السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبتني سلسلة من برنامج يختص بعلاج عصبية الأطفال، شاهدت عدة حلقات وهو برنامج بريطاني بطلته مربية أطفال متخصصة، تتقابل مع عائلة وتصور طريقة تربيتهم لأطفالهم ثم تبقى معهم بضع أيام تعلمهم وتساعدهم، ثم تذهب ولكن تترك كاميرات حول المنزل لترى كيف يتصرفون في المواقف بلا إرشاداتها، ثم تعود إليهم لتخبرهم أين الخطأ وأين الصواب.
كل الحلقات كانت تتحدث عن نفس الموضوع، ألا وهو عصبية الأطفال وعدم طاعتهم لآبائهم وأمهاتهم، والنكد الذي يتبع كل موقف لا يروق للطفل.
أعجبتني سلسلة من برنامج يختص بعلاج عصبية الأطفال، شاهدت عدة حلقات وهو برنامج بريطاني بطلته مربية أطفال متخصصة، تتقابل مع عائلة وتصور طريقة تربيتهم لأطفالهم ثم تبقى معهم بضع أيام تعلمهم وتساعدهم، ثم تذهب ولكن تترك كاميرات حول المنزل لترى كيف يتصرفون في المواقف بلا إرشاداتها، ثم تعود إليهم لتخبرهم أين الخطأ وأين الصواب.
كل الحلقات كانت تتحدث عن نفس الموضوع، ألا وهو عصبية الأطفال وعدم طاعتهم لآبائهم وأمهاتهم، والنكد الذي يتبع كل موقف لا يروق للطفل.
سأكتب باختصار ما شاهدته في آخر حلقة، كانت المربية مختلفة ولكن القصة نفسها..
العائلة لديها 3 أطفال، الصغرى عمرها 4 سنوات، مزعجة إلى أبعد حد، تبكي لأدنى سبب وتصرخ وتركل وتضرب من أمامها بيديها أو بأي شيء تحمله. تبول عمداً على نفسها نهاراً وليلاً، تعاند حتى وهي في الحمام، ثم تخرج منه وتبول على الأرض. كل صباح أمها تغير الفراش لها وتغسله. إن رفضت الأم شيئاً رمتها الفتاة بأفظع الألفاظ وضربت أمها. عنيدة لدرجة أنها لا تزال ترضع من أمها، تأتي فتكشف عن أمها وترضع حتى رغم محاولات الأم لمنعها. تصرخ وتركل وتضرب فيرجوها الأب أن تسكتها بأي شيء.
وفي السوق، تطلب كل شيء، وحتى تسكت يشتري لها الأب ما تشاء. والأب عندما يسمعها تصرخ وتبكي يغضب ويقول للأم أن تسكتها بأي طريقة فتضطر الأم للرضوخ لطلباتها. وطبعاً نعرف ماذا يعني هذا.. فلتت زمام الأمور!
جاءت المربية وشاهدت مسبقاً ما يدور، ودرست المشكلة وعرف الحل وبقيت معهم أسبوعاً تدلهم على خطئهم في التربية الذي جعل من الفتاة وحشاً كاسراً.
صراحة مشاهدتي للفتاة على الشاشة كان كفيلاً برفع ضغطي وتمنيت لو أني أمامها حتى *&^%

1- أول مشكلة يجب حلها هي مشكلة الحمام، فقد كانت توسخ ملابسها ليل نهار، وأهم شيء هو التخلص من هذه العادة المزعجة خلال النهار.
فذهبت الأم مع المربية والطفلة حتى يشترين مقعداً جديداً للحمام جميلاً تختاره الطفلة، وبعض الأغراض الطفولية المغرية لها حتى ترغب الدخول إلى الحمام. وفعلاً فرحت الطفلة بهذا العرض، واختار ما يعجبها، وأحبت دخول الحمام منذ ذلك اليوم. دخلت فور وصولها المنزل وركبن الأشياء الجديدة، ثم أعلنت الفتاة أن هذا حمامها ولا يحق لأحد استخدامه، إلا أمها طبعاً (هذا ما قالته

كانت المربية تشاهد من خلال كاميرا خفية ما يحدث ثم عرضت ما شاهدته على العائلة وبينت بعض الأخطاء منها:
أ- غضبت الأم من الفتاة الصغيرة وفي نفس اللحظة قالت لها ابنتها الأخرى شيئاً فنهرتها الأم وقالت: أكملي الآن.
أظهرت المربية هنا الخطأ بحيث أنها عاملت البريئة والظالمة بنفس الطريقة، وبهذا تعلمت الصغرى أنه لا فرق بين معاملة طيبة ومعاملة حسنة، كذلك الكبرى تعلمت نفس الدرس. بل نريد أن نعلم الصغرى أنها ستعاقب لسوء تصرفاتها، بينما تكافأ الأخرى لحسن تصرفها، حتى تشعر بالفرق وتعرف أن حسن التصرف يؤدي إلى نتائج حسنة.
ب- كانت الصغرى تصرخ وتبكي تريد الرضاعة، والأم ترفض، فأجبرها الأب على القبول حتى تسكت الصغرى.
هنا لم يكن موقف الأب صحيح بل كان عليه أن يتخذ موقفاً آخراً بحيث يقف مع الأم ويؤكد لها أن الصراخ لا ينفع بل ستنال عقاباً مثل الحبس بغرفتها لمدة 4 دقائق (دقيقة لكل سنة)
2- والآن يجب التخلص من مسألة الرضاعة، وهنا يجب اتباع "العد" 1، 2، 3 وإن لم يقلع الطفل، انعزل عن الباقين.
هنا كانت المربية تشاهدهم على شاشة وتكلمهم عبر مايكروفون وسماعة صغير في أذني الأم والأب.
لبست الأم بلوزة يصعب الوصول داخلها، جاءت الطفلة وأمها على الكرسي وبدأ بتفتيشها حتى تصل إلى مرادها وترضع، رفضت الأم ولكن الفتاة قاومت واستطاعت، فأخبرتها المربية أن تأخذها إلى مكان منعزل وتضعها هناك وتغلق الباب 4 دقائق إن لم تصغ. حاولت الأم إبعادها ولكن الفتاة ضربت أمها. أخذتها الأم إلى غرفتها ولم تكن الفتاة في البداية تعرف ما الذي يحدث أو لم تعرف أهميته فذهبت بكل هدوء. وجلست في غرفتها، ثم حاولت بعد ثوان أن تفتح الباب ولم تتمكن، فالأم تسمك بقفل الباب حتى يمر الوقت. فبدأت الفتاة بالصراخ والضرب على الباب. بعد مرور 4 دقائق، فتحت الأم الباب، وجلست أمام ابنتها وقالت لها: هل تعرفين لمَ حبستك؟ (طبعاً المربية تخبرها عن طريق المايكروفون ما تقول وما تفعل) لقد قلت لك لا ولم تصغ، ثم ضربتني والضرب موجع ولا أحد يقبله. ثم احتضنتها فأشجهت الفتاة بالبكاء واعتذرت من أمها!
وعندما عادت إلى غرفة الجلوس مع أمها جلست في حضنها وسألتها: لمَ ترفضين يا أمي أن ترضعيني؟ ألست طفلتك الصغيرة؟ فقالت الأم - وكان حواراً جميلاً -: لأنك كبيرة على الرضاعة، ولكنك طفلتي الصغيرة المفضلة التي أحبها، وستبقين طفلتي حتى لو لم ترضعي مني، بإمكاننا التعبير عن هذه الطفولة بالاحتضان والتقبيل وليس بالرضاعة. واتفقتا على هذا الأمر.
3- الخطوة التالية أن يذهب الوالد ويأخذ أولاده للسوق ثم يخرج بلا شراء أي ألعاب.
بينما يضع الأب السماعة في أذنه يستمع إلى تعليمات المربية، قام الأب بهذه الخطوة وانتظرت الأم في مكان آخر في السوق. تجولوا قليلاً، ثم قرر الأب الخروج. ولكن الأطفال يدخلون هنا ويخرجون من هنا وهو فاقد السيطرة، وتحت إلحاح المربية بأن يكون أكثر حزماً ويقولها جاداً ويمسك بيد الصغيرة ويخبر الباقين بالخروج، قام الأب بقوله لفتاته بأنها لن تستطيع اللعب بهذه الألعاب وسألته إن كان سيشتري لها لعبة فقال لن أشتري شيئاً وبدى عليه الجدية، فلم تقل شيئاً، أمسكها من يدها وقال: سنخرج الآن لأن أمكم بانتظارنا. وبدأ الأكبر بالتذمر، فقال الأب: أنت كبير ولا يجب عليك التصرف هكذا. فمشى وهو صامت. فقالت له المربية أنه يجب عليه مدحه على انصياعه لكلام والده. ففعل الأب ووقتها مشى الابن بنشاط أكبر ولم يكن حزيناً وقت خروجه من المحل.
4- الأب كان معتاداً على رشوتها، كلما أراد منها أن تسكت قال: اسكتي ولا تبكي وأعطيكِ حلوى..
الآن يجب أن تتعلم الطلب بلا صراخ والتعود على فكرة الرفض بلا أن تبكي، ويجب أن يعرف الأب طريقة الكلام معها بحيث يعرفها أنه يعني ما يقول ولن يهتم ببكائها. فجلست بحضنه تبكي وتصرخ وهي نفسها لا تعرف ماذا تريد، وهذا لمجرد لفت نظر والدها حتى يعدها بشيء. وقد نبهته المربية أن هذا خطأه، حيث أنه دخل الغرفة وأول ما فعله أن تكلم معها وقال للصغرى: كيف حال صغيرتي؟ هل هي فرحة اليوم؟
وهنا أبدى لها اهتماماً بها زائد، ولهذا بدأت بالبكاء والعويل بأنها تريد كذا وكذا.
فحملها في حضنه وهو يحاول السيطرة عليها وهي تتلوى، ولكنه قال أخيراً: أعتقد أنك أصبحت كبيرة على هذه التصرفات، وإن أردتِني أن أفهمك، يجب أن تتكلمي بهدوء ومن غير بكاء وضجة.
وهنا مدحته المربية حيث أنه لم يقم كالعادة برشوتها حتى تسكت، بل كلمها بوضوح وعرفت ما يريده منها.
فسكتت على الفور وكأن شيئاً لم يكن.
بعد أن انتهى هذا المشروع مع العائلة، ذكرت العائلة أنها أصبحت هادئة ومؤدبة ومطيعة، بعد أن كانت تبكي وتصرخ وتشتم والديها باستمرار.
هذا ما أذكره من الحلقة وأرجو أن يكون مفيداً لكن.
تعليق