كيفية التسوك


ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية[1]، والمالكية[2]، والشافعية[3]، والحنابلة[4]، إلى أن المستحب أن يستاك عرضًا، إلا في اللسان فإنه يستاك طولاً.
دليل من قال: المستحب أن يستاك عرضًا:
(742-78) ما رواه الطبراني في المعجم الكبير، قال: حدثنا يحيى بن عبدالباقي المصيصي وإبراهيم بن متويه الأصبهاني، قالا: ثنا يحيى بن عثمان الحمصي، ثنا اليمان بن عدي ثنا ثبيت بن كثير البصري الضبي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن بهز قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستاك عرضًا، ويشرب مصًّا، ويتنفس ثلاثًا، ويقول: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ[5].
[الحديث ضعيف][6].
الدليل الثاني:
من النظر، قالوا: إن الاستياك طولاً مضر باللثة والأسنان، فهو يدمي اللثة، ويفسد منابت الأسنان.
قلت: لم يثبت هذا، وإذا كان أحد يضره ذلك نهي عنه خاصة، لا أن يكون نهيًا عامًّا، ولذلك لا وجه لكونه مكروهًا - أعني: السواك طولاً - كما ذكره النووي والخطيب عن بعض فقهاء الشافعية[7].
فلم يثبت في ذلك سنة، وله أن يستاك بحسب ما يراه مناسبًا داعيًا للتطهير، فالمطلوب أن يستاك، فكيفما استاك حصلت السنة.
وقال محمد نجيب المطيعي: "أطباء الأسنان يقولون: إن الاستياك الصحيح يكون طولاً؛ أي: أعلى وأسفل؛ لأن الغشاء العاجي الأملس الذي يكسو الأسنان ينبغي المحافظة عليه، فالاستياك عرضًا يضر بهذا الغشاء، فيسرع إلى الأسنان الفساد"؛ ا.هـ [8].
فإن ثبت هذا طبيًّا، فإن الاستياك عرضًا يكون منهيًّا عنه.
وقد وصف بعض الأطباء طريقة التسوك بما يلي:
"يجب أن تطبق باتجاه رأسي لمحور السن واللثة، مما يساعد على تنشيط الدورة الدموية في اللثة، والتنظيف الفعال للأسنان دون أن يحدث أذى لهما. فيجب - والوجوب ليس في اصطلاح الشرع - أن يكون تسويك الأسنان العلوية على حدة، وكذلك الأسنان السفلية. أما اتجاه حركة التسويك لتنظيف الأسطح الخارجية والداخلية للأسنان العلوية، فيجب أن يكون من أعلى إلى أسفل نحو الأسطح الماضغة والقاطعة للأسنان، وتكون حركة التنظيف شاملة حواف اللثة لتدليكها، فيزداد تقرنها والوارد الدموي لأنسجتها فتزداد مقاومتها للأمراض وحيويتها أيضًا. وأما اتجاه حركة التنظيف للأسنان السفلية، فيجب أن تكون من أسفل إلى أعلى، وشاملة حواف اللثة أيضًا".
وأما الأدلة على مشروعية الاستياك في اللسان، وأنه يستاك طولاً، فمنها:
(743-79) الدليل الأول: ما رواه أحمد، قال: ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا حماد بن زيد، ثنا غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يستاك، وهو واضع طرف السواك على لسانه يستن إلى فوق. فوصف حماد كأنه يرفع سواكه. قال حماد: ووصفه لنا غيلان قال: كان يستن طولاً.
[الحديث صحيح][9].
وجه الاستدلال:
قول الراوي: "والسواك على طرف لسانه":
قال الحافظ: والمراد: طرفه الداخل، كما عند أحمد: "يستن إلى فوق"؛ ولهذا قال هنا: "كأنه يتهوع"، والتهوع: التقيؤ؛ أي: له صوت كصوت المتقيئ على سبيل المبالغة[10].
وقال في التلخيص: "وأما اللسان، فيستاك طولاً، كما في حديث أبي موسى في الصحيحين، ولفظ أحمد: "وطرف السواك على لسانه يستن إلى فوق"، قال الراوي: كان يستن طولاً" اهـ [11].
الدليل الثاني:
من حيث النظر، قال ابن دقيق العيد: "العلة التي تقتضي الاستياك على الأسنان موجودة في اللسان، بل هي أبلغ وأقوى؛ لما يرتقي إليه من أبخرة المعدة"[12].
رابط الموضوع: كيفية التسوك