:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبتُ تغريدة كان هذا نصها :
:
إلزامُ نفسك بعمل تطوعي اختياري؛ يُعتبر كأنه نذرٌ وعقدٌ لابد من الوفاء به
فلن تكون حُرّاً بعد ذلك في تركه !!
فإن لم يكن لك عذرٌ أمام الله في ترك ما ألزمت نفسك به
فاحذرأن تكون ممن أخلف وعده !
وهذه أحد صفات المنافقين - والعياذ بالله -
نسأل الله أن يُعيننا على ما ألزمنا أنفسنا به
وأن يُعيذنا من النفاق وصفات المنافقين
اللهم آآآمين *
:
عملك التطوعي يعتبر نذراً !!
وأضفت توضيحاً لها :
عندما يُلزم أحد نفسه بعمل تطوعي اختاره بنفسه ولم يفرضه أحد عليه
ثم يتخلى عن القيام به ولا يقوم بالوفاء بما ألزم نفسه به ..
بدون أن يكون عنده سبب مقنع أومبرر يشفع له عند الله كعذر مقبول أمامه في عدم الوفاء به
فهنا سيكون قد أخلف وعده وقد يدخل في النفاق - والعياذ به -
لأنه يعتبر عقد من العقود ( يا أيّها الذّين آمنوا أوْفُوا بِالعُقُود )
:
وبناء على طلب الغاليات في توضيح الأدلة لما ذكرت
فقد جمعت لكم عدداً من الأقوال الواردة في التفاسير وبعض وقفات من محاضرة لأحد المشايخ
وكذلك من تواصل مباشر مع الأستاذة أناهيد السميري حفظها الله
وهذا هو ما جمعته لكم عسى أن يكون فيه أدلة كافية ..
:
وقال الضحاك : ( أوفوا بالعقود ) قال : ما أحل الله وما حرم وما أخذ الله من الميثاق على من أقر بالإيمان بالنبي [ صلى الله عليه وسلم ]
والكتاب أن يوفوا بما أخذ الله عليهم من الفرائض من الحلال والحرام .
هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان بالوفاء بالعقود، أي: بإكمالها، وإتمامها، وعدم نقضها ونقصها.
وهذا شامل للعقود التي بين العبد وبين ربه، من التزام عبوديته، والقيام بها أتم قيام، وعدم الانتقاص من حقوقها شيئا،
والتي بينه وبين الرسول بطاعته واتباعه، والتي بينه وبين الوالدين والأقارب، ببرهم وصلتهم، وعدم قطيعتهم.
والتي بينه وبين أصحابه من القيام بحقوق الصحبة في الغنى والفقر، واليسر والعسر، والتي بينه وبين الخلق من عقود المعاملات،
كالبيع والإجارة، ونحوهما، وعقود التبرعات كالهبة ونحوها، بل والقيام بحقوق المسلمين التي عقدها الله بينهم في قوله:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ْ} بالتناصر على الحق، والتعاون عليه والتآلف بين المسلمين وعدم التقاطع.
فهذا الأمر شامل لأصول الدين وفروعه، فكلها داخلة في العقود التي أمر الله بالقيام بها
فأمر الله سبحانه بالوفاء بالعقود ; قال الحسن : يعني بذلك عقود الدين وهي ما عقده المرء على نفسه ;
من بيع وشراء وإجارة وكراء ومناكحة وطلاق ومزارعة ومصالحة وتمليك وتخيير وعتق وتدبير وغير ذلك من الأمور ،
ما كان ذلك غير خارج عن الشريعة ; وكذلك ما عقده على نفسه لله من الطاعات ،
كالحج والصيام والاعتكاف والقيام والنذر وما أشبه ذلك من طاعات ملة الإسلام ، وأما نذر المباح فلا يلزم بإجماع من الأمة ;
قال ابن عباس : أوفوا بالعقود معناه بما أحل وبما حرم وبما فرض وبما حد في جميع الأشياء
" أوفوا بالعقود " ، يعني : أوفوا بالعهود التي عاهدتموها ربكم ، والعقود التي عاقدتموها إياه ، وأوجبتم بها على أنفسكم حقوقا ،
وألزمتم أنفسكم بها لله فروضا ، فأتموها بالوفاء والكمال والتمام منكم لله بما ألزمكم بها ، ولمن عاقدتموه منكم ،
بما أوجبتموه له بها على أنفسكم ، ولا تنكثوها فتنقضوها بعد توكيدها .
واختلف أهل التأويل في "العقود" التي أمر الله جل ثناؤه بالوفاء بها بهذه الآية ، بعد إجماع جميعهم على أن معنى"العقود " ، العهود .
قال أبو جعفر : و"العقود " جمع "عقد" ، وأصل "العقد" ، عقد الشيء بغيره ، وهو وصله به ، كما يعقد الحبل بالحبل ،
إذا وصل به شدا . يقال منه : "عقد فلان بينه وبين فلان عقدا ، فهو يعقده" ،
وذلك إذا واثقه على أمر وعاهده عليه عهدا بالوفاء له بما عاقده عليه ، من أمان وذمة ، أو نصرة ،
أو نكاح ، أو بيع ، أو شركة ، أو غير ذلك من العقود .
قال آخرون : بل هي العقود التي يتعاقدها الناس بينهم ، ويعقدها المرء على نفسه .
" أوفوا بالعقود " ، أمر منه عباده بالعمل بما ألزمهم من فرائضه وعقوده عقيب ذلك ، ونهي منه لهم عن نقض ما عقده عليهم منه ،
مع أن قوله : " أوفوا بالعقود " ، أمر منه بالوفاء بكل عقد أذن فيه ،
فغير جائز أن يخص منه شيء حتى تقوم حجة بخصوص شيء منه يجب التسليم لها .
فإذ كان الأمر في ذلك كما وصفنا ، فلا معنى لقول من وجه ذلك إلى معنى الأمر بالوفاء ببعض العقود التي أمر الله بالوفاء بها دون بعض .
:
مقتطفات من خطبة للشيخ عبد الله بن حسن القعود بعنوان : أوفوا بالعقود :
- والعقود جمع عقد، وهو الشد والربط، ويشمل أي عقد عقده الإنسان مع ربه، بلفظ عهد،
يشمل أي عهد عقده الإنسان مع ربه بلفظ عهد أو بلفظ نذر أو بلفظ يمين،
أو بأي لفظ يقتضي الالتزام في حدود طاعة الله، ويشمل مع الإنسان كذلكم العهد، أي عهد مع الإنسان،
أو أي عقد نكاح، أو عقد بيع، أو عقد إجارة، أو عقد كفالة، أو ضمان أو مشاركة أو مزارعة أو مساقاة،
أو غير ذلكم مما يقتضي الالتزام في حدود ما شرعه الله سبحانه وتعالى
- من هذه النصوص وأمثالها يتذكر الغافل شارد الذهن، ويتعلم الجاهل أن الوفاء بالعهد مبدأ أساسي من مبادئ ديننا الحنيف،
مبدأ توثيق وتأميم يحتاجه الإنسان مع الإنسان، ويحتاجه الإنسان مع ربه،
يحتاجه مع الإنسان ليظل بنو الإنسان بهذا الوفاء مترابطين، متآمنين، متعاونين، يحترم بعضهم بعضاً،
ويصدق بعضهم بعضاً ويفي بعضهم لبعض.
- ولعلم الله الأزلي، العامل بالأشياء جميعها، لعلمه الأزلي بحاجة الناس إلى هذا المبدأ، إلى مبدأ الوفاء بالعهود والعقود أياً كانت،
ما دامت في ضل شرع الله، ولم تخالف دين الله، لعلمه بحاجتهم إلى ذلكم، أمر بالوفاء بالعهود والتزام العقود،
أمر بذلكم وحذر من غدرها وخيانتها، حذر من غدر العهود، وخيانة العقود ومحاولة التخلص منها بغير حق،
حذر من ذلكم وأبدى تعالى فيه وأعذر، حذر من يرجون ثواب الله ليمتثلوا أوامر الله بالتزام ما أمرهم به من التزامات في حدود شرعه،
يقول سبحانه وتعالى:
(( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ))
[الرعد:25].
- وكما نهى تعالى عن الغدر والخيانة وأمر بالتزام والعقود والمواثيق أياً كان لفظها إذا لم تخالف شرع الله،
فقد وعد أهل الوفاء، وعد الملتزمين لما التزموا به شرعاً،
- اتقوا الله أيها الإخوة المؤمنون، وأوفوا بما أخذ عليكم من عهود فيما بينكم وبين الله سبحانه وتعالى،
الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وفي ما بينكم وبين عباد الله، أوفوا بحقوق الله،
وبحقوق عباد الله تستحقوا وعد الله سبحانه وتعالى، وتكونوا ممن قال الله فيهم:
(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))[الأحزاب:23]
:
وفي سؤال مباشر لأستاذة أناهيد بارك الله فيها عن هذا الأمر
أوردت شرح الشيخ السعدي للآية ، ثم قالت :
يزيد الأمر وضوحا لو تفكرنا في وصف المنافق أنه ( إذا وعد أخلف) لكفى
لأننا إذا اتفقنا مع أحد على أننا نسد له هذه الثغرة تبرعا منا أو حتى أنني سأرعى عيالها في فترة غيابها تبرعا مني
ثم أخلفت الموعد ولم أعتذر وأغلقت الجوال .. هذا ماذا يسمى ؟؟؟
:
آمل أن يكون فيما ذكرت كافياً وواضحاً
:
الروابط المفضلة