الرسالة الرمضانية السابعة عشر : مع ربي ..

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .... أحبتي في الله ..
هل إذا سألك أحد الناس الآن بعد مضي سبعة عشر يوما من رمضان :
أين قلبك ؟؟؟
ترى بماذا ستجيب ؟؟
...عندما تذكر الله أين قلبك ؟
عندما تصلي أين قلبك ؟
عندما تقرأ أو تسمع القرأن اين قلبك ؟؟
قال أهل العلم : تفقدوا قلوبكم عند الذكر والصلاة وقراءة القرآن وعند النوم وعند الاستيقاظ ..
فأين قلبك في هذه الخمس ؟؟

أكتب لكم هذه الرسالة من بقاع المدينة النبوية ، وأسأل الله أن يكون قلبي وقلوبكم متعلقا بالله وحده
والذي دعاني لها قول ربي :" أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون "
ياااااااه .. لا يصحبون
أي عقوبة أشد من هذه ؟؟ لن يصحب ربه لن يأنس بربه لن يجد ربه .
أما المحبون فيذهبون إلى ربهم ، فهم بالله ومع الله وإلى الله.

إننا نحتاج أن نتدرب من الآن على عبودية التبتل أي الانقطاع والهجرة إلى الله تعالى قبل العشر الأواخر ، وأول التدريب أن نرفع شعار " مع ربي " وكيف لا نعيش معه وهو ولينا وحبيبنا وسيدنا وقرة أعيننا ؟
لكن ما المطلوب عمليا ؟؟

1- جلسة خلوة بالله في المسجد في البيت مغلقا بابك عليك بحيث لا تشغلك عن الله شاغلة .

2- التفكر في أسماء الله وصفاته أثناء قراءة ورد القرآن لنزداد معرفة فنزداد قربا فهذه غنيمة أن تكون " مع ربك " فتتعرف عليه أكثر ، وتذكر أنك في رمضان مطلوب منك أن تسأل عن ربك ، فبعد آيات الصيام قال الله " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب " فهل شعرت بقربه ؟؟

3- دفع الخواطر تحت عنوان " ليس هذا وقته ؟؟" فإن قلبك مغلق للتحسينات الإيمانية السنوية في رمضان .

4- أكثر من الثناء على الله في دعائك حتى يفيض القلب بمعاني الحب التي فيه تجاه ربه ..

أحبك ربي فلا تحرمني منك بذنبي ولا تحرمني لذة القرب منك بما كسبت يدي فأنا مقر بالذ قد كان مني وما لي حيلة إلا أني أرجو رحمتك وأخشى عذابك يا حبيب قلبي .

( هاني حلمي 17 رمضان 1433هـ )