تأخذنا الدنيا بلهوها وبهرجتها وزينتها بعيدا إلى حيث قسوة القلب وضيق الحياة..
تبعدنا شيئا فشيئا وتسلخنا عن روح الحياة المطمئنة التي نتمناها ..
تجرّنا دون أن نشعر .. وتدخلنا في سراديبها اللي تبدو كسعادة في ظاهرها وهي مبطنة بألوان الكدر..
لتمضي الأيام تلو الأيام ونحن في تيه عن جادة الحق .. بسبب غفلة أورثت بُعدا ...
" يا دنيا غري غيري ... قد طلقتك ثلاثا " ... هكذا قال أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب – رضي الله عنه ..
نعم غري غيري .. وابتعدي عني ..
خلي يدي فلست من أسراكِ أنا يا حياة علوت فوق علاكِ
لاتفرضي قيدا على حريتي رحب انا كمدارج الأفــــــلاكِ

يا الله ردني إليك ردا جميلا فقد ضاقت الحيل إلا بك وانقطع الرجاء إلا منك
مصحفي الغالي .. يالتفريطي وتقصيري ويالبعدي الذي طال عنك .. مد إلى يدك لأصافح ورقاتك بقلبي قبل كفي..
مصلاي الحبيب .. يا لسرعة تلك الركعات التي قضيتها فيك .. دون أن أشعر بلذة الوقوف بين يدي الجبار ..
قلبي .. يا لقساوتك بعد ان غطت الدنيا نورك ونقاءك ..
هلا عدتّ من جديد إلى رحاب ربك .. ترجو رحمته وتخشى عذابه!
اللهم استعملنا ولاتستبدلنا .. اللهم لاتكلنا إلى انفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك فإنك إن تكلنا إلى أنفسنا، تكلنا إلى ضعف وعورة، وذنب وخطيئة، وإنا لا نثق إلا برحمتك ..