كيف نربي أبناءنا على حب الصلاة؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العمارية
    عضو نشيط
    • May 2007
    • 376

    كيف نربي أبناءنا على حب الصلاة؟




    إلى كل أب وأم فهما قول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}1 أهدي هذا المقال .

    مقدمة :
    قال الأحنف بن قيس يعظ معاوية في فضل الولد : " يا أمير المؤمنين هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة وبهم نصول على كل جليلة.فان طلبوا فأعطهم وان غضبوا فأرضهم يمنحوك ودهم ويحبوك جهدهم" 2.
    ولأن أبناءنا هم رياحين الحياة وفلذات الأكباد فقد أوصى الله تعالى الأبوين بهم خيرا ، وأمرالنبي صلى الله عليه وسلم بحسن رعايتهم وتأديبهم ورحمتهم فقال صلى الله عليه وسلم مبينا من هو خير الناس :" خيركم خيركم لأهله "3 وأعظم ألوان الخير لأفراد الأسرة حسن الرعاية والتأديب.

    وإن أعظم صور تأديب الأبناء تعليمهم الصلاة وغرس محبتها في قلوبهم ليقوموا بحقوقها خير قيام .

    فهي الشعيرة العظيمة التي سماها الرسول صلى الله عليه وسلم نورا وجعلها للدين عمادا وهي الصلة التي تربط بين العبد وخالقه في اليوم الواحد خمس مرات ، هي محطات للخلوة بالإله العظيم ومناجاته وذكره وتعظيمه سبحانه...

    فيها يقف العبد موليا وجهه نحو ربه.فييمم رب العزة وجهه الكريم نحو عبده ويقول جل من قائل:{ حمدني عبدي...مجدني عبدي...فلعبدي ما سأل}
    وهي مفتاح الجنة والحصن الحصين من الذنوب والمعاصي.قال تعالى:{ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}4.

    وقد نبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الأبوين إلى ضرورة ربط صلة الأبناء بالله تعالى في سن الطفولة المبكرة – عند سن السابعة־ لأن ذلك أدعى أن يشب الأولاد على محبة الله والحرص على الصلاة.وإدراك أسرارها وفضائلها الكثيرة فقال صلى الله عليه وسلم :" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم
    عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ." 5.

    وتطبيقا لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم أضع بين يدي إخواني الآباء وأخواتي الأمهات هذه الطرق والخطوات العملية التي تساعد على تحبيب الصغار ( بنين وبنات ) في الصلاة والحرص عليها وهي حصيلة اجتهادات بعض أهل الدعوة والتربية .

    أ – التربية الإيمانية هي الأساس الأول :

    فلا يتوقع الأبوان التزاما تاما من الأبناء بأداء الصلوات وقلوبهم فارغة من معاني العقيدة؛ لأن الطفل في مراحله المبكرة لا يستطيع إدراك الغيبيات فيكون دور الأبوين هنا
    تقريب معاني العقيدة كحقيقة الله الواحد ومعنى النبوة, وحقيقة اليوم الآخر, ونسبة الدنيا إلى الآخرة.
    ولنا في ذلك القدوة الحسنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعتنى في السنوات الأولى من الدعوة بتثبيت عقيدة الإيمان بالله الواحد في نفوس أصحابه حتى إذا استقرت, لم يجد أصحابه غضاضة في طاعة أوامر الله .والعمل بأحكام الشريعة.

    فيعلم الطفل منذ نعومة أظفاره أن الله هو خالق كل الناس والأشياء المحيطة به.
    وأنه هو الذي يعطي للإنسان كل النعم فهو الرزاق لخلقه والحريص على هدايتهم للخير وهو
    يحب الأخيار من الناس ويبغض الأشرار لذلك بعث للأخيار رجالا صالحين يعلمونهم ما فيه صلاح حياتهم ووعد من اتبعهم ببساتين وقصور نعيم لا ينفذ.بينما توعد من يعصيهم بعذاب شديد...هذه صور تقريبية لمعاني العقيدة يسهل على الطفل فهمها.

    ب – أن يقدم الأبوان القدوة الصالحة لأبنائهم :
    في الحرص على الصلاة في أول الوقت, والعناية بالسنن والنوافل بعد الفرائض, لأن الأطفال مولعون في الصغر بتقليد الآباء, إذن فليستغل الآباء هذه الملكة في غرس محبة الصلاة لدى أبنائهم.

    فإذا اعتاد الأبناء رؤية الآباء يسارعون إلى ترك أي عمل على أهميته والمسارعة إليها بعد كل أذان فستترسخ في قلوبهم الصغيرة أهمية الصلاة وإدراك فضلها.

    ويستحب كذلك أن ترتبط مواعيد الأسرة بمواقيت الصلاة كالخروج لسفر, أو زيارة قريب فيقول الأب مثلا سنزور جدتكم بعد صلاة العصر إن شاء الله فترتبط حياة الطفل فيما بعد بالصلاة حتى في شقها الدنيوي.

    فإذا تراخى الأبوان أو فرطا في المحافظة على الصلاة فلا مجال للوم الأبناء إذا تركوا الصلاة أو أعرضوا عنها فيما بعد.

    ويتعلق كذلك بمجال القدوة تعليم الأبناء كيفية الوضوء والصلاة بأسلوب عملي إما بأدائها وهم ينظرون أو بمراقبتهم أثناء الوضوء والصلاة وتعديل بعض أخطائهم .
    أما الخوض النظري في أحكام الطهارة والصلاة فيمكن تركه للمدرسة, أو تعليمه للطفل عند بلوغ سن المراهقة فهو أجدى.

    ج- الاستعانة بالقصص والمواعظ المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو قصص الصالحين ليدرك الطفل فضل الصلاة وسر تعلق الكبار بها.

    لأن استغلال الخطاب المباشر قد لا يستوعبه الطفل في المراحل المبكرة فقد يعتبر الصلاة عبأ ثقيلا لأنها تمنعه اللعب.أو باعتبارها من شؤون الكبار التي لا علاقة له بها.

    لكن عندما نرسم في مخيلته صورة المؤمنين الصالحين الذين ارتبطت قلوبهم بالله فوجدوا في الصلاة قرة عين لمناجاة الخالق العظيم فسيصل الطفل بفطرته ونقاء قلبه إلى محبتهم ومحبة الصلاة.

    وجدير أن يعلم الطفل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تفطرت قدماه شكرا لله على نعمه.
    وأن من الصالحين رجلا قطعت إحدى أطرافه المريضة وهو في صلاة ولم يكد يشعر بما حصل له حتى أتم صلاته.
    وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره أزيز من البكاء
    بين يدي الله...6

    د – مصاحبة الأطفال إلى المسجد لأن بيوت الله هي مواطن إنشاء الرجال العظماء المتشبعين بمحبة الله والحرص على طاعته حتى تتعلق قلوبهم الصغيرة بمحبة بيوت الله, وحيث سيجدون دروس العلم والإرشاد والرفقة الصالحة ويتربون على معاني الإيمان كلما كبرت أعمارهم وازداد وعيهم.

    كما أن في زيارة المساجد تسلية للأطفال لأن أكثر ما يسعدهم هو الخروج مع الآباء ومرافقتهم إلى الأماكن العامة ومشاركتهم بعض اهتماماتهم.

    ولدعم دور المسجد فليجتهد الأبوان في تنظيم دروس تعليمية للأبناء تناسب مستوياتهم وتساهم في إدراكهم لفضل الصلاة ومحبتها والحرص على أدائها, وكلما كبر الأبناء احتاجوا لوجود مكتبة إسلامية تفيدهم في توسيع معارفهم وتثبيت أهمية العبادة في قلوبهم.

    ه – الاعتماد على مكافأة الأبناء كلما حافظوا على صلواتهم:

    إن كل طفل يكتسب معالم شخصيته وثقته بنفسه أولا من قبل والديه فكل طفل يحتاج إلى التحفيز والمكافأة على كل عمل إيجابي يقوم به- وهو أمر أساسي في موضوع التربية عموما- فكيف إذا تعلق الأمر بالصلاة .

    وطرق مكافأة الطفل تكون :
    بالثناء عليه أمام أفراد العائلة, أو تخصيص هدية يحبها الطفل لأن قيمة الهدية ستجعله يدرك قيمة الصلاة وأهميتها.
    علما أن علماء التربية ينصحون بالتدرج مع الطفل في أداء الصلاة فيكفي في اليوم الأول المحافظة على صلاة واحدة وفي اليوم الثاني على صلاتين...إلى أن يصل إلى مستوى المحافظة على الصلوات الخمس بنجاح.

    وأخيرا إن مما يكلل تجربة الآباء بالنجاح في تربية الأبناء عموما, أو غرس محبة الصلاة والمحافظة عليها في قلوبهم نجاح الآباء في الوصول إلى قلوب الأبناء بالتعبير لهم عن معاني المحبة الدائمة لهم واستغلال جميع الأساليب المناسبة لذلك بتخصيص الوقت الكافي لهم ومشاركتهم اهتماماتهم وألعابهم والرفق والرحمة بهم.

    لأن هذه المحبة هي التي ستجعل الأبناء طوعا في يد الآباء كصفحات بيضاء نقية يسطرون عليها معاني الإيمان والخير والصفاء والعبودية التامة لله تعالى .


    منقول
  • تحية من قلب محب
    عضو نشيط
    • Nov 2007
    • 434

    #2
    بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع
    ونفع بك الاسلام والمسلمين

    تعليق

    • بــداية جديدة
      تاجرة
      • Jul 2007
      • 7748

      #3
      جزاك الله خيرا
      وداعا للشعر الزائد للابد وبدون ألم اعيدي اكتشاف نعومتك وانوثتك من جديد من راسك وحتى قدميك



      تعليق

      • * نور هدى *
        -مُبدعة صيف1431- 1430هـ "النجم الذهبي"
        "فرحة عدسة" "زهرة الحوار"
        • Oct 2007
        • 18479

        #4
        جزاك الله خيرا ً

        تعليق

        • ام Redhwane-2
          عضو جديد
          • Jan 2008
          • 13

          #5
          شكرا لك على هذا الموضوع المهم
          الله يعطيك الصحة

          تعليق

          • الذكرى
            زهرة لا تنسى"نبض روضة السعداء"
            • Nov 2004
            • 5583

            #6
            جزاك الله كل خير .
            قبل أن تكتب.. تذكر أنه سَيُكتبُ لك.. وسيعرض عليك.. وسَتُحاسَبُ عليه..
            الشرك في خرزة .. جمانة الشغّالة ... في الميزان
            خواطر منتقبة :: ابنتي .. وعيد الأمّ !! :: تجارب أمهات في ترغيب الأطفال في الصلاة ..
            قصة أم الوليد ..(للمتزوجات)
            قصتي أرويها بنفسي عبرة لمن يعتبر ...
            هذا سبب زواجي الثاني ......!
            سبعة أسرار سحرية لسعادة زوجية أبدية
            معلومات مهمة للزوجات عن رومنسية الرجال..‎(بالداخل مواضيع للمتزوجات فقط )
            تحذير من تغطية الفرن بالقصدير بالكاااااامل ..!! الله يحفظ الجميع ..


            تعليق

            • amhind
              النجم البرونزي
              • Aug 2007
              • 640

              #7
              جزاك الله بكل حرف حسنه

              تعليق

              • اساوري
                عضو نشيط
                • Nov 2007
                • 336

                #8
                نصيحه رائعه
                بس اي سن ابدى اعلمه يعني من 5 سنوات

                تعليق

                • احلى دمعة
                  عضو
                  • May 2007
                  • 51

                  #9
                  جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع

                  تعليق

                  • em omar
                    النجم البرونزي
                    • Dec 2007
                    • 750

                    #10
                    حزاك الله كل خير

                    تعليق

                    • entros
                      النجم الفضي
                      • Mar 2007
                      • 2173

                      #11

                      تعليق

                      • ام يوسف000
                        النجم البرونزي
                        • Jul 2007
                        • 858

                        #12
                        جزاك الله كل خير .

                        تعليق

                        • ghada ali
                          النجم الفضي
                          • Jan 2007
                          • 1059

                          #13
                          جزاكي الله خير على هذه المعلومات القيمه و المفيده
                          فهذا الموضوع يؤرقني كثيرا لاني ارى اطفال العائله منهم من هو ملتزم بالصلاه و منهم من يصليها على مضض
                          بالنسبه لتجربتي الشخصيه فابني الكبير 8 سنوات ولله الحمد نجحت ان اجعله محافظا على الصلوات الخمس و من تلقاء نفسه دون ان اذكره الا طبعا في حالات الاستغراق في اللعب او مشاهدة الكرتون لكن ما يؤرقني في هذا الموضوع اني اجد الاطفال في بعض الاحيان يبدأون بالمواظبه على الصلاه و عند بدايه دخولهم مرحلة المراهقه من سن 13 سنه و اكثر يبدأون عدم المحافظه عليها و تظل الام تعيد و تزيد صليت الظهر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صليت المغرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و هكذا فمن له تجربه شخصيه اتمنى ان يفيدنا في هذا الموضوع و جزاكم الله خيرا على طرح هذا الموضوع القيم جدا

                          تعليق

                          • ragod
                            النجم الفضي
                            • Oct 2006
                            • 3853

                            #14
                            جزاك الله كل خير أختي موضوع مهم و المعلومات راائعة و قيمة.
                            القدوة الحسنة من الوالدين أهم شي بالنسبة لتعويد الاولاد على الصلاة أو أي خلق حميد.

                            أذكر مرة زارتنا احدى الجارات و لم تكن قد التزمت بالدين بعد ..و كانت أختي في الثالثة من عمرها...فأحضرت أختي سجادة الصلاة و بدأت تقوم بالحركات و لما رأتها الجارة تأثرت بالمنظر و قالت هنيئا" لكم ..البنت تقلد ما تراها ، فهي قد تعودت رؤية أهل البيت كلهم ولله الحمد يؤدون الصلاة بمواعيدها ففعلت ذلك من نفسها و كلما كبرت ستزداد وعيا" و تؤدي الصلاة بمعانيها و ليس مجرد حركات.

                            تعليق

                            • emalbanat
                              النجم الفضي
                              • Dec 2007
                              • 1658

                              #15
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
                              موضوع قيّم ، جزاك الله خيرا

                              تعليق

                              يعمل...