لحديث القدسي يعلمنا < الحديث السادس عشر
الحديث القدسي يعلمنا
من المعروف أن كلام الله سبحانه وتعالى هو القرآن الكريم ولكن الحديث القدسي ايضا هى كلام الله
تعريف القرآن الكريم :
هو كلام الله سبحانه أوحى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه
القرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر
القرآن الكريم متعبد بتلاوته
وتحدى به رسول الله العرب جميعا بل الإنس والجن أن يأتوا بمثله
القرآن الكريم من قرأه كان له بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها
تعريف الأحاديث القدسية :
هو الحديث الذي يسنده النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل والقدسى نسبة للقداسة
وهي تحمل معنى التكريم والتعظيم والتنزيه ولعل من مناسبة
وصف هذا النوع من الأحاديث بهذا الوصف
أن الأحاديث القدسية تدور معانيها في الغالب على تقديس الله وتمجيده وتنزيهه
عما لا يليق به من النقائص وقليلاً ما تتعرض للأحكام التكليفية
الحديث القدسي لم يحدث له التحدي والإعجاز ما حدث للقرآن الكريم
الاحاديث القدسية أخبار ظنية الثبوت ولذلك فإن فيها الصحيح والحسن والضعيف
الحديث القدسي غير متعبد بتلاوته ولا يجزئ في الصلاة ولا يصدق عليه الثواب
الوارد في قراءة القرآن
ويرد الحديث القدسي بصيغ عديدة كأن يقول الراوي مثلاً :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه
أو أن يقول الراوي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى ، أو يقول الله تعالى
مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة حديث
تعريف الأحاديث النبوية :
هو ما أسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير
ونحوها ونقله عنه الصحابى والتابعين
الحديث السادس عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغا عن رب العزة جل وعلا:
يقولُ ربُّكُم :
(يا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعبادتِي ، أملأْ قلْبَكَ غِنًى ، وأملأْ يدَيْكَ رِزقًا ،
يا ابنَ آدمَ لا تُباعِدْ مِنِّي ، أملأْ قلبَكَ فَقْرًا ، وأملأْ يدَيْكَ شُغْلًا)
الراوي: معقل بن يسار- المحدث: الالبانى - المصدر: صحيح الترغيب
خلاصة حكم المحدث: صحيح
معانى المفردات
تَفَرَّغْ لِعبادتِي : لا تلهيك الحياة ومطالبها عن عبادتى خوفا من الفقر
لا تُباعِدْ مِنِّي : لا تبتعد عنى وتقل أنا مشغول
شرح الحديث
العمل عبادة ولكن لا يجب أن يكون العمل هو شغلنا الشاغل
و يجب أن يكون للعبادة والتفكر وأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
فلو أنك آمنت بالله لو أنك تعرفت عليه لو أنك فكرت في ملكوت السموات و الأرض
لو أنك تعرفت إلى منهج الله لو أنك حملت نفسك على طاعته هذا عمل للاخرة
يكون نتاجه جنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين
بينما كل أعمال الدنيا مهما شأنها تنتهي بالموت مهما وصلت بنا للغنى أو المناصب
مهما حصلنا من ثروة طائلة مهما بلغت من عز الدنيا
لابد فى النهاية مصيرنا الموت وأن نترك كل ما حصلناه ورائنا
من أن نوضع في القبر نخسره في لحظة موتنا
اخواتى فى الله
لابد لنا في كل دقيقة من حياتنا ان نستزيد من العلم النافع
و العمل الصالح الذي نتقرب به إلى الله
و علينا القيام بالدعوة إلى الله بشكل أو بآخر
و كذلك من اقلع عن معصية الله و صابر على طاعته
و رضى بقضائه و قدره فقد ربح عند الله
إن ابن آدم إذا جعل من وقته وقتا للعبادة فهذا الوقت له زكاة
إن أنفقت زكاة مالك حفظ الله لك بقية مالك
و إن أنفقت زكاة وقتك حفظ الله لك بقية وقتك
و بارك الله لك في وقتك و فعلت في الوقت القليل الشيء الكثير
و أما الذي لا يقتطع وقتاً من وقته لعبادة الله
ويقول لك أنا مشغول بالسعى للرزق فهذا هو الخسران المبين
إن لله عملاً في النهار لا يقبله بالليل و إن لله عملاً في الليل لا يقبله بالنهار
الآن إذا أديت زكاة وقتك فاقتطعت من وقتك وقتاً لعبادتك
لأداء الصلوات الخمس بإتقان لقراءة القرآن لحضور دروس الإيمان
لدعوة إلى الله، لعمل صالح لصلة ذوي القربى لخدمة المؤمنين
أنت حينما تعمل عملاً صالحاً تنفق الوقت استثماراً
و نحن في هذه الدنيا المحدودة إذا عشنا استرخاء و استمتاعاً بالحياة أنفقنا الوقت إنفاقاً استهلاكياً
وعندما يمر الوقت وينقطع العمل نتألم ولكن متى ؟
حينما نغادر الدنيا فنقول كما جاء فى كتاب الله :
قال تعالى :
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ﴾
المؤمنون: 99-100
أخوتى فى الله
هيا بنا نشعر أن الله معنا و إذا كان الله معك فمن يكون عليك؟
فبالقرب من الله تحس أنك وصلت إلى كل شيء
فكما قال ربنا ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء
وإن فتك فاتك كل شيء و أنا أحب إليك من كل شيء
الإحساس بالتيسير إحساس لا يوصف فالأمور كلها تجري لصالحك الأمور ميسرة
عملك ميسر زواجك ميسر تربية أولادك ميسرة
وهذا تأكيد قوله سبحانه فى الحديث
(... تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا ...)
أما إذا بعدنا عن القرب من الله بالغفلة والجرى وراء متع الحياة الفانية
تكون خيبة الأمل؟ و يكون الشعور بالخسارة؟ عند مجيء ملك الموت نقول :
﴿ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾
الزمر: 56
مازلنا أحياء و الحياة من أعظم النعم فعلينا أن نتوب إلى الله
أكبر نعمة أن القلب ينبض بإمكانك أن تفعل كل شيء
أما إذا ابتعدت عن منهج الله كنت في خسارة ما بعدها خسارة
و إلا تفعل مُلأت يديك شغلاً أندم الناس من عاش غنيا ليموت فقيراً
أندم الناس غني دخل ورثته بماله الجنة و دخل هو بماله النار
أندم الناس عالم دخل بعلمه النار و الذين علمهم دخلوا الجنة
فالقضية خطيرة جداً إن تفرغت لعبادة الله ملأ صدرك غنى و سد فقرك
عليك أنك تؤدي زكاة مالك ليحفظ الله لك بقية مالك عليك أن تؤدي زكاة وقتك
إن أديت زكاة وقتك بالتفرغ بعض الوقت لعبادة الله
يمكن أن تفعل في الوقت المحدود الشيء المستحيل عندئذ يبارك الله لك في وقتك
اللهم اشغل اوقاتنا بذكرك وطاعتك
والعمل بكتابك وسنة رسولك
تمت الاستعانة ببعض المواقع المتخصصة
.gif)
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة - بنت الأحرار -
الروابط المفضلة