هل سمعتى أخيتى امرأة أنزل الله لها جبريل لرسول الله ليبلغها
من ربها -جلا وعلا- الســــــــــلام
أجل إنهــــــــــ خديجـــــة ــــــــــــــا "رضى الله عنها"
فاقرئى معى هذا الحديث الذى يخشع له القلب وتسكن له الجوارح فى
الصحيحين من حديث أبى هريرة "رضى الله عنه" قال :
<<أتى جبريل إلى النبى فرأى خديجة مقبلة ،فقال
جبريل "عليه السلام":يا رسول الله هذه خديجة قد آتت ومعها إناء به إدام
أو طعام أو شراب فإذا هى أتت فأقرأها السلام من ربها ومنى وبشرها ببيت فى
الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب>>
والقصب هو اللؤلؤة المجوفة
الله أكبـــــــــــــــر
والله إن الحلق ليجف وإن القلب ليخشع وإن الجوارح لتسكن أمام هذا
السلام الإلهى الكريم من الله -جلا وعلا- وعلى لسان جبريل إلى لسان
مُحمد إلى خديجة "رضى الله عنها "
فلننظر إلى فقهها وإلى عقلها وإلى قلبها وإلى ذكاءها وفطرتها السليمة فقالت
العالمة الذكية ،كما ورد فى سنن النسائى
<<إن الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته>>
يا له من عقل وعلم إنها مثال للمرأة المسلمة ونموذح لنتعلم منه يا مسلمات
نتعلم العطاء والبذل والعقل والذكاء
ولكن أيتهــــــا
المسلمة التقية النقية يا حفيدة خديجة
هل تظنين أنها بلغت هذه المنزلة دون تعب أو جد؟؟؟
لا ورب الكعبة فالله يعطى كل امرء على قدر جهده ،فهى أول من وفقت
بجانب الحبيب وصدقته،أعطته المال حين حرمه الناس
وأعطته الحنان حين قسا عليه الناس ،وساندته بكل ما أوتت من قوة
فلقد جندت مالها فى سبيل الله ،فأنفقت من غير حساب ولا منٍ
ويذهب النبى إلى الغاريتعبد فتمده الزوجة التقية النقية بالماء والزاد وتحفظه فى
غيبته ويقضى هناك أياماً وليالى فى خلوة وعزلة ولكنها لم تكل ولم تمل
وعندما عاد الرسول من الغار يرتجف ساندته ووفقت جنبه
وأعطته من الكلام ما يطمئن نفسه
فتقول :
<<كلا لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم ،وتقرى الضعيف ،وتحمل الكل ،وتكسب المعدوم ،وتعين على نوائب الحق>>
أرأيـــــــتى أخيتى الزوجة التقية التى تقف بجوار زوجها
وتعينه على مهامه
وفى الحصار الذى استمر ثلاثة أعوام على الرسول كانت
تبذل من المال ودخلت فى الحصار هى وأبناءها ،وبالرغم من هذا لم تترك
الرسول أو تتردد فى نصرة الدين ،ولكن وقفت قلعة شامخة تساند الحبيب وعند وفاتها حزن الحبيب على موتها وكان عام حزن على رسول الله
ماتت رمز الوفاء والحنان والعطاء والدفء والكلمة الطيبة لرسول الله
وحزن عليها حزناً شديداً ولكن لم تفارقه بروحها وإن فارقته بجسدها فظل
يذكرها ويحن إليها وكيف لا وهى من ساندته وأعطته ،حتى غارت منهاعائشة
"رضى الله عنها"
هل رأيتى يا مسلـــــــــمة العز بالإسلام والتكريم للمرأة
هكذا كان للمرأة شأنها وعزها وكبريائها بطاعتها لربها
أما الآن بعدما نزعوا عنها الحياء وجردوها من الثياب بدعوى التحرر والحرية وإنه لعين الذل والسخرية
فيا درة حفظت بالأمس غالية ....واليوم يبغونها للهو واللعب
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة .... غربية العقل غربية النسل
هل يستوى من رسول الله قائده.... دوماً وأخر هديه أبو لهب
وأين من كانت الزهراء أسوتها .... ممن تقفت خطى حمالة لحطب
عزكِ أخيتى بطاعتك لربك وقربك منه
بامتثال الأوامر واجتناب النواهى ،بالتعب والجد
نالت خير نساء زمانها أعلى الدرجات وحب الله ورسوله
فتعلمى يا بنت الإسلام واجعليها قدوة فى الحياة
وختاماً هل بقى شىء لم أذكره عن الطاهــــــــــرة
أستغفر الله وأتوب إليه وهل ذكرت شيئاً عنها
فمهما ذكرت لن ينتهى الكلام عن الطاهرة زوج رسول الله وأم أبناءه وسكنه
فهى فى قلب كل مسلمة
نسأل الله أن يحشرنا معها ويجمعنا بها فى الفردوس الأعلى
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام
وسلام الله عليكن ورحمته وبركاته
دمتن فى حفظ الرحمن أخواتى
الروابط المفضلة