لك مكان فخذ مكانك

رمضان مائدةُ كريم ولا يعجل الكريم برفع مائدته
وعنده ما يكفي آخر القادمين المهرولين ممن يعشمون باللحاق بالخير والأطايب
فإن فاتك منه أيامٌ بعيدَ القلب عن الطاعات وذكر الله فلا يفوتكَ فيه الأملُ في قبول الله
إن من يقتربُ من المائدة متأخرًا ويجد الناس يقومون من عندها شبعى ليغسلوا أيديهم شاكرين مطمئنين
فيستدير قبل أن يراهُ الناسخوفًا من أن يردَّه صاحب الوليمة ولا يرحب به أو يعتذر إليه لفراغ المائدة
قد ظن أنَّ من دعاهُ لم يكن على كامل السعة وظن أن من دعاهُ قد نسيه في زحام الوجوه أمَّا الله ..
فلا ينسى أحدًا من المتأخرين ولا يردُّ من أحسن الظنَّ به منهم
و يرحب بمن غلبهم البكاءُ والحياء وهرولوا ليلحقوا بكرمه وعطائه
فتقدَّمْ وهروِل واندم لعلَّ الله يجد في قلبك من ندمٍ وحياءٍ وحبٍّ ما يضعك به عند رأس المائدة. أ/ محمود توفيق حسين
شبكة الألوكة