التركيز على الأسس
علاج للضياع العقدي والسلوكي



الشيخ المربي الشهيد
خليل إبراهم نده الكبيسي



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه أما بعد:


ففي يوم من الايام وفي بيت من بيوت الله قلت: (إذا قدم احد الناس هدية لأحدكم وهي عشر نخلات من النوع الجيد جدا (البرحي) على شاطئ النهر قائلاً:
قم يا أخي معي وانظر إليها، ثم بدأ يصف مزاياها الفريدة من الجمال والعلو والنفع .
وبعد قليل قال: اني قطعت جذورها عن الارض، فلا شك في أنه يعتري المهدى اليه الحزن والأسف لأن هذه النخلات لن تثمر)



وهذا المثال ينطبق على حالنا فإذا لم يستقر الإيمان في القلب ويتجذر في النفس فكيف تظهر ثماره على الجوارح؟!


إن توسيع الإيمان وتعميقه مهم جدا، فإذا ترك هذا التوسيع والتعميق حصدنا سوء التنفيذ والتناقض الفظيع وهناك إهمال كبير للقضايا الايمانية وجهل واسع بالحقائق الشرعية، والإهمال والجهل هما من أخطر الأسلحة الفتاكة التي يستعملها الأعداء للتشكيك بحقيقة الدين .


قال أحد الأصدقاء: جلسنا نتجاذب أطراف الحديث عن الملائكة الكرام فلم نستطع أن نتكلم أكثر من 5 دقائق، مع أن الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان !!.


إن تضييع أسس الإيمان والتربية أمر فظيع والنتيجة ردة فكرية وربما تطورت إلى ردة عقدية فإلى الدراسات الإيمانية والدراسات التربوية العميقة للحصول على اللُباب الذي يعمق فينا تعظيم الله جل جلاله ومحبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ومحاسبة النفس والخضوع للأوامر الإلهية .


ولإهمالنا هذا أصبحنا نسمع في الفضائيات كلاما عجيبا من أناس كأنهم يناقشون الله تعالى ويرفضون حكمه ولا يستشعرون ما يفعلون!


فإلى هؤلاء وأمثالهم أنقل هذه الفتوى العميقة المختصرة للعلامة المجاهد الورع الشيخ محمد الحامد الحموي يرحمه الله إذ قال:-


(إن من رأى منهجاً وأتم وأكمل مما أتى به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه سبحانه وتعالى، فقد برئ من الإسلام وبرئ الإسلام منه، يدل على هذا .
قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) (المائدة: 3)
وقوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة: 50)
وقوله تعالى: (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ) (البقرة:138)



فالإسلام أتم نظام وأكمله، وعقيدته لا يعتريها ضعف في أنفس أصحابها؛ لأنها منقولة ومعقولة تحرسها البراهين وتدعمها الأدلة، وما تزداد على الأيام إلا جدَّة وشِدة ومتانة فيمن شرح الله صدره للإسلام .


وقد قال المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام مخبراً عن هذا الواقع الحق والشريف معاً: ... ولن تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله أي القيامة والساعة) .


ندعوا انفسنا وإخواننا الدعاة إلى الله إلى حسن تطبيق الشريعة ومراجعة النفس والاستزادة من العلم والاهتمام بتثقيف الناس.


والله اكبر ولله الحمد الباقي هو الباقي !