الحمدُ لله و الصّلاة والسّلام على رسول الله و على أله و صحبه
و من سار على نهجه و اتّبع هُداه إلى يوم الدّين ..
نِعمُ الله تعالى علينا لا تُحصى و لاتُعدّ , و من النّعمِ العظيمة الّتي امتنَّ اللهُ تعالى بها على عِبادهِ نعمةُ البُيوت ,
قال تعالى في كِتابِه الكريم : { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا
يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ } [ سورة النّحل / 80 ] .
والبُيوتُ المُؤمِنةُ هي الّتي تَتّخِذُ من تعاليمِ الإسلامِ ومنْ شريعة الله دَليلا وهادِيًا ,
وهي الّتي تتحقّقُ فيها معاني العُبوديّة الخالِصة والكاملة لله تعالى ,
وهي الّتي تجعلُ من تَقوى الله شِعارَها , ومنَ الإخلاصِ والنَّقاءِ دِثَارها .
والبيتُ أمانة يحمِلها الزّوجان , ولاَ بُدَّ من أن يُقيما أُسُسهُ على التّقوى من الله وإيمان ,
لأنَّ البيتَ المؤمن السّعيد هو البيتُ الذي جعلَ منهجه الإسلام قولاً وعملاً .
تلكَ النعمة التي لا يحُسُّ بها إلاَّ من حرمها , لذا كان من دعاء النبيِّ – صلّى الله عليه وسلّم –
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أوى إلى فِراشهِ قال :
" الحمدُ للهِ الَّذِي أطْعمَنا وسَقانَا وكفَانَا وآوانَا وكمْ مِمَّن لا كافِيَ لهُ ولاَ مأْوَى " .
فهذه البيوتُ هي التي نستقرُّ بها , ونأوي إلَيها فتحمِينَا من الحرِّ والبردِ ,
تِلكَ البُيوت الَّتي نُحِسُّ فيها بمعنى السّعادة والسّكن والطّمأنينة ,
تلكَ البُيوت الَّتي نُحقِّقُ فيها معاني المودَّة والرَّحمة ,
تلكَ البيوت الَّتي نجدُ فيها قّرَّة الأعيُنِ من الزَّوجة والأولاد .
قال تعالى : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
[ سورة الفرقان /74] .
الروابط المفضلة