أحبتـــــــي......
ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هـــو سؤال يختلج في داخلي ويتردد على ذهني مراراً وتكراراً ، لماذا اذا اراد أن يزورنا ضيوف تبدأ حالة استنفار منزلية تزيد عن الحـــد المعقول ؟ الا يوجد هناك طريقة بسيطة نستقبل فيها ضيوفنا بكل حب وترحاب دون اسراف وتبذير او تكلفة مزيفة.
وكــأن الضيف الذي سيأتي سيقوم بجولة تفتيشية حول ادق ما هو موجود داخل منازلنا من الالف الى الياء بل ان من باب الادب ان لا يتعدى نظر الضيف الى ما بجانبه فكيف اذا ما امتدت اعينه الى ابعد من ذلك.
مجالسنا والضيوف؟ لماذا لا تكون مجالس فكر وحوار وارتقاء في جميع مجالات الحياة وقضايا المجتمع دون تنمق او تصنع او ازدراء ، جميل ان نلتقي بالضيوف ونقدم لهم اجود ما لدينا غذاء للبطون والى جانبه غذاء للعقول ، والاجمل من ذلك ان ينصرف ضيفنا الكريم وهو في غبطة وسرور بأنه اكتسب معلومة جديدة أو صحح مفهوم فقهي كان يلتبس عليه، ام انه لا بد من ان تكون اساسيات المجالس النهش في اعراض الناس والنم اغتيابهم.
الى جانب ذلك لا شك ان الضيافة في المأكل والمشرب تعتبر جزء لا يتجزأ من اكرامية الضيوف ولكن ان لا يكون ذلك شغلنا الشاغل او همنا الوحيـــــد ، ولقد اشتهر العرب منذ القدم بالكرم وضربت اروع الامثلة في ذلك اضافة الى ما جاء به القران الكريم والسنة النبوية .
ولكن دون افراط او تفريط.
احبتـــــي.......
أنا هنا لست بصدد تغير محور الكون او سننه ولكن أردت هذا الموضوع على وجه الخصوص حتى يدلي الجميع بدلوه حول تغير مفاهيم خاطئة وقع فيها أغلبنا من باب العرف والتقاليد.
فمن الاكثار والاسراف في عمل الولائم التى يكون مصير اكثرها سلة المهملات ، بينما هناك من يبيت بلا مأوى يأويه أو لقمة تسد جوعه الى من لا يخجل من أن يبقى الضيف عنده لساعة او ساعتين ولا يأتي اليه الا بكأس ماء وعذره الوحيد أنه لم يكن مستعد لاستقباله فشتان بين الثرى والثريا.
وأنا هنا وضعت ثلاث مشاهد تحوى اسئلة فارجو التفاعل مشكورين لكي نفيد أنفسنا قبل غيرنا
المشهد الاول:
هذا جرس الهاتف يرن يتحدث زوجك الى المتصل وانت بجانبه تحاولي معرفة من المتصل وماذا يريد وعند انتهاء المكالمة تبادري زوجك بالاسئلة فيخبرك مبتسماً بأن أحد أقربائه يريد زيارتكم هو و زوجته وابنائه وسيمكثون لديكم بضعة ايام، تدركين تماما ان زوجك خسر جل ماله في الاسهم و أن الاحوال ليست على ما يرام البتة مــاذا تفعلين؟
* هل تجبري زوجك على الاستدانة ، فان الطلبات ستكون كثيرة وهم لديهم اطفال والاغطية والوسائد لا تكفي؟
*هل تهيء نفسك على ان تقدمي ما هو موجود وتدعي الله ان يبارك لك فيما لديك؟
* تقرري سريعا وتدعي زوجك أن يعتذر لهم بأنكم لا تستطيعون استقبالهم في الوقت الراهن؟
المشهد الثاني:
أبنك الكبير في الثانوية العامة مستواه متدني أعصابك مشدودة وتتحاورين مع زوجك في هذا الموضوع وكيفية ايجاد حلول له تأتي الخادمة وتخبرك بأن هناك من يريد مقابلتك بالباب تستجمعي قواك و تذهبي مسرعة لترين من فإذا بهم اربعة من صديقاتك احببن أن يعملن لك مفاجأة ويزرنك دون اخذ موعد ، كل شيء موجود والمنزل مرتب ونظيف ولكن ماذا عنك أنت؟
*تقابلينهم و أنت عابسة وقطبة الجبين.
* أم تبتسمي لهم ابتسامة صفراء وترحبي بهم وتدخلينهم وتجلسين على اعصابك تنظرين الى الساعة بين الفينة والاخرى.
*تستقبلينهم بأحضان صادقة ووجه بشوش مرحبة بقدومهم وتأجلي حل المشكلة الى وقت أخر.
المشهد الثالث والاخير:
صديقة عمرك منذ أيام الطفولة تربيتما سويا و درستما معا حتى كبرتما وتزوجتما وانشغلت كل منكما بأسرتها الجديدة ، اخبرتك بأنها ستأتي لزيارتك هي وابنائها ولها مدة طويلة لم تزورك.
هل تقومي بحالة استنفار في البيت
* تشتري بعض ادوات التقديم جديدة .
* تقومي بشراء كل ما يلزم وما لا يلزم وانت تعلمي انه سيكون فائض كثير
* ترحبي بها بكل سرور وتقدمي قدر استطاعتك دون اسراف او تبذير.
أنتهت المشاهد الثلاثة ولكن لم تنتهي المشكلة الا اذا وجدنا لها حلول مناسبة ، فابالحب تنهض الشعوب
وحبي للجميع.
في انتظاركم
اسفة للاطالة
الروابط المفضلة