..

..

ليلة مقمرة ... بهلال منير ... يطل علينا بانحناءة كما البسمة الصافية ....

ونجوم حوله تتراقص .. بضياء … بنور … بمحبة .. تنشد للعيد اجمل مواويل …

ويصدح صوت الحق .. منادياً لصلاة العشاء ..

وينتشر في الأفق الضياء …

تكبيرة العيد …. الله أكبر ولله الحمد …

وتنطلق مدافع الاحتفال ... ومفرقعات العيد .. تنير البلدة القديمة ... فتعيد النهار لمنازله في ظلمة الليل ..

نودع شهر الخير والعطاء ... نتمناه مقبلاً لا مدبراً ... نشتاق صلاة التراويح ... صياماً هو غير أي صيام ... بركة تعم الأرجاء ...

ويرتفع صوت المهنئين في المسجد الأقصى أن تقبل الله طاعاتكم … يخرجون للأسواق والحارات .... جماعات جماعات ... يعلو صوتهم بأهازيج العيد والتكبير ... وشيخ هناك كبير ... يمسك "مايكروفونه" الخاصة ... يطلق المواعظ في الأرجاء ... يذكر كل قاصدي الأسواق بعظمة ما ودعوا من شهر .. وبركة ما هو مقبل من عيد ..

وفي المنازل ... الكل يعمل ... يحضر لحفلته السنوية المثيرة ... لعيد فطره السعيد ... والألسنة في ذكر دائم .. وتكبير مستمر ...

ويعم السكون ..... يعكر صفوه قطرات مطر خفيف تضرب برقة الشبابيك والجدران ... فتضفي للأجواء بركة على بركة ..

ويصحو الناس كما اعتادوا أيام السحور ... يجهزون لصلاة الفجر والعيد .. يرتدون الملابس ...

ملابس العيد .. والتي قد يكون أحد أطفالهم قد وضعها بجانب مكان نومه ... يراقبها طوال الليل ... ويحلم بالجمال الذي يغلف الأعياد ... وكأنه يخشى أن يصيبها مكروه إن تركها في دولاب ملابسه ... !!!

يرتدونها ... ويلبسون الأحذية الجديدة اللامعة .. وقد يلمعونها أكثر .,(كما كان يفعل أخي الحبيب حفظه الله ) ... وينطلقون ...

بين الحارات الضيقة ... بين الأزقة ... جماعات لا تعلم كيف اتسع لهم الطريق ... وعيون النساء ترقبهم من النوافذ مصلية على النبي الحبيب .. وداعية بالخير البركة .. وأن ( اللهم زد وبارك ) ...

ويعلو صوت التكبير ...

تتراقص الطيور في ساحات المسجد الأقصى على كثر أنواعها .. وتسكن عندما تبدأ الصلاة ... كمن يحس بالخشوع ...

المصلون ...

من أبناء فلسطين عامة ...

أهل البلدة القديمة ... أهالي القدس وضواحيها ... أهالي الضفة الغربية ممن "نجح" في امتحان الحدود ...

يقفون مصطفين .. أمام عيون اليهود الحاقدين المدنسين لطهارة المسجد الأسير ...

يكبرون ... بصوت تتزلزل له قباب البلدة العتيقة ... وتضطرب فيه صخور بلاطها القديم ...

وتنتهي الصلاة ... ويغادر المصلون مسجد الأقصى قاصدين ساحاته الواسعة

تمتد الأيدي الصغيرة لتأخذ "هدية العيد" والتي تجود بها بعض الجهات الخيرية ... فتوزع أكياس صغيرة فيها بعض الحلوى والألعاب الصغيرة على الأطفال ...

يتبع

الرجاء عدم الرد الى أن يكتمل الموضوع

ويخرج المصلون... جماعات كما جاءوا ... سالكين الطرق المختلفة متبعين بذلك وصية نبيهم الحبيب ...
يسيرون يكبرون ... يعلو صوتهم فوق صوت أجراس اليهود ومزاميرهم التي يطلقونها احتفالاً بعيد بدأ مع عيدنا ... وشتان بين العيدين ... وشتان بين ديننا ودينهم ... وبين فرحتنا وفرحتهم ... شتان بيننا وبينهم!! ...





من يسكن بيوت البلدة القديمة يجب عليه الاستيقاظ باكراً جداً ليحضر ما يجب تحضيره ...
وبما أنني أسكن بيتاً أرى من نافذته قبة الصخرة الحبيبة ... ومآذن المسجد الأقصى الغالية .. فإن منزلنا ثاني منزل يدخله رجال العائلة في رحلتهم العيدية لصلة الأرحام .... بعد منزل خالي الذي بجانبنا ...

عدنا من الصلاة مسرعين ... وكل شيء مكانه .. لنستقبل الأهل والأحباب ...
نطيب العيد بالمشهيات ... ونعبقه برائحة الكعك والحلويات ...
فتكون سفرتنا العيدية الصغيرة ... والتي لم تتسع كاميرتي ... ولا طاولتنا لها كلها ...
فنفرقها ....

كعك العيد .... البقلاوة .... القطائف العصافيري .... التوفي والحلوى .... المكسرات .... الفواكه .... ولا ننسى عبق الأصالة في قهوة أمي العربية – التي لا يصنع أحد مثيلها بشهادة كل أفراد العائلة والأصحاب ...


























خالي الغالي .. يأتينا وعائلته كل عيد .. قبل الجميع .. نشتري كعك القدس اللذيذ .. ونحضر سفرة سريعة ... جميلة ... تزيدها عائلة خالي جمالا ... وفي وقت قياسي .. تحضر السفرة .. نأكل ... ولا يبقى لفعلتنا أي أثر ...






وأتى رجال العائلة ساعة انهينا فطورنا الخاطف ..

تسامرنا وتقبلنا التهاني ... وبعض الدعوات لأفراح الأهل ...








وخرجوا من عندنا قاصدين إكمال مسيرتهم ...


يتبع

الرجاء عدم الرد الى أن يكتمل الموضوع

.
.
.

أما نحن تحضرنا لنبدأ مسيرتنا ... مسيرتنا أول ايام العيد ليست بالكبيرة ... نزور عمتي ، أختي المتزوجة ، أخوالي وخالاتي ، وبعض الأهل والأصحاب ممن حولنا ... ونكلم أقاربنا الباقين في الأردن وأنحاء العالم ...

أما غداؤنا ... فبعد نهار مليء بالكعك ... والحلوى والمكسرات .. من يأكل رحمكم الله ...
.
.
.
.



بل أكلنا ... على ذوقي وبطلب خاص مني نفذته لي الغالية أمي حفظها الله وأطال عمرها ... الدجاج المحشي ... كما اعتدنا كل عيد ..







كان غداؤنا سريعاً ومتاخراً... كما الفطور ( احنا عيلة سريعة يا عمي !! ).. قريبا من موعد إفطار رمضان ... لكنه كان شهيا جداً .. طيباً حقاً ... زاد طيبه تجمعنا على السفرة ندردش ونلقي النكات والضحكات ...
مساءً .. خلعنا ملابس العيد .. وارتدت أختي "بيجامة جديدة احتفظت بها للعيد .. (قال لازم تعيد حتى وهي نايمة ههههه )

ومر يومنا الأول في القدس القديمة ... متشابهاً في معظم المنازل ... الفرح يملأ الأرجاء .. وأصوات الأطفال يعبقه بالضحكات وتقليد "المسحراتي" الذي لم ينسوه بعد .. وضجيج المفرقعات الاحتفالية يهزه ... وأنشودة ( بكرة العيد ومنعيد )

يغطي بذلك على عيد اليهود الكافرين ...
بعضنا يعيش يوماً كيومنا ... وآخرون .. وربما كثيرون ... في هذه الأيام المباركة .. يبكون .. يفتقدون ... أحباء لهم في السجون .. في المقابر مع الشهداء إن شاء الله ... في الحصار ... في الجوع ...




وآخرون .. يتمنون كأي مسلم ... أن تسجد جباههم للخالق في ربوع الأقصى ... وهم على بعد سور منه ...
يمنعهم جندي يصغرهم ... يحمل رشاشاً أطول وأكبر منه ... ويقف بينهم وريقات تسمى تصريح دخول للقدس ..




يومي الذي أمضيته في العيد أحمل فيه آلتي التصوير ... ألتقط الصور من حولي .. فرحة ... لا ينغص فرحي فيه سوى شوقي لأبي الغالي رحمه الله وغفر له .... لم يلتقط جزءاً من حقيقة العيد عند الكثير من الأسر الفلسطينية ...

اللهم انصرنا على اليهود الكافرين ... وفك أسر المعتقلين في سجون ظلمهم وحقدهم ... وارحم شهداءنا ..
وارزق جميع المسلمين صلاة في المسجد الأقصى يارب العالمين

.
.
.

ماشاء الله لاقوة الا بالله
موضوعك رائع
وتعبيرك اكثر من رائع
والصور اكثر اكثر من رائعة
تقبل الله منا ومنك ..
وغفر الله لوالداك واسكنه فسيح جنانه ..
وحفظ الله لك والدتك الغالية ..
لقد نقلتني الى اجواء جميلة مليئة بالحب
والطيبة .
والايمان
..ماذا اقول

..بارك الله فيك
وسلمت يداك على هذه الصور الجميلة

صور رائعه .. وكلمات أروع ..
سلمت يمناك..

موضوع رائع وصور اروع وكلاماتك جميله جدا ومعبره وكل عام وانتم بخير وعيــــــــــــــــــــــــــــد سعيد للجميع

رااااااائع أمورتنا الغالية موضوع جميل وصور أجمل

نقلتينا إلى تلك الأماكن الغالية على قلوبنا بوصفك الرائع

وتصويرك المميز أجواء روحانية وعبق أصيل تنتعش به بلدتكم

لا تعكرها إلا صور المحتلين

أسأل الله في علاه أن يخلصكم من شر المحتل وآذاه

أمورةدمتي دوما مبدعة كما هن الأميرات دائما وكل عام وانتم بخير

ماشاء الله لاقوة الا بالله
موضوعك رائع
وتعبيرك اكثر من رائع
والصور اكثر اكثر من رائعة
تقبل الله منا ومنك ..
وغفر الله لوالداك واسكنه فسيح جنانه ..
وحفظ الله لك والدتك الغالية

أجمل منظر يمكن للأنسان أن يراه

*******************

وهذا أصعب منظر يمكن أن نشاهده
وهو أن نرى الجنود الأسرائيلين داخل باحة المسجد




سلمت يداكى حبيبتى على هذا الموضوع

الغاليه الحبيبه

اميره الأموره

اشكرك من اعماق قلبي على هذا الموضوع الأكثر من رائع

لقد نقلتنا الى اجواء العيد في فلسطين الحبيبه الغاليه على قلوبنا جميعا فجزاك الله خيرا يا غاليه .

اما اسلوبك في وصف الأحداث فهو رائع ما شاء الله تبارك الله

و الصور انها حقا اكثر من رائعه ......




اللهم انصرنا على اليهود الكافرين ... وفك أسر المعتقلين في سجون ظلمهم وحقدهم ... وارحم شهداءنا ..
وارزق جميع المسلمين صلاة في المسجد الأقصى يارب العالمين


اللهم امين يا رب العالمين .