انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 4 من 21 الأولىالأولى 1234567814 ... الأخيرالأخير
عرض النتائج 31 الى 40 من 202

الموضوع: من يوميات كتاب الحواديت(جهد ملموس)

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    النحل والدبور


    الإسم:  zluZiA10061731.jpg
المشاهدات: 2569
الحجم:  13.1 كيلوبايت



    عاشت النحلاتُ الصغيرات، عيشةً راضيةً هانئة، في خليّة جميلةٍ نظيفة وفي كلّ يوم

    يطرْنَ مع ضياء الصباح إلى الحقول والأزهار ينشدن فرحات

    هيّا نعملْ هيّا نعملْ

    طعمُ العملِ مثل العسل

    لا.. لا نرضى فرداً يكسل


    وتفرحُ الحقول وتطربُ الزهور ويبدأُ العمل

    وتمضي كلّ نحلةٍ من زهرةٍ لزهرة

    تطيرُ وتطير وتجمعُ الرحيق تعملُ تعملُ دون رقيب


    المرفق 154405

    وعندما تملأُ سلّتها تطيرُ إلى الخليّةِ حاملةً إليها الطعامَ الطيّبَ والرزقَ الحلال

    وسرعانَ ما تعود خفيفةً نشيطة تبحثُ عن رزقٍ جديد هكذا تقضي النحلاتُ النهار

    في ذهابٍ وإياب بين الخليةِ وبين الأزهار

    المرفق 154406

    وعندما يقبلُ الليل يلتئمُ شملُ النحلاتِ داخلَ الخليّة الحبيبة فيتسامرنَ

    مسروراتٍ وينمنَ مبكّراتٍ يحلمْنَ بنشيد الصباح وارتيادِ الأزهار

    وذاتَ يومٍ كئيب هاجمَ الدبّورُ خليّة النحلِ الجميلة

    اعترضَتْ له النحلةُ الحارسة

    وقالت: مَنْ دعاكَ إلى خليتنا دعاني هذا العسلُ الطيّبُ

    العسلُ لمن يجنيهِ وليس للغريب

    لن أكون غريباً بعد اليوم

    كيف ؟

    سأزورُ الخليّة كلّما جعْتُ

    ولمَ لا تعملُ كما نعمل

    لا أحبُّ العملَ ولن أعملَ أبداً

    ونحن لا نحبُّ الكسلَ ولن نقبلكَ أبداً

    غضبَ الدبّورُ الكبير وانقضّ على النحلة الصغيرة فتركها جثةً هامدة

    المرفق 154407

    وقفتْ في وجهه نحلةٌ أخرى فبطش بها أيضاً وألحقها بأختها ثم أخذ يلتهمُ العسلَ بشراهةٍ وجشع

    وعادتْ نحلةٌ من الحقول ورأتْ ما يفعلهُ الدبور فثارت عليه غاضبة فقتلها قتلاً شنيعاً

    غادر الفرحُ الخلية وغابَ نشيدُ الصباح وجعل الدبّورُ الظالمُ يزرعُ الخوفَ

    وينهبُ العسلَ جاءتهُ النحلاتُ شاكياتٍ فلم يسمعْ لهنّ رجاء كشفنَ له عن أحزانهنّ فازداد

    قلبهُ قسوة ذرفنَ أمامه الدموعَ، فضحكَ منهنّ ساخراً

    قالت نحلةٌ ذكيّة: الدمعُ لا يجدي والحزنُ لا يفيد وما العمل نجتمعُ بالملكة ونبحثُ في الأمر

    انتهزتِ النحلاتُ فرصةَ غياب الدبور واجتمعنَ بالملكة سراً وطلبْنَ إليها رأيها في الخلاص من الدبّور





    قالت الملكة : أحبُّ أنْ أسمعَ آراءَ الجميع قبلَ إعطاء رأيي

    قالت نحلةٌ ضعيفة : الدبور أكبرُ منا جسماً وأكثرُ قوّةً

    قالت أخرى : لن نرضى بالظلم وإنْ كنا صغيرات

    قالت ثالثة : إنّ ما نكسبهُ بالجهدِ والشقاء، يغصبُهُ الدبّورُ بلا عناء

    قالت نحلةٌ جريئة : لا بدّ من الثورة عليه

    قالت نحلةٌ يائسة : لقد ثارت أخواتنا فأذاقهنّ الموت

    نفدَ صبرُ الملكة فوقفتْ قائلة : لقد ثرنَ متفرقات ونحلةٌ منفردةً لا تصنع ثورة

    أرشدينا إلى ما نعمل يجب أنْ تثرْنَ جميعاً وفي وقتٍ واحد

    قالت نحلةٌ كبيرة : هذا هو الرأيُ الصائب نتعاونُ في جمعِ العسلِ ونتعاونُ في حمايته

    فرحَتِ النحلاتُ بخطةِ الملكة وأجمعْنَ على تنفيذها

    وعندما جاء الدبورُ وصار يلتهمُ العسلَ هجمتْ عليه النحلاتُ وأحطْنَ به من كلّ الجهات

    نحلةٌ تلسعُهُ ونحلةٌ تضر بهُ ونحلةٌ تجذبُهُ حتى لفظ أنفاسه وفارقَ الحياة

    المرفق 154408


    جرّتهُ نحلاتُ النظافةِ وألقينَ به بعيداً وعادَ الفرحُ إلى الخلية

    وابتهجتِ النحلاتُ بهذا الانتصار

    واحتفلنَ بزوال الظلمِ والاستغلال ونمْنَ تلك الليلة مسرورات

    وفي الصباح الباكر طارتِ النحلاتُ مع الضياء إلى الحقول والأزهار ينشدنَ فرحات


    الإسم:  7sYLUc10061736.jpg
المشاهدات: 4318
الحجم:  20.1 كيلوبايت


    هيّا نعمل هيّا نعملْ

    طعمُ العملِ مثلُ العسلِ

    لا.. لا نرضى فرداً يكسل




  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)

    القطرات الأربع






    كان في قديم الزمام ملكٌ كبيرٌ حكيم اسمه حسَّان وكان الملك حسان يحبُّ الأذكياءَ ويرفعُ قَدْرَهم فهو يُقيم مُسابقةً بينَ حينٍ وآخر يطرحُ فيها سؤالاً واحداً ومَنْ يجبْ عنه يقلّدْهُ وساماً ملكيّاً رفيعاً‏

    واليوم هو يومُ المسابقةِ الكبرى‏

    الملك حسان في شرفةِ القصر وحولَهُ الوزراء والقُوّاد‏

    والساحة الواسعة تغصُّ بالبشر من رجالٍ ونساءٍ وأطفال وكلُّ واحدٍ

    يقول في سِّرهِ :‏ ماسؤالُ اليوم

    لقد حضر الناسُ من أقصى المملكة ليسمعوا السؤالَ الجديد

    ما أَغلى قطرةٍ في المملكة‏

    ومتى الجواب‏ في مثل هذا اليوم من العام القادم ‏

    وانصرف الناسُ يفكِّرون في السؤال

    قال طفلٌ لأبيه :‏ إذا عرفْتُ أغلى قطرة هل أنالُ وسامَ الملك‏

    ابتسمَ والدهُ وقال :‏ نعم يابني‏

    قال الطفل :‏ قطرة العسل

    الإسم:  CXkQQz10071247.jpg
المشاهدات: 2646
الحجم:  87.2 كيلوبايت


    لماذا‏ ....لأنها حلوةٌ ولذيذةٌ‏

    وقالتْ طفلةٌ لأُمِّها :‏ أنا أعرفُ أغلى قطرة‏

    ماهي‏ ?

    قطرة العطر‏

    الإسم:  aiWBfx10071247.jpg
المشاهدات: 1365
الحجم:  11.8 كيلوبايت

    لماذا‏ ?

    لأنَّها طيِّبةُ الرائحة

    وشُغِلَ الناسً بالقطرات فهذا يقول :‏ إنَّها قطرةُ الزيت

    وذاك يقول :‏ إنَّها قطرةُ النفط

    وأكثرهم يقول :‏ سؤالُ الملكِ ليس سهلاً كما تظنّون‏

    فما القطرةُ التي يريد !

    قال عقيل :‏قلن أهدأَ حتى أعرفَ الجواب‏

    وأقبلَ على مطالعةِ الكتب ومصاحبةِ العلماء‏

    تارةً يقرأُ في كتاب وطوراً يصغي إلى عالم‏

    مضتْ عدَّةُ شهور ولم يصلْ إلى مايريد

    وذاتَ يوم‏ زار عالماً كبيراً فوجدَهُ مُنكباً ى تأليفِ كتاب

    المحبرةُ أمامه والريشةُ في يده

    وفجأة‏ لمع في ذهنه الجواب :‏ إنها قطرةُ الحبر

    الإسم:  1Z09WJ10071246.jpg
المشاهدات: 4615
الحجم:  5.0 كيلوبايت


    رمزُ العلوم والأدبْ‏

    لولاها ضاع تراثنا‏

    لولاها ماكانتْ كُتُبْ‏

    وفي مكانْ آخرَ من المملكة كان ربيعةُ يمشي تعِباً في أرضٍ قاحلة جرداء‏

    اشتدَّ به العطش ولم يعثرْ على ماء‏

    ظلَّ يسيرُ حتى وهنَتْ قواه وأشرفَ على الهلاك ‏

    ماذا يعمل ?

    وقف يائساً ينظرُ حوالَيه

    شاهدَ بقعةً خضراء‏

    لم يصدِّق عينيه وقالَ مُستغرباً :‏ الأرضُ الميتةُ لا تنتجُ خضرة

    ومع ذلك سارَ نحو البقعة الخضراء يدفعه أملٌ جديد‏

    وعندما وصل إليها وجد الماء ‏

    أقبل عليه فرِحاً يشربُ ويشربُ حتى ارتوى تماماً‏

    حمد الله وقعد يستريح ويتأمَّلُ المياه‏

    وما يحيط بها من عشبٍ غضٍّ ونبتٍ نضير

    وتذكرَّ سؤال الملك فنهض واقفاً وقال :‏ لقد عرفتُ أغلى قطرة ‏

    إنَّها قطرةُ ماء‏ فيها أسرارً الحياة‏

    إنَّها قطرةُ ماء‏

    الإسم:  rdWWsY10071248.jpg
المشاهدات: 1275
الحجم:  6.0 كيلوبايت

    واختلط الحارثُ بأصنافِ الناس

    شاهدَ البنَّاءَ الذي يحوِّلُ كومةَ الأحجارِ إلى قصر جميل وشاهد النجارَ الذي

    يصنعُ من جذعٍ غليظِ خزانةً أنيقة‏

    وشاهد الفلاح الذي يحوِّلُ أرضه البَوار إلى جنَّةِ أشجارٍ وثمارٍ‏

    شاهد وشاهد كثيراً من العمال الذين يعمرون الوطن ويسعدون البشر‏

    وشاهد قطرات العرق تزين جباههم السُّمر عادَ مسروراً وهو يقول :‏ عرّفْتُها عرَفْتُها

    إنَّها قطرةُ العَرَق

    رمزُ النشاطِ والعملْ‏

    تكرهُ كلَّ القاعدينْ‏

    كأنَّها لؤلؤةٌ‏

    تهَوى جِباهَ العاملينْ‏

    أمْا طارق فقد وصلَ في أسفارهِ إلى جنوب البلاد

    وجد الناسَ في هرج ومرج

    سأل عنِ الخبر فقيل له :‏ لقد اجتاز الأعداءُ حدودَ مملكتنا‏

    دخل السوقَ فسمع كلماتٍ غاضبة:‏ الأعداءُ يقتلون ويحرقون

    إنَّهم يخربون مابناه العمال ‏

    ويفسدون زروعَ الفلاحين‏

    ويلقون كتبَ العلماءِ في النهر

    مياههُ تجري سوداء

    حياتنا أشدُّ سواداً ‏

    هيّا إلى الجهاد‏

    هيّا إلى الجهاد !‏

    انضمَّ طارقٌ إلى المجاهدين وانطلقوا جميعاً إلى الحرب يتسابقون إلى

    الموت ويبذلون الدماء حتى أحرزوا النصر وطردوا الأعداء ‏

    عادت الأرضُ حرَّةً

    وعادتِ الحياةُ كريمةً‏

    وعادَ الناسُ فرحين يحملون شهداءهم الأبرار‏

    سقطَتْ على يد طارق قطرةُ دمٍ حمراء نظر إليها طويلاً وقال :‏ أنتِ أغلى القطرات‏ .

    الإسم:  htu8Md10071247.jpg
المشاهدات: 1147
الحجم:  3.2 كيلوبايت

    أنتِ رمزٌ للفداء‏ أنتِ عزٌّ للحياة‏

    أنتِ روح للضياء‏

    مضى عامٌ كامل وحانَ موعدُ الجواب‏

    الملك حسان في شرفةِ القصر وحولَهُ الوزراءُ والقُوّاد

    والساحة الواسعةُ تغصُّ بالبشر من رجالٍ ونساءٍ وأطفال ‏

    وكلُّ واحدٍ يقول في سرِّه :‏ مالجوابُ الصحيح‏ ?

    لقد حضر عقيل ومعه قطرةُ حبر‏

    وحضر ربيعة ومعه قطرةُ ماء‏

    وحضر الحارث ومعه قطرةُ عرق

    وحضر طارق ومعه قطرةُ دم‏

    إنَّهم أربعةُ رجال يحملون أربعَ قطرات


    والسؤالُ الآن :‏

    مَنْ سيفوزُ بالوسام



  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)

    البلبل الصغير



    الإسم:  7abQu810081458.jpg
المشاهدات: 2404
الحجم:  7.8 كيلوبايت




    في يومٍ ما فُوجئ البُلبُلْ الصغيرُ أنّه قد فَقَد صوتَه فَجأةً ، ودونَ أن يَعرِفَ ما الذي حَدَث ، فهَرَبَ منه صوتُه وضاع

    عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً مَهموماً يائساً وأخذ يَبحثُ عن صوتِه الذي ضاع

    فأخَذ يَبحثُ في البيوت ، والمياه ، والأعشاش ، لكنّه ما وَجَده

    فعادَ مُنكسِراً مُتَحطِّماً لا يَهتمُّ بخُضرَةِ الأشجار ، ولا جَمالِ السنابِل ، ولا بالأزهار

    الإسم:  DKCL3I10091609.jpg
المشاهدات: 1387
الحجم:  12.6 كيلوبايت

    وكان حُزنُه يَشتدُّ إذا سَمِع زَقزَقَةَ العصافير وأغاريدَ الطيور المَرِحة

    فيما مضى كان البُلبُلُ الصغيرُ صَديقاً صَميمياً لجدولِ الماءِ الذي يَمُرّ بالحقل أمّا الآن فإنّ البلبلَ لا يُلامِسُ مياهَ الجدول ، ولا يَتحدّثُ معه

    وتَمُرّ الفَراشاتُ الجميلة الزاهيةُ الألوان فلا يُلاطِفُها كما كانَ يَفعلُ مِن قَبل ولا يَلعبُ معها ولقد عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً مُتعَباً ، يَبحثُ عن صوتهِ الدافئ ، دونَ أن يَعثُر عليهِ في أيِّ مكان .

    وعن طريقِ الإشارات سألَ الكثيرينَ من أصدقائه فلم يَهتَدِ أحدٌ منهم إلى شيء وظل هكذا حتى عادَ إلى الحقل فانطرَحَ في ظِلِّ شجرةِ التُّوتِ الكبيرة

    أخَذَ البلبلُ الحزينُ يَتذكّرُ أيّامَهُ الماضية ، حينَ كانَ صوتُهُ يَنطلِقُ بتَغريدٍ جميل حُلو ، تأنَسُ له الطيورُ

    والمياه والزَوارقُ الورَقيةُ السائرةُ على الماء والأعشابُ الراضيةُ المنبسطة وتَفرَحُ له الثِمارُ المُعلّقةُ في الأغصان أما الآن فقد ضاعَ منه فَجأةً كلُّ شيء

    رَفَع البلبلُ الصغيرُ رأسَهُ إلى السماءِ الوسيعةِ الزرقاء ، وأخَذَ يتَطَلّعُ إلى فَوق بتضرُّعٍ وحُزن :

    يا إلهي

    كيفَ يُمكنُ أن يَحدُثَ هذا بكلِّ هذهِ السُهولة ؟!

    ساعِدْني يا إلهي ، فمَن لي غَيرُك يُعيدُ لي صَوتيَ الضائع


    الإسم:  eRA5Xs10091613.jpg
المشاهدات: 1416
الحجم:  25.6 كيلوبايت


    حينَ كانَ البلبلُ الصغيرُ يَنظُرُ إلى السماء ، أبصَرَ - في نُقطةٍ بَعيدة - حَمامةً صَغيرةً تَحمِلُ فوقَ ظهرِها حَمامةً جَريحة وقد بَدَت الحمامةُ الصغيرةُ مُتعَبة ومُنهَكة ، وهي تَنوءُ بهذا الحمل

    لكنّ الحمامةَ الصغيرةَ كانت مع ذلك شُجاعةً وصابرة

    انتَبَه البلبلُ الحزينُ إلى هذا المنظر ، فأخذَ يُتابِعُه ، وقلبُه يَدُقُّ خوفاً على الحمامةِ الصغيرةِ من السُقوط ، مع أنّها كانت تَطيرُ بشَجاعةٍ وإرادةٍ قويّة

    وعندما وَصَلَت الحمامةُ الصغيرة إلى نُقطةٍ قريبةٍ من شجرة التُوت ، بَدأت الحمامةُ الجريحةُ تَميلُ عنها بالتدريج ، فأخَذَ قلبُ البُلبل يَدُقّ ويَدُقّ

    لقد امتلأ قلبُهُ بالرِقَّةِ والخوفِ على هذهِ الحمامةِ الضعيفةِ التي تكادُ تَسقُطُ من الأعالي على الأرض


    الإسم:  M22PuM10091625.jpg
المشاهدات: 1527
الحجم:  6.4 كيلوبايت


    ولمّا كادَت الحمامةُ الجريحةُ أن تَهوي كانَ البلبلُ الصغيرُ قد رَكّزَ كلَّ ما في داخِله مِن عواطفِ الرحمةِ والمَحبّةِ وهو يُتابِعُ المنظر

    فلم يَتمالَكِ البلبلُ الصغيرُ نفسَهُ فإذا هو يَصيحُ بقوّة :

    انتَبِهي انتَبِهي أيّتها الحمامةُ الصغيرة الحمامةُ الجريحةُ تكادُ تَسقُطُ عن ظهرِك

    سَمِعَتِ الحمامةُ صِياحَ البلبل فانتَبَهت وأخَذَت تُعَدِّلُ مِن جَناحَيها ، حتّى استعادَتِ الحمامةُ الجريحةُ وضَعَها السابق فشكرَتْه مِن قلبها ومضَت تَطيرُ وهي تُحَيِّيهِ بمِنقارِها


    الإسم:  8GZDh510091628.jpg
المشاهدات: 8073
الحجم:  50.1 كيلوبايت


    توقّفَ البلبل وبَدأ يُفكِّر لم يُصدِّقْ في البداية لم يُصدِّقْ أنّ صوتَهُ قد عادَ إلَيه لكنّه تأكّدَ مِن ذلك لمّا حاوَلَ مرةً ثانية فانطلَقَ فَرِحاً يُغرِّدُ فوقَ الشجرة رافعاً رأسَهُ إلى السماءِ الزَرقاء ، وقد كانَ تَغريدُه هذهِ المرّة أُنشودَة شُكرٍ لله على هذهِ النِعمةِ الكبيرة

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)


    حسن و الجمل العطشان


    بينما ارتفعت الشمس خلف المسجد الكبير في وسط مدينة الحجر البيضاء

    كان أمير يضع آخر ما تبقى من الأكياس المحاكة والمصنوعة من صوف الغنم على سنام جمله حسن.

    كانت السماء تشتعل من الحرارة بألوان حمراءزهرية وبنفسجية وبرتقالية.

    نظر الجمل حسن إلى السماء ليرى جمال ألوانها صباحاً، ونظر إلى سنامه المحمل بالأكياس

    كل كيس مليء بالبهارات والزيوت العطرية والحجار الثمينة كلها سيحملها مع صاحبه إلى القرية البعيدة خلف الصحراء الحارقة.




    الإسم:  YxxHZ810101519.jpg
المشاهدات: 1545
الحجم:  20.8 كيلوبايت


    بدأ صاحبه بربط قوارير الجلد المليئة بالماء البارد ثم صعد ليجلس وركل جمله ليبدأ السير، وبدأت الرحلة باتجاه الصحراء الملونة التراب تاركا أشجار النخيل التي تملأ الواحة.

    تمنى حينها الجمل حسن لو أنه شرب المزيد من الماء قبل ترك المكان؛ فقد كان يشعر بالعطش.

    كانت شمس هذا الصيف حارقة مسلطة عليهما

    خلال هذا الوقت تناول أمير الماء العذب المنعش ليشرب عدة مرات

    عادة لا يحتاج الجمل للشرب بشكل متكرر، ولكن حسن لم يكن كغيره من الجمال، كان دائم العطش. وفي كل مرة يشرب فيها أمير تمنى الجمل حسن لو أنه يتمكن من الحصول على بعض هذا الماء البارد

    كانت الشمس تسطع على كل جوانبه فيشعر بحر شديد

    ولهذا فقد كان ينتظر اللحظة التي يبتعد فيها نظر أمير فيتناول حسن الماء بلا أن ينتبه صاحبه.

    بعد أن سارا لساعات متعددة، أصبح حسن في حالة شديدة من العطش حتى لم يعد يقوى على التحمل، فهو يحتاج إلى الشرببشكل ملحّ.


    الإسم:  XR5sXC10101524.jpg
المشاهدات: 1521
الحجم:  165.5 كيلوبايت


    ولشدة تفكيره بكيفية الحصول على الماء من غير أن ينتبه رفيقه

    لم ينتبه للحجر الكبير الذي اعترض طريقه، فتعثر فيه وسقط فوقه على ركبه

    فسقط أمير عن ظهره بقوة. بقي أمير مدة كافية ووجهه في التراب

    فتمكن حسن من تناول الماء والشرب وإعادته بسرعة قبل أن ينتبه صاحبه.

    وقف أمير ونظف ملابسه ووجهه وشعره من التراب وتوجه إلى جمله حسن، انتبه إلى وجود الحجر وعرف أن جمله تعثر

    هز رأسه ثم صعد مرة أخرى على ظهر حسن.


    تبسم حسن ابتسامة يعرفها الجمال ومضى في سيره باتجاه القرية


    كانت الشمس عالية في السماء والحرارة لا تطاق، فكان أمير يبرد الهواء حول وجهه بمروحة ورقية، ولكن المسكين حسن لم يشعر إلا بحرارة أكبروعطش أعظم.

    كان ينظر إلى أمير ولعابه يسيل وهو يراه يتناول الماء العذب من قارورة الجلد

    أغلق عينيه وأكمل سيره وهو يتخيل وسط ماء بارد يخفف حرارته ويرطب فمه.

    عندما فتح عينيه ونظر إلى أمام قدميه، توقف فجأة وصرخ بصوت يثقب الآذان وطار صاحبه عن ظهره مرة أخرى، تراجع حسن للخلف، فقد كان أمامه ثعبان كبير يتلوى ويسيروسط الرمال، حسن يكره الثعابين بشدة ويخافها.


    الإسم:  Wy4m0910101535.jpg
المشاهدات: 4715
الحجم:  32.5 كيلوبايت


    تنبه حسن إلى صاحبه المغطى بالرمال، وهروب الثعبان، فأسرع بأخذ الماء والشرب

    منه حتى ارتوى ثم أعاد القارورة مكانها قبل أن يقف صاحبه مرة أخرى وهو يشتاط غضباً

    نظر أمير حوله ليرى إن كان هناك حجراً آخراً، ولكنه رأى الثعبان فعذر صاحبه الجمل، نظف نفسه وعاد ليجلس على ظهر حسن وإكمال المسير.


    مرت ساعات أخرى والشمس لا تزال بحرارة لا ترحم

    من بعيد، رأى حسن القرية، شعر بالسعادة فالماء قريب.


    بدأ بتخيل نفسه وسط ماء بارد منعش يبرد جسده ويرويه من عطشه

    سيشرب الكثير من جالونات الماء.

    وبينما هو سارح في خياله، وجد نفسه يضرب رأسه بقوة بنخلة مما سبب له ورما في رأسه، وليطير علىإثرها صاحبه للمرة الثالثة عن ظهره.

    أخذ حسن القارورة مرة أخرى ليشرب ما تبقى بها ثم إعادتها مرة أخرى. أمير كان في منتهى الغضب حينها؛ وقف أمام حسن مشككاً بنواياه، ثم انتبه إلى النخلة أمامه.

    هز رأسه وصعد على ظهر حسن وأكمل المسير

    تناول الماء ليجده فارغاً تماماً.

    ابتسم حسن ابتسامة الجمال وأكمل سيره.

    أخيراً وصلا إلى القرية في وسط واحدة مليئة بأشجار التمر اللذيذ، والأعشاب الطيبةوأشجار الفاكهة والورود العطرة.

    رأى حسن البحيرة الصغيرة في وسط القرية، شعرحينها بعطش كبير.


    الإسم:  INOX6g10101539.jpg
المشاهدات: 2244
الحجم:  24.6 كيلوبايت


    أنزل أمير أحماله من البهارات والزيوت والأحجار الثمينة عن ظهر الجمل حسن وأخذها إلى السوق ليبيعها.

    سار حسن مهرولاً إلى الماء ودخله وبدأ بالقفز داخله، كان في منتهى السعادة

    لم يعد حسن، الجمل العطشان. كان يشعر ببرودة منعشة ونظافة.


    الإسم:  ZKKUcZ10101432.jpg
المشاهدات: 3626
الحجم:  12.9 كيلوبايت


    ثم تذكر أنهسيعود إلى المدينة عابراً الصحراء الحارقة، فشربوشرب، ثم شرب وشرب حتى لم يعد هناك أي مكان لقطرة أخرى في معدته.

    عاد أمير يبحث عنه، تناول لجامه ثم عادا يعبران الصحراء

    ولكن حسن لم يعد يشعر بأي عطش ولم يشعر بأي تعب.



  5. #35
    MUM's صورة
    MUM غير متواجد مشرفة ركن الأمومة والطفولة وركن الاحتياجات الخاصة
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الموقع
    بالغربة
    الردود
    22,059
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    • (القاب)
      • دانة الحوار
      • متميزة الأطباق الرئيسية
      • ذوق مميز
      • المحققة البارعة في مسابقة التصوير
      • معطاءة ركن الصحة والتغذية
      • نجمة الإخاء
      • محررة في مجلة الامل
      • الأم المثالية
      • نجمة معطاءة
      • الذوق الراقي
      • بصمة تعاون
      • أميرة الاحسان
      • لمسة مبدعة
      • مصممة بارعة
      • بصمة مبدعة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    تعقيب كتبت بواسطة swsana عرض الرد
    انا جيت منورة صح المرفق 154100 هههه
    تسلميلى يا مام بس نفسى اتقطع بجرى وراكى من ركن الجوال لهنا والمسافة طلعت طويلة اوى المرفق 154101
    شكرا على كلماتك الجميلة وحضورك العذب
    بارك الله فى عمرك غاليتى

    الا منورة يا قلبي وبقوة كمان
    ههههههههههههه يعني تعبتي مش مشكلة المرة الجاية خذي تاكسي ونحن نحاسب
    بس لا تقطعينا

    القصص روووعة غاليتي متابعة معك
    هتفرح بنتي فيهم خاصة انو امس حطيت لها قصة من خيالي قالتلي مش حلوة يا ماما
    تميزي بإطلالتكِ وبيتكِ ومطبخكِ
    تميزي بتربية أطفالكِ
    كوني مميزة


  6. #36
    MUM's صورة
    MUM غير متواجد مشرفة ركن الأمومة والطفولة وركن الاحتياجات الخاصة
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الموقع
    بالغربة
    الردود
    22,059
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    • (القاب)
      • دانة الحوار
      • متميزة الأطباق الرئيسية
      • ذوق مميز
      • المحققة البارعة في مسابقة التصوير
      • معطاءة ركن الصحة والتغذية
      • نجمة الإخاء
      • محررة في مجلة الامل
      • الأم المثالية
      • نجمة معطاءة
      • الذوق الراقي
      • بصمة تعاون
      • أميرة الاحسان
      • لمسة مبدعة
      • مصممة بارعة
      • بصمة مبدعة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    تعرفي بنتي هتعجبها اغلب القصص لانها تحب القصص اللي فيها الحيوانات جدااااا
    هبلغك برايها قريبا ان شاءالله

    عجبتني قصة القطرات ذكرتني بقطرات
    تميزي بإطلالتكِ وبيتكِ ومطبخكِ
    تميزي بتربية أطفالكِ
    كوني مميزة


  7. #37
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)

    L35

    تعقيب كتبت بواسطة MUM عرض الرد

    الا منورة يا قلبي وبقوة كمان
    ههههههههههههه يعني تعبتي مش مشكلة المرة الجاية خذي تاكسي ونحن نحاسب
    بس لا تقطعينا

    القصص روووعة غاليتي متابعة معك
    هتفرح بنتي فيهم خاصة انو امس حطيت لها قصة من خيالي قالتلي مش حلوة يا ماما

    تسلميلى يا غالية النور نورك انتى وانا مجرد ضيفة فى بيتك هنا
    الإسم:  l31.gif
المشاهدات: 1007
الحجم:  2.6 كيلوبايت
    وتاكسى مرة واحدة انتى كده شكلك هتخربيلى الميزانية وهتخلينى اعلن افلاسى قريبا
    الإسم:  l21.gif
المشاهدات: 981
الحجم:  702 بايت
    ربنا يخليلك بنوتك ويقر عينك بيها
    واكيد عجبتها قصتك بس هى بتدلع عليكى شوية اصلى انا كمان كنت بعمل كده مع امى وانا صغيرة
    الإسم:  l14.gif
المشاهدات: 996
الحجم:  2.5 كيلوبايت

  8. #38
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    تعقيب كتبت بواسطة MUM عرض الرد
    تعرفي بنتي هتعجبها اغلب القصص لانها تحب القصص اللي فيها الحيوانات جدااااا
    هبلغك برايها قريبا ان شاءالله

    عجبتني قصة القطرات ذكرتني بقطرات

    يا رب تعجبها ان شاء الله وتبطل تزن عليكى وتطلب قصص تانية
    وانا متشوقة جد اعرف رأيها ولو ليها طلبات او ملاحظات احنا فى الخدمة هههه
    ربنا يبارك فيكِ وفى بنوتك العسولة
    الإسم:  l16.gif
المشاهدات: 1029
الحجم:  22.9 كيلوبايت

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)

    الأوزة زيزي









    هبطت عشرُ إوزات بيضاء في بحيرة ماء صغيرة صافية تقع في قلب غابة جميلة من أشجار الأرْز والصنوبر والبلّوط

    فقررن البقاء حتى نهاية الصيف فالمكان جميل وهادئ والطعام متوفر في مياه البحيرة وعلى شواطئها وبين الأشجار

    لكنّ الإوزة زيزي كانت كثيرة الشكوى والتبرُّم

    فهي تؤكد أنها لم تشبع يوماً واحداً مع أنها كانت كما تزعم قد بحثت عن الطعام بجدّ في كل مكان

    لكنها في الحقيقة كانت تمضي معظم ساعات النهار نائمة قربَ الشاطئ

    وقد أخفت رجلها اليسرى في ريش بطنها، حالمةً بوجبة من القواقع والديدان والضفادع الصغيرة

    في صباح أحد الأيام استيقظت الإوزّات مذعوراتٍ على هدير حافلة تخترق الغابة


    المرفق 154591


    وتتقدم نحو البحيرة متمايلةً على الطريق الترابي وقد أطلّت من النوافذ وجوهٌ صغيرة باسمة

    أسرعت الإوزات بالهرب والاختباء واضطرت إحداهن للعودة بسرعة وجرّ زيزي الكسولة نحو أشجار الغابة

    توقّفت الحافلة قرب الشاطئ ونزل منها بسرعة ثلاثون طفلاً انتشروا هنا وهناك يركضون ويصرخون ويقفزون

    ثمّ صمتوا حين نزل المعلّم المشرف وأمرهم بالهدوء والاصطفاف أمامه

    راح يوزّع عليهم مهام إقامة المعسكر الصغير، وسرعان ما ارتفعت الأعمدة وانتصبت الخيام ودُقّتْ الأوتادُ وشُدّت الحبال ثم رفرفتْ الأعلام

    وبعد استراحة قصيرة عقد الأطفال حلقات الغناء والرقص ثم تناولوا طعامهم واستراحوا في الخيام

    المرفق 154592


    وبين ظلال الأشجار، تسلّلت زيزي مستطلعة وكم كانت فرحتها كبيرة حين لمحت بقايا تفاحة

    فانقضّت عليها وابتلعتها دُفعة واحدة وأتبعتها بقطعة خبز وحين انتصفالنهار كان بطن زيزي قد امتلأ تماماً

    في اليوم التالي قررت الإوزات مغادرة المكان والبحث عن مكان أكثر هدوءاً وأماناً

    لكنّ زيزي رفضت الفكرة فهي تريد البقاء بعد أن ملّت من الطيران والبحث بمشقة عن الطعام ورفضت بعناد

    كلّ النصائح التي قدّمتها صديقاتها وبعد أن يئسن من إقناعها اندفعن إلى الفضاء بأجنحتهن التيلمعت كالأشرعة الصغيرة في أشعة الشمس وطُفن دورة كاملة حول البحيرة

    ثم اندفعن يمخُرْن الفضاء الواسع نحو الجنوب


    المرفق 154594


    بقيت زيزي وحيدةً، شعرت بالحزن قليلاً وسُرعان ما نسيت وراحت تبحث عن بقايا الطعام حول الخيام

    وتجرأت مرّة ودخلتْ خيمة مليئة بالخبز والخضار والفواكه فأخذت تنقر من هذا الطعام وذاك بنهم وسرعة

    ولم تتوقف إلاّ حين سمعت صُراخ الأطفال وقد أحاطوا بها من كل جانب وهم يصرخون بفرح

    إوزّة.. إوزّة

    حاولت الهرب وزعقت وفتحت منقارها ورفرفت بأجنحتها، لكنها وجدت نفسها أخيراً قد رُبطت

    بمَرَسة إلى جذع شجرة

    وهدأ ضجيجها تماماً حين انهال عليها الطعام اللذيذ من أيدي الأطفال

    كما قدموا إليها صحناً مليئاً بالماء العذب فكادت ترقص من الفرح

    واكتشفت زيزي أنّ الطعام يزداد كلّما قفزت وصفقت بجناحيها ورقصت فيضحكُ الأطفال ويزداد سخاؤهم

    قالت زيزي في نفسها:


    {هذه هي الحياة حقاً.. نومٌ وراحةٌ وطعام لذيذ دون جهد أو تعب اللعنةُ على الضفادع والديدان والقواقع وطعمها الكريه }

    تتالت الأيام سهلةً سعيدةً على زيزي وقد امتلأت لحماً وشحماً... ولكنْ في عصر أحد الأيام لمحَتْ

    زيزي الأطفالَ وهم يحزمون أمتعتهم ويقوّضون خيامَهم ثم اقترب منها طفل وأطلق سراحها

    لم تفهم زيزي ما يجري ولكن حين أنشد الأطفال أغنية الوداع وركبوا الحافلة ثم لوّحوا لها بأيديهم

    أدركتْ أنهم راحلون.. تحرّكتْ الحافلةُ وزيزي مذهولةٌ لا تصدّق ما يجري فركضَتْ خلفَ الحافلة

    وهي تصرخ :

    كواك... كواك... كواك...

    الإسم:  VqiW5K10111529.jpg
المشاهدات: 1421
الحجم:  8.5 كيلوبايت



    ولكنّ الحافلة واصلت سيرها حتى الطريق المعبّد ثم اختفت في منعطف جبلي بعيد...

    وقفت زيزي تنتظر ساعاتٍ حتى خيم الظلام... وكانت تقول لنفسها :

    سيعودون... سيعودون حتماً... إنهم أصدقائي لن يتركوني هكذا بلا طعام

    ونامت تلك الليلةَ قربَ الطريق تحلم بعودة الأطفال حاملين إليها صحوناً مليئة بالبسكويت

    والفستق والشوكولا...

    لكنها استيقظتْ عند الفجر على نسمات باردة أرعشت قلبها فجرّت جسدها السمينَ نحو البحيرة، بدا لها المكان موحشاً وعند الظهيرة قرص الجوع بطنها

    فأخذت تبحث عما خلّفه الأطفال فلم تعثر على شيء لأن العصافير والنملات النشيطات قد نظَّفت المكان تماماً

    فدفعها الجوع أخيراً لمطاردة الضفادع والبحث عن الديدان والقواقع

    وبعد جهد كبير عثرت على قوقعةاختبأ فيها حلزون مسكين فابتلعتها بصعوبة وقرف وشعرت كأنّ حجراً كبيراً يرقدُ في بطنها

    وهكذا نامت زيزي تلك الليلة وحيدة جائعة، وأيقظَها فجأةً في الصباحِ هديرُ محرك سيارة قادمة من بعيد

    فركضت زيزي فرحةً نحو الطريق وهي تصرخ :

    كواك... كواك


    الإسم:  zKgUyd10111547.png
المشاهدات: 1595
الحجم:  106.7 كيلوبايت



    ولكنها تجمّدتْ فجأة حينَ لمحتْ سيّارة صغيرة قادمة نحوها...

    توقفت السيارةُ وامتدتْمن نافذتها فُوّهة بندقية ثم أومض برقٌ وأعقبه دويٌّ مفزع

    انخلعَ قلب زيزي من الرعب حين رأت ريشات تتطاير من جناحها الأيسر وأحسّت بسائل ساخن يقطر منه

    فاندفعت تقفزة بكل قوتِها نحو الغابة وهي تصرخ مذعورة...

    زيزي تركض ورصاص الصيادين يلاحقها...

    حاولَتْ الطيرانَ لكنّ جناحها المحطّم فَقَدَ القدرة على الحركة

    وأخيراً توقفت يائسة لاهثة خلف إحدى الأشجار والرصاصُ يحاصرها

    نظرت بلهفة إلى السماء فشاهدت سرباً من الإوز يعبرُ الفضاء بحريّة وشموخ

    فتمنّتْ زيزي من أعماقها أن تكون طائرة معه تعانق بجناحيها أجنحة الرياح


  10. #40
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الموقع
    ام الدنيا { مصر}
    الردود
    2,212
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • مبدعة رسالة وارده
      • بالعلم نرتقي
      • ابداع ريشة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)


    السّلحفاة والصيّاد




    في قديم الزّمان وفي أحد الشّطآن ، تصادقت سلحفاة بحريّة وصيّاد إنسان.

    وتوطّدت بينهما الصّداقة .ومَتُنَتْ بأن عقدا اتّفاقا .

    فقد كانت السّلحفاة تخرج إلى البرّ. لتضع بيضها معرّضا للخطر. تاركة إيّاه للمغيرين.وتعود آسفة دامعة العينين.

    إلى أن صادقت الصيّاد. فأشار عليها بحفر أخدود. لا يعلمه العدوّ الّلدود.

    ثمّ تردم بيضها في جوف الرّمال.تاركة الصيّاد ساهرا عليه في كلّ الأحوال.على أن تدلّه على أماكن السّمك ليعود بما لذّ وطاب. ويعود غيره فارغ الوطاب.


    الإسم:  PFjY7U10120942.jpg
المشاهدات: 1292
الحجم:  9.1 كيلوبايت

    وفي إحدى المرّات، أبحر الصيّاد كعادته إلى صديقته السّلحفاة .

    ولكن ما إن رأته حتّى قالت له:

    عد يا صيّاد، فالسّمك مازال حديث الميلاد. صغير الحجم.قليل اللّحم.لا يسمن ولا يغني من جوع، و صيده عندكم معشر البشر ممنوع.

    فغضب الصيّاد وزمجر. وكاد من الغيظ ينفجر. وظـنّ أنّها خدعته. وأخلفت بعدما وعدته .

    فعاد لتوّه إلى الشّاطئ. يسكنه وهم خاطئ.وانطلق إلى البيضات. متوّعدا بالانتقام من السّلحفاة. .

    فأخذها وباعها في السّوق دون تردّد. ونسي ما كان بينه وبين السّلحفاة من تودّد.

    وكان يقول لنفسه :

    ثمن البيض يعوّض لي الخسارة. ولتكن تجارتي فيه خير تجارة.


    الإسم:  XiF22x10120948.jpg
المشاهدات: 2048
الحجم:  53.1 كيلوبايت


    مرّت الأيّام . وعاود الصيّاد الحنين. إلى نيل صيد ثمين.

    فركب البحر إلى صديقته السّلحفاة وقد نسي كلّ ما فات.فاستقبلته السّلحفاة بالابتسامة، وسألته عن الأمانة،فتردّد الصيّاد وتلعثم.

    ثمّ أطرق ولم يتكّلم. ففهمت السّلحفاة من عدم الجواب.

    وعلمت ما حلّ بأولادها من مصاب. فبقيت تتلوّى و بجمر الحزن تتكوى.


    الإسم:  KRRvNX10120940.jpg
المشاهدات: 1196
الحجم:  6.6 كيلوبايت


    وقالت والدّمع ينهمر من عينيها:

    - أيّها الصيّاد الظّالم . خنت عهدي وميثاقي. وبعت فلذات كبدي في الأسواق. لقد بلغ بك اليأس. إلى بيع أبنائي بثمن بخس.

    فاندفع الصيّاد مدافعا عن نفسه:

    - لو كنت أمّا حنونا لسهرت اللّيالي. تحرسين بيضك في الرّمال. ولكنّك أهملت عيالك فجرى الذّي جرى لك. و الآن، كفّي عن هذه العبرات المزعومة. فما أبعدك عن عاطفة الأمومة.

    فأجابته بكآبة:

    -إنّه قانون الطّبيعة الذّي يسري علينا...شئنا ذلك أم أبينا ... فقدرنا أن نتخلّى عن الأولاد، ولا حقّ لنا في أن نشهد لحظة الميلاد. ولكنّك خنت العهد. وأخلفت الوعد.

    وقد كان أولادي أمانة بين يديك.واتفاقنا دينا عليك. فماذا فعلت بمكارم الأخلاق؟

    أبعتها كما بعت أولادي في الأسواق ؟

    فقال لها الصيّاد:

    - إنّك تتحدّثين كأنّك صاحبة الكرم. أسبغت عليّ صنوف النّعم.

    فقالت له السلحفاة:

    -أنا من جعلتك بين الآدميّين صيّادا.ورفعت شأنك و بنيت لك عمادا.وكنت تقتات من ميّت السّمك.وتقنع من العيش بالضّنك.فصرت ميسورا في أيّام العسر.ومبذّرا في أيّام الفقر. واستأثرت بسرّ هذا الأزرق. تغنم منه و غيرك يغرق. ولكن لا بأس، هيّا اتبعني بشباكك، لتعود إلى البرّ بأسماكك...


    الإسم:  uf77D810120951.jpg
المشاهدات: 1739
الحجم:  75.2 كيلوبايت


    ولمّا وصلا إلى المكان المعلوم. أدرك الصيّاد أنّ هلاكه محتوم.

    فلم يكن إلاّ مملكة القروش الجائعة ترصد الفرائس الضّائعة .

    وهاهي تدور حول القارب تريد أن تقتلعه. وتتربّص بصاحبه لتبتلعه.


    الإسم:  SVzeSF10120943.jpg
المشاهدات: 1157
الحجم:  8.6 كيلوبايت


    فصاح الصيّاد مستغيثا:

    - الرحمة يا سلحفاة ...لاتحرميني لذّة الحياة.

    فقالت له:

    - اعلم أنّ للطّبيعة أيضا قانون... فكما استهنت بغيرك تهون.

    فانظر إلى حالك و عاقبة أمرك وأفعالك.

    و تذكّر أنّك فعلت فعلتك التي فعلت. فما انتهيت و ما ندمت.وما جازيت إحسانا بإحسان.

    ولكنّك قابلت معروفا بنكران. فهذا جزاء من بادر بالخيانة.وضيّع الأمانة.

    ثمّ انقضّت عليه القروش.

    فصار القارب كالعهن المنفوش.

    واختفى الصيّاد و ضاع.بعد أن سحبته الأسماك إلى القاع.

    ومنذ ذلك الزّمن.لم تعد السّلاحف تطمئنّ إلى إنسان.

    وصارت تخفي بيضها في الرّمل بعيدا عن العيان.

    ولكنّها في هذا الزّمان تعقد الأمل في حمايتها على الأيادي البريئة.أطفال الدّنيا حماة البيئة

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 10
    اخر موضوع: 19-07-2010, 12:28 PM
  2. الردود: 8
    اخر موضوع: 16-07-2010, 09:08 AM
  3. الردود: 3
    اخر موضوع: 14-07-2010, 10:35 PM
  4. جبتلكم كتاب جديد (يوميات مؤمن مع الآداب الإسلامية)
    بواسطة المجبرية في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 0
    اخر موضوع: 13-08-2007, 09:28 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ