انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: الحياة الطيبة.....والعمل الصالح

  1. #1

    Thumbs up

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (الحياة الطيبة تشمل في الدنيا: الرزق الحلال.. التوفيق للطاعة والرضا بالقضاء)

    معادلـــة قرآنية يقول الله تعالى في طرفها الأول: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى" وهو مؤمـن (النحل: 97)، فتكون النتيجة طرفها الثاني: فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون97 (النحل).
    العمل الصالح ينقسم إلى قسمين : واجب ونافلة، أما الواجب فلا يستطيع الإنسان الزيادة فيه أو النقصان، وإنما يكون بالتنافس في النوافل، حيث تتفاوت همم الصالحين في التقرب إلى الله فيها، وبالتالي تكون الحياة الطيبة بالزيادة والنقصان طبقاً لما يتقرب به العبد إلى ربه من هذه النوافل بعد أداء ما أوجبه عليه، كماً وكيفاً.
    والعمل الصالح بشكل عام تتعدد أشكاله، فأعلاه كلمة التوحيــد "لا إله إلا الله" وما تقتضيه، وأدناه إماطة الأذى عن الطريق، وما بينهما الكثير من هذه الأعمال الصالحة، والميدان مفتوح لتنافس الجميع.

    أقوال العلماء

    تنوعت أقوال العلماء في مكان الحياة الطيبة هل هي في الدنيا أم الآخرة؟ وإن كان أكثرهم يرجح الدنيا، وكذلك تنوعت أقوالهم في معنى الحياة الطيبة، وتجتمع هذه الأقوال فيما قاله الإمام القرطبي في تفسيره: (وفي الحياة الطيبة أقوال:
    الأول: أنها الرزق الحلال.
    الثاني: القناعة.
    الثالث : توفيقه إلى الطاعات، فإنها تؤديه إلى رضوان الله.
    الرابـــع : السعادة.
    الخامس: حلاوة الطاعة.
    السادس: الجنة، وقال الحسن لا تطيب الحياة لأحد إلا في الجنة.
    السابع: المعرفة بالله، وصدق المقام بين يدي الله.
    الثامن: الاستغناء عن الخلق والافتقار إلى الحق.
    التاسع: الرضا بالقضاء)(1).
    ويعقب الإمام ابن كثير على هذه الأقوال بقوله: (والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن عبدالله بن عمر أن رسول الله ص قال: "قد أفلح من أسلم، ورُزِق كفافاً، وقنّعه الله بما أتاه"(2).

    عيش المؤمن وعيش الكافر

    ويثبت الإمام الفخر الرازي أن الحياة الطيبة تكون في الدنيا بعقد مقارنة بين عيش المؤمن وعيش الكافر، فيقول: "اعلم أن عيش المؤمن في الدنيا أطيب من عيش الكافر لوجوه:
    الأول: أنه لما عرف أن رزقه إنما حصل بتدبير الله تعالى، وعرف أنه تعالى محسن كريم لا يفعل إلا الصواب، كان راضياً بكل ما قضاه وقدره، وعلم أن مصلحته في ذلك، أما الجاهل فلا يعرف هذه الأصول فكان أبداً في الحزن والشقاء.
    وثانيها: أن المؤمن أبداً يستحضر في عقله أنواع المصائب والمحن ويقدر وقوعها، وعلى تقدير وقوعها يرضى بها، لأن الرضا بقضاء الله تعالى واجب، فعند وقوعها لا يستعظمها، بخلاف الجاهل، فإنه يكون غافلاً عن تلك المعارف، فعند وقوع المصائب يعظم تأثيرها في قلبه.
    وثالثها: أن قلب المؤمن منشرح بنور معرفة الله تعالى، والقلب إذا كان مملوءًا من هذه المعارف لم يتسع للأحزان الواقعة بسبب أحوال الدنيا، أما قلب الجاهل فإنه خالٍ من معرفة الله تعالى، فلا جَـرَمَ يصير مملوءًا بالأحزان الواقعة بسبب مصائب الدنيـا.
    ورابعها: أن المؤمن عارف أن خيرات الحياة الجسمانية خسيسة، فلا يعظم فرحه بوجدانها، وغمه بفقدانها، أما الجاهل فإنه لا يعرف سعادة أخرى تغايرها، فلا جرم يعظم فرحه بوجدانها وغمه بفقدانها.
    وخامسها: أن المؤمن يعلم أن خيرات الدنيا واجبة التغير، سريعة التقلب، فلولا تغيرها وانقلابها لم تصل من غيره إليــه)(3).
    نشاط النفوس ونبلها:
    يرى الإمام ابن عطية الأندلسي أن: (طيب الحياة اللازم للصالحين إنما هو بنشاط نفوسهم ونبلها، وقوة رجائهم، والرجاء للنفس أمـر ملذ، فبهذا تطيب حياتهم، وبأنهم احتقروا الدنيا فزالت همومها عنهم، فإن انضاف إلى هذا مال حلال، وصحة أو قناعة فذلك كمال، وإلا فالطيب فيما ذكرناه راتب)(4).
    هـل المـال شـرط ؟:
    كثيرون يعتقدون أن المال شرط السعادة والحياة الطيبة، وكثيرون أيضاً لا يتصورون أن السعادة يمكن أن تحدث من غير مال، لذلك فهم يهلكون أنفسهم من أجل المال، ويبيعون قيمهم ومبادئهم من أجل المال، ويقتلون النفس التي حرم الله من أجل المال.. ويرد سيد قطب على هؤلاء بقوله: "العمل الصالح مع الإيمان جزاؤه حياة طيبة في هذه الأرض، لا يهم أن تكون ناعمة رغدة ثرية بالمال، فقد تكون به، وقد لا يكون معها، وفي الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير تطيب بها الحياة في حدود الكفاية: فيها الاتصال بالله، والثقة به، والاطمئنان إلى رعايته وستره ورضاه، وفيها الصحة والهدوء والرضا والبركة،وسكن البيوت ومودات القلوب، وفيها الفرح بالعمل الصالح وآثاره في الضمير، وآثاره في الحياة، وليس المال إلا عنصراً واحداً يكفي منه القليل، حين يتصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند اللــه"(5).

    الفرح بفضل الله:

    من الحياة الطيبة الفرح المقيد بما يرضي الله ويحبه، الفرح الذي لا يُطغي صاحبه وينسيه فضل الله عليه، إذ يقول تعالى: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون58 (يونس).
    وقوله تعالى: فرحــــين بمــا آتاهــم اللـــه من فضلــه (آل عمران: 170).
    يقول الشيخ المراغي: "أي قل لهم ليفرحوا بفضل الله وبرحمته، أي إن كان شيء في الدنيا يستحق أن يفرح به فهو فضل الله ورحمته".
    روى ابن مردويه وأبو الشيخ عن أنس مرفوعاً: "فضل الله القرآن، ورحمته أن جعلكم من أهله".
    وعن الحسن والضحاك وقتادة ومجاهد: "فضل الله الإيمان، ورحمته القرآن" هو خير مما يجمعون، أي أن الفرح بهما أفضل وأنفع مما يجمعونه من الذهب والفضة والأنعام والحرث والخيل المسومة وسائر خيرات الدنيا، لأنه هو سبب السعادة في الدارين، وتلك سبب السعادة في الدنيا الزائلة فحسب، فقد نال المسلمون في العصور الأولى بسببه الملك الواسع والمال الكثير مع الصلاح والإصلاح مما لم يتسن لغيرهم من قبل ولا من بعد.
    وبعد أن جعلوا ديدنهم جمع المال ومتاع الدنيا، ووجهوا همتهم إليه، وتركوا هداية القرآن في إنفاقه، والشكر عليه، ذهبت دنياهم من أيديهم إلى أيدي أعدائهم)(6).

    بقلم: عبد الحميد البلالي


    ------------------
    اللهم اني اعوذ بك من يوم السوء,ومن ليلة السوء,ومن ساعة السوء,ومن صاحب السوء,ومن جاء بالسوء

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    السعودية
    الردود
    2,744
    الجنس
    أنثى

    Post

    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا الكلام الطيب اختي نسمة

    ------------------
    التاج
    لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2000
    الردود
    511
    الجنس

    Post

    جزاك الله خيرا

    ------------------
    سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    دبي- الإمارات العربية المتحدة
    الردود
    1,841
    الجنس
    بارك الله فيك ومشكورة على هذه المشاركة

    ------------------
    عواطف



مواضيع مشابهه

  1. الردود: 0
    اخر موضوع: 01-11-2011, 09:13 PM
  2. التقوى والعمل الصالح
    بواسطة hudam في المجلس العام
    الردود: 1
    اخر موضوع: 12-01-2011, 06:06 PM
  3. ليس الحياة بأنفاس ترددها ... إن الحياة حياة الفكر والعمل
    بواسطة حنين اللقاء~ في الملتقى الحواري
    الردود: 9
    اخر موضوع: 01-07-2009, 09:17 PM
  4. الردود: 9
    اخر موضوع: 24-04-2009, 05:04 PM
  5. الحياة والعمل
    بواسطة وسام في الملتقى الحواري
    الردود: 5
    اخر موضوع: 23-09-2003, 09:21 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ