ليسعد الآخرين، وبالطبع يجد الثناء من الطرف الآخر والتقدير لهذا الإيثار، وعليكما أيضًا تعزيز أي موقف يصدر من ابنتيكما يدل فيه على الإيثار أو الاهتمام بالآخرين، وهذا من شأنه أن يوضح للطفلة أن الإيثار محل تقدير واحترام وحب من الجميع.
     كما يمكن أن تُحكى بعض القصص للطفلة التي تدل على التضحية والإيثار من تراثنا الإسلامي، فهو مليء بمثل هذه النماذج، وهذا من شأنه أن يساعد الطفلة على التخلص من الأنانية.
     إذا اتبعنا ما سبق بدقة وحزم، فإن الطفلة ستستجيب وينسحب ذلك على حب السيطرة على أختها وزميلاتها، كما لا بد أن يوضع في الاعتبار أن صفات الطفلة تحمل جانبًا إيجابيًّا، فهي تتمتع بسمات الشخصية القيادية، ومن واجبنا عدم إحباط هذه القدرات، وإنما يجب توجيهها إلى الاتجاه الصحيح، فيمكن مثلاً أن تسندا إليها مسؤولية تنظيم رحلة خلوية للأسرة تحت إشرافكما بالطبع، ويكون هذا الأمر بالتناوب بين كل أفراد الأسرة حتى الأخت الصغرى، فيسند إليها ما تستطيع عمله.
    وفي أثناء قيامها بهذه المسؤولية يمكن أن ندربها على كيفية القيادة الصحيحة، ومما يساعد على تصحيح مفهومها عن القيادة ما ستَلْمسه بطريقة عملية منكما، حين يتم التناوب بينكما في تنظيم هذه الرحلات.
    وأخيرًا سيدتي أعانك وأعاننا الله على ما فيه خير وصلاح لأبنائنا.
    آخر (مواضيعي)

    عندما تجرأ قلمي ...ونفث حبره في وجهي...
    http://www.lakii.com/vb/showthread.p...69#post1984269


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الردود
    3,562
    الجنس
    أنثى
    **3**
    أود أن أعرف مدى ضرر أو فاعلية التهديد من الأم للطفل لكي تجعله يطيعها.. مثلاً أن تقول له: إن لم تعمل الأمر الفلاني فسوف أحرمك من الخروج معي، وهكذا... وإن كان هذا الأمر مُضِرّ للطفل، فما هي الطريقة المثلى لعلاج عدم استجابة الطفل لأوامر الأب أو الأم؟
    -------
    على الجسور التركية التي بناها الأتراك على ممرات الأنهار، مكتوب في أول الجسر: رفقًا رفقًا؛ لأن المار بهدوء لا يسقط، أما المار المسرع فجدير أن يهوي إلى مستقر النهر.

    وفي مذاكرات لأديب سوري كان يسكن في مدينة "السلمية"، وكانت له دراجة نارية أراد أن يعبر بها أحد الجسور التي بناها الأتراك من الخشب لمن أراد أن يمشي بدراجته متئدًا متأنيًّا، يقول: فذهبت مسرعًا، فلما أصبحت من أعلى الجسر متوسطًا النهر نظرت يمنة ويسرة، وأنا لم أرفق بنفسي ولا بدراجتي فاضطربت بي، واختل نظري فوقعت بدراجتي في النهر..

    وكانت قصة طويلة مفادها أن الرفق من البشر مفتاح كل خير تستسلم له النفوس المستعصية، وتثوب إليه القلوب الحاقدة، والرفق في التعامل تذعن له الأرواح، وتخشع له النفوس: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك..."، وفي الحديث الشريف: "المؤمن كالنحلة، تأكل طيبًا وتضع طيبًا، وإذا وقعت على عُود لم تكسره"؛ ولذلك فإن هناك معادلة تربوية مهمة تقول: "إن العصفور لا يترفق كالنحلة"، فالنحلة حين تقع على الزهرة تلعق الرحيق منها بهدوء، وتنال منها مطلوبها برفق دون أن تحس بها الزهرة، أما العصفور على ضآلته إذا أراد النزول سقط على السنبلة سقوطًا يحس به الناس، ويفسد به زرعهم، ويدفعهم إلى نبذه.

    فكوني أيتها الأم الشفوقة كالنحلة التي تنال برفقها بزهور عمرها ما تشاء من البِرِّ والطاعة.

    ومسألة استخدام العقاب كوسيلة لتعديل سلوك الأبناء تحتاج منا إلى مراجعة، لن نملَّ من تكرار الحديث فيها، بل تحتاج أيضًا إلى مراجعة الأصول التي تحكم استخدامنا لهذه الوسيلة.

    وهذا يتطلب منا أن نراجع أول مواثيق وواجبات الأبوة في التربية، وهو "أن واجب كل أب وأم أن يرسخا في ذهن الطفل ابتداء أن حبهما له غير مشروط، وأنه ينال حبهما وعطفهما.. لا لأنه يطيعهما ولا شيء سوى أنه موجود، "فهذا الحب المطلق" هو الذي يزرع الثقة في نفس الطفل، وكذلك يمنحه الأمن والأمان النفسي بأن حقوقه الأساسية في الحب والتقبل المنبعثين من وجوده لن تهدر تمامًا، كما يبني الكالسيوم هيكل الإنسان وبنيته الجسدية.
    فهل حدث أن حرمت طفلك يومًا من وجبة الفطور أو كوب لبن المساء؛ لأنه ارتكب خطأ لا يمكن غفرانه؟.. لا أعتقد أن هذا قد حدث أو يمكن أن يحدث في يوم من الأيام.. فهل نحرص على بناء الأجساد أكثر من حرصنا على بناء ونماء نفوس أبنائنا؟!! لا أعتقد، فكم من علل تصيب الأجساد يحتار الطب في معرفة أسبابها والوصول إلى علاج لها، ثم يكتشفون أن السبب يرجع إلى علَّة نفسية.

    فداخل كل طفل يوجد جهاز حسَّاس أشبه بالرادار يلتقط ردود أفعال الآباء، وأي تهديد يصيب البنية النفسية للطفل بالهشاشة، كما يصيب نقص الكالسيوم عظام الإنسان بالهشاشة؛ لأنه يفقده الثقة في نفسه واحتمالية ضياع الأمان الذي يحمي وجوده وقد أخبرنا القرآن الكريم بذلك، حين عبَّر الله تعالى عن الإشباع الجسدي والنفسي بكلمة الأمن في سورة قريش "الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف" صدق الله العظيم، فهما العنصران الأساسان لسلامة بقاء حياة الإنسان، والذي لا تقل أهمية إحداهما عن الآخر.

    وبالتالي لا بد أن يبعد العقاب عن التهديد؛ لأنه يشعر الطفل أن حب والديه له مشروط بما يقدمه من فروض الولاء والطاعة، وهذا يشعره أنه عرضة؛ لأن يدمَّر من قبل والديه، وممن يمنحه هذا الحب المشروط في أي لحظة، وكأننا نقول له: إذا لم تُطِعْني فسأحرمك من شرب الحليب وكل الأطعمة التي تبني عظامك، وأتركك وحيدًا بلا حمايتي أو حماية جسد قوي.

    وقد تسألين: فكيف يكون التعامل مع الطفل إن خالف للوالدين أمرًا لا يمكن التجاوز عنه؟

    سأقول لك ما تفعلين على طريقة قُلْ ولا تقل، لا تقولي له إذا فعلت كذا فلن تأتي معي، أو إذا لم تفعل كذا فسوف تحرم من كذا؛ لأن التهديد يدمِّر، وكذلك يطلق العنان لخيالات الطفل غير السارة في تفسير سبب منعه منه؛ فهو يتصور عندما تصدرين له الأمر بهذه الطريقة أن كل شيء متاح ومن حقه، وأنت كنت المانع بتهديدك له من التمتع بالمتاح والمباح.

    ولكن قولي: "إن الحلوين سيأتون معي"، "حبيبي لو عملت شيئًا جميلاً ستأتي معي"، "الحلوين سيأتون معي"، فإذا أصرَّ على فعل ما حذرتِه من فعله بالطريقة السابقة، فماذا تفعلين؟
    ساعتها تخرجين بمفردك وأنت تقولين له وبكل هدوء وحب: "حبيبي كم كنت أتمنى أن تأتي معي فأنت طفل جميل، وكم أستمتع وأحب الخروج معك، لكنك عملت أشياء غير جميلة ومن يفعلها لا يخرج، فلا يخرج إلا الأطفال الذي يفعلون الأشياء الجميلة"، هذا إذا كان لا بد أن تخرجي.

    وفي مرة ثانية وعدتِه مثلاً بالذهاب إلى النادي، وفعل شيئًا خطأ بعد أن تكوني طلبت منه بنفس الطريقة ألا يفعل، فتقولي له في هذه المرة بأننا لن نستطيع أن نخرج، كم كنت أتمنى أن أخرج وأنت معي، كنت أتمنى الذهاب إلى النادي حتى أتنزه قليلاً، لن نستطيع الآن، وهذا يوصل له رسالة أنكم في سلَّة واحدة، وأنكما كيان واحد لا ينفصل، وكأنك يا ولدي حين تخطئ لا أعاقبك وإنما أنت من تعاقب نفسك وتحرمني من السعادة لا أنا الذي أحرمك، وإنما يحرمك ويحرمني معك الخطأ.

    هكذا عزيزتي الأم يجب أن تُدار العلاقة في عملية التربية والتهذيب بيننا وبين أبنائنا.. علاقة تقوم عملية التهذيب فيها على هدف واحد وغاية تسعى لتحقيقها، وهي "بناء ضمير الأبناء"، وأن الخطأ هو سبب الحرمان، وأن العقاب والثواب تابع لفعل الإنسان، وهذا هو نفسه القانون الذي يعامل الله به كل البشر بارهم وفاجرهم "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه".

    أما أنت أيتها الأم، فطفلتك بنت، وهذا أدعى أن تدعمي علاقتك بها أكثر، وأن تقوم على الرفق والهدوء، وأن توجِّهي خطأها بنفس الروح الهادئة والعبارات المليئة بالحب والشفقة، فأنت تربين وتهذبين الآن، وعينك على بناء علاقتك بها لمرحلة المراهقة القادمة؛ فكأنك تضعين الأساس لعمارة لن يكتمل بناؤها إلا في المستقبل.

    وبالتالي حاولي قدر المستطاع أن تكون علاقتك بها هادئة حتى في أشد لحظات غيظك من فعل قامت به، ولنتذكر توجيه النبي (صلى الله عليه وسلم) حين سأله سائل النصيحة والموعظة، فلم يزد (صلى الله عليه وسلم) عن قوله: "لا تغضب". فأي خطأ ترتكبه لا تقومين بعلاجه بهدوء وحكمة وروية، وتستسلمين فيه للانفعال الشديد، فإن هذا الانفعال يشبه المطر الغزير الذي تتركينه ينزل، ويصدأ الحديد الذي كان من المفترض أن تبني به أساس العمارة التي تحدثنا عنها.
    وفي النهاية أحب أن ألخص لك الإجابة عن سؤالك:

    - لا بد أن يكون مصدر العقاب شيئًا خارجًا عنا نحن المربين، وأن يكون مصدره الفعل الخطأ لا نحن.
    - لا بد أن تكون المرغِّبات أكثر من المرهِّبات.
    - أن يكون عقابنا لأبنائنا منبعه الإشفاق عليهم لا الغيظ والانتقام.
    - أن نتذكر دائمًا أن هدف التربية التهذيب وليس العقاب بالتهديد والحرمان؛ لما لهما من آثار سيئة في إطلاق خيالات الأبناء السيئة التي لا حصر لها.
    ----------------------------------------------------------
    آخر (مواضيعي)

    عندما تجرأ قلمي ...ونفث حبره في وجهي...
    http://www.lakii.com/vb/showthread.p...69#post1984269


مواضيع مشابهه

  1. الردود: 21
    اخر موضوع: 21-06-2010, 09:30 PM
  2. الردود: 50
    اخر موضوع: 05-11-2009, 01:54 PM
  3. الردود: 28
    اخر موضوع: 07-02-2008, 12:32 PM
  4. شعار₪وصفه متميزه₪ا لكبسة الخليجية والدجاج بخلطة الروب
    بواسطة ام العريف في الأطباق الرئيسة
    الردود: 19
    اخر موضوع: 03-10-2007, 06:08 PM
  5. كيف توجهين سلوك طفلك الاستهلاكي
    بواسطة amurra في الأمومة والطفولة
    الردود: 5
    اخر موضوع: 24-02-2006, 08:57 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ