
في كل عام.. و عند اقتراب حلول شهر رمضان المبارك...
اشعر بغصة في صدري.. الى جانب الفرحة بقدوم شهر الخير....
من اشياء كثيرة.. اشياء كثيرة تغيرت...
اشخاص رحلوا عن الدنيا و تركونا... و اشخاص نحن تركناهم.. اشخاص خذلونا..
مراحل عشناها.. و غيرت نفوسنا ....
غصة.. على ما فعلنا من رمضان الى رمضان..
خلال عام... عام مضى.. فعلنا ..و قلنا.. و اوقرنا في القلوب...
كم من ذنب اقترفنا و لا زلنا مقترفون .. ساهون.. لاهون...
انه عام.... نضيف عاما من الاعمال الى دفاترنا ...
عام سيعرض بجوار اشقائه من الاعوام الاخرى يوم العرض...
ولا نستوقف انفسنا لنحاسبها عليه.. بل ربما لا نستطيع...
ثم نفرح و نقول جاء رمضان... يجب ان نستعد له....
ماذا ينقصنا ... ينقصنا اللوز و المشمش... قمر الدين و الخشاف...
نتتبع مواعيد برامج الطبخ هذا في احسن الاحوال.. ان لم نتتبع معها مواعيد المسلسلات و الفوازير ...
حنيني الى رمضانات طفولتي التي كانت اطهر و انقى...
او ربما كنت اظن ذلك ببراءة طفولتي و سذاجة تفكيري...
حين كانت التراويح مظهرا اساسيا لرمضان.. وعدم ذهاب رجل اليها فضيحة...
و حين كانت المراة المعذورة تختبئ و تتوارى و هي تأكل حتى لا يراها احد ....
اما الآن اضحت التراويح سنة ليس من الضروري اتباعها....
و المعذورة تأكل علنا بحجة ان هذا من حقها و انها لا تفعل الحرام...
قد يراها ابوها او اخوها فيعلمون ما بها في حين في غير رمضان تخجل ان يعرفوا!!
انه عام.... ماذا قدمنا فيه.. و ماذا غيرنا...
نرى الشهر الفضيل اقترب .. اناس مختصمون.. اخرون لا زالوا في المصيف ...
موظفون يعيدون حساباتهم... و يفكرون كيف سيكفي الراتب مستلزمات رمضان...
و اخرون ينوون التغيير و الاصلاح.. لكن هل يفعلون ام فقط ينوون...
اه... يا رمضان.. اه ...
الحقيقة اننا كلنا احد هؤلاء... او ربما كلهم...
انا نفسي احن الى طعام امي في رمضان.. ربما لاني احن الي امي و حضنها الدافئ ....
زوجي مختصم مع اقرب صديق له حتى انه لم يعد صديقا ...
كنا نبعث له الطعام في رمضان باستمرار....
و بغض النظر عن ان صديقه هذا هو من ظلمنا ظلما كبيرا..
او بالاحرى حطمنا و خذلنا... و لازلنا نعاني حتى الآن مما فعله بنا....
الا انني افكر دوما في كيف كنا و كيف اصبحنا من رمضان الى رمضان ....
خالي رحل عن الدنيا قبل اشهر... ربما اندم اني لم احدثه منذ تغربت ....
دائما كنا نقول الدنيا تلاهي... التلفونات غالية... و نسوف حتى نجد الوقت قد سرقنا...
كما يسرقنا في رمضان............
لم لا نجعل هذا الرمضان مختلفا... لماذا لا نعمره بالطاعة الصادقة المخلصة.. و نقاء النفوس...
و صلة الناس... هل اصبح هذا صعبا لهذه الدرجة.....
افكار خالجت صدري فاحببت مشاركتكم بها....
بلغنا الله و اياكم رمضان بكل خير....
و جعله عامرا بالطاعة و السكينة....
وحفظنا جميعا و من نحب من اي سوء او بغضاء... آمين .....
تعليق