في الصباح الباكر وعلى ضفاف البحر
خرجت حياة إلى المدرسة .. تنتظر لحياتها يوما جميلا ..@
كانت تمشي وخصلات شعرها تنسدل يمنة ويسرة ..
وتحاول أن تغطي شعرها بوشاحها الصغير ..
وبعد مرور نصف الطريق .. نسيت أنها لم تقبل رأس أمها عند خروجها
فعادت مهرولة .. وهي تنظر للشاطئ .. والأطفال .. والشمس الذهبية واندماجها مع السحب الزرقاء .. والزهور التي تغني للدنيا وتتكبر ببهاء منظرها وجمال حسنها .
وكأنها لوحة فنية مشكلة تشكيلا متقنا فسبحان الله .
تعود حياة للمنزل وتقول لأمها ..
ماما يوم جميل للغاية السماء صافيه تبتسم راضية والشمس تختلس النظر بين السحب .. ! لتجذب لنا يوما جميلا .. عناية الله .
فأظنه يوما جميلا .. ولن أكمله إلا بعد رضاك ياأمي ..
قبلت رأس أمها . وودعتها .
ذهبت للمدرسة مسرعه .. وكانت متأخره ..
فدخلت .. واستأذنت بالجلوس .. فسمحت لها المدرسة مع العتاب الشديد والنظرات الـعبوسة ..!
حتى ارتجف جسمها هيبة من تلك المدرسة ..
وجلست وهي تنظر لصديقاتها ..
وتبتسم لهم .. أروى , مي , فاطمة و ..... ؟؟
وين العنود ؟ ..المقعد كان فارغ ..
تنظر للطالبات مقعدا مقعدا .. وزاوية زاوية ..!
ولم تجدها .. وتعكس الشمس صورة حياة وظلها على مقعد صديقتها العنود الفارغ ..!
تفكر تلك الطفلة بينها وبين نفسها ... أكيد متأخره ..
ولما تحضر بعد قليل سأبتهج لأن المعلمة حتعاقبها ..

وأنقذ الموقف .. صفير الجرس معلنا عن الحصة الثانية ..!
فخشيت عليها .. !
حياة : أروى وين العنود هي قالتلك بتغيب ؟
أروى:: لا قالت بحضر بكرى وحتسويلك مفاجأه ومابغى أحرق مفاجأتها وأقولك ايش هي..
انتظرت الطفلة ... حتى آذن الجرس بالصفييييير معلنا الفسحة ..!
قامت مسرعه ونسيت فطورها في شنطتها الصغيرة ..
وصديقاتها معها ..
تسأل البنات ماشفتوا عنود .. ولاواحده شافتها اليوم ..
بعد 10 دقائق
استدعت المديرة الطالبات جميعا .. والمدرسات ..
وأجبرتهم على الجلوس وقالت :
الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا ..
الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
وحسبي الله لاإله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ..
( حياة وكأنها غائبة عن الوعي .. تشعر بدقات قلبها تصم اذنيها من الخوف وكأنها شعرت بما ستقوله المديرة _ ) @@
وتكمل ا لمديرة : اليوم الأربعاء 19/4/1430 هـ ونحن نزرع الأمل , والعمل والجهد والعلم في هذه المدرسة الطيبة .. وطيبة طالباتها ..
اليوم ياطالباتي , ويابناتي العزيزات .. قد قطفت منا وردة .. في هذا اليوم الجميل ..
وردة في أوج عمرها .. وفي طهارة براعمها ..
اليوم قطفت وردةُ من جذورها .. ورحلت عن هذه المدرسة . لتعود لأصلها وهي التراب ..
وترك لنا بذورها الصغيرة .. لندعو لها حتى تثمر .. وتبقى معنا للأبد ..
حياة تنظر لصديقتها أروى وتقولها أروى ايش هي المفاجأه الي كانت حتسويها لي عنود ؟ ..؟
وتقول أروى ماأقدر أقولك ......! تجبرها حياة بأن تقولها ايش المفاجأه فأخبرتها بأنها بطاقة مكتوب عليها مانفترق أبد أبد ..

:
( حياة قد انقطعت انفاسها ,, وأغمي عليها , وهي تصرخ عنوووووووووووووووووووووووود .. .
قامت المديرة على الفور وهي تقول الله يرحمك ياعنود بنت ابراهيم ^^^
.......
وصدق حدسها .. وانغرست السكين في قلبها ..!
عندما فارقتها صديقتها ..
وأكملت المديرة وهي تقول : قد تخطاكم ملك الموت كلكم حتى جاء للعنود وأخذها
فصلوا خاشعين .. وخافوا الله ..
وهي تصرخ فاقدة الوعي ..
وإلى هذه الساعه : وحياة قد فارقت الحياة مع صديقتها ولازالت مغمى عليها .. ..
3 أيام متتالية ..!
طفلة في المرحلة الإبتدائية .. !
الله المستعان ........ّ
الله يرحم المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..
ويرحم ابن عمي خالد .. وجدتي وجدي .. اللهم آمييييييييييين
وكل أموات المسلمين يارب
اتعظوووا .......... 

جميعا ..
تعليق