اهل البحرين يضمدون جراح بعضهم البعض ويتواصون بالحق والصبر منذ 23 اغسطس وشعبنا يعيش أجواء المصيبة بعد ان فجع بعدد كبير من ابنائه في كارثة تحطم طائرة طيران الخليج. كان يوما أسود عندما انتشر نبأ الكارثة. فقد هرع المواطنون الى مكان الحادث ودخل عدد منهم الى البحر رغبة في انقاذ حياة الركاب، لكن القدر كان أسرع منهم، فلم ينج اي من الركاب. ومع ذلك استمر هؤلاء في انتشال الجثث من الماء بشجاعة متناهية، وما ان وصلت فرق الانقاذ الرسمية حتى كانوا قد انتشلوا نصف ركاب الطائرة تقريبا. واستمرت جهودهم للبحث عن الحطام وممتلكات الضحايا في اليوم التالي. لقد جسد المواطنون، وخصوصا اهالي منطقتي الدير وسماهيج، موقفا مشرفا جدا سوف يسجله التاريخ لهم بجدارة. هذا في الوقت الذي اكتظت فيه قاعة المطار بالعائلات المنكوبة والمواطنين المفجوعين. وبشجاعة الصابرين على المصيبة، استسلم هؤلاء جميعا للحقيقة ورضوا بقضاء الله مع استمرار حزنهم الطويل. فأية مصيبة اكبر من فقد الاحبة خصوصا اذا كان ذلك مفاجئا وبدون مقدمات وبأعداد كبيرة. واستمر التضامن الوطني بوجه المصيبة، فكانت مسيرات التشييع عملاقة حيث شارك فيها المواطنون من كل مكان، وعبروا فيها عن التضامن ومشاركة العائلات في مصيبتها. وعلى مدى الايام اللاحقة كانت مجالس العزاء هي الاخرى ساحات للتعبير عن تلاحم ابناء البحرين يضمدون جراح بعضهم البعض ويتواصون بالصبر على المكاره وتحمل المصائب والمصاعب. لقد ذهب الضحايا الى ربهم، وبينهم عائلات بأكملها وخلفوا وراءهم ذكرى أليمة وفاجعة ستبقى طويلا خصوصا لاهليهم واصدقائهم. الفراق صعب، فكيف اذا كان بشكل فاجع. لكن ابناء البحرين اقتسموا الحزن وآلوا على انفسهم الا ان يعيشوا جسدا واحدا متلاحما بوجه ا لمصيبة. وهكذا كان. في هذا الظرف الصعب لا يسعنا الا الانحناء امام قضاء الله والقبول به، وتأكيد ايماننا بمشيئته، والدعاء بان يلهم الله ذوي الضحايا القدرة على الصبر وتجاوز المصيبة.
[تم تحرير الموضوع بواسطة مشرفة الموقع (edited 07-09-2000).]
الروابط المفضلة